هكذا يتعامل وزراء الخفّة مع الأزمات الوجودية
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
لو تسنى لوزراء "التيار الوطني الحر"، أن يسمعوا ما قاله كل من قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في اللقاء الوزاري التشاوري بالأمس، بعدما تعذّر عقد جلسة لمجلس الوزراء، عما ينتظر لبنان من خطرين داهمين، لكانوا أعادوا حساباتهم وقرروا أن يحضروا أي جلسة حكومية بهذه الأهمية، من حيث ما يمكن أن يُتخذ فيها من قرارات مهمة تكون بحجم مواجهة الأخطار، التي تهدّد الكيان الوجودي للبنان كما عرفناه بصيغته الفريدة، وتهدّد هويته، التي أصبحت عرضة للضياع والتلاشي أمام محاولات طمسها.
فالآخرون، أيًّا كانوا، لا يُلامون إذا كانوا يعملون وفق ما تمليه عليهم مصلحتهم. من يُلام هم اللبنانيون وحدهم، الذين لم يعرفوا أن ينتخبوا رئيسًا لجمهورية أصبحت مشرّعة الأبواب، ومسيّبة أرضها، ومعرّضة للتفكّك والانحلال. فالمسؤولية الأولى في ما يمكن أن يصل إليه لبنان من أزمة وجودية لم يصل إليها من قبل على رغم الظروف الصعبة الكثيرة، التي سبق أن مرّ بها في تاريخه، هي مسؤولية لبنانية – لبنانية قبل أن تكون مسؤولية الآخرين. وقد تصحّ في هؤلاء الوزراء ما فعله أبو عبد الله الصغير، أخر ملوك غرناطة، بعد سقوط غرناطة بيد قوات فرناندو الثاني وإيزابيلا، فجلس يبكي على مملكته ودولته التي ضاعت.
ولما رأت أمه الأميرة عائشة منظره هذا، قالت له: "إبكِ مثل النساء مُلكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال".
هذا ما سيُقال عنّا نحن اللبنانيين، الذي وهبنا الله أجمل بلاد، فلم نحسن التعامل معها، بل عملنا على تشويه معالم هذه الهبة بكل ما أوتينا من جبروت، ولم نستطع أن نحافظ على هذا الكيان بصيغته الفريدة، والتي هي بتنوعها وتعدّديتها نقيض لعنصرية إسرائيل.
بهذه الخفّة وعدم المسؤولية تعامل وزراء "التيار الوطني الحر" مع أهم قضية قد لا يختلف اثنان على توصيفها. وبهذه الخفّة تعاملوا ويتعاملون مع اليوميات اللبنانية، بدءا من ملف الكهرباء وما آل إليه إصرار النائب جبران باسيل على أن تسند حقيبة الطاقة لأحد من التابعين له مباشرة، وصولًا إلى الملف الرئاسي، والمحاولات الدونكيشوتية لتغطية السماوات بالقبوات وذرّ الرماد في العيون وإطلاق الرصاص الخلبي في الفضاء الافتراضي.
ما يتهدّد لبنان عبر حدوده الشرقية والشمالية، ومن خلال المعابر غير الشرعية والعصية عن المراقبة، ليس أمرًا عاديًا كتعيين مأمور أحراج مثلًا. فهل يعي وزراء "الصدفة" خطورة ما تواجهه بلادهم، وهل يدركون أنها مقبلة على أيام صعبة، وهل يستطيعون أن يتحمّلوا، مع غيرهم بالطبع، نتيجة ما نحن واصلون إليه من كارثة محتمّة إن لم تُتخذ الإجراءات الرادعة سريعًا، والتي من شأنها أن تحدّ من فعالية موجات النزوح الجديدة، والتي يستفيد منها بعض المندسين، الذين يسعون إلى دخول لبنان لأهداف لم تعد خافية على أحد، وبالأخصّ على الأجهزة الأمنية، التي اتخذت سلسلة من الإجراءات التنفيذية والوقائية، والتي من شأنها أن تحدّ من هذه الموجات الخطرة، وأن تردع "خفافيش الليل" من التسلل إلى العمق اللبناني.
ولكن ما يقوم به الجيش يفترض أن تواكبه خطة سياسية محكمة يشارك فيها الجميع، وبالأخص "التيار الوطني الحر" عبر وزرائه المفروض بهم أن يرتقوا إلى مستوى الظرف التاريخي، الذي يمرّ به لبنان، وأن يتركوا المهاترات والمماحكات إلى غير زمن. فالزمن زمن الكبار.
أمّا الخطر الثاني فيتمثّل بما يجري في مخيم عين الحلوة، وهو مخطط قد ترتد مفاعليه على الوضع اللبناني برمته. ولنا في هذه المسألة بحث آخر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "ان الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان لا سيما في الفترة الاخيرة، على رغم كثرة التحديات والعدوان الاسرائيلي، ناهيك عن المقاطعة غير المبررة لممثلي شريحة من اللبنانيين في الحكومة". وخلال استقباله الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه وموظفي رئاسة مجلس الوزراء قال رئيس الحكومة: لقد ابقت الحكومة على عجلة الدولة ومؤسساتها قائمة، وبفضلكم وبتعاونكم فان الادارة ومصالح الناس كانت مصانة، ومن خلال متابعتكم استطعنا ان نصل الى هذه المرحلة ونسلم الدولة بكل اجهزتها وهيكليتها ، حيث عقدنا اكثر من ستين جلسة للحكومة خلال السنتين الماضيتين بغياب رئيس الجمهورية وصدر اكثر من اربعة الاف مرسوم واكثر من الف وسبعمئة قرار".
وقال: لم نعمل يوما الا تححت سقف القانون، وقد لفتني اليوم ما ورد في احدى الصحف في ما يتعلق بموضوع الأملاك البحرية، فاذا كان لدى احد اي اعتراض على ما صدر عن مجلس الوزراء في هذا الخصوص ، فليتقدم بشكوى امام مجلس شورى الدولة، فنحن استلمنا الموضوع كما ورد الينا من الوزارة المعنية وجرت الموافقة عليه، ومن يشعر انه متضرر عليه ان يتقدم بشكوى ونحن ليس لدينا مصلحة شخصية في هذا الملف".
وقال:" ان فخور بكم وان شاء الله تستمرون بعملكم كما عهدناكم، ونتمنى للرئيس المكلف نواف سلام كل الخير والتوفيق في مهامه."
وتحدث الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه شاكرا رئيس الحكومة على كل ما قام وضحّى به خلال فترة توليه رئاسة الحكومة" .
وقال: "لمناسبة تكليف رئيس وزراء جديد وتقديرا لكل الجهود التي بذلتموها، فباسم الموظفين وباسمي الشخصي اشكركم، دولة الرئيس على تقديركم لما يقوم به جميع الموظفين في رئاسة الحكومة، وان هذا التقدير على الصُعد كافة زاد من قناعتهم ان هناك من يقدر عملهم ولذلك ثابروا على العمل في اصعب الظروف وابقوا عجلة الادارة مستمرة.
وختم الامين العام بالقول اننا نقدر لدولتك دعمك وثقتك التي ساهمت في حل الكثير من الصعوبات التي مررنا بها وقد وصلنا إلى مرحلة نرى فيها ان الادارة مستمرة وعجلتها قائمة وهذا هو المهم والاهم اننا أبقينا الادارة بمنأى عن السياسة بدعم منكم. المفوض السامي لشؤون اللاجئين واستقبل رئيس الحكومة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي وجرى عرض لما تقدمه المفوضية من مساعدات وللتعاون بينها وبين الحكومة اللبنانية.