تواصل القيادات الحوثية انتهاج أسلوب التهديد والوعيد لتغطية التأزم الداخلي الذي تعيشه الجماعة في ظل تصاعد الاحتجاجات المطالبة بصرف المرتبات المنهوبة.

وعلى مقربة من مقر بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة "اونمها"، رد رئيس المجلس السياسي الحوثي مهدي المشاط على الدعوات التي أطلقتها البعثة بشأن وقف التصعيد من أجل إحلال السلام في الحديدة واستمرار استغلال اتفاق ستوكهولم في العسكرة وكافة أنواع الأعمال الاستفزازية.

القيادي الحوثي كان يتحدث في لقاء موسع لتدشين السياسة العامة الزراعية لسهل تهامة في محافظة الحديدة. موضحا أن ميليشياتهم أصبحت تمتلك قوة صاروخية قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة في الدول المجاورة وأي مكان في اليمن -في إشارة إلى المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.

اعتراف المشاط يؤكد حقيقة استغلال الحديدة كمنصة للترويج لأعمال الميليشيات العدائية بدءا من التهديد بضرب الحركة الملاحية في البحر الأحمر والتصعيد البري أو الجوي من خلال المسيرات المفخخة.

التصريحات الحوثية جاءت لتؤكد حقيقة التقارير والمعلومات الاستخباراتية التي تحدثت عن تلقي الميليشيات الحوثية خلال الفترة الماضية دعماً عسكرياً من إيران عن طريق ميناء الحديدة الذي أعيد فتحه دون أي تفتيش أو رقابة أممية. 

وأشارت التقارير إلى أن إيران لا تزال تقدم دعماً عسكرياً سواء في جانب تعزيز المنظومة الصاروخية أو الطيران المسير، متحدية التحذيرات الدولية والأممية المتكررة بوقف هذه الأعمال العدائية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة.

هذا ليس الخطاب الأول الذي يتحدث فيه المشاط وسبقة زعيمه عبدالملك الحوثي عن التصعيد والوعيد لاستهداف مناطق دول الخليج أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية؛ إلا أنه يأتي ليؤكد الحالة الخطرة التي وصلت إليها الميليشيات وعمق أزماتها الداخلية التي تحاول الهروب منها في مقدمتها صرف المرتبات المنهوبة منذ 8 سنوات.

ولجأت القيادات الحوثية إلى تصوير أنّ هناك خطرا خارجيا على كيانهم الموالي لإيران، عبر الاستعدادات لشن حرب جديدة تحت مبرر رفض شروطهم التعجيزية بشأن إحلال السلام.

 الحكومة اليمنية وعبر وزير إعلامها معمر الإرياني تؤكد أن تصريحات جماعة الحوثي، بإعادة تفجير الأوضاع عسكرياً، واستهداف الحكومة والشعب اليمني في المناطق المحررة، وتهديد أمن وسلامة الملاحة، محاولة مكشوفة لتصدير أزماتها الداخلية، والهروب من المطالب الشعبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها خصوصا صرف المرتبات.

وطالب الأرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بإعادة تقييم طريقة التعاطي مع جماعة الحوثي، وممارسة ضغوط حقيقية على قياداتها لترك لغة السلاح والعنف، والتوقف عن استغلال حالة اللاحرب واللاسلم القائمة للترتيب لجولة جديدة من الحرب، والتعاطي بجدية مع جهود ودعوات التهدئة وإحلال السلام. 

وأشار الأرياني إلى أن جماعة الحوثي تستغل حالة خفض التصعيد لحشد المزيد من المقاتلين وتجنيد الأطفال وتطوير ترسانتها من السلاح، وإجراء اختبارات للأسلحة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تشكو: حقائب أموال إيرانية تصل حزب الله عبر بيروت وإسطنبول

أفاد مسؤول دفاعي أمريكي وأشخاص مطلعون بأن إسرائيل قدمت شكوى إلى اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة والمشرفة على وقف إطلاق النار في لبنان، متهمةً دبلوماسيين إيرانيين وغيرهم بنقل عشرات الملايين من الدولارات نقداً إلى حزب الله، بهدف تمويل إعادة إحياء الجماعة.

يحتاج حزب الله إلى المال وهو يحاول التعافي من الصراع

بحسب الشكاوى الإسرائيلية، يسافر مبعوثون إيرانيون من طهران إلى مطار بيروت بحقائب مليئة بالدولارات، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

وادعت إسرائيل أيضاً أن مواطنين أتراكاً يشاركون في نقل الأموال جواً من إسطنبول إلى بيروت.

ورغم أن اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار لا تحكم في الانتهاكات المزعومة، فقد أكدت نقل الشكاوى إلى الحكومة اللبنانية.

وتضم اللجنة ممثلين من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة.

#Israel has complained to the U.S.-led committee overseeing the cease-fire in Lebanon that #Iran regime diplomats and others are delivering tens of millions of dollars in cash via Beirut Airport to #Hezbollah to fund the group’s revival.https://t.co/StJmu9owsk

— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) January 31, 2025 مزاعم ذات مصداقية.. ولبنان مُطالب بضبط الحدود

أكد مسؤولون من بعض الحكومات الممثلة في اللجنة أنهم على علم باستخدام إيران لمطار بيروت لتهريب الأموال، واعتبروا المزاعم ذات مصداقية.

وتنص اتفاقية وقف إطلاق النار على تأمين موانئ الدخول إلى لبنان ومنع تدفق الأسلحة إلى حزب الله، لكنها لا تتطرق إلى تحويلات الأموال.

ورغم ذلك، لم ترد الحكومة والقوات المسلحة اللبنانية على طلبات التعليق، كما التزمت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة وحزب الله الصمت.

إيران وتركيا تنفيان.. ولبنان يواجه تداعيات خطيرة

نفت طهران تهريب الأموال عبر طائرات الركاب، بينما أكد مسؤولون أتراك أن أي مبالغ كبيرة تمر عبر مطار إسطنبول يمكن كشفها عبر أجهزة الأشعة السينية، وأنه لم يتم إثارة الأمر رسمياً مع أنقرة.

وفي 2 يناير (كانون الثاني)، فتشت السلطات اللبنانية ركاب طائرة تابعة لـ"ماهان إير" بعد تقارير عن تهريب أموال إلى حزب الله. ورفض دبلوماسي إيراني على متن الطائرة الامتثال، ودخل لبنان بحقيبتين قالت إيران إنهما تحتويان على وثائق وأموال للسفارة. 

حزب الله يسابق الزمن لإعادة بناء قوته

يحتاج حزب الله إلى المال لدفع رواتب مقاتليه، وتجنيد عناصر جدد، وتعويض مؤيديه عن الخسائر، إضافةً إلى تمويل برامجه الاجتماعية، وفقاً لما نقلته وول ستريت جورنال.

لكن استمرار تدفق الأموال قد يهدد الهدنة الهشة بين إسرائيل ولبنان، ويفتح الباب أمام تصعيد جديد في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز
  • إسرائيل تشكو: حقائب أموال إيرانية تصل حزب الله عبر بيروت وإسطنبول
  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • اليمن يطالب أمريكا بدعمه عسكريا لتحرير الحديدة
  • مخزومي: لضرورة تعاون الجميع لإزالة العوائق التي تعترض تشكيل الحكومة
  • الحكومة تناقش مسودة مشروع قانون المناطق المركزية للمال والأعمال
  • الحكومة تناقش إنشاء هيئة للمناطق المركزية للمال والأعمال
  • عاجل الحكومة اليمنية تطالب واشنطن بأمرين دعمها عسكريا لتحرير الحديدة واستهداف القيادات الحوثية .. تفاصيل
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • بذكرى استشهاده.. افتتاح معرض “شاهد وشهيد” للقائد حسين الحوثي في مدينة الحديدة