الاقتصاد نيوز _ بغداد

شكل ارتفاع أسعار البترول عالمياً، نقطة تحول إيجابية في الموازنة العامة، حيث يتوقع أنَّ تسهم تلك الارتفاعات في ردم فجوة العجز الافتراضي، وتؤدي إلى زيادة العائدات المالية، لاسيما بعد تجاوز أسعار "الذهب الأسود" حاجز الـ90 دولاراً للبرميل الواحد، وهو ما يشكل زيادة مقدارها 21 دولاراً عن السعر الافتراضي في الموازنة، البالغ 70 دولاراً، الأمر الذي دعا العديد من المختصين الى المطالبة بوضع خطط مدروسة لاستثمار تلك الزيادات، والعمل على تنفيذ مشاريع ستراتيجية لرفع القيمة الإنتاجية في القطاعات الموازية غير النفطية.


ووفقاً لتلك الزيادات السعرية، فقد رجحت لجنة النفط والغاز البرلمانية، استمرار ارتفاع أسعار البترول عالمياً، عازية السبب الى تراجع إمدادات "الذهب الأسود" جراء موقفي السعودية وروسيا، اللتين قررتا خفض انتاجهما من البترول، مرجحة أن ينخفض العجز المالي في البلاد بنسبة 50 %.
وسط ذلك، يرى مختصون في الطاقة، أنَّ "الزيادة الحاصلة في أسعار البترول، يمكن ألا تشكل أهمية بالغة في الاقتصاد العراقي الريعي، لكونه يعتمد بشكل كامل على الايرادات المتحصلة جراء أسعار النفط، الذي سيؤدي ارتفاعه الى حصول زيادات سعرية عالمية في مختلف السلع والمواد التي سيضطر العراق الى استيرادها بأسعار مرتفعة جراء عدم قدرته على انتاجها محلياً".
وقالت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية، النائبة زينب جمعة الموسوي في حديث لـ"الصباح" تابعته "الاقتصاد نيوز"، إنَّ "العراق من البلدان الريعية التي تعتمد بنسبة تصل إلى أكثر من 95 % على الإيرادات المالية المتحققة من بيع النفط الخام في الأسواق العالمية، ودائماً ما تعمل الحكومات على وضع سعر تقريبي في الموازنة العامة لسعر برميل النفط من أجل أن يكون متوازناً وفي حال ارتفاع الأسعار العالمية أكثر مما محدد في الموازنة حينها سيحقق العراق فوائض مالية كبيرة، وكما هو الآن، بعد أن تجاوز سعر برميل النفط الواحد حدود 90 دولاراً في وقت الموازنة استندت على سعر 70 دولاراً للبرميل وهذا يعني وجود فائض يقدر بنحو 20 دولاراً للبرميل".
وتوقعت الموسوي تحقيق فوائض مالية كبيرة نتيجة تلك الارتفاعات الحاصلة، وبالشكل الذي يؤدي الى خفض العجز التخميني في الموازنة وبنسبة تصل إلى حدود 50 %، مشددة على ضرورة استغلال تلك الزيادات في دعم المشاريع الستراتيجية والعمرانية والخدمية، مرجحة في الوقت ذاته استمرار ارتفاع أسعار النفط لغاية نهاية العالم الحالي نتيجة التزام السعودية وروسيا بالتخفيض، ما أدى إلى ارتفاع الطلب العالمي على الذهب الأسود، مبينة أنَّ تلك الارتفاعات يمكن أن تصل الى حدود الـ120 دولاراً للبرميل خلال الفترات المقبلة.
ولم يبتعد كثيراً الخبير في شؤون الطاقة، الدكتور بلال الخليفة عن الرأي السابق، حينما أكد أنَّ "الاقتصاد العراقي مرتبط بشكل كامل مع أسعار النفط، وبالتالي فإن أي ارتفاع للأسعار يمثل زيادة بالإيرادات المالية، ما يعني تقليل العجز المخطط بالموازنة العامة.
وعلى الرغم من النتائج الايجابية التي يمكن أن يحققها العراق جراء الزيادات السعرية للبترول، بيد أنَّ الخليفة يرى بعض الجوانب السلبية التي يمكن ان ترافق تلك الارتفاعات، مبيناً أن الاقتصاد العراقي الريعي يعتمد بشكل شبه تام على الايرادات النفطية، ولا توجد صناعات كبيرة يمكن ان تغطي حاجة السوق، بالتالي فأن نسبة كبيرة من الإيرادات النفطية ستذهب خارج العراق لشراء السلع التي ترتبط بشكل وثيق بأسعار النفط وبالتالي فأن أي ارتفاع في أسعار النفط سيقابله ارتفاع آخر في أسعار السلع والمواد والخدمات في الأسواق العالمية".
ويرى خبير الطاقة، ارتباط أسواق النفط بالعديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى خفض أو ارتفاع أسعاره عالمياً، لاسيما المتعلقة بقرب فصل الشتاء والتوترات العالمية وقرارات أوبك.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ارتفاع أسعار فی الموازنة أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

توقف نفط كردستان.. خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات سلبية على الموازنة

بغداد اليوم - كردستان

في وقت يواجه فيه العراق تحديات اقتصادية متعددة، يُعد توقف صادرات النفط من إقليم كردستان أحد أبرز العوامل التي أثرت سلباً على الموازنة الاتحادية والخسائر الاقتصادية الناتجة عن توقف هذه الصادرات تشكل تحدياً إضافياً في مواجهة العجز المالي الذي يعاني منه البلد

 الخبير المختص في الشأن النفطي سالار عزيز أكد ،اليوم السبت (29 اذار 2025)، أن موازنة العراق هي المتضرر الأكبر من عدم استئناف تصدير نفط كردستان.

 وقال عزيز لـ "بغداد اليوم" إن "الخسائر المالية جراء توقف تصدير نفط كردستان تفوق 18 مليار دولار، وهذا المبلغ يمكن أن ينعش الموازنة الاتحادية". 

وأضاف أنه "يجب إبداء المرونة من قبل وزارة الاتحادية مع الشركات النفطية الأجنبية العاملة في الإقليم، لغرض إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، والمستفيد الأكبر هو الموازنة العامة".

وفي ذات السياق علق الخبير في الشأن النفطي كوفند شيرواني، في (6 آذار 2025)، على الجهة المعرقلة لاستئناف تصدير نفط كردستان.

وقال شيرواني في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "العقبة المتبقية حتى الآن هي التحفظات والطلبات التي قدمتها الشركات النفطية ورابطة ابيكور، التي قدمت تحفظات، من بينها طلبت وجود آلية واضحة لكيفية تسديد المستحقات النفطية عند البدء بالتصدير، وان يتم توثيقها بعقد توقع عليه الأطراف الثلاثة وزارة النفط الاتحادية، والثروات الطبيعية في الإقليم، والشركات النفطية".

وأضاف أنه "تم طلب ضمانة لتسديد المستحقات السابقة التي تقارب المليار دولار، وان يكون هذا الاتفاق مثبت على شكل عقد، وطالبت الشركات النفطية ان تعامل أسوة بالشركات العاملة في مناطق وسط وجنوب العراق".

وأشار إلى أن "هنالك اجتماعات مستمرة، ويجب تقديم مرونة من كل الأطراف، لاستعادة تصدير النفط لآن كل الأطراف هي خاسرة من توقف التصدير".

وفي شباط الماضي، أعلنت وزارة النفط الاتحادية عن استكمال الإجراءات اللازمة لاستئناف تصدير النفط المنتج في إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي وفقا للآليات المحددة في قانون الموازنة وتعديله، وضمن سقف الإنتاج المقرر للعراق في منظمة أوبك. 

ورد الوفد التفاوضي لحكومة إقليم كردستان على إعلان وزارة النفط بدعوة الحكومة الاتحادية إلى تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها قبل المضي في عملية تصدير النفط.

وأوضح الوفد أنه رغم تأكيد حكومة الإقليم على التزامها بتطبيق قانون التعديل الأول لقانون الموازنة العامة الاتحادية، والمتعلق بإعادة تصدير النفط المنتج من حقول الإقليم إلى ميناء جيهان التركي عبر شركة "سومو"، فإن تطبيق القانون يستلزم الاتفاق على عدة نقاط أساسية، من بينها:

- تحديد الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي في الإقليم، بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية، على غرار باقي مناطق العراق.

- وضع آلية واضحة ومحددة لدفع مستحقات شركات الإنتاج والنقل إلى حكومة الإقليم، وفقا لما ورد في القانون.

مقالات مشابهة

  • وسط تهديدات «ترامب».. كيف أصبحت أسعار النفط والذهب؟
  • العراق يأمل بالإسراع في استثمار حقلي “عكاس والمنصورية” لسد احتياجاته من الغاز
  • استقرار اسعار النفط العراقي في السوق العالمية
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • أسعار النفط تسجل مكاسب للأسبوع الثالث بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • توقف نفط كردستان.. خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات سلبية على الموازنة
  • النفط العراقي يختتم تعاملات الأسبوع على ارتفاع ويتخطى حاجز الـ74 دولارا للبرميل
  • لأول مرة في التاريخ.. اسعار الذهب عالمياً ترتفع إلى رقم قياسي
  • أسعار النفط عالمياً تستقر قرب أعلى مستوى لها في شهر
  • وضع خطة طارئة لزيادة إنتاج النفط والغاز بحقل الناصرية جنوبي العراق