تشير تقديرات المسؤولين في ليبيا، أن السيول التي ضربت شرف البلاد جراء عاصفة "دانيال" تسببت بمقتل وفقدان الآلاف، في أكبر كارثة من نوعها منذ 40 عاما.

ونقلت وكالة الأناضول، عن مصدر طبي ليبي مطلع، بأن 2800 شخص قتلوا جراء الفيضانات التي اجتاحت مدن شرق ليبيا.

وقال عضو بغرفة الأزمة بجمعية الهلال الأحمر الليبية، لوكالة الأناضول، إن "إجمالي الإحصائيات التي وصلت للغرفة من جميع فروع الهلال الأحمر بلغت 2800 قتيل".



وذكر المصدر أن "الإحصائية تشمل جميع المدن المنكوبة التي تعرضت للفيضانات بسبب الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا"، مؤكدا أن القتلى "بين من قضى غرقا أو بسبب انهيار المباني السكنية".

وأكد أن "عدد العالقين في المناطق المنكوبة وتجري حاليا عمليات إنقاذهم وصل (7) آلاف عائلة" إضافة إلى "عدد كبير من المفقودين لم يتم تحديدهم بعد لكون كثيرين لم يتم الإبلاغ عن فقدانهم وخاصة في درنة التي انقطعت فيها الاتصالات الهاتفية".

مشهد حزين من ليبيا- لا شي في درنة غير الجثث/ ان لله وان اليه راجعون- الله يرحمهم جميعا ????????????????????????
pic.twitter.com/BOegP7u5XN — Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) September 11, 2023
وأشار إلى أن "هناك شهداء من متطوعي الهلال الأحمر قضوا أثناء محاولتهم إنقاذ العائلات العالقة، وهم 4 أشخاص، وهناك أيضا متطوع آخر مفقود منذ الأمس ولم يتم تأكيد مصيره حتى الآن".


وفي مؤتمر صحفي عقده بطرابلس صباح الثلاثاء، قال رئيس الفريق الحكومي للطوارئ بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، إن السيول الناتجة عن انهيار سدين بدرنة أدت لمقتل ما بين 1800 و1900 شخص بحسب تقديرات أولية.
لحظة إنهيار السدود ودخول المياه إلى شوارع مدينة #درنه
pic.twitter.com/yD9GXJaLnQ — Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) September 12, 2023
وكان رئيس الحكومة المعينة من البرلمان في شرق ليبيا أسامة حماد تحدث في وقت سابق عن نحو ألفي قتيل مع عدد كبير من المفقودين.

وأكد حماد، أن أحياء كاملة في مدينة درنة تضم آلاف الموطنين اختفت داخل البحر، مشيرا إلى أنه تم إعلان المدينة "منطقة منكوبة" وفرضت حظر التجول وحالة الطوارئ في شرق ليبيا، لمدة يومين.

من جهته قال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات شرق ليبيا، خلال مؤتمر صحفي، أن الكارثة أتت بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر.
فيديوات أرسلهم الي صديق من درنة.. الوضع مأساوي جدا..
الله يرحم من فقدناهم ويصبر عائلاتهم.. #درنة #ليبيا #البيضاء pic.twitter.com/pYYT61A3Uw — Mohamed Elganga (@Elganga90) September 11, 2023
فيما أكد مصدر في حكومة الوحدة الليبية لقناة الجزيرة، الثلاثاء، أنه حتى الآن- دفن أكثر من 1400 من ضحايا الفيضانات في مدينة درنة.

شملت السيول مدنا في شرقي ليبيا، ولاسيما درنة، ،والبيضاء وشحات وسوسة، وخلفت أيضا ضحايا وأضرارا مادية كبيرة.

أهالي الوردية الليبية يطلقون نداءات استغاثة
وناشد أهالي منطقة الوردية ببلدية الساحل السلطات المحلية والأهلية للوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم في مواجهة آثار الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية، عن أحد المتطوعين في فرق الإنقاذ المحلية في تصريح مسجل للوكالة أن "وحدات الإنقاذ والاستجابة للطوارئ لم تصل إلى المنطقة وأن جهود الإنقاذ تستمر حتى الان بشكل عشوائي من السكان".

وأكد أنهم في حاجة ملحة إلى المساعدات الإنسانية والعينية، مطالباً السلطات المعنية بالأزمة بالتوجه الفوري للمنطقة ومساعدتهم في إغاثة المنكوبين.


الدبيبة يعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الحداد الوطني لثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام، عقب الفيضانات التي ضربت عدة مدن وقرى شرقي البلاد، وخلفت مئات القتلى.

وقال الدبيبة "مستمرون في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغاثة المتضررين"، مطالبا كل المسؤولين والوزراء بالوقوف على الأوضاع التي تعيشها المنطقة الشرقية.

وأشار إلى أنه وجّه أجهزة الدولة ومؤسساتها بتسخير كل الإمكانيات اللازمة، كما جرى تحويل الأموال لجميع البلديات المتضررة.

غرفة الطوارئ بالهلال الأحمر الليبي ببنغازي للجزيرة:
نحو 20 ألف عائلة نازحة في درنة وعدد المفقودين نحو 7 آلاف.. pic.twitter.com/6uSKs8yyID — أدهم أبو سلمية #غزة ???????? (@adham922) September 11, 2023

عما جرى في مدينة #درنة الليبية
ولا حول ولا قوة إلا بالله#درنة_تستغيث pic.twitter.com/wuZKXukwH5 — د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) September 11, 2023
#ليبيا
مدينة درنة منكوبة. السيول ذهبت بعمارات مع سكانها pic.twitter.com/NFjSZCJGXB — نورس للدراسات/ NORS (@NorsForStudies) September 11, 2023

لم تجف دموعنا على ضحايا #زلزال_المغرب حتى صدمتنا كارثة أخرى يعيشها حاليا أشقائنا في #ليبيا قلوبنا يعتصرها الألم من حجم المأساة فقد ارتفع عدد الضحايا الى مقتل أكثر من 2000 ليبي وأكثر من 5 آلاف مفقود وأحياء سكنية اختفت بشكل كامل..و #درنة_تستغيث نتيجة #إعصار_دانيال
الفاجعة كبيرة… pic.twitter.com/Snm7fljIP5 — أحمد عطوان AHMED ATWAN (@ahmedatwan66) September 11, 2023


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا الفيضانات درنة ليبيا درنة الفيضانات اعصار دانيال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرق لیبیا pic twitter com

إقرأ أيضاً:

النفط الليبية تفتح عطاءات للاستثمار الأجنبي.. لم أثارت غضب الشارع؟

أثار إعلان المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا انطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف في قطاع النفط عبر زيادة الاستثمار الأجنبي بعض ردود الفعل الغاضبة والأسئلة حول أهداف الخطوة وما إذا كانت تمثل إهدارا للمخزون المحلي وتمكين الأجانب أم خطوة حقيقية لتطوير قطاع الطاقة؟.

وأعلنت المؤسسة أنها ستطرح خلال هذا العام 2025 قرابة 22 منطقة استكشاف برية وبحرية، في إطار تنشيط قطاع النفط والغاز في البلاد، عبر زيادة الاستثمار الأجنبي، مشيرة إلى أن جولة العطاء العام لم تُفتح منذ أكثر من 18 عاما.

رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلف يعلن إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف pic.twitter.com/X02nFsyqpV — National Oil Corporation المؤسسة الوطنية للنفط (@NOC_Libya) March 3, 2025
"رفض واتهامات"
ولاقت الخطوة رفضا من لجان داخل مجلسي النواب والدولة، ففي حين اعتبرت لجنة الطاقة بالبرلمان الدعوة مخالفة للتشريعات وتتطلب أولا موافقة المجلس، مطالبة مؤسسة النفط بموافاتها بتقرير مفصل حول إجراءات العطاء العام لضمان تحقيق مصلحة الدولة.

كما وصفت كتلة التوافق الوطني بالمجلس الأعلى للدولة الليبي الخطوة بأنها إعلان هدر وتفريط لمقدرات الدولة النفطية، وتهديد خطير لأمن الطاقة الليبي، وأن النهج المريب الذي تنتهجه الحكومة في جولة العطاء العام يؤكد سياسية النفط مقابل البقاء ويمثل جريمة مكتملة الأركان لمخالفته التشريعات"، وفق بيان لها.


"تطور وشفافية"
في المقابل، أكد وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة، خليفة عبد الصادق أن "الخطوة تعكس رؤية الحكومة الراسخة لتطوير قطاع الحيوي وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني، وأن جولة العطاء العام لا تمثل مجرد فرصة استثمارية، بل هي إشارة واضحة إلى عودة ليبيا بقوة إلى الساحة العالمية بعد سنوات من التحديات، مستندة إلى بيئة أكثر استقرارا وإلى رؤية تهدف لاستهداف الشركات العالمية من خلال إطار أكثر تطور وشفافية"، وفق تصريحاته.

من جهتها، أكدت المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا، هانا تيته خلال لقاء مع رئيس مؤسسة النفط الليبية، مسعود سليمان، على الأهمية البالغة لالتزام المؤسسة بالشفافية والمساءلة في عملياتها وإجراءات التعاقد.

فما وراء خطوة مؤسسة النفط فتح العطاءات الآن أمام المستثمر الأجنبي، وهل خطوة للتطوير أم إهدار للمخزون الوطني من النفط؟

"خطوة جيدة ومطلوبة"
من جانبه أكد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة أن "ليبيا دولة ريعية تعتمد على مصدر وحيد لتمويل الموازنة العامة للدولة وهذا المصدر وفق ما هو مستكشف ومستغل سابقاً أصبح غير قادر على تغطية النفقات العامة للدولة المتمثلة في المرتبات والميزانية التسييرية ناهيك عن بعض المشاريع الضرورية والتي هي من ضمن ميزانية التحول".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذا الأمر رتب على الحكومة الالتزام بضرورة البحث عن تطوير قطاع النفط من خلال عقود الصيانة وعقود الاستكشاف وفتح بعض المشاريع أمام المستثمر الأجنبي وذلك لعدم قدرة المؤسسة مادياً على القيام بذلك، بهذا أصبح لزاماً على الحكومة والمؤسسة قبول التحدي وخوض غمار فتح التعاقد"، بحسب كلامه.

واستدرك قائلا: "وعلى الذين يعارضون هذا التوجه أن يقدموا حلولاً بديلة وتبقى الشفافية في إبرام هذه العقود هو الفيصل لنجاح الحكومة في مسعاها، واللجوء للقضاء يجب أن يكون لاحقا لإبرام العقود للتأكد من شرعيتها وشفافيتها"، كما صرح.

"انقسام وإهدار للسيادة الاقتصادية"
في حين قال الأكاديمي والباحث الليبي، عاطف الأطرش إنه "بطبيعة الحال هناك تداعيات لمثل هذا القرار، ويمكن الحديث عن تداعيات اقتصادية أهمها المخاوف من أن تكون العقود غير عادلة قد تؤدي إلى استحواذ الشركات الأجنبية على حصة كبيرة من العوائد مقابل مبالغ زهيدة، مام يُفقد ليبيا سيادتها الاقتصادية على قطاع النفط".

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": أما التداعيات السياسية فأهمها أن هذا القرار قد يزيد من حدة الانقسامات بين الأطراف الليبية، خاصة بين حكومة الوحدة الوطنية والبرلمان الذي يعارض الخطوة ويعتبرها غير قانونية، كذلك ستزداد حدة تصاعد التوتر بين الجهات المعارضة ما قد يؤدي إلى تعطيل الإنتاج النفطي بسبب الاحتجاجات أو إغلاق الحقول والموانئ وهو أمر سبق أن حدث في ليبيا أكثر من مرة"، وفق حديثه.

وتابع: "أما التداعيات القانونية فتكمن حول مواجهة المؤسسة الوطنية للنفط والحكومة دعاوى قضائية بسبب اتهامات بخرق القوانين المحلية، خاصة أن البرلمان يعتبر أن أي اتفاق نفطي جديد يجب أن يمر عبره، وإذا ثبت وجود فساد أو صفقات مشبوهة فقد يتم الطعن في شرعية العقود مما قد يؤدي إلى إلغائها مستقبلًا".

"صدام مسلح واستياء شعبي"
وبخصوص التداعيات الأمنية، قال الأطرش: هناك مخاوف من أن يؤدي التنافس بين الشركات الأجنبية والميليشيات المسيطرة على بعض الموانئ النفطية إلى صراعات مسلحة وإمكانية استغلال بعض الجهات الأجنبية للنفط الليبي دون ضمانات واضحة قد يهدد أمن الطاقة الوطني ويضعه تحت رحمة المصالح الخارجية"، وفق تقديره.

وختم حديثه قائلا: "إذا لم تُستخدم العائدات بشكل عادل لتحسين الخدمات العامة، فقد يزيد الاستياء الشعبي تجاه الحكومة، وفي ظل كل هذه التداعيات لم تصدر المؤسسة الوطنية للنفط أي إشارات عن إمكانية التراجع لكنها قد تواجه ضغوطًا محلية ودولية تجبرها على إعادة النظر في شروط الاستثمار أو تأجيل تنفيذ الخطة، ويتوقع من البرلمان والجهات المعارضة أن يستخدموا الوسائل القانونية والسياسية لإيقاف العطاءات ما قد يعرقل تنفيذها"، بحسب توقعاته.

مقالات مشابهة

  • التهديدات التي تقلق “الكيان الصهيوني”
  • الأمطار تغرق أحياء و شوارع طنجة
  • إكسبو 2025 بأوساكا كانساي: استكشاف تقنيات المستقبل التي ترسم ملامح البحر والسماء والأرض
  • النفط الليبية تفتح عطاءات للاستثمار الأجنبي.. لم أثارت غضب الشارع؟
  • إنقاذ 64 مهاجرًا قبالة الساحل التونسي.. والترجيحات تشير إلى انطلاقهم من ليبيا
  • قشوط: لدي قناعة كاملة أن الدبيبة لن يتوانى عن بيع ليبيا وشعبها مقابل البقاء في السلطة
  • تقديرات في إسرائيل باحتمال تجدد القتال في غزة خلال 10 أيام
  • تقديرات إسرائيلية بعودة القتال في غزة بهذا الموعد.. رسالة أمريكية
  • ليبيا: تدفقات هائلة للاجئين السودانيين إلى مدن جنوب البلاد وتوقعات بوصول عشرات الآلاف خلال العام
  • مقتل شخص وإصابة 4 آخرين بعملية طعن وإطلاق نار بمحطة حافلات في إسرائيل