(عدن الغد)متابعات:

حين أصر الانقلابيون الحوثيون في اليمن على فرض الطائفية بالقوة، والسعي لإعادة نظام حكم الإمامة الذي أطيح به في مطلع ستينات القرن الماضي، اختار طلاب الجامعات حفلات التخرج للتعبير عن رفضهم تلك التوجهات، والتمسك بالنظام الجمهوري، وامتد هذا التأثير إلى حفلات الزفاف التي تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى مناسبات لإعلان معارضة سلطة الانقلاب وتوجهاتها.

الحفلات اليمنية التي حظيت باهتمام ومتابعة شعبية غير مسبوقة، أثارت غضب ما يسمى المكتب التربوي في تنظيم الانقلابيين الحوثيين بعد أن أصبحت مهرجانات وطنية يقوم خلالها الخريجون من الجنسين بترديد الأناشيد الوطنية بشكل جماعي، ويشاركهم أهاليهم في ذلك.

ولهذا السبب أوجد جهاز مخابرات الجماعة كياناً في كل جامعة سماه «ملتقى الطالب الجامعي»، ومن خلاله جرى فصل الذكور عن الإناث، والتحكم بمضامين الحفلات وما يقدم فيها، مع فرض قيود مشددة على إقامتها، لكن اليمنيين أوجدوا طريقة جديدة لإعلان معارضتهم المشروع الطائفي.

السكان الذين يعانون من القمع الشديد في مناطق سيطرة الانقلابيين ذهبوا نحو تحويل حفلات الزفاف في القرى والمدن والبلدات إلى فعاليات وطنية، تبدأ بالنشيد الوطني بينما تتزين خلالها قاعات الأفراح بالنسر الجمهوري والأعلام الوطنية، وتنتهي بإعلان التمسك بالثوابت الوطنية، ورفض أي مساعٍ لإعادة البلاد إلى الحقبة الطائفية أو إعادة إنتاج نظام حكم الإمامة بنسخته الجديدة المستلهمة من التجربة الإيرانية.

زفاف يتحول إلى مهرجان وطني

منذ يومين تحول حفل زفاف أحد أنجال الزعيم القبلي حمير الأحمر زعيم قبيلة حاشد في صنعاء إلى مهرجان جماهيري ضخم، أعيد فيه التأكيد على الثوابت اليمنية، وجرى خلاله الاحتفال بالذكرى السنوية لسقوط نظام الحكم الإمامة وقيام الجمهورية في شمال اليمن في 26 سبتمبر (أيلول) عام 1962، حيث لعبت قبيلة حاشد دوراً بارزاً في تلك الثورة.

حفل الزفاف الذي أقيم في قاعة مجاورة لمنزل الأحمر في حي الحصبة حضره الآلاف، وجاء بعد أيام من تعرض الزعيم القبلي المعروف للهجوم من نشطاء ميليشيات الحوثي على خلفية استقباله الرموز المعارضة للانقلابيين الذين يساندون المعلمين المطالبين بصرف رواتبهم، وبعد أسابيع من فشل مسعى حوثي لصناعة زعيم قبلي بديل على رأس قبيلة حاشد.

السياسيون الموجودون في صنعاء وشيوخ قبائل من مختلف مناطق البلاد ومثقفون ونشطاء حرصوا على حضور حفل الزفاف الذي بدأ بعزف السلام الوطني، وترديد النشيد الجمهوري، ووصف بأنه «أقوى ظهور عام للشيخ الأحمر» منذ اختياره لهذا الموقع خلفاً لأخيه صادق الذي فارق الحياة مطلع العام الحالي متأثراً بمرض عضال أصيب به.

الحفل لم يكن الأول، ولكنه امتداد لاحتفالات مماثلة، وفق نشطاء وسكان في صنعاء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» حيث أكدوا أن اليمنيين لا يعدمون الحيلة في التعبير عن مواقفهم السياسية، مع تحول حفلات الزفاف إلى مناسبات وطنية يجري من خلالها استعراض الموروث الثقافي، وترديد الأناشيد الوطنية، والتمسك بالنظام الجمهوري في ظاهرة لم تكن معروفة طوال العقود الماضية.

ويقول عبد الله يحيى وهو أحد الحضور إن الفعالية ليست مجرد عرس، بل مهرجان شعبي جمهوري حضره الآلاف من اليمنيين، ووجهوا من خلاله رسالة واضحة تعبر عن رفضهم أي مشاريع طائفية، وتمسكهم بالثوابت الوطنية وهي الجمهورية والوحدة والمواطنة المتساوية.

ويؤيده في ذلك محسن أحمد الذي قدم من محافظة إب لمشاركة الأحمر فرحته، حيث يجزم بأن الحوثيين وضعوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الثوابت اليمنية؛ ولهذا تحولت الأعراس والمناسبات الخاصة وحفلات التخرج إلى ساحات للدفاع عن هذه الثوابت.

ويرى جميل وهو ناشط اجتماعي في صنعاء أن إقامة حفل زفاف أبناء الشيخ الأحمر تحت شعار «اليمن أولاً» يحمل في طياته رسالة واضحة تؤكد إجماع اليمنيين على أولوية التمسك بالنظام الجمهوري، وإقامة دولة لجميع أبناء اليمن دون استثناء، وهو ما أكد عليه الأحمر نفسه الذي دعا الجميع إلى تكاتف الجهود، وتوحيد الصف لرأب الصدع من أجل إخراج البلد إلى بر الأمان، وقيام دولة حديثة وفق عقد دستوري توافقي يحقق تطلعات الشعب في الحرية والمساواة والحياة الكريمة.

الرزامي يساند المعلمين

ذكرت اللجنة الإعلامية في نادي المعلمين والمعلمات أن القيادي الحوثي البارز عبد الله عيضة الرزامي وهو أحد مؤسسي الميليشيات الانقلابية أعلن تأييده مطالب المعلمين بصرف رواتبهم المقطوعة منذ 7 أعوام، وأشاد بموقف رئيس جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء صادق أبو رأس، وقال إنه يتفق مع ما جاء في خطابه بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب.

وفي بلاغها نسبت اللجنة الإعلامية إلى الرزامي القول إنه من حق الموظفين المطالبة برواتبهم، وإنه اقترح تشكيل لجنة مستقلة تتولى إدارة الملف المالي، وحصر الموارد، وتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد، وهي مطالب أعلنها أبو رأس في خطابه ورفضها مهدي المشاط رئيس مجلس الحكم في مناطق الانقلابيين، وتمسك برفض الكشف عن الأموال التي تُجْبى وكيفية إنفاقها، كما رفض تقديم موازنة عامة في تلك المناطق بحجة أن هذه البيانات يجري تسريبها إلى خصوم الجماعة.

نادي المعلمين اليمنيين لوح بتصعيد احتجاجاته، وقال إنه سوف يضطر للدعوة للنزول إلى الشوارع في حال عدم استجاب الحوثيين لمطالبه المشروعة، وصرف المرتبات، مؤكداً أن الإضراب والتظاهر حق مشروع في الدستور والقانون، ولا تجوز مصادرته أو التصدي له بأي حال.

وطلب النادي من سلطة الانقلاب التعاطي بمسؤولية وجدية مع مطالب المعلمين المبررة والمشروعة. وأشاد بالتحركات الاحتجاجية والنقابية لنقابتي المعلمين والمهن التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المطالبة بزيادة المرتبات، وصرف العلاوات والترقيات والتسويات المعلقة.

وعدّ النادي لجوء حكومة الانقلاب إلى صرف حافز جديد للمعلمين «محاولة بائسة لإنهاء الإضراب»، وحذر من إطلاق تهم التخوين والنفاق والعمالة والارتزاق على المعلمين، مؤكداً أن قطاعاً عريضاً من الشعب اليمني وبينهم سياسيون وصحافيون وناشطون ومنظمات المجتمع المدني يساندون هذه المطالب بعد أن أصبحت قضية الرواتب في صدارة الاهتمامات السياسية والشعبية في الساحة اليمنية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: حفلات الزفاف فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟

   

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الدول العربية تقاوم الضغوط الأمريكية لإدانة جماعة الحوثي التي تشن هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.

   

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الهجمات التي شنتها الجماعة اليمنية في البحر الأحمر تلحق الضرر بالاقتصادات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لكن القادة العرب يكرهون أن يُنظر إليهم على أنهم يقفون إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.

   

وقالت إن تيموثي ليندركينج، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن إلى اليمن، قد وجه عدة نداءات إلى المصريين في الأشهر الأخيرة. وقد فعل الشيء نفسه مع السعوديين وغيرهم من الشركاء العرب، وفي كل مرة تكون رسالته هي نفسها إلى حد كبير.

   

وقال ليندركينج في مقابلة أجريت معه مؤخرًا عن الحوثيين، إن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي شنت خلال العام الماضي حملة عدوانية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والسفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر - كل ذلك باسم الدفاع عن الفلسطينيين وسط حرب إسرائيل المدمرة في غزة: "لقد أخبرتهم جميعًا أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد".

   

حسب التقرير فإن ما يعنيه ليندركينج هو أن شركاء واشنطن العرب بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة رواية البطل الحوثي في ​​الشرق الأوسط.

   

 تقول الصحيفة "لكن قادة الجماعة لم يثنهم عن ذلك الجهد الذي بذلته الولايات المتحدة في التحالف لصد هجماتهم وتأمين طرق الشحن الحيوية، كما شجعتهم شعبيتهم المتزايدة بين المسلمين الآخرين الذين بلغ غضبهم من أزمة غزة حداً عميقاً".

   

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون وخبراء قولهم إن هناك جاذبية قوية في فكرة أن هذه الحكومة شبه المتهربة تطعن في الدولة اليهودية.

   

ويزعم ليندركينج أن الحوثيين لا يساعدون الفلسطينيين وأنهم فظيعون بالنسبة لليمن، البلد الفقير الذي عانى سكانه كثيراً وسط سنوات من الحرب.

   

ويقول إن القوى الإقليمية "يمكن أن تساعد في فك الارتباط بين هذه الفكرة القائلة بأن ما يفعله الحوثيون مشروع بحقيقة وجود صراع في غزة. ومن الصعب علينا كثيراً أن نكسر هذا الارتباط".

   

وتابع ليندركينج: "إنهم يرون أنفسهم يركبون على قمة الشعبية". ولهذا السبب تعتقد واشنطن أن الرفض الواضح من الدول العربية قد يكون فعالاً.

   

وطبقا للتقرير فإن الهجمات المستمرة التي تشنها الجماعة في أحد أكثر ممرات الشحن أهمية في العالم ألحقت أضراراً جسيمة باقتصادات العديد من البلدان وساهمت في التضخم في جميع أنحاء العالم. 

لقد انخفضت حركة المرور التجارية عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر - وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية للحكومة المصرية - بشكل كبير في العام الماضي لدرجة أنها كلفت القاهرة ما لا يقل عن 2 مليار دولار من العائدات المفقودة، مما أدى إلى تفاقم ضغوط الأسعار على فقراء مصر.

    

تضيف "كل هذا، في نظر إدارة بايدن، يجب أن يوفر سببًا كافيًا لحلفاء أمريكا وشركائها العرب في الشرق الأوسط للانضمام إلى الولايات المتحدة - إن لم يكن عسكريًا، فعلى الأقل بصوت عالٍ - في مواجهة الحوثيين".

   

وذكرت أن المصريين والسعوديين والدول العربية الأخرى، في الغالب، يقاومون توسلات واشنطن.

   

وقال حسين إيبش، الباحث في معهد دول الخليج العربية: "إنهم لا يرون أن رفع الرهانات الخطابية مع الحوثيين سيساعدهم. المصريون، على وجه الخصوص، خائفون مما قد يفعله الحوثيون بعد ذلك". وأثار احتمال أن تحاول الجماعة زرع ألغام في مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن. وأضاف إبيش أن هذا من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على الجنيه المصري، وقال عن الحكومة في القاهرة: "إنهم خائفون للغاية".

   

لقد خاض السعوديون والإماراتيون حربًا استمرت لسنوات ضد الحوثيين وليس لديهم أي مصلحة في التورط في صراع جديد مع المجموعة، كما قال الخبراء. وفي بيئة حيث إيران قريبة جغرافيًا، وتركت الولايات المتحدة بعض الدول العربية تشعر بأنها شريك غير موثوق به، وسع زعماء تلك البلدان بشكل متزايد من تواصلهم مع طهران ولا يرون سوى القليل من المزايا في استفزاز وكلائها.

   

تشير الصحيفة إلى أن مصداقية أمريكا في المنطقة انخفضت بشكل أكبر مع دعم واشنطن الثابت لإسرائيل على مدار العام الماضي، حيث مات عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وتنتشر لقطات الأطفال الملطخين بالدماء يوميًا على الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.

   

وقال النائب رو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا)، الذي عاد مؤخرًا من رحلة إلى المملكة العربية السعودية: "تشغل التلفزيون، إنها الحرب. مستمرة. كل القنوات. التفجيرات والحرب والمعاناة".

   

وأضاف "على الرغم من عدم اعتراف أي دولة كبرى بحكومة الحوثيين في صنعاء، ووضع إدارة بايدن المسلحين مرة أخرى على قائمة الإرهاب العالمية، فقد استفادت الجماعة من عملية إعلامية متطورة لتضخيم حملتها في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ على إسرائيل لتصوير نفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية".

   

وأردف "يحظى كل من زعيم الحوثيين والمتحدث باسمه بأكثر من مليون متابع على منصة التواصل الاجتماعي X، وفي غضون عام، أصدرت الجماعة مئات مقاطع الفيديو والأغاني والتراتيل الدينية التي وصلت إلى الملايين في جميع أنحاء العالم، وفقًا للمحللين في معهد أبحاث الشرق الأوسط".

   

وقال إبيش: "لقد أقنعوا الكثير من الناس بأن ما يفعلونه مفيد. أسأل الناس، كيف تعتقد أن هذا يفيد الفلسطينيين؟ أو حتى حماس؟"

   

وقال أحد كبار الدبلوماسيين العرب، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته ليكون صريحًا بشأن التفكير داخل حكومته وحكومات أخرى، "عليك أن تفهم مستوى التعقيد الذي خلقه هذا الوضع للحكومات "العربية" في التعامل مع شعوبها، ومع المجتمعات داخل بلدانها".

   

واضاف الدبلوماسي: "يعتقد الناس في المنطقة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الدولة الفلسطينية ضرورية للسلام الدائم في الشرق الأوسط بأكمله". قبل هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة ولبنان، قال الدبلوماسي: "إذا سألت الناس، ما هي القضية الجيوسياسية الإقليمية الأولى التي تشغل بالهم، فستكون إجاباتهم متباينة". "اليوم، إذا أردت التحدث عن أي قضية سياسية في المنطقة، في أي منزل، فإن الفلسطينيين سيكونون القضية الأولى".

   

من بين أكثر من 20 دولة تشارك في عملية حارس الرخاء التي تقودها الولايات المتحدة، وهو تحالف بحري أطلق في ديسمبر للدفاع عن ممر الشحن قبالة سواحل اليمن، هناك دولة عربية واحدة فقط، وهي البحرين، تفعل ذلك علنًا. يعتقد الخبراء الإقليميون أن دولًا عربية أخرى تحتل أيضًا مرتبة بين أعضاء التحالف العشرة الذين أبقوا دعمهم سراً.

الترجمة.. الموقع بوست 

    

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تكثف اتصالاتها مع الحوثيين عبر مسقط.. لهذا السبب الهام
  • فضيحة تهز صنعاء.. أسرار صادمة تكشفها شخصية قريبة من الحوثيين
  • دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين
  • بعد غد.. مواجهة يمنية اماراتية على الأراضي القطرية
  • الكشف عن الأسباب التي دفعت الحوثيين لحصار منزلي الشيخ الأحمر بحي صوفان بصنعاء
  • حرب ممتلكات في صنعاء: الحوثيون يمهلون مشايخ آل الأحمر وقوات ”التدخل السريع” تحاصر منازلهم في منطقة صوفان
  • واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟
  • العرادة يصفع طارق صالح باتفاق جديد ومغري مع “الحوثيين”
  • أقوى رد من نجل حميد الأحمر على محاولة الحوثيين نهب منازل أقاربه في صنعاء
  • بطولة استثنائية: طفل يمني يوقف عصابة مسلحة في صنعاء ويجبر الحوثيين على إطلاق سراحه