كشف الكاتب أيمن الحكيم، مؤلف كتاب «بليغ حمدي.. سيرة الألحان»، رحلته مع ذلك مشروع الأدبي، والذي استغرق منه سنواتٍ طويلة من البحث والتدقيق والتفتيش في خزائن الموسيقار الراحل، الذي تحل ذكرى وفاته الـ30، اليوم الثلاثاء، موضحًا أنّ ذلك الكتاب هو النسخة الثالثة، بعدما سبق وطرح النسخة الأولى عام 2000، أما النسخة الثانية جرى طرحها بعدها بسنوات تحت عنوان «موال الشجن»، وأخيرًا جرى إصدار كُتيب عن السنوات الـ5 الذي قضاهم في باريس في أيامه الأخيرة، قائلًا لـ«الوطن»: «كل نسخة وكأنها كتاب جديد تمامًا، يضم تفاصيل ومعلومات مُختلفة».

يقول إنّ «بليغ حمدي صاحب رحلة طويلة جدًا بالنسبة لي، وحياته كان تُشبه المنجم، رغم قسوتها، وأعتبر نفسي محظوظًا أنني اكتشفت تلك الأسرار والكواليس عن قُرب، فهو رحل في عمر الـ62، لكن من كثرة الحكايات والتفاصيل التي عاشها، تشعر وأنه صاحب الألف عام، وأعتقد أنّ بليغ لم يُكتشف بعد، رغم مرور نحو 3 عقود على وفاته».

ويصف رحلته في كتابة السيرة الذاتية لبليغ حمدي، بقوله: «أعتبر بليغ هو من اختارني لكتابة حياته، وليس أنا الذي اختارته من بين كل الفنانين، خاصة وأنني لم أعاصره، فأنا لم أكن أخطو خطواتي الأولى في عالم الصحافة حتى اللحظات الأخيرة من حياته»، لافتًا إلى أنّ الفنان محمد رشدي، هو صاحب فكرة تسجيل ذلك الكتاب، «ذات مرة، كان معي حوارًا مع محمد رشدي، وهو كان من أقرب أصدقاءه، وكان يطلب مني قبيل كل ذكرى على وفاة بليغ، بأن أعمل مشروعًا صحافيًا عنه، خاصة وأنه عرّفني على أصحابه المُقربين، مثل عبد الرحمن الأبنودي، ووجدي الحكيم، وعفاف راضي، ومرسي سعد الدين شقيق بليغ، وأصبحت مقربًا منهم بشكلٍ كبير.. فكل شخص من أصدقاءه لديه قصص كثيرة عنه».

وقال إنّ: «مكتب بليغ كان بعمارة في منطقة الزمالك، وصاحب العمارة حصل على المكتب بعد فترة طويلة من التقاضي، وبالطبع لم يكن مُدركًا لقيمة وأهمية المقتنيات التي كانت موجودة بالمكان، ويُعاملها وكأنها كراكيب، سواء كانت نوت موسيقية أو أوراق أو ملابس وغيرها، فكاد أن يُلقي بهم في الشارع إلا أن أسرته حصلت عليهم بالطبع، وكانت لي الفرصة أن أطلع عليها، وظللت أفرزهم لفترة طويلة جدًا، واكتشفت أنّ بليغ كان يكتب بما يُشبه الخواطر أو مذكرات شخصية».

وتابع أيمن الحكيم، «من هنا جاءت لي فكرة عمل كتاب عن بليغ حمدي، خصوصًا وأنني الوحيد المُنفرد بتلك المقتنيات والمذكرات الشخصية، فقد تذكرت كلمات محمد رشدي لي: (مش هتعرفوا قيمة بليغ إلا بعد 50 سنة) وبالفعل اكتشفت أن حياته مليئة بالعديد من الحكايات والأسرار، وأنا حريص حتى الآن على البحث في خزائن أسراره».

ولفت إلى الجملة التي استوقفته من بين كتابات بليغ حمدي، وهي «أنا جيت الدنيا عشان ألحن»، قائلًا: «فعلاً لم يعمل شيئًا في حياته سوى المزيكا، فقد كان فاشلًا في كل جوانب حياته باستثناء ذلك الأمر فقط، سواء كانت حياته الشخصية أو ثروات، فقد صنع أكثر من ألفي لحن، وفقًا لإحصائيات جمعية المؤلفين والملحنين، لكن أعتقد أن أرشيفه تجاوز الـ3 آلاف لحن».

وقال: «كان من المفترض أنّ يكون بليغ من أغنى الفنانين في مصر، وربح أموال ضخمة من عمله في المزيكا فعلًا، لكنه مات دون أي ثروة أو ممتلكات، فقد كان يعيش بالإيجار، وذلك بسبب كرمه الزيادة مع كل المحيطين به، ويُنفق آلاف الجنيهات في ساعاتٍ معدودة»، متابعًا «كان يصرف أمواله على المزيكا وقد يُقدم ألحانًا مجانًا، رغم أنه صنع العديد من النجوم».

واستعرض أيمن الحكيم، كواليس لقاءه بـ محسن خطاب، صديق بليغ حمدي المُقرب، والذي عاش بمنزله لمدة 5 سنوات في باريس، «محسن كنز كبير، كونه يمتلك قصص وحكايات كثيرة عن بليغ»، لافتًا إلى أنّ لديه البيانو الخاص بالموسيقار الراحل، الذي قدّم عليه كل ألحانه في السنوات الـ5 الأخيرة من حياته، فلازال موجودًا في باريس حتى الآن، «فشلنا في دخول البيانو إلى مصر، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الجمارك، والتي تُقدر بمبلغ مالي ضخم جدًا، لذلك نناشد كل الجهات الرسمية لتُساعدنا في استلامه دون تحمل أي تكاليف، والأسرة على استعداد لإهدائه لوزارة الثقافة لوضعه في دار الأوبرا مثلًا، ليكون مُتاحًا للجمهور».

وكشف عن عمله على مشروع فني جديد حاليًا خاص بحياة بليغ حمدي، موضحًا أنَّه سيُقدم السيرة الذاتية في مسلسل تليفزيوني، لازال يعمل على مرحلة الكتابة حاليًا، إذ انتهى من كتابة الحلقات الأولى منه، قائلًا: «عامل شكل جديد في التناول الدرامي لحياته، فسوف نتطرق إلى العمل من منظور فني وإنساني، ونستعرض كواليس وقصص أبرز أغانيه».

وأضاف أنَّ تلك الخطوة تأتي بعدما قدّم مسرحية «سيرة حب» بطولة إيهاب فهمي، عن حياة بليغ حمدي، وحقق تفاعلًا جماهيريًا كبيرًا كما أنَّها حصدت أكثر من جائزة، «الدراما تصل للجمهور على نطاق واسع، عكس الكتب، لذلك قررت أقدم مسلسل تليفزيوني عنه من 30 حلقة منفصلة متصلة».

وأشار إلى إمكانية إحياء أسرة بليغ حمدي، لذكرى وفاته الثلاثين في سبتمبر المُقبل، من خلال تنظيم معرض يضم أبرز مقتنياته، لتكون متاحة لجمهورها ومُشاهدتها في تلك الفترة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بليغ حمدي أيمن الحكيم سيرة ذاتية بلیغ حمدی

إقرأ أيضاً:

ناسا تدخل خدمة جي بي إس إلى سطح القمر قريبا

تعمل ناسا الآن على تطوير نظام ملاحي مشابه لما هو موجود على الأرض، ولكن على سطح القمر، يسعى هذا المشروع من وكالة الفضاء إلى تسهيل تنقل رواد الفضاء في المهمات المستقبلية، بدءا من التنقل البسيط على سطح القمر وصولا إلى إنشاء قواعد قمرية طويلة الأمد.

وقد نجحت تجربة "جهاز استقبال نظام تحديد المواقع القمرية" الذي كان جزءا من مهمة "بلوغوست"، التي هبطت مركبتها مؤخرا على سطح القمر في مطلع هذا الشهر، في إظهار القدرة على استقبال إشارات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" المرسلة من مدار الأرض.

تعتمد التجربة القمرية على تقنية كانت مستخدمة منذ مدة طويلة على الأرض، وهي "نظام الأقمار الصناعية للملاحة العالمية"، وهو شبكة من الأقمار الاصطناعية تشمل نظام "جي بي إس" المعروف.

ويعد استخدام هذا النظام شائعا في جميع المجالات تقريبا، بدءا من توجيه الهواتف الذكية إلى إدارة حركة الطيران، مما يجعله أداة موثوقة للملاحة الدقيقة.

فريق ناسا أثناء متابعة هبوط بلوغوست (ناسا)

ومن خلال نجاح تسلّم وتتبع إشارات نظام الأقمار الاصطناعية للملاحة العالمية على القمر، مهد جهاز الاستقبال الطريق أمام رواد الفضاء للاعتماد على أنظمة ملاحة مشابهة لتلك التي يستخدمونها على الأرض.

إعلان

ووفقا لكيڤن كوغانز من برنامج الاتصالات والملاحة الفضائية في ناسا، يعد تتبع إشارات النظام الملاحي على القمر حدثا ثوريا في مجال الملاحة القمرية.

يضمن النظام الجديد القدرة على تتبع المواقع والسرعات بدقة، متزامنة مع توقيت الأرض، وهو ما يعد تمكينا لرواد الفضاء والمركبات الفضائية من التنقل بين مواقع القمر بدقة غير مسبوقة.

كما يُتوقع أن تسهم هذه التكنولوجيا في تسهيل الملاحة بين الأرض والقمر، التي كانت تقليديا تتطلب مزيجا معقدا من الملاحظات وقراءات المستشعرات والحسابات الرياضية.

مركبة الهبوط القمرية "بلوغوست ميشن 1" تحمل 10 أدوات علمية وتقنية خاصة بوكالة ناسا إلى الجانب القريب من القمر (ناسا) شراكة عالمية لاستكشاف القمر

يعزى نجاح جهاز الاستقبال الموجود على متن المركبة الفضائية إلى وكالة الفضاء الإيطالية التي ساعدت في تنفيذ المشروع، ويعد الجهاز أول قطعة تصل إلى القمر من المعدات التي طوّرت بمساعدة أيد إيطالية.

وبمجرد أن تصبح التكنولوجيا قابلة للاستخدام بشكل كامل، تهدف ناسا ووكالة الفضاء الإيطالية إلى جعلها متاحة لجميع وكالات الفضاء، مما يفتح المجال لاستخدام هذا النظام الملاحي المبتكر في المهمات القمرية المستقبلية.

فريق عمل تجربة "جهاز استقبال نظام تحديد المواقع القمرية" (ناسا)

كما تهدف ناسا إلى استخدام هذا الجهاز في بعثاتها المأهولة المستقبلية ضمن برنامج "أرتميس" الذي سيضمن وجودا مستداما للبشر على سطح القمر بحلول عام 2027 وفقا للخطة الموضوعة.

ويشير مهندس ديناميكيات الطيران في مركز غودارد للطيران الفضائي جويل باركر إلى أن الوكالة تسعى إلى تمكين مزيد من المهمات الفضائية من أجل مصلحة الجميع، بهدف التعاون مع شركاء دوليين.

وسيخضع الجهاز لمزيد من الاختبارات خلال ما تبقى من مهمة "بلوغوست" البالغة 14 يوما، في حين سيبقى على اتصال مباشر مع نظام الأقمار الاصطناعية للملاحة العالمية عبر مسافة تقدّر بحوالي 360 ألف كيلومتر.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الحكيم عن حلبجة: أفضل تكريم لها هو اعتبارها محافظة جديدة
  • الحكيم: يجب التصدي لكراهية الإسلام
  • الحكيم في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوة لتصحيح الصور المغلوطة
  • ريهام حجاج: التكنولوجيا أصبحت أداة خطيرة ومسلسل "أثينا" يسلط الضوء على مخاطرها
  • مسلسل «أشغال شقة جدا» الحلقة الأخيرة.. بسبب عربي حمدي يقع في قبضة الشرطة
  • ناسا تدخل خدمة جي بي إس إلى سطح القمر قريبا
  • بعد الشيباني.. فيدان في بغداد قريباً
  • بعد مناشدات لإطلاق سراحهم برمضان.. النظام المصري يفرج عن 15 شخصًا فقط
  • مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 14.. ياسمين تفسد مخطط حماتها لمنع حمدي من السفر لـ المالديف
  • خلية نحل لتطوير ميدان العتبة.. قريبا بمظهر حضاري لائق| شاهد