أثارت تصريحات للمذيعة اللبنانية لارا منيف، في قناة الجديد، موجة من الجدل الواسع، والغضب على وسائل التواصل الإجتماعي، عقب اتهامها بالعنصرية وتبني خطاب الكراهية، إثر هجومها الحاد على اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وأُعتبرت تلك التصريحات تحريضاً على العنصرية والتمييز ضد اللاجئين، مما أثار قلقاً كبيراً من تصاعد الأزمة في لبنان بالفعل، خصوصاً في ظل النقاش الدائر حول مصير اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم حوالي 1.

5 مليون لاجئ.

"فلسطيني يفلح الأرض قنصا"

وأشارت المذيعة لارا منيف في تصريحاتها، إلى أن فلسطينيًا يفلح الأرض قنصًا، بينما يزرعها سوري نتيجة للنزوح، مما أثار استياء كبيراً في صفوف الجمهور. 

وتابعت بقولها: "وما بين النهرين المتدفقين بالأزمات، يقع لبنان المنهك فريسة ملفين وضعاه على برميل بارود".

وأضافت: "أربعة أيام من القتال الشرس في مخيم عين الحلوة وغلافه الصيداوي، لم تكف المتقاتلين عن الالتزام بوقف هذه الجريمة التي تأخذ صيدا وجوارها رهينة وتعرض حياة المدنيين للخطر".

فلسطيني يفلح الارض قنصا، وسوري يزرعها نزوحا، وما بين النهرين المتدفقين بالازمات، يقع لبنان المنهك فريسة ملفين وضعاه على برميل بارود. فأربعة أيام من القتال الشرس في مخيم عين الحلوة وغلافه الصيداوي، لم تكف المتقاتلين للالتزام بوقف هذه الجريمة التي تأخذ صيدا وجوارها رهينة وتعرض حياة… pic.twitter.com/UTEpXB62NN

— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) September 11, 2023 أغنية تسخر من اللاجئين السوريين

يذكر أن قناة "الجديد" اللبنانية أثارت الجدل في أبريل 2018 عندما قدمت أغنية تسخر من اللاجئين السوريين في أحد برامجها، وتناقش قضية أنهم أصبحوا "أكثرية" وكأنهم جعلوا اللبنانيين "غرباء" في بلدهم.

كما ردّ السوريون على هذه الأغنية بأغنيتين مختلفتين في الرأي، لكنهم اتفقوا على رفض العنصرية والتمييز. وشددوا على أن جميع التيارات السياسية اللبنانية تتدخل في سوريا.

الإعلامية داليا أحمد تهاجم اللاجئين

وفي يوليو 2022، أثارت تصريحات الإعلامية اللبنانية داليا أحمد من قناة الجديد عن اللاجئين السوريين جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث اتهمها نشطاء ومغردون بالعنصرية وتبني خطاب الكراهية.

خلال برنامجها "فشة خلق" على قناة الجديد آنذاك، قالت المذيعة داليا أحمد: "عشنا معكم أجمل أيام الانهيار تقاسمنا معكم كل شيء. ولكن الآن لا يوجد لدينا شيء نتقاسمه معكم سوى الهجرة. من غير اللائق أن يترك اللبنانيون بلدهم لكم".

وأضافت أن اللاجئين السوريين يتلقون "أموالًا بالدولار من الأمم المتحدة"، وأن البلاد أصبحت آمنة لعودتهم.

ومن الملاحظ أن المذيعة نفسها تعرضت في وقت سابق في نفس العام لحملة تنمر واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تصريحاتها حول حزب الله اللبناني، حيث اعتبرها مؤيدو الحزب مسيئة.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ اللاجئین السوریین قناة الجدید

إقرأ أيضاً:

هل الأتراك حزينون على الطفلة السورية لهذه الدرجة؟

بقلم: محمد أبو سبحة

(زمان التركية)- تثير أزمة الاعتداء العنيف على السوريين وممتلكاتهم، التي اندلعت شرارتها في قيصري، التساؤلات حول الدوافع وراء إشعال هذه القضية، في هذا التوقيت الذي ترسل فيه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، إشارات قوية أكثر من أي وقت مضى، بشأن التطبيع مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد عداء لأكثر من عقد من الزمان، مع الحليف القديم الذي استعاد عرينه من جديد، بفضل دعم الدب الروسي.

ويظهر الغضب الشعبي التركي المنصب على اللاجئين السوريين، بعد تضخيم قضية تحرش مواطن سوري بطفلة سورية، قالت الشائعات في البداية إنها تركية، صورة غير متناسقة، تقول إن المواطن التركي الرافض لوجود اللاجئين في تركيا، يبحث عن الانتقام لطفلة عربية لاجئة، لا يقبلها هو في بلاده!

إن تضخيم قضية التحرش بالطفلة رغم مسارعة السلطات بكشف هويتها، وعدم ترك الأتراك مجالا للسوريين للتعبير حتى عن غضبهم من الجاني الذي أساء لطفلة من نفس جنسيته، ومعاملتهم جميعًا على أنهم جناة، يجب معاقبتهم بمن فيهم أسرة المجني عليها، مسألة تثير الكثير من الغرابة، وليس فيها شيء من المنطق، عدا رد الفعل في الشمال السوري على تركيا، الذي انتقده أردوغان وتوعد بالرد عليه، قائلا “نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علمنا”، وأضاف “نعلم أيضا كيف نكسر تلك التي تمتد إلى المظلومين اللاجئين في بلادنا”، ومن المثير هنا أن أردوغان استخدم لفظ “الأيادي القذرة” حينما تحدث عن ما حدث خارج الحدود، ما يزيد من حنق حلفائه في جماعات المعارضة بالشمال السوري الذين يشعرون بطعنة قاسية في الظهر، ويؤكد الرئيس أن الخطاب هنا موجه لاسترضاء الداخل التركي، حتى وإن كان في ظاهره تهديد لمن يعتدي على اللاجئين السوريين.

بجانب المفارقة غير المنطقية، نجد حكومة العدالة والتنمية على غير العادة، لا تسعى فعليا لاحتواء أزمة الغضب المتصاعد والغير مسبوق ضد اللاجئين، بقدر سعيها الأكبر نحو استعادة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي خطوة تحرك نحوها أردوغان منذ البداية للتخلص من عبء اللاجئين السوريين، بعدما فشلت جهوده في إقناع الدول الأوروبية بتمويل مخطط المنطقة الآمنة في شمال سوريا لنقل اللاجئين إليها.

لطالما كان الأتراك ينظرون إلى اللاجئين السوريين الذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين، باعتبارهم المسئولين عن تراجع اقتصاد تركيا، متناسين الدعم الأوروبي الذي تحصل عليه الحكومة التركية مقابل استضافة الجيران الذين مزقت الحرب بلادهم على أراضيها، ومنعهم من الهجرة إلى البلدان الأوروبية، وهي ورقة لطالما استخدمتها تركيا لترهيب الكتلة الأوروبية.

الإعلام التركي الذي سلط الضوء بشكل كبير على حادثة التحرش وجعلها قضية رأي عام، أظهر لاحقا لقطات تظهر نقل “مجرمين” كما وصفتهم صحيفة “يني شفق”، بالشاحنات إلى الحي الذي شهد اندلاع شرارة العنف في قيصري، حيث تم إشعال النار في المركبات وأماكن العمل السورية، ووصلت الاعتداءات حد قتل شاب سوري طعنا بالسكين.
وأكد بيان وزير الداخلية علي يرليكايا أن الـ 474 شخصا الذي تم اعتقالهم بسبب أعمال العنف، من بينهم 285 لديهم سوابق جنائية في جرائم مختلفة، منها “تهريب المهاجرين، المخدرات، النهب، السرقة، إتلاف الممتلكات، التحرش الجنسي، الاحتيال، تزوير الأموال..”.

ولطالما كانت هناك حوادث اعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، تحركها على الأغلب شائعات، دون أن يكون هناك تعاطف فعلى مع الضحايا الذين يعانون من عنصرية البعض، ودون اهتمام إعلامي حقيقي، لكن أكثر ما يخشاه السوريون حاليا، هو تخلي الحكومة عنهم، بعد السعي لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، إذ يخشى اللاجئين السوريين من حتمية ترحيلهم من تركيا، إلى بلادهم التي مزقتها الحرب وترزخ تحت عقوبات اقتصادية خانقة.

إن رغبة أردوغان في تجاوز خلافات الماضي، وتطبيع العلاقات مع الأسد، مستذكرا “الزيارات العائلية” بينهما، مغامرة تفتح أمامه الباب واسعًا لترحيل اللاجئين السوريين من جهة، وتتلاقى مع رغبة طيف كبير من الأتراك الرافضين لاستمرار اللاجئين في تركيا وخاصة السوريين، وهي القضية التي تبناها أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية، بعد أن كانت على رأس أجندة المعارضة لسنوات، كما يسمح التطبيع مع دمشق للرئيس التركي من جهة أخرى بالقضاء على النفوذ الكردي في شمال وشرق سوريا، وهذه رغبة يتشارك فيها أردوغان والأسد الذي يرفض الوجود الكردي المسلح المدعوم أمريكيا، وفي نفس الوقت لا يستطيع جيشه المنهك في الحرب الأهلية التصدي له، فسيكون التدخل العسكري التركي هو الخيار الأمثل أمام الأسد لتدمير (روج آفا) والقضاء على حلم الإدارة الذاتية، بعدما ضعفت كذلك الجماعات السورية المعارضة في الشمال السوري، منذ أن تحولت بوصلتها من قتال جيش الأسد، إلى قتال الكرد، فخاضوا مع جيش أردوغان معارك درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، ومن المتوقع أن يكون مصيرهم في النهاية “مرتزقة” يقاتلون خارج الحدود تحت مظلة مؤسسة “صادات” شبه العسكرية، التي تعمل على غرار “فاجنر” الروسية.

Tags: احداث قيصرياردوغانالطفلة السوريةتحرش بطفلة سوريةترحيل السوريينشمال سوريا

مقالات مشابهة

  • لم نعد نشعر بالأمان.. سوريون في تركيا خائفون من تداعيات تسريب بياناتهم
  • اللاجئ السوري بين الموت قهرا في بلدان اللجوء.. أو على يد عصابة الأسد
  • هل الأتراك حزينون على الطفلة السورية لهذه الدرجة؟
  • مجموعة يديرها طفل تسرب بيانات ملايين السوريين في تركيا.. قلق يعم اللاجئين
  • مجموعة يديرها طفل تسرب بيانات ملايين السوريين بتركيا.. قلق يعم اللاجئين
  • المملكة تدشن حزمة مشروعات لدعم اللاجئين السوريين والفلسطينيين في الأردن
  • الدكتور الربيعة يدشّن حزمة من المشاريع الإنسانية لدعم اللاجئين السوريين والفلسطينيين والمجتمع المستضيف في الأردن
  • بعد موجة من العنف.. تداعيات سلبية على السوريين في تركيا والشمال السوري
  • داليا البحيري تعلّق على اعتزال الزعيم عادل إمام
  • أحداث قيصري ثمرة التساهل مع العنصريين