أثار انهيار للبنية التحتية في أغلب مدن الشرق الليبي جراء العاصفة المتوسطية "دانيال" بعض التساؤلات حول أسباب ذلك، وما إذا كانت مشروعات الإعمار هناك التي يشرف عليها البرلمان وقوات حفتر ستنهار قريبا. 

وانهارت مدن بأكملها مثل مدينة درنة "شرق البلاد" ما دفع الحكومة إلى اعتبارها منطقة منكوبة وإعلان الحداد ثلاثة أيام وإعلان مقتل أكثر من 2000 ليبي جراء الفيضانات في الشرق الليبي.

 


إعمار واستقرار
وشكل مجلس النواب الليبي لجنة تحت مسمى "الإعمار وإعادة والاستقرار" وخصص لها ميزانية بملايين الدنانير من أجل إعادة إعمار مدن الشرق والطرق وإنشاء مشروعات عمرانية كبيرة، إلا أن أغلب هذه المشروعات انهارت تماما خلال ساعات من الفيضان. 

ورغم قرار رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان بتسيير ميزانية طوارئ تقدر بـ 200 مليون دينار ليبي لكل المدن المنكوبة إلا أن الانهيارات ما زالت تتوالى وسط استغاثات من المجالس المحلية هناك والمطالبة بتدخل دولي لإنقاذ العائلات العالقة بعد انهيار كافة الطرق والشوارع والميادين. 
 
فساد التخطيط العمراني
 وأكدت رئيسة لجنة التنمية المستدامة بمجلس النواب الليبي ربيعة بوراص، أن "ليبيا بدون بنية تحتية حقيقية وأنها عبارة عن تجمعات سكنية عشوائية لاقت حتفها من أول مواجهة مع تغيرات المناخ القاسية".

وأضافت  في تصريحات لـ"عربي21" أن السبب هو "مصلحة التخطيط العمراني التي يجب محاسبتها قانونيا على غيابها التام عن التطور العمراني غير المدروس والذي تجني البلاد نتائجه الآن".

وطالبت بضرورة إحالة كل الجهات المعنية للتحقيق وإعادة النظر في كل المشروعات في أسس البناء والتعمير من قبل النقابات المهنية، وضرورة أن تعمل السلطة التشريعية على طرح مشروع يعالج التسيب الحاصل من قبل الجهات المعنية بشؤون التخطيط الحضري العمراني"، وفق تعبيرها. 


أزمة الانقسام
من جانبه أكد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عمر العبيدي أن "الوضع المأسوي في مدن شرق البلاد يتطلب تدخلات عاجلة من السلطات التنفيذية الموجودة الآن، وهي مدعاة للتوحد والتآزر وتوحيد الصف وفرصة حقيقية لتوحيد الدولة ومؤسساتها السيادية". 

وأشار خلال تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "استنفار جميع المؤسسات تجاه ما يحدث في شرق البلاد يؤكد ضرورة أن تعمل مؤسسات الدولة تحت سلطة تشريعية وتنفيذية واحدة بعيدا عن الانقسام وهذا ما يعمل عليه مجلس الدولة مع الشريك الاستراتيجي والسياسي، مجلس النواب". 

الإعصار أقوى
في المقابل قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، إن "الإعصار قوي ولا تقف أمامه المباني والجسور والطرق، خاصة في الوديان الموجودة في أغلب مدن الشرق الليبي، ففي درنة مثلا انهارت السدود وغمرت المدينة وفاقمت الوضع". 

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "إذا أدت السيول لتدمير المشروعات الإعمارية القائمة أو التي تحت الإنشاء بشكل كامل بحيث لا يمكن إعادة التوازن للمشروع فسيطبق عليها بند القوة القاهرة في عقد التنفيذ، ومن المؤكد أن قوة الإعصار الحالي كانت بدرجة لا يمكن لكثير من المنشآت والطرق الصمود أمامها"، وفق قوله. 

فساد متجذر
بدوره أكد الأكاديمي الليبي من مدينة البيضاء شرق ليبيا والمتضررة بقوة، عماد الهصك، أن "البنية التحتية في ليبيا عامة والشرق خاصة متهالكة ولم تخضع لأي تطوير منذ عقود طويلة، وهناك سنوات من الفساد والإهمال جعلت البنية التحتية تنهار بشكل كلي مع هذا الإعصار". 

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "أما بخصوص لجنة إعادة الإعمار فهي لم تبدأ إلا قبل أشهر معدودة ومن الإنصاف ألا ننسب هذا الانهيار الكامل في البنية التحتية لهذه اللجنة".

وتابع بأن "هذا لا يعني عدم وجود فساد متجذر في مفاصل الدولة وآثاره قد تراكمت منذ زمن طويل، ولا يمكن أن ننسب الفساد إلى جهة بدأت بعملية الإعمار خلال فترة قصيرة، ونتجاهل سنوات طويلة من الفساد الذي ينخر في بنية الدولة الليبية".


تسييس مشروعات الإعمار 
وأوضح الباحث الليبي المتخصص في إدارة الأزمات، إسماعيل المحيشي أنه "ليست هناك مشاريع إعادة إعمار في ليبيا بالمعنى المعروف لذلك، والموجود هو مشروعات سطحية لا ترتقي للإعمار فنحن نتكلم عن انهيار سدود ومشاريع لتصريف الأمطار والصرف الصحي فهذه المشاريع غير موجودة فى ليبيا إطلاقا. 

وقال في حديث لـ"عربي21"، إن هذا الأمر لا يخص شرق البلاد وفقط، بل إنه حتى فى العاصمة طرابلس يتم صرف الأمطار والصرف الصحي فى البحر وهذا مخالف للمعايير البيئية.

أما ما يخص المشاريع التي تنفذها الشركات المصرية فهناك معوقات كثيرة تقابلها وأهمها معوقات سياسية وحالة الانقسام الحكومي، بحسب الباحث الليبي.

وأوضح أن "أغلب العقود التى تم توقيعها مع الشركات المصرية جاءت لتحقيق مكاسب سباسية مع الجانب المصري، وما هي إلا أيام حتى بدأت الخلافات وتوقفت كل العقود التى تم توقيعها".

وشدد على أن ليبيا بحاجة الآن إلى تأسيس بنية تحتية بمواصفات عالمية بمساهمة شركات متخصصة فى هذا الجانب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية درنة الفيضانات ليبيا ليبيا ضحايا فيضانات دمار درنة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنیة التحتیة شرق البلاد

إقرأ أيضاً:

رئيس المركز الأوكراني للحوار: الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة «تهديد واسع»

أكد الدكتور عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للحوار، أن الاستهدافات الروسية لمنشآت الطاقة في أوكرانيا يأتي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أوكرانيا ضمن الأجواء الباردة والصقيع وانخفاض درجات الحرارة، مشددًا على أن هذه الأجواء التي تشهدها أوكرانيا يعني تضاعف استهلاك الكهرباء سواء للمؤسسات الحكومية أو التعليمية أو الصحية والشقق والمنازل.

وأوضح «أبو الرب»، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية نهى درويش، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية» أنه بسبب الضربات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية، أصبح ينقطع التيار الكهربائي بمعدل لا يقل عن 8 ساعات يوميًا، مشددًا على أن بعض المناطق لم يكن يقطع فيه الكهرباء، إلا أنه تم الإعلان عن إنقطاع فيها التيار الكهربائي على مدار الأيام القادمة المقبلة، منوهًا بأن هذا يأتي للضغط على الحكومة الأوكرانية من أن البنى التحتية ستكون مهددة أكثر وبشكل أوسع، وبالتالي عليها أن تسارع في قبول الشروط الروسية التي تضعها موسكو.

وشدد على أنه في التصريحات الروسية بأنها جاهزة للتفاوض لوقف الحرب الروسية الأوكرانية تختمها بكلمة «ضمن القبول بالأمر الواقع»، موضحًا أن هذا يعني أن أوكرانيا غير معنية ولا يسمح لها بفتح نقاش لاسترداد الأراضي التي تم ضمتها روسيا، مؤكدًا أنه بالإضافة إلى قبول أوكرانيا بالشروط التي تراها روسيا بشأن عدم الانضمام إلى الناتو، رغم أن هذا الأمر أصبح غير قريب المدى ولن يكون في المرحلة القريبة القادمة.


 

مقالات مشابهة

  • الكنبوري: المجلس العلمي الأعلى يتحمل المسؤولية الأكبر في شرح مضامين تعديلات مدونة الأسرة
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي وزير البنية التحتية التشادي
  • عبد العاطي يلتقي مع وزير البنية التحتية التشادي
  • إيران تدين العدوان الصهيوني على البنية التحتية في اليمن
  • الخارجية الإيرانية تدين العدوان الصهيوني على البنية التحتية في اليمن
  • تركيا تُبدي استعدادها بإعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة
  • محافظ القليوبية يوجه بتحسين الخدمات الصحية وتطوير البنية التحتية
  • مقترحات بطرح البنية التحتية أمام القطاع الخاص للإدارة والتشغيل
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة كبيرة
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة «تهديد واسع»