التدريبات الأمريكية - الأرمينية.. إعادة تموضع جيوسياسي في جنوب القوقاز
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
في الوقت الذي تسعى واشنطن إلى استغلال الانشقاقات في دائرة النفوذ الروسي التقليدي، بدأت قوات أمريكية تدريبات مشتركة مع قوات من أرمينيا، في هذا البلد الصغير في جنوب القوقاز والذي كان حليفاً لروسيا منذ 200 سنة.
حتى الآن، التزمت أرمينيا الحذر في شأن استفزاز روسيا
وكتب توماس غروف وفيفيان سلامة في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه في علامة على إعادة تموضع جيوسياسي بدفع من من الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدأت القوات الأمريكية مناورات مشتركة مع قوات أرمينية لمدة عشرة أيام،وسيتدرب نحو 175 عسكرياً أرمينياً مع 85 جندياً من الجيش الأمريكي في أوروبا ومن القيادة الإفريقية، قرب يريفان.
ومنذ الانفصال عن الاتحاد السوفييتي، شكلت أرمينيا شريكاً أمنياً مهماً لروسيا وهي تؤوي عدداً من القواعد العسكرية التي يقيمها الكرملين خارج الأراضي الروسية، كما أن أرمينيا بقيت عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف أمني يضم دولاً من الاتحاد السوفيتي السابق، والذي أسسته موسكو رداً على حلف شمال الأطلسي.
As Washington seeks to exploit cracks in Russia’s traditional sphere of influence, U.S. forces began joint military exercises with troops from Armenia, a longtime Moscow ally https://t.co/8skfFDMmOF
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 11, 2023لكن أرمينيا تعمد إلى النأي بنفسها عن النفوذ الروسي بشكل متزايد، خصوصاً عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا.. وفي وقت سابق من هذه السنة، رفض رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مباشرة استضافة مناورات منظمة معاهدة الأمن الجماعي في أرمينيا، كما أنه رفض إرسال قوات للمشاركة في هذه المناورات، التي أجريت في وقت سابق من هذا الشهر في بيلاروسيا.
وأقر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة، تتطلع إلى تعزيز التعاون مع دول تعتمد تقليدياً على موسكو في التعاون الاقتصادي والعسكري، على الرغم من أن هذا المسؤول رفض فكرة أن يكون هذا هو هدف المناورات الجارية حالياً مع أرمينيا.. وقال: "نتطلع دائماً إلى تعميق علاقاتنا الثنائية مع هذه الدول".
وسبق لأرمينيا أن استضافت قوات من حلف شمال الأطلسي للتدريب.. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن المناورات المشتركة مع أرمينيا كانت موضع تخطيط منذ زمن، وإنها تركز على عمليات حفظ السلام.
تصاعد التوترات الإقليميةوتأتي المناورات وسط تصاعد في التوترات الإقليمية بين أرمينيا وجارتها أذربيجان، وكذلك وسط خيبة أرمينية من فشل روسيا، في فرض تنفيذ اتفاق وقف النار الذي رعته بين البلدين عام 2020، بينما الكرملين غارق في الحرب الأوكرانية.
Armenia’s latest exercises with Washington, coming as Russia is distracted with the war in Ukraine, show that the country may be easing away from its traditional cooperation with Moscow, with ramifications for Azerbaijan. By @tggrove and @vmsalama https://t.co/layFelkziM
— Will Mauldin (@willmauldin) September 11, 2023وبينما يعكس تحول أرمينيا نحو الغرب تغيراً في نظرة الجيل الشاب الذي يرى مستقبله في أوروبا والولايات المتحدة، فإنه يعكس أيضاً إحباطاً أرمينياً من روسيا.. وتقول يريفان إن موسكو المنشغلة بأوكرانيا، قد أخفقت في الوفاء بالضمانات الأمنية التي تعهدت بها في ناغورني قرة باغ، الجيب الأرميني الذي يقع داخل أذربيجان، وهو محل نزاع عنيف في معظم الأحيان، بين أذربيجان وأرمينيا منذ ثلاثة عقود، ويقطن هذا الجيب 120 ألف أرميني، وأعلن الانفصال عن أذربيجان في التسعينات.
والأسبوع الماضي، حشدت أذربيجان قوات حول الجيب وعلى حدود أرمينيا، في خطوة حذر باشينيان، من أنها تفاقم الوضعين السياسي والعسكري.
وفي وقت سابق، أخفقت موسكو في مساعدة أرمينيا عام 2021 عبر منظمة معاهدة الأمن الجماعي، عندما اتهمت يريفان أذربيجان بالتوغل داخل الأراضي الأرمينية.
ضعف إستراتيجيويقول رئيس مركز الأبحاث للسياسة الأمنية في يريفان أريج كوتشينيان، إن "أرمينيا تعتمد على نحو مبالغ فيه على روسيا وهذا الضعف الإستراتيجي الأكبر لنا وخطأنا الأكبر، وعلينا إحداث تغيير حيال الغرب وشركاء آخرين.. لم يعد الأرمينيون ينظرون إلى روسيا كشريك.. بدأوا في وصفها بالخائنة".
حتى الآن، التزمت أرمينيا الحذر بشأن استفزاز روسيا، التي غزت جورجيا عام 2008 وأوكرانيا العام الماضي، بعدما حاولتا الخروج من دائرة نفوذها.. ومع ذلك، تتعرض روسيا لانتقادات متزايدة في الخطاب الأرميني المؤيد للغرب، وفي الإعراب عن خيبة الأمل من سياساتها.. واستدعت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي السفير الأرميني للاحتجاج على اللغة المناهضة لروسيا في أوساط المسؤولين في يريفان.
وفي الوقت الذي تزداد فيه التوترات بين روسيا وأرمينيا حول ناغورني قره باغ، تضطلع الولايات المتحدة بدور ناشط في المنطقة، منددة بالأزمة الإنسانية داخل الإقليم الانفصالي، وتدعو أذربيجان إلى إعادة فتح ممر لاتشين.
وأثارت المناورات الجارية مع أرمينيا قلقاً في أذربيجان، بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تكون وسيطاً نزيهاً في نزاعها مع يريفان، على الرغم من الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، وكذلك المسؤولون في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لإجراء محادثات بين الجانبين من أجل خفض التوتر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ناغورني قره باغ أرمينيا أذربيجان
إقرأ أيضاً:
قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك
اعترف مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية أن قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك.
وقال المصدر: "في أفضل الأحوال، سيطرنا على نحو 1376 كيلومترا مربعا، الآن بالطبع هذه المساحة أصغر، الآن نسيطر على نحو 800 كيلومتر مربع"، حسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وتشير الوكالة إلى أن كييف، من خلال هجومها على كورسك، كانت "تهدف إلى إبطاء تقدم القوات المسلحة الروسية في دونباس واستخدام السيطرة على المنطقة كوسيلة ضغط في مفاوضات السلام المستقبلية المحتملة، لكن القوات الروسية تواصل التقدم بشكل حاسم".
ووفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، فقد خسرت أوكرانيا على محور كورسك ما يزيد عن 34690 عسكريا و215 دبابة، ومئات المدرعات والمدافع وراجمات الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي و68 محطة حرب إلكترونية و16 محطة رادار وغيرها من الأسلحة والمعدات.