علي جمعة: العبادةٌ بلا دعاء هي عبادةٌ مسلوبةٌ من الروح
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن كثيرا منا قد نسي الدعاء، والدعاء يقول فيه رسول الله ﷺ: «الدعاء مخ العبادة» ومخ الشيء أعلاه، ومنتهاه، وإذا توقف المخ عن العمل فارق الإنسان الحياة ، فعبادةٌ بلا دعاء هي عبادةٌ مسلوبةٌ من الروح، ومن أعلى شيءٍ فيها من رأسها وهو الدعاء.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يمضي بنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه خطوةً أخرى عندما يسمع الصحابة تروي عن سيدنا ﷺ «الدعاء مخ العبادة» فيقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الدعاء هو العبادة» تقدم بنا خطوةً أخرى؛ فبدلًا من أن يكون الدعاء رأس العبادة، ومنتهاها، وأعلى شيءٍ فيها، يذكر لنا سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن الدعاء هو نفس العبادة، وكل العبادة، هو رأسها وجسدها، هو بدايتها ونهايتها، هو ذاتها، ويقول: «إن لم تصدقوني» يعني في روايتي وضبطي عمن روى عن رسول الله «الدعاء مخ العبادة» فاقرأوا قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ فسوّى بين الدعاء وبين العبادة.
إذن الدعاء أمرٌ مهم، لكن رأينا كثيرًا من الناس كأنه لم يعلم أنه العبادة أو مخ العبادة؛ فترك كثيرًا من الدعاء، الدعاء في ذاته عبادة استجاب الله أو لم يستجب، فادع ربك، ولا تتعجل يقول رسول الله ﷺ: «إن الله يستجيب للعبد ما لم يتعجل» فقالوا: وما عجلته يا رسول الله؟ قال: «يقول: دعوت الله فلم يستجب لي» فيدع الدعاء، وكأن هذا أمرٌ قد سرى فينا فتركنا الدعاء، وكأننا نُلزم الله بالإجابة، فتحول الدعاء منا إلى طلب، بل إلى فرض رأي، والله سبحانه وتعالى لا يفرض أحدٌ عليه رأيا، وإذا كان الرأي نتداوله فيما بيننا، ونناقشه بنقص بشريتنا؛ فإن الدعاء فيه التجاءٌ، وفيه خضوع، وفيه عبادة، وفيه توسل، وفيه رجاء، وفيه تضرع، حتى يكون عبادةً خالصة؛ فإذا استجاب الله فبمنّه وفضله علينا، وإذا أخّر الاستجابة فبعلمه وحكمه فينا وحكمته، وإذا ادخرها لنا يوم القيامة فنعم المُدَّخَر، ونعم المُدَّخِر، ستخسر كثيرًا إذا تركت الدعاء، وفي المقابل فإنك ستكسب كثيرًا إذا ما دعوت ربك، وتضرعت إليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعاء فضل الدعاء رسول الله کثیر ا
إقرأ أيضاً:
قداسة البابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صور
نظمت إيبارشية وسط أوروبا اليوم، لقاءً لقداسة البابا تواضروس مع أبناء الكنائس القبطية والأرمن الأرثوذكس والروم الأرثوذكس والموارنة الكاثوليك، بكنيسة الشهيد مار مينا ببوخارست عاصمة رومانيا، بحضور الآباء أساقفة ومطارنة وكهنة تلك الكنائس، وذلك في إطار زيارته الحالية لرومانيا ضمن جولة رعوية بإيبارشية وسط أوروبا بدأها يوم الجمعة الماضي بزيارة بولندا.
استهل قداسة البابا اللقاء بالترحيب بالحضور وقال: "أرحب بكم جميعًا، أبناء الكنيسة القبطية، والأرمنية، والروم الأرثوذكس، من مصر، والعراق، وسوريا، ورومانيا، وأرمينيا، ولبنان، وفلسطين. لتكن بركات القيامة المجيدة معكم جميعًا".
البركات الثلاثثم تحدث قداسته في كلمة روحية، مركزًا على معنى البركات الثلاث التي نتلوها في ختام كل صلاة: "محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون مع جميعكم" (٢كورنثوس ١٣: ١٤).
أولاً: محبة الله الآب
أوضح قداسته أن الله يحب كل إنسان، حتى الخاطئ، قائلًا: "محبة الله لا حدود لها. المسيح هو محب البشر، ومحبة الله تشمل الجميع. كل يوم يشرق فيه نور الشمس علينا هو عطية محبة، إذ يمنحنا الحياة، والصحة، والكنيسة، والصداقة، وكل العطايا هي من بركات محبته لنا".
وأكد أن أعظم عطية إلهية تجلت في قيامة المسيح، مستشهدًا بقول الكتاب المقدس: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ". (يو ٣: ١٦).
وأضاف قداسته: "الله أحبنا حتى جاء وسكن بيننا، وتجسد ليصير واحدًا منا. وإن كنا لا ندرك أحيانًا الخير في بعض الأحداث، إلا أن الله صانع الخيرات، ويدبر كل الأمور لخلاصنا".
ثانيًا: نعمة الابن الوحيد:
"المسيح منحنا نعمًا كثيرة. صنع المعجزات، وقدم التعاليم، وقابل رجالاً ونساءً، صغارًا وكبارًا. التقى بزكا العشار، وبالمرأة السامرية، وفي أحد السعف احتضن الأطفال. لكنه قدم لنا أعظم نعمة: نعمة الصليب والفداء، إذ مات عن خطايانا وقام من بين الأموات ليمنحنا الحياة الأبدية".
ثالثًا: شركة وموهبة الروح القدس
أوضح قداسة البابا أن عمل الروح القدس في حياة المؤمن أساسي ومقدس، قائلاً: "الروح القدس يعمل فينا، ويمنحنا النعمة من خلال تناول جسد المسيح ودمه الكريمين، ويهبنا نعمة المعمودية، ويباركنا بأسرار الكنيسة، مثل سر الزيجة. وكل مرة نصوم، نصلي، نقرأ الكتاب المقدس، ونتوب، نزداد شركة مع الروح القدس".
وأشار قداسته إلى التسبحة القبطية الجميلة التي تقول: "قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات، لكي ينعم لنا بخلاص نفوسنا"، مؤكدًا أن كل مؤمن يصبح ابنًا للنور بعمل نعمة الروح القدس، داعيًا الجميع إلى الشكر الدائم لله على جميع عطاياه.