في الجزء الثاني من حواره مع الإعلامي مصطفى بكري.. الفريق كامل الوزير: أبهرنا العالم بتطوير قطاع النقل والمواصلات

- تجربة تشغيل «مشروع القرن في مصر» في نوفمبر

- اتجهنا فعليًا لتوطين صناعة النقل بصورة كاملة

- نعمل على إنجاز جامعة و8 مصانع وورش للنقل

- الكلية الحربية تساعد في تأهيل مهندسي الوزارة

- الشركات المصرية الوطنية تنفذ أصعب المشروعات

- محطتا «بشتيل» و«عدلي منصور» الأفضل دوليًا

- تكلفة المحطة 4 مليارات جنيه وتمويل المشروع «ذاتيا»

- هكذا فكرنا في حل ازدحام رمسيس بعد أداء اليمين

- سرقة 600 كم من خطوط السكك الحديدية بعد يناير 2011

لا يعرف البعض أن خدمات النقل، من أهم عوامل معدلات النمو الاقتصادي، والتطوّر الاجتماعي.

. يحدث هذا من خلال ربط مناطق الإنتاج بأسواق الاستهلاك.. النقل، يسهم أيضا في رسم خريطة جديدة للتوزيع السكاني، ومن هنا نفهم أهمية إشادة البنك الدولي بجهود الحكومة المصرية في قطاع النقل.

مشروعات تطوير قطاع النقل، تنعكس على دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية.. تحفز مشاركة القطاع الخاص، وتعظم استثماراته.. قطاع النقل، يخلق المزيد من فرص العمل، وعليه، يحظى القطاع بدعم غير مسبوق، من الرئيس عبد الفتاح السيسى، كجزء من الشراكة في المشروعات القومية.

تتعدد مستهدفات واستثمارات قطاع النقل خلال العام المالي الحالي (السكك الحديدية.. الطرق البرية.. القنوات الملاحيّة.. الـموانئ البحريّة والجويّة والبريّة) شرايين حياة يتدفّق من خلالها النشاط الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عما تمثله التجارة، في تنامي الأسواق والعلاقات الاقتصاديّة الدوليّة.

ويبلُغ إجمالي الاستثمارات الـمُستهدفة لقطاع النقل خلال السنة المالية الحالية، نحو 307 مليارات جنيه، وأن يصل إنتاج قطاع النقل إلى نحو 672.4 مليار جنيه، ويستهدف القطاع تحقيق التوازن والتكامُل بين وسائل النقل الـمُختلفة، مع إعادة الهيكلة الـماليّة والإداريّة للهيئات والإدارات التابعة، والنهوض بالكفاءات البشريّة للارتقاء بمُعدّلات الأداء وتعظيم العائد من استثمارات النشاط، وتعميق التصنيع الـمحلي.

في الجزء الثاني من حواره مع الإعلامي، مصطفى بكري (على قناة صدى البلد) يلقي الفريق كامل الوزير (وزير النقل) الضوء على أبعاد تطوير منظومة النقل والمواصلات، مؤكدا أن «السكة الحديد، تشهد نهضة غير مسبوقة، أهمها خاصة خطوط أسوان- الإسكندرية.. سكك حديد مصر ثاني أقدم سكة حديد، عالمية، بعد إنجلترا.. هي قيمة تاريخية كبيرة.. الانفلات الأمني بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011، تسبب في توقف القطارات عدة أشهر.. الآن، لدينا أكثر من مليون راكب، يوميا، بسبب زيادة عدد القاطرات والجرارات المطورة والمستوردة حديثا».

توطين وتأهيل

وحول ملف توطين صناعة النقل والمواصلات، أكد الفريق كامل الوزير أن «الوزارة اتجهت لتوطين صناعة النقل بصورة كاملة، بجانب افتتاح العديد من الورش، بالتزامن مع تأهيل العنصر البشري عبر تدريبه على أحدث النظم لأنه أهم عناصر التطوير.. الوزارة تقوم بتأهيل مهندسي الوزارة من خلال الدورات التدريبية، ثم يتم إلحاقهم بالكلية الحربية لمدة 6 أشهر لتعلم الانضباط وكافة الأساليب المهنية، بالإضافة إلى تعليمهم اللغة الإنجليزية».

وكشف وزير النقل، عن أن «مصر تستهدف إنشاء جامعة للنقل، لأنه علم يحتاج للتدريس والتخصص الأكاديمي، خاصة أن النقل ليس له تخصص في كليات الهندسة حاليا.. الطالب المتخرج في كلية النقل سيكون مهندس نقل بالمطارات، الموانئ، والقطارات، والكلية سترى النور، قريبا.. الدولة تدشن 8 مصانع للنقل وتحتاج متخصصين ومهنيين وفنيين، وفق اختبارات على أعلى مستوى ومهارات وكفاءة ذات جودة عالية».

وقال الوزير: «الوزارة حريصة على توطين كافة الصناعات المتداخلة في وسائل النقل، وهناك 5 ترسانات في مصر لإنتاج جميع احتياجات السفن.. مصر تصنع وسائل السكك الحديد في مجالات: التحويلات والمفاتيح، قطع غيار ومكونات السكك الحديدية، دواخل القطارات والمترو بالكامل، أنظمة الوحدات المتحركة والاتصالات والتحكم، إنتاج عربات المترو والقطارات، تصنيع قضبان السكك الحديدية، الصلب لنقل المراكب».

يقول الفريق كامل الوزير: «لدينا جرارات دخلت الخدمة عام 1980 و1983 وكفاءتها الفنية وصلت لـ65%، وتم وضع خطة تطوير، لاستهداف نقل مليون ونصف مواطن و13 مليون طن بضائع العام المقبل 2024، من خلال شراء جرارات وقاطرات حديثة وصيانة القديمة.. رفعنا كفاءة 60 جرارا لنقل البضائع من بين الجرارات القديمة، علاوة على استيراد 1350 عربة جديدة بتمويل روسي - مجري.. تم إبرام أكبر صفقة لتوريد 1000 عربة من قطارات البضائع، وتم الشروع في تنفيذ نظام الإشارات على جميع خطوط السكك الحديدية، حيث انتهينا من بعضها، ويجرى العمل على ما تبقى.. الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتدخل لتخفيض الأسعار المقدمة من الموردين الأجانب، حفاظا على المال العام».

وحول تأهيل سائقي القطارات التي يتم العمل عليها منذ فترة، أوضح الفريق كامل الوزير أن «قائد القطار يحتاج الاتزان النفسي والثبات الانفعالي، لمواجهة المفاجآت وهذا يحتاج دخول المتقدم للوظيفة اختبارا نفسيا على أعلى مستوى.. يحدث ذلك في الوظائف الجديدة بالسكة الحديد، للحد من نسب حوادث القطارات، علمًا، بأن الخطأ البشري المحدود موجود، ونحاول الحد من الأخطاء قدر الإمكان».

أزمات وحلول

وحول قطارات «التالجو» يقول الفريق كامل الوزير: «صفقة عربات القطار الروسي الدرجة الثالثة تم شراؤها بدون عربات بوفيه، والأمر تسبب في مشكلة لدى الوزارة، حيث انتشرت ظاهرة البيع بصورة غير حضارية داخل القطارات وتم حل الأزمة باقتطاع جزء من إحدى العربات وتحويلها لبوفيه.. القطار الروسي مميز للغاية وتمت مقارنته بالقطارات الصيني والتالجو رغم أنه أقل درجة منها، كما أن القطار الروسي غير مريح ومتعب للسفر لمسافات طويلة، ومخصص للمسافات القصيرة فقط.. تم التعاقد على 6 قطارات تالجو بتكلفة 127 مليون دولار، معقبًا: «أعداء الوطن يسعون دائما إلى التشكيك في أي مشروع يتم تنفيذه، قطارات التالجو نفس درجة القطارات في فرنسا».

يوضح الفريق كامل الوزير أن مصر كان «لديها 100 عربة نوم، من 1980.. أسعار تذاكر قطارات النوم، كما هو معروف، أعلى من أسعار الدرجات العادية، لكن كارهي الوطن نشروا أسعار قطارات النوم باعتبارها أعلى من أسعار تذاكر القطارات العادية، في فرنسا -!!!- وهذا الأمر غير صحيح» على صعيد المقارنة، والواقع على الطبيعة.. «ليت هؤلاء يتحدثون عن تداعيات الفوضى بعد 25 يناير 2011، التي أدت لسرقة 600 كم من خطوط السكة الحديد (أبو طرطور، سفاجا، الواحات)!!

ويضيف الفريق كامل الوزير: «مع الزيادة السكانية واستخدام المواطنين لقطارات السكك الحديدية، تم العمل على إنشاء محطة للقطارات القادمة من الصعيد.. تعهدت أمام الرئيس السيسي بعد تكليفي بالوزارة، بضرورة إيجاد حلول عاجلة لمشكلات ازدحام محطة رمسيس، والقضاء على هذه الأزمة.. تمت دراسة أكثر من مقترح بإلغاء محطة رمسيس ونقل محطة قطارات الوجه البحري لشبرا، ومحطات الوجه القبلي للجيزة، وتم رفضه لمكانة محطة رمسيس، وتم الاستقرار على إنشاء محطة، بشتيل.. المواطنون القادمون من الصعيد يمكنهم النزول في محطة، بشتيل، ومن يريد منهم الذهاب لمحطة رمسيس يجب أن يستقلوا القطارات المتجهة للإسكندرية، كونها ستقف بمحطة رمسيس».

وبيَّن الفريق كامل الوزير أن «مساحة محطة، بشتيل، تتجاوز الـ52 فدانا -أكبر من مساحة محطة رمسيس، التي تبلغ 13 فدانا- تكلفة محطة بشتيل تقترب من 4 مليارات جنيه، ولم تتحمل الدولة فيها جنيها واحدا، خاصة أن ثمن التذكرة لن يغطي تكلفة إنشاء المحطة» وهو أمر يتم من خلال حصيلة الجراج والطوابق الإدارية والتجارية.

مشروعات مهمة

أما القطار السريع، بحسب الفريق كامل الوزير، فهو «مشروع القرن في مصر، والمرحلة الأولى ستنفذ بطول 675 كم.. في شهر نوفمبر كل المصريين هيشوفوه وستتم تجربته، والرئيس كلفنا بضرورة تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة للقطار السريع لخط الصعيد، لأنه أطول وأهم أطول خط في مصر، ومسافة المراحل الثلاثة تصل لـ1100 كم، والآن تم الوصول للأقصر».

وحول تدشين الخط الرابع لمترو الأنفاق، قال «تكلفة الكيلو متر الواحد في الأنفاق يبلغ مليار جنيه.. تخطينا المعدل العالمي في تدشين الأنفاق يوميًا، واكتسبنا خبرات من حفر قناة السويس، و4 شركات مصرية تعمل في حفر الخط الرابع الذي سيربط الخط الأول بمحطة الملك الصالح، وربط الـ: إل أر تي، حتى العاصمة الإدارية.. تدشين الخط الخامس لمترو الأنفاق، كان مخططا له السير بمحاذاة الطريق الدائري، لكن تم إقرار تنفيذ الأتوبيس الكهربائي بدلا منه.. الرئيس السيسي، صاحب فكرة تدشين تلك الأتوبيسات، بعد رؤيته لها في الدول الأوروبية والصين - تعرف فنيا بـBRT- الأتوبيس الكهربائي يصنع في 4 شركات مصرية، وهو بديل الخط الخامس».

وعن الأتوبيس الكهربائي (BRT) قال الفريق كامل الوزير «افتتاح المرحلة الثالثة/ ب، لخط مترو الأنفاق سيكون في شهر نوفمبر 2023، بينما تبدأ المرحلة الثالثة/ ج، في أبريل 2024.. الخط الثالث يربط بين الأول في محطة جمال عبد الناصر والثاني في محطة العتبة بجانب الربط مع قطار المونوريل».

القطار الكهربائي

وحول ملف القطار الكهربائي، أكد الفريق كامل الوزير أن «وزارتي النقل والإسكان خططتا لخدمة سكان المناطق الجديدة من قبل توليه الحقبة الوزارية.. عقد تدشين خط المونوريل والقطار الكهربائي السريع كان موقعًا قبيل توليه الوزارة.. فور تكليفي بوزارة النقل تواصلت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي للبدء في المشروع، موجها الشكر للجنة التي شُكلت من قبل وزارة الإسكان في التواصل مع النقل لتنفيذ المشروع.. بدأنا تدشين وسائل مواصلات للمدن الجديدة لخدمة المواطنين، بالتنسيق مع الشركاء الصينيين، والقطار الكهربائي ساعد موظفي العاصمة الإدارية في التنقل، والمرحلة الثالثة من القطار تمتد من العين السخنة للماسة بالعاصمة، والمرحلة الرابعة ستخدم مواطني العاشر من رمضان للعبور الجديدة».

وأضاف: «أي وسيلة مواصلات جديدة تشهد ضعفا في نسبة الإشغال وهذا ما حدث خلال افتتاح القطار الكهربائي الجديد، منوها بأن القطار يشهد نسبة إشغال 120/130%، في فترات ذهاب وعودة الموظفين وخاصة من وإلى العاصمة الإدارية الجديدة.. زمن التقاطر بين رحلات القطار الكهربائي وصل لـ15 دقيقة في ساعات الذروة، وتقل في غير تلك الفترات، وأسعار تذاكر القطار في متناول الجميع».

الحاويات والأرصفة

وعن ملف الموانئ، أكد الفريق كامل الوزير، أن «لدينا 18 ميناء تجاريا، و3 شركات لتشغيل الحاويات والأرصفة، علاوة على 100 كم من الأرصفة بالنقل البحري، معلقا: سيتم الانتهاء من رصف وتطوير 95 كم موانئ بنهاية 2024.. الموانئ البحرية هي أساس الزراعة والصناعة والسياحة، والتي تعد من مصادر الدخل القومي لمصر.. مصر دخلت في عصر حاويات الترانزيت مثل الدول الكبرى، وهي تجارة صادر ووارد ستخدم الدولة بشكل كبير.. الدولة عملت على تغيير التشريعات والقوانين الخاصة بقطاع النقل البحري.. الشركة الوطنية للملاحة، تمتلك 13 مركبا بينها 12 لنقل الحاويات وأخرى لنقل البضائع، مضيفا أنه تم الاتفاق على التعاقد لاستقدام 3 مراكب جديدة لخدمة واردات الحبوب، تصل قدرتها لـ84 ألف طن».

المصدر: الأسبوع