على الرغم من القيمة الأدبية التى لا تقل أهميتها عن القيمة التاريخية والأثرية لمقبرة أمير الشعراء أحمد شوقى والتي تم تداول صور تحطيم تركيبات الخشب المعشق والأرابيسك التى بداخلها، جاءت تصريحات الدكتور جمال عبد الرحيم )عضو اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية)، حول ما حدث لتفتح الباب أمام التساؤلات، بعد أن أكد أن المقبرة غير مسجلة كأثر وأنها تتبع جهاز التنسيق الحضاري، وهو ما يعفي وزارة السياحة والآثار من مسؤولية ما حدث للمقبرة.

وكانتِ الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تحطيم محتويات مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي قد أثارت جدلًا كبيرًا حول دور وزارة الآثار فى الحفاظ على التراث، خاصة أن العالم بأسره يعتبر مثل تلك الأماكن من الأماكن السياحية والتراثية التى يتم من خلالها الاحتفاء وحفظ المكانة لكبار مبدعيه وقاماته.

وقد أشارت تصريحات عبد الرحيم إلى أن الصور المتداولة للمقبرة من الداخل «تحطيم مكوناتها الخشبية» وليس من الخارج، بمعنى أن المبنى ظل قائمًا.. مؤكدًا أنها غير مسجلة كآثار، وعلى الرغم من أن تلك التصريحات تبدو غريبة بعض الشىء، إذ يصبح الهدف من تحطيم ما بداخل المقبرة محل تساؤلات أيضًا!! إلا أن طارق المُرّى (استشاري الحفاظ على التراث الثقافي وعضو لجنة التراث بالاتحاد الدولي للمعماريين) يرى أن كل المدارس والمناهج تتفق على نقطة واحدة أساسية ألا وهي الحفاظ على الهوية التاريخية للمبنى واحترام تفاصيله الفنية والأصلية.. مشيرًا إلى أنه من المؤكد أن القاهرة التاريخية بكاملها مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو، وهو ما يجعل مبانيها بالكامل تحت أعين هذه الجهة الدولية التي تتابع ما يحدث للتراث فى كل أنحاء العالم. ومن المقرر أن تجتمع لجنة اليونسكو خلال شهر سبتمبر الجاري بالمملكة العربية السعودية، وهو ما يجعلنا فى حالة ترقب لما سيسفر عنه هذا الاجتماع.

ويفجِّر الدكتور محمد حمزة (أستاذ الآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار الأسبق) مفاجأة من العيار الثقيل حول غياب التنسيق والرؤية والتخطيط المسبق.. مؤكدًا أنه في ظل ما جرى ويُجرى على أرض قرافة القاهرة وجبانتها الرئيسة عُثرعلى وثائق رسمية منشورة في جريدة الوقائع المصرية تثبت عدم وضوح الرؤية لأهمية هذه المنطقة التاريخية وكأنها مجرد مدافن عادية تُستبدل بها أخرى على غرار ما تم في العشوائيات السابقة، ونتج عن الرغبة في تنفيذ المشروع في وقت قياسي وجود نوع من الخلل في التخطيط المتكامل والشامل لما تضمه المنطقة من مقومات أثرية تراثية متفردة تحتاج إلى أن يكون التعامل معها وفق أسلوب مغاير ومنهج مختلف، فضلًا عن عدم التنسيق بين الجهات ذات الصلة.

وتساءل حمزة: هل يُعقل أو يُتصور أن يتم تسجيل مقابر ومدافن وأحواش على قوائم الحصر لكونها ذات طراز معماري متميز طبقًا للقانون 144 لسنة 2006م ثم يتقررهدمها بوضع علامات الإزالة عليها، وتم بالفعل هدم وإزالة للبعض، ولا يُعرف مصير البعض الآخر، رغم أن علامات الإزالة قد رُفعت؟!! والدليل الأول هنا هو القرار الوزاري للدكتور مصطفى مدبولى وقت أن كان وزير الإسكان رقم 85 لسنة 2019م والذي صدر في 31 يناير 2019م ونُشر في العدد 24 من الوقائع المصرية بتاريخ 23 فبراير 2019م وفيه إضافة 58 من المقابر والمدافن بتُرب الغفير إلى قوائم الحصر للحفاظ عليها لكونها ذات طراز معماري متميز وتمثل حقبة تاريخية تمثل النمط الذي كان سائدًا في وقت بنائها طبقًا لما ورد في القرار.

وأضاف حمزة: من اللافت للنظر والغريب بل المدهش في ذات الوقت أنه قد تمت إزالة وهدم العديد من المقابر بالغفير في عام 2021م وكان د.مصطفى مدبولى رئيسًا للوزراء، رغم أنه هو الذي أصدر قرار الحفاظ عليها وتسجيلها وهو وزير قبل ذلك بعامين. والدليل الثاني هو القرار الوزاري رقم 233 لسنة 2023م لوزير الإسكان د.عاصم عبد الحميد الجزار والصادر في 2 مارس 2023م ونُشر في العدد 24 من الوقائع المصرية في 29 مارس 2023م، وفيه إضافة 86 مدفنًا بنطاق حي الخليفة والمقطم لسجل المباني ذات الطراز المعماري المتميز لمحافظة القاهرة تبدأ بمسلسل رقم 1 أمير الشعراء أحمد بك شوقي وتنتهي بمسلسل رقم 86 حوش مناّع، ورغم ذلك أُدرجت 24 مقبرة منها داخل نطاق الإزالة ووُضعت عليها علامات الإزالة.

وهو ما يدل على غياب الرؤية، والتخطيط الشامل المبني على تدقيق ودراسات موثقة لإعادة التطوير في هذه المنطقة التاريخية غير العادية وما يتبعه من التنسيق الكامل بين الجهات المعنية، لأنه حتى لو قُررت لها صفة المنفعة العامة لكان التعامل والتنفيذ سوف يتم بشكل مختلف ومنهج آخر وبطريقة أخرى تجمع بين التراث والمعاصرة، وهو ما تنبّه إليه السيد الرئيس بعد تداول الموضوع بكثرة مفرطة على وسائل التواصل الاجتماعي، فوجَّه بتشكيل اللجنة المشار إليها، وذلك حفاظًا على أهمية المنطقة بأبعادها التاريخية والتراثية ومقومات تفردها.

وأشار حمزة إلى أنه: نظرًا لكل ما سبق لم يعُد أمام الحكومة ودولة رئيس الوزراء مفر من إصدار القرار التاريخي بالحفاظ على ما بقي من المقابر التراثية المتميزة والنادرة وصيانتها وترميمها وعلاج مشكلة المياه الجوفية وتطوير محيطها بشكل يحافظ على بيئتها ونسيجها المتصل والبانوراما البصرية المرتبطة بها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محافظة القاهرة القاهرة التاريخية مقبرة أمير الشعراء الآثار الإسلامية أمیر الشعراء الحفاظ على وهو ما إلى أن

إقرأ أيضاً:

عميد آثار الفيوم يشارك في المنتدى الحضري العالمي

شارك الدكتور  محمد كمال خلاف عميد كلية الآثار جامعة الفيوم، في المنتدي الحضري العالمي والذي يقام في القاهرة في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الحالي، في جلسة اليونسكو لمنتدي التراث الجامعي للقاهرة التاريخية.

 افتتح المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة برنامج عمله في المنتدى الحضري العالمي بجلسة خاصة لتقديم نتائج مشروع لمدة عام، منتدى التراث الجامعي، والذي أظهر كيف طبق هذا الإرث الحضري الطويل توصية اليونسكو بشأن المناظر الطبيعية الحضرية التاريخية (HUL)، وقد جمع المشروع أكثر من 100 متخصص و10 جامعات طوروا خلال الأشهر الثمانية الماضية 7 مشروعات  لـ 7 أحياء في القاهرة، حيث اقترح ثلاثة أجيال من المرشدين وطلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة التراث والمتخصصين في إدارة التراث من وزارة السياحة والآثار حلولاً مستنيرة من شأنها أن تساهم في جهود السلطات المصرية لاستكمال خطة إدارة موقع القاهرة التاريخي للتراث العالمي ، وقد شارك الدكتور  محمد كمال خلاف عميد كلية الآثار جامعة الفيوم بدعوة رسمية من المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة كونه أحد الخبراء الإستشاريين والموجهين في مشروع منتدي التراث الجامعي للقاهرة التاريخية.

ندوة ذاتية فى كلية الاثار

وفى وقت سابق نظمت كلية الاثار فى  جامعة الفيوم، ندوة ذاتية حول "التراث المادى واللامادى ودوره فى بناء الانسان تحت شعار " بداية بناء الانسان خطوة نحو بناء المجتمع" حاضرت خلالها الطالبة مرام عادل جابر بالفرقة الرابعة قسم ترميم بالكلية .

شهد  الندوة الدكتور محمد كمال خلاف عميد كلية الاثار  و الدكتور عبد الرحمن السروجى وكيل كلية الاثار لشئون التعليم والطلاب والدكتورة رشا طه منسق الأنشطة بالكلية . والدكتورة نيفين كمال مدير مركز حضارة وتراث الفيوم بجامعة الفيوم  واقيمت تحت رعاية الدكتور ياسر مجدى حتاتة رئيس الجامعة والدكتور عاصم العيسوى نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع التعليم والطلاب بالجامعة  .

كما شهد  الندوة لجنة التحكيم فى جامعة الفيوم  برئاسة الدكتور وائل طوبار منسق عام الانشطة الطلابية فى الجامعة والدكتور بيومى طاحون الاستاذ بكلية دار العلوم والدكتور محمد كمال استاذ بكلية الاداب والدكتورة مى مواهب نائب وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة والاستاذ بكلية العلوم .

كما حضرها سيد الشورة مدير عام اثار الفيوم السابق واشرف صبحى رزق الله مدير عام اثار الفيوم وامانى سعد مدير عام كلية الاثار , وشارك فى الاشراف على الندوة فريق رعاية الشباب فى الكلية سامح عبد الرحمن رئيس قسم رعاية الشباب وألفت احمد ومروة اخصائية رعاية الشباب  قاسم اخصائية رعاية الشباب  .

 

UN 01 UN 03 UN 04 UN 05 UN 06

مقالات مشابهة

  • «التنسيق الحضاري»: إدراج 6 مدن مصرية على قائمة المناطق التراثية للحفاظ على مبانيها
  • لماذا تُعتبر هذه المدينة القديمة مهد الثقافة التايلاندية؟
  • جامعة الفيوم: وفد كلية الآثار يشارك في المنتدى الحضري العالمي
  • مدرجة على قائمة التراث الإنساني.. سقوط صاروخ إسرائيلي قرب قلعة بعلبك
  • مشاركة دولية لكلية الآثار بالفيوم مع اليونسكو في منتدى التراث الجامعي للقاهرة التاريخية
  • عميد آثار الفيوم يشارك في المنتدي الحضري العالمي
  • عميد آثار الفيوم يشارك في المنتدى الحضري العالمي
  • رئيس جهاز التنسيق الحضاري: الإمام الشافعي من المناطق ذات القيمة التاريخية
  • «الإسكان»: إدراج مبنى البورصة المصرية بعابدين إلى سجل المنشآت ذات الطراز المعماري
  • "القومي للتنسيق الحضاري" يشارك بجلسة "إحياء القاهرة التاريخية" بالمنتدى الحضري العالمي