من السياسية إلى الرياضة.. ظهر رجل الأعمال النافذ/ أحمد العيسي على رأس أهم الأحداث التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية بمشهدين متناقضين بين دور المعارض للفساد والعبث والفشل وبين دور المتهم بصناعته.

المشهد الأول والذي لا يزال مستمراً، يتعلق بالأزمة الدائرة حول اتفاقية الاتصالات التي أبرمتها الحكومة مؤخراً مع شركة إماراتية والمعارضة الشديدة لها من قبل أطراف سياسية على رأسها جماعة الإخوان وشخصيات نافذة يتقدمها العيسي الذي كان أول من أثار القضية، واتهم الحكومة بأنها "صفقة لبيع قطاع الاتصالات".

إثارة العيسي للاتفاقية وهذا الاتهام جاء في سياق مقابلات تلفزيونية وجه فيها جملة من الاتهامات للحكومة ومعين في عدة ملفات من بينها الكهرباء والنفط لاقت صدى لدى البرلمان الذي شكل رئيسه سلطان البركاني لجنة تحقيق من أعضاء البرلمان بما قاله العيسي.

تقرير اللجنة الذي تضمن توصيات عديدة على رأسها إلغاء الاتفاقية، تحول لاحقاً إلى أزمة بين الحكومة والبرلمان، بعد الاعتراض الذي أبداه رئيس الحكومة على لغة ومفردات التقرير ورسالة رئيس البرلمان التي أرفقت مع التقرير ووجهت إليه، في حين يطالب أعضاء بالبرلمان بسحب الثقة عن الحكومة.

وبات العيسي يخوض صراعاً بشكل واضح يهدف إلى إسقاط الحكومة ورئيسها معين عبدالملك، دفعه إلى كسر عادته في تجنب الظهور إعلامياً بلقاءات تلفزيونية لمهاجمتها، مع محاولته النفي بشكل قاطع أن يكون ذلك انتقاماً لتقليص نفوذه أو فقدانه لبعض المصالح والامتيازات ك، بل إن الرجل يؤكد بأن دافعه "المصلحة الوطنية" ووقف الفساد والعبث الذي يمارسه معين وحكومته، كما يقول.

هذا المشهد السياسي الذي يمارس فيه العيسي دور المعارضة في وجه معين ضد الفساد والفشل والعبث، انعكس تماماً خلال اليومين الماضيين بمشهد رياضي حل فيه العيسي في دور معين، وكرر خصومه ما يردده بحق الأخير.

حيث شهد الوسط الرياضي، أحداثاً ومواقف ساخنة جراء فرض العيسي عقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم الذي يترأسه الرجل منذ ما يزيد عن 18 عاماً، والمعارضة القوية لهذا الإجراء من قبل أبرز الأندية اليمنية التي قاطعت الاجتماع.

حيث قاطعت كل من أندية صنعاء وعدن التي تعد أبرز الأندية الرياضية في اليمن هذا الاجتماع، ببيانات صادرة عنها احتجاجاً على الإدارة الفاشلة للعيسي ورفضه استبدال ممثليها في الجمعية العمومية بحسب اللوائح وإصراره على عقد اللقاء بقوام آخر اجتماع جرى عام 2014م. 

إجراء يراه معارضو العيسي، ناجما عن مخاوفه من طرح مسألة تغيير قيادة الاتحاد من قبل الجمعية العمومية خاصة بعد ترشيح بعض الأندية اليمنية لأسماء رياضية بارزة كممثلين عنها، كالنجم الرياضي الشهير / شرف محفوظ الذي رشحه نادي التلال –أقدم أندية الجزيرة العربية– كممثل عنه، وسط تقارير تؤكد بأنه بات مرشحاً قوياً يحظى بإجماع في الوسط الرياضي لخلافة العيسي.

بالإضافة إلى مخاوف العيسي من أي حديث أو نقاش حول التقارير المالية للسنوات التسع الماضية التي غابت فيها الجمعية العمومية، في ظل المطالبات المستمرة بالكشف عن مصير موازنة الاتحاد والأموال التي تلقاها خلال هذه السنوات كدعم من الاتحاد الدولي والآسيوي لكرة القدم.

ومع كل خسارة وفشل تتلقاه كرة القدم اليمنية، تتجدد الأصوات والمطالبات بضرورة تغيير قيادة اتحاد كرة القدم الذي يتربع العيسي عليها منذ عام 2005م، دون تحقيق أي إنجاز يذكر خلال هذه السنين باستثناء ما تحققه المنتخبات في فئة الناشئين.

مشهد تكرر مطلع العام الجاري مع الهزائم التي تلقاها المنتخب الأول لكرة القدم في بطولة كأس الخليج، دفعت برجل الأعمال البارز ورئيس نادي الصقر / شوقي أحمد هائل لتوجيه رسالة إلى العيسي، طالبه فيها بعقد اجتماع عاجل للجمعية العمومية لتصحيح وضع كرة القدم اليمنية.

شوقي حدد في رسالته عددا من النقاط لهذه الاجتماع على رأسها إعادة النظر في الكوادر التي تعمل في الاتحاد، وعرض الموقف المالي للاتحاد بشفافية، وتفعيل النشاط المحلي من دوري ومسابقات.

وهو ما استجاب له العيسي –على طريقته- بعقد الاجتماع الاستثنائي للجمعية يوم الأحد، في القاهرة، رغم المعارضة والمقاطعة من قبل أهم الأندية، والانتقام من خصومه من خلال تأكيد هبوط أندية عدن وتوقيف رئيس وحدة صنعاء / أمين جمعان لستة أشهر بسبب وقوفه خلف الموقف القوي لأندية صنعاء، وفرض إقامة الدوري منتصف الشهر الجاري.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: کرة القدم من قبل

إقرأ أيضاً:

الأردني يشيد بعمل "الأونروا" في مواجهة محاولات إسرائيل "اغتيالها سياسيا"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بعمل وكالة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، البطولي في قطاع غزة، لاسيما في ضوء ما تتعرض له (أونروا) من محالاوت "اغتيال سياسي" من قبل إسرائيل، مشيرا إلى أن الوكالة تقدم كل ما تستطيع لمساعدة شعب يتعرض لعدوان غاشم.
وقال الصفدي - في مؤتمر صحفي مشترك بعمان مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني - إن أكثر من 197 شخصًا من موظفي وكالة الأونروا في غزة قتلوا، فيما أصبحت مدارسها ملاجئ، مشيرا إلى أن مدارس غزة ليس آمنة من القصف الاسرائيلي المتواصل.
ونبه إلى ضرورة تنفيذ القانون الدولي وتوفير الحماية للفلسطينيين في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي، مضيفا أنه من دون موقف صارم وحقيقي وفوري من المجتمع الدولي يلزم إسرائيل بالقيام بمسؤوليتها كالقوة القائمة بالاحتلال ويفرض إدخال المساعدات وفتح جميع المعابر وتأمين الحماية للمنظمات الاممية؛ "سنجد انفسنا في مواجهة كارثة إنسانية أكبر من الكارثة التي يشهدها التاريخ الحديث حتى الآن".
ولفت إلى أنه جرى بحث الجهود المشتركة لتوفير الدعم السياسي والمادي للوكالة، والاستعدادات للمؤتمر الذي سنتظمه مملكة البحرين بالتعاون مع مملكة السويد برعاية دول أخرى؛ من أجل ضمان استمرار الدعم السياسي للوكالة التي تتعرض لمحاولة اغتيال من إسرائيل ونضع المجتمع الدولي في مواجهة الحقيقة وهي أن وكالة الاونروا لا تملك ما تحتاجه من إمكانيات وآلية للقيام بواجبها وفقا تكليفها الأممي والعمل على حشد الدعم المادي للوكالة.
وأشار وزير خارجية الأردن إلى إدراج سرائيل ضمن قائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال.
وأكد أن الأردن تقف - بكل إمكاناتها - مع وكالة أونروا ومستمرة بتوجيه مباشر من ملك الأردن؛ للقيام بكل ما تستطيع من أجل توفير الدعم اللازم لها، وأن تؤكد للعالم أن أونروا هي وكالة إنسانية لا يمكن استبدالها أو القيام بدورها.
وقال "ننظر إلى اللحظة الحالية وما بعد توقف العدوان، حيث لا تستطيع أي منظمة أخرى أن تقوم بما تستطيع أونروا القيام به، ليس فقط من تقديم مساعدات إنسانية لكن أيضا من توفير خدمات صحية وتعليم؛ فقد فقدنا جيلا كاملا في غزة نتيجة هذا العدوان حيث لم يذهب أكثر من 500 ألف طفل فلسطيني في القطاع إلى المدارس منذ أكثر من 9 أشهر، وهذا يوضح حجم الكارثة التي يفرضها العدوان وأن تبعات تلك الكارثة لن تنتهي مع وقف هذا العدوان ولكنها ستستمر لسنوات".
وأشار وزير خارجية الأردن إلى أنه جرى بحث الأوضاع في الضفة الغربية، حيث تتم محاصرة قدرة الوكالة على القيام بدورها في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بجرائم حرب هناك في خرق واضح للقانون الدولي، وتقويض كامل لكل فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي لن يتحقق إلا إذا تجسدت الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
وأوضح أن العام الحالي شهد أكثر عمليات لمصادرة أراضي فلسطينية منذ حوالي 30 عاما في الضفة الغربية، إضافة إلى الاقتحامات والعدوان على التجمعات الفلسطينية في الضفة، وإرهاب المستوطنين الذي لا يزال يوقع القتل والدمار على الفلسطينيين، لافتا إلى أن ثمة جانب إيجابي مشرق نراه في التضحيات التي تستمر أونروا ومنظمات أممية أخرى في القيام به.

مقالات مشابهة

  • ميراوي وآيت الطالب: العرض الذي قدمته الحكومة لطلبة الطب استثنائي ويلبى جل المطالب
  • باستثناء كرة القدم.. استمرار أزمة غياب الرياضات الجماعية المغربية في الأولمبياد
  • ميقاتي استقبل السفير الإيراني في السرايا.. وسلسة اجتماعات ولقاءات
  • المرعاش: تكالة عميل لدول لا تريد استقرار ليبيا
  • نصيف تكشف تفاصيل جديدة عن تمساح الفساد: لديه شراكة مع نور زهير
  • أخنوش يدعو لإعداد جيل جديد من السياسات العمومية الموجهة للتشغيل
  • وزارة التربية الوطنية تنجح في تحقيق إنجاز هام بخصوص محاربة الهدر المدرسي
  •  الأردن: اغتيال الأونروا سياسيا مخطط لتصفية القضية الفلسطينية
  • الأردن: اغتيال الأونروا سياسيا مخطط لتصفية القضية الفلسطينية
  • الأردني يشيد بعمل "الأونروا" في مواجهة محاولات إسرائيل "اغتيالها سياسيا"