موقع 24:
2025-03-15@05:35:59 GMT

11 سبتمبر.. ذكرى مأساوية مضاعفة لدى بعض الأفغان

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

11 سبتمبر.. ذكرى مأساوية مضاعفة لدى بعض الأفغان

روت الناشطة الحقوقية الأفغانية نزيلة جمشيدي قصتها وأحاسيسها المتضاربة التي تشعر بها مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، خصوصاً بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

تم التعامل مع اللاجئين الأفغان كزائرين غير مرحب بهم في إيران

وكتبت في صحيفة "ذا هيل" أنها ولدت في مدينة هرات الأفغانية القديمة وأصبحت مواطنة أمريكية هذه السنة.

. بالنسبة إليها، تمثل الذكرى مأساة مزدوجة: هي تذكير كئيب بالألم الذي يعاني منه نظراؤها الأمريكيون، والمقدمة المأساوية للمصير المدمر الذي سيحل بوطنها أفغانستان.

وتضيف أن حياتها الشخصية تحركت مع المد والجزر في تعامل الولايات المتحدة مع أفغانستان والحرب هناك.. في ذروة الأزمة أواخر الثمانينات، عندما كانت الولايات المتحدة تدعم "المجاهدين" المناهضين للسوفيات، كان هناك أكثر من 6 ملايين لاجئ أفغاني، كانت عائلتها من بينهم وقد لجأت إلى إيران ثم تحملت الانتظار لمدة 17 عاماً قبل العودة إلى وطنها المحرر.

في إيران.. إذلال وإهانة

تم التعامل مع اللاجئين الأفغان كزائرين غير مرحب بهم في إيران.. في الفصول الدراسية، تم وضع الطلاب الأفغان في الصف الخلفي بحيث لم يستحقوا الجلوس في المقدمة، وتعلمت جمشيدي إخفاء هويتها الأفغانية التي لم تكن واضحة على الفور من مظهرها.. وومع ذلك، فقد انزعجت بشدة من التمييز والإذلال الواسع النطاق الذي واجهه اللاجئون الأفغان في مجتمعها، وتطاردها معرفة أن شعبها يعاني مرة أخرى من هذه المعاملة المخزية داخل وطنه. 

For me, this 9/11 is a dual tragedy — a sad reminder of the heartache suffered by my fellow Americans and the tragic prelude to the devastating fate that would befall my homeland, Afghanistan. Read more in my opinion piece here: https://t.co/yV1On4qLWr

— Nazila Jamshidi (@NazilaJamshidi1) September 11, 2023

غالباً ما كانت الأخبار الواردة من أفغانستان تهيمن على المحادثات داخل عائلتها، وتتضمن قصصاً عن القمع والجلد العلني للنساء والفقر وأزمة اللاجئين المستمرة، وتتذكر بوضوح الصورة المؤلمة التي خلّفها تعرض تماثيل بوذا في باميان للتدمير، والصدمة العميقة التي خلفتها هذه الصورة على وجه والدتها وعينيها الدامعتين وهي تشاهد الأخبار.. وتضيف أن ما لا يُنسى بالقدر نفسه هو الفرحة التي عمت عائلتها عندما أطاحت القوات الأمريكية بنظام طالبان، ما دفع الجميع إلى وضع خطط لعودتهم التي طال انتظارها إلى أفغانستان.

تحول عام وخاص

أدى اليأس الأمريكي والحماسة الوطنية بعد هجمات 11 سبتمبر إلى تعزيز الدعم للمجهود الحربي.. أرادت إدارة بوش حماية الولايات المتحدة، ودعم الأفغان بنشاط العمليات العسكرية الأمريكية، ما أدى إلى إطاحة طالبان في أقل من ستة أسابيع.. أدى هذا الدعم أيضاً إلى عودة ملايين اللاجئين، وبالنسبة إلى أفغانستان، قدمت تلك اللحظة فرصة فريدة للتخلص من السنوات المظلمة من حكم طالبان وتحويل نفسها.

لقد كانت فرصة لتحول الكاتبة على الصعيد الشخصي أيضاً.. بعد الغزو الأمريكي، انتقلت من طهران إلى هرات وتذوقت أول طعم للديمقراطية، لقد شاركت مع عائلتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الافتتاحية التي شهدت رجالاً ونساء متحمسين، يصطفون في مراكز الاقتراع على الرغم من عيوب تلك العملية. 

America had a second 9/11 tragedy in Afghanistan https://t.co/9kSE6Y2JAs

— TheHillOpinion (@TheHillOpinion) September 11, 2023

تجذّرت الديمقراطية ورسخت قيماً مثل حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتنوع في الحكومة والمدارس وأماكن العمل، وانضمت جمشيدي إلى منظمة غير حكومية تركز على حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، ما سمح لها كامرأة شابة بالقيام بما لم يكن بالإمكان تصوره، والسفر بحرية في جميع أنحاء البلاد والدفاع عن المرأة الأفغانية أمام الرجال من خلفيات عرقية متنوعة.. مع كل رحلة، رأت تحسنات ملموسة في مشاركة المرأة السياسية.

إنجاز ضائع.. بعد كلفة هائلة

في أغسطس (آب) 2021، شاهدت الكاتبة بحزن وصول المهمة العسكرية الأمريكية في أفغانستان إلى نهاية دموية، مخلفة وراءها عواقب مأساوية.. فكرت جمشيدي في تفكك التحولات الاجتماعية العميقة في أفغانستان، والتي تحققت بخسائر هائلة في أرواح الأمريكيين والأفغان وبكلفة تريليونات الدولارات.

بغض النظر عن الكيفية التي ينظر بها العالم إلى تورط الولايات المتحدة في أفغانستان، سواء كمهمة لدعم حقوق الإنسان أو كانتقام لهجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 أمريكي، تركزت وجهة نظر الكاتبة دائماً على فكرة مشاركة القيم الأمريكية مع أمة حرمت من الكرامة لفترة طويلة.. وعرفت الكاتبة عدداً لا يحصى من الأمريكيين الذين ذهبوا إلى أفغانستان بنوايا صادقة، لإحداث تغيير إيجابي في مجتمع عانى من معاناة هائلة.

كان حسن النية الملموس والتقدم الفعلي الذي كانوا يحرزونه واضحاً لأي شخص مهتم في ذلك الوقت.. تحمل ذكرى أحداث 11 سبتمبر هذه السنة أهمية مأساوية مضاعفة بالنسبة إلى جمشيدي، وتأسف لانهيار كل الخطوات التي تم تحقيقها عبر التضحيات الأمريكية والأفغانية، ما ترك فراغاً حيث ازدهر الأمل ذات يوم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني هجمات 11 سبتمبر أفغانستان الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟

 

كابل- تجمع أفغانستان، التي تعتبر قلب آسيا، عشرات من القوميات المختلفة يصل تعدادها إلى 14 قومية أهمها البشتون والطاجيك والهزارة والتركمان وغيرها، والاعتراف رسميا بمجموعة من القوميات، منها القومية العربية، التي ذكرت في النشيد الوطني الأفغاني إلى جانب أخريات.

سألنا حاجي غلام محمد عرب وهو واحد من كبار القومية العربية التي تعيش في أفغانستان، عن تاريخ وصول العرب إليها، فقال إنه كانت عدة موجات من الهجرة العربية إلى أفغانستان، بدأت في القرنين السابع والثامن الميلادي بالتزامن مع الفتوحات الإسلامية، حين هاجر الكثير من العرب إلى مناطق مختلفة في آسيا الوسطى وبالأخص بلاد ما وراء النهر مثل بخارى في أوزبكستان، ومَرْو من تركمانستان إضافة لمدن خراسان مثل جرجان في إيران ، وبلخ وكابول في أفغانستان.

ويطلق اسم بلاد ما وراء النهر على الدول التي تقع شمال نهر جيحون (آمو داريا) وهو المصطلح الذي أطلقه العرب المسلمون على هذه المناطق بعد الفتح الإسلامي وتشمل مدنا مهمة مثل سمرقند وبخارى وفرغانة وطشقند وترمذ وغيرها.

 

رحلة الاضطهاد

ويضيف حاجي غلام  أنه بسبب اضطهاد السوفييت للمسلمين في وسط آسيا، في القرن التاسع عشر الميلادي، هاجر الكثير منهم إلى شمال أفغانستان لا سيما إلى مدينة بلخ، فمنحهم الملك الأفغاني أراضي في مناطق في شمال أفغانستان في بلخ وقندز وغيرها وتم بناء قرية خاصة بهم تسمى (إمام صاحب).

إعلان

واعتمدت معظم القبائل العربية المهاجرة من وسط آسيا إلى شمال أفغانستان على النظام الرعوي كأسلوب حياة، وهم يعيشون حتى اليوم في جبال هندكوش بالأخص في بدخشان وقندز وبامير، ويتنقلون بحسب الفصول:

في فصل الشتاء يبقون في بيوتهم في قراهم والتي تسمى (قشلاق) وفي فصل الربيع والصيف يرحلون مع قطعانهم عبر الوديان إلى مناطق الرعي لا سيما جبال بدخشان وبالأخص بادية درواز وبحيرة شيوة وتسمى مناطق الرعي هذه (إيلاق) حيث ينصبون الخيام ويبقون حتى بداية فصل الخريف. وفي الخريف يعودون بقطعانهم إلى قراهم وتستغرق هذه الرحلة قرابة 3 أسابيع.

وهؤلاء البدو ذوو الأصول العربية يكادون لا يتكلمون العربية، فقد اختلطت لغتهم باللغات المحلية ولم يبق من اللغة الأصلية إلا القليل.

 

عودة أفغان إلى بلادهم من معابر وحدود مختلفة (الجزيرة) رحلة الجهاد

أما الموجة الثالثة من هجرة العرب إلى أفغانستان، فيضيف كبير القومية العربية أنه حدثت الموجة الأخيرة من هجرة العرب إلى أفغانستان إبان الغزو السوفياتي في العصر الحديث، وانتقل بعض العرب إلى أفغانستان للجهاد ضد الاحتلال السوفياتي، وهؤلاء معظمهم عادوا إلى بلادهم وبقي القليل منهم في القرى والمناطق الأفغانية.

يعد الشهيد عبد الله عزام أهم هؤلاء والذي أسس مكتب خدمات المجاهدين في بيشاور- باكستان، وكان يقوم بتنظيم دخول العرب للجهاد في أفغانستان، ومنهم أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم.

أما عن العرب الموجودين في الولايات الأخرى فيوضح المتحدث ذاته وجود قبائل عربية تحظى بمكانة مهمة في المجتمع الأفغاني، ولهم ألقاب خاصة تشير إلى نسبهم فـ"السادة" ينتسبون إلى أهل البيت، و"الخواجات" ينتسبون إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما يطلق لقب "المير" على من ينتسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. إضافة لذلك توجد قبائل عربية مشهورة مثل الكيلاني والقريشي والخزاعي والشيباني وغيرها، حسب المصدر ذاته.

متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغانستان (الجزيرة) قومية رسمية

أما الشاب رحمة الله عرب، و هو أحد أبناء القومية العربية التي تعيش في إحدى القرى التابعة لمدينة مزار شريف، فيقول للجزيرة نت، عن القرى العربية في هذه المنطقة، "لدينا أربع قرى يسكنها العرب وهي حسن أباد، وسلطان آريغ، ويخدان، وخوشحال أباد، وهم يتكلمون العربية مع بعض التحريفات التي دخلت عليها عبر التاريخ".

إعلان

وأضاف أنهم يفتخرون بقوميتهم العربية. ويرى أنه حين كانت أفغانستان تخضع للحكم العربي لمدة 8 قرون كان للعرب مكانة مهمة في المجتمع الأفغاني، ولكن حين استولى السلجوقيون على الحكم أخفى بعض العرب هويتهم الحقيقية خوفا من البطش واندمجوا بالأقوام الأخرى.

واختلطت اللغة العربية باللغات المحلية الأخرى وأصبحت مزيجا من هذه اللغات، ولكنهم ما زلوا يستخدمون الكثير من الكلمات العربية في حديثهم.

ويشكل عرب أفغانستان بحسب الإحصائيات 20% من مجموع السكان وبواقع 4 إلى 5 ملايين نسمة من سكان أفغانستان، وقد تم الاعتراف رسميا بالقومية العربية في عهد الرئيس السابق كرزاي، وقامت الحكومة آنذاك بإنشاء أكثر من 200 مدرسة في المناطق التي يقطنها العرب في أفغانستان، وتمت إضافة القومية العربية في الهويات الرسمية الأفغانية في خانة القومية، وهؤلاء يمثلهم مجلس شورى العرب في أفغانستان برئاسة الملا عزة الله عاطف.

 

باعة أفغان يبيعون الخبز على جانب الطريق في كابل (الإسبانية ) كرم و شجاعة وحسن ضيافة

أما عن عاداتهم وتقاليدهم فيخبرنا رسول محمد عرب، وهو أحد أفراد القومية العربية الموجدين في ولاية هرات، أنه رغم اندماجهم  بالقوميات الأفغانية الأخرى وتشابه عاداتهم وتقاليدهم، إلا أنهم ما زالوا يفتخرون بالقيم والمبادئ العربية الأصيلة ولا سيما الشجاعة والكرم وحسن الضيافة.

ويضيف أن هذه المبادئ تحظى لديهم بأهمية بالغة "فنحن نعرف أن العرب، ومنذ الجاهلية تغنوا بالكرم وحسن الضيافة، ونحن نولي أهمية كبيرة لهذه القيم".

ويتابع رسول أن من عاداتهم  في قراهم إن وصل ضيف إلى باب أحد البيوت فإنهم ملزمون بإكرامه، وضيافته لمدة 3 أيام دون سؤاله عن اسمه أو عن سبب قدومه، وفي اليوم الثالث يسأله صاحب البيت عن حاجته، وهو ملزم بتلبية حاجة هذا الضيف مهما كانت.

ومن العادات الخاصة بهم عاداتهم في الزفاف، يوضح رسول أنه حين يقرر شخص ما خطبة فتاة فعليه أن يذهب رفقة عائلته وقرابة الـ50 شخصا من أقاربه مصطحبين ثلاثة من الخراف وبقرة واحدة وكمية كبيرة من الحلوى.

إعلان

يذهب وفد العريس إلى بيت والد العروس وتتم دعوة ملالي وكبار القرية ويتم عقد الاتفاق وبعدها يتم توزيع الحلوى على الحاضرين، ويتم الاتفاق على المهر الذي يتراوح بين الـ4 آلاف و5 آلاف دولار، وإذا تم الإيجاب والقبول يتم تحديد موعد يوم الزفاف. ويوم العرس يتم ذبح الخراف وطبخ أكثر من 400 كيلوغرام من الأرز، ويتم إطعام الضيوف، وتوزيع الطعام على الجيران والفقراء من أهل القرية.

ومن عاداتهم كذلك، عادات خاصة بيوم المولد النبوي في مدينة هرات، عبر تنظيم اتحادية عرب المدينة فعاليات واحتفالات خاصة، يقومون فيها بدعوة كبار القومية العربية للاحتفال، ويقدمون الطعام لأكثر من 5 آلاف شخص بهذه المناسبة.

طوال التاريخ برز الكثير من أفراد القومية العربية في أفغانستان من العلماء والشعراء والأدباء، ومن أبرز هؤلاء المفكر جمال الدين الأفغاني، ومنهم الخواجة عبد الله الأنصاري العالم والمفسر والصوفي، والذي لا يزال ضريحه يشكل معلما تاريخيا مهما في ولاية هرات، والشاعرة رابعة البلخية وهي أول شاعرة في تاريخ الشعر الفارسي والتي كتبت الشعر باللغتين والعربية والفارسية، وغيرهم الكثير.

مقالات مشابهة

  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية على وزير النفط وتصفها بـ "النفاق"
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • القصة الكاملة لوفاة مأساوية لطفل مطروح
  • عدن تعيش اوضاعاً مأساوية جراء استمرار انقطاع الكهرباء
  • سلطنة عُمان وأفغانستان تبحثان تعزيز العلاقات التجارية
  • كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟
  • الرئيس الأمريكي يتراجع عن مضاعفة الرسوم الجمركية على كندا
  • باحث أمريكي: المزاج الوطني المتوتر في إيران قد يعقرل الجهود الأمريكية للتفاوض
  • الصين تجري محادثات مع إيران وروسيا للرد على الرسوم الأمريكية
  • باحث أمريكي: المزاج الوطني المتوتر في إيران قد يعرق الجهود الأمريكية للتفاوض