شبكة اخبار العراق:
2025-01-07@03:57:09 GMT

السلاح هو الحل ولكن..

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

السلاح هو الحل ولكن..

آخر تحديث: 12 شتنبر 2023 - 9:30 صبقلم:فاروق يوسف يمكن أن يكون الغباء حلا هو الآخر. لا يمكن لحزب الله وهو ممثل إيران في لبنان أن يقنعنا بأن مزيدا من السلاح يعني مزيدا من القوة لا في الساحة المحلية وحدها بل وأيضا في الساحات الإقليمية. لا تُقاس الأمور على تجربة سوريا. كان الدفاع عن نظام بشار الأسد في جزء عظيم منه يقع في الحفاظ على الإبقاء على طريق طهران بيروت سالكة.

وليس السؤال عن العراق هنا ضروريا. ذلك لأن العراق صار بعد احتلاله إمارة إيرانية.كل ما يفعله الإيرانيون من أجل الاستمرار في هيمنتهم غير المسبوقة على جزء من المنطقة يمكن اختصاره بطريق السلاح الذي يشكل شبكة تمتد من طهران إلى بيروت مرورا بسوريا والعراق. ولقد استعار حزب الله فكرته عن القوة من الإيرانيين فهو صنيعتهم التي تواليهم عقائديا قبل أن تتصرف بما يمليه عليها واجبها في الخدمة الجهادية المأجورة. فإيران حين رغبت في أن تكون دولة قوية وحققت ذلك لم تنظر سوى إلى الماكينة العسكرية ولم تكترث بالإنسان باعتباره البعد الأهم في الحياة. لذلك لا يمكن أن نقول إن الميليشيات التابعة لإيران حين قررت أن تكون قوية فإنها لجأت إلى الأسلوب الإيراني. فلا قوة من غير سلاح والسلاح هو المصدر الوحيد للقوة. لا سؤال بعد ذلك. ولكن ماذا لو حدث وأن خذل السلاح صاحبه في حروب صارت الجيوش فيها تتسابق من أجل الحصول على الأخف والأسرع والأكثر دقة والأقل كلفة من السلاح؟كان مأزق الاتحاد السوفييتي السابق واضحا وهو قد أثقل نفسه بأسلحة لن يستخدمها وأهمل الإنسان بحاجاته التي تبدو في الكثير من الأحيان تافهة ورخيصة وكمالية وغير ضرورية، غير أنها في حقيقتها تشكل عنصرا جوهريا من كيانه الذي يربط بين ما هو يومي مستهلك وما هو سرمدي خالد. ليست أسطورة الإنسان سوى مجموعة يومياته التي تبدو من وجهة نظر العقائديين لا قيمة لها. ثقل الاتحاد السوفييتي بسلاحه فسقط. وكان هو الآخر يهدي السلاح إلى دول عديدة في العالم كانت تدور في فلكه. سقط الاتحاد السوفييتي لأنه كان قويا، بمعنى اعتماده مفهوم السلاح باعتباره المصدر الوحيد للقوة، بالرغم من أنه كان يمكن أن يكون قويا بعلمائه وأدبائه وخبرائه وموسيقييه ومفكريه وفلكييه، أي ببشره الذين تركوا بصمتهم المهمة في التاريخ.الإيرانيون وأتباعهم المصابون بعقدة النجاح السوفييتي من غير المرور بأسباب السقوط المريع لدولة القياصرة الجدد المقنّعين يمضون في الطريق التي لا تتطلب كثيرا من الجهد وفي الوقت نفسه فإنها تفرض هيمنة مطلقة على المجتمع. كل الحريات يمكن أن تُصادر مقابل حرية السلاح. وهل يبقى شيء بعد السلاح؟ الأدهى أن حزب الله على سبيل المثال يسخر من كل الأطراف التي لا تحمل السلاح. هناك رغبة قوية في أن يتسلح الجميع لكي يكون سلاحه شرعيا. يخشى حزب الله أن ينتصر عليه أصحاب الكلمة. لذلك كانت سلسلة المقتولين على يده تضم الكثير من المفكرين، كان لقمان سليم آخرهم. ولكن إلى متى يظل الاستقواء بالسلاح هو الحل الذي يملكه حزب الله من أجل الاستمرار في الهيمنة على حاضر لبنان ومستقبله؟ لو كان السلاح قادرا على استقدام آلة الزمن لفكر حزب الله في الهيمنة على ماضي لبنان.ذلك كله لن يمر بطريقة يسيرة. لبنان في مشكلة كبيرة غير تلك المشكلات التي تتعلق بالوضع المعيشي ومظلومية المودعين ونظامه المصرفي ورثاثة نظامه السياسي وموقفه العبثي من محيطه. تلك هي مشكلة السلاح الذي جعلت منه بلدا ضعيفا يُدار من قبل دولة فاشلة لن تعلن إفلاسها لكي لا تُمحى من الخارطة. غير أن اللبنانيين لن يتمكّنوا من إنهاء احتلال حزب الله لبلدهم في القريب العاجل. ستنهي القوة نفسها بنفسها، ولكن ذلك الحل يحتاج إلى زمن طويل. وما لم تغير إيران من سياساتها الخارجية فإن كل شيء سيظل في مكانه وكل عدو يختار عدوه ويتمنى أن يسلحه.“السلاح هو الحل” شعار إيراني تسلل مثل العقائدية الإيرانية إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن. عادت تلك الدول إلى منطق القوة المحلية المتخلفة. كمٌّ هائل من السلاح وضعف خطير في المعرفة والعلم. ذلك ما سيقود إلى انهيار تلك القوة بطريقة غير متوقعة. فهي قوة تخلو من الطابع الإنساني. قوة لا تحترم الإنسان الذي يسعى إلى الإعلاء من شأنها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية

أطلق ‏الجيش الإسرائيلي، عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • ما هو الوقت المناسب لأذكار المساء؟ وهل يمكن قولها بعد غروب الشمس؟
  • تحليل إسرائيلي لحجم الأسلحة التي جمعها حزب الله.. ما مصدرها؟
  • حسن فضل الله: لا يمكن لأحد أن يفرض على الشعب اللبناني رئيساً
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • ثورتكم أسعدتنا ولكن احرصوا على تنوعكم.. ساويرس يوجه رسالة للسوريين
  • لا أشعر بأثر أو لذة في الدعاء والذكر.. الحل في 3 خطوات
  • ماذا سيحدث إذا لم يمتثل حزب العمال الكردستاني لدعوة أوجلان بإلقاء سلاحه؟
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين
  • شكراً وزارة الداخلية...ولكن؟!
  • مسؤول رفيع تركي قالوا قادم غدا لبورتسودان ( كنا نعتقد أنه أردوغان شخصيا ولكن تمخضت هضبة الأناضول فولدت لنا نائب وزير الخارجية !!..