هل توقف الحرب جهود أوكرانيا في مكافحة الفساد؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
تقاوم أوكرانيا الهجوم الروسي غير المبرر لأكثر من 500 يوم، وبينما ينصب اهتمام العالم اليوم على تقدم هجومها المضاد، الذي بدأ في يونيو (حزيران) المنصرم. إلا أنه في الوقت نفسه، هناك اهتمام عالمي متزايد بالسياسة الداخلية لأوكرانيا وفي عمل ديمقراطيتها.
في بعض الأحيان، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إنه يتم تسييس هذا الاهتمام وربما يضر هذا بالمجهود الحربي على الأرض، إذ يمكن أن تصبح مناقشة الفساد في أوكرانيا ورقة مساومة عندما يزن حلفاؤها دعمهم المستقبلي لمقاومة روسيا.
وتشير الصحيفة إلى الدعاية الروسية التي تقول إن أوكرانيا دولة فاسدة لا تستحق استثمار رأس المال السياسي والمالي فيها.. ومع ذلك، في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخها الحديث، وهي واحدة من أكبر المخاطر، تمكنت البلاد أيضاً من إحراز تقدم في مكافحة الفساد في الداخل.
وفي الوقت نفسه، كشف الصحفيون الاستقصائيون، الذين يعملون في ظل قيود الأحكام العرفية، عن الكسب غير المشروع في المشتريات الدفاعية، حيث تم مؤخراً إقالة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف بعد انتقادات حادة لتعامله مع هذه المزاعم.
في مايو (أيار)، ألقي القبض على فسيفولود كنيازيف، رئيس المحكمة العليا في أوكرانيا، بتهم فساد من قبل وكالة مستقلة لإنفاذ القانون، في الوقت نفسه الذي كانت فيه القوات الروسية تستهدف المدنيين والمدارس والمستشفيات.. أخيراً، قبل بضعة أيام جمدت نفس الوكالة أصول الأوليغارشية إيهور كولومويسكي كجزء من تحقيق في الاختلاس.
الفساد الحكوميوأظهر استطلاع للرأي أجري في يونيو (حزيران) أن ما يقرب من 34% من الأوكرانيين يعتبرون الفساد الحكومي تهديداً أمنياً كبيراً في الأشهر المقبلة، مقابل ما يقرب من 31% ذكروا خطر استخدام روسيا للأسلحة النووية.. إن التسامح مع الفساد آخذ في الانخفاض الآن لأنه يعتبر بحق خطراً على الأمن القومي.
Ukraine detains supreme court chief justice on suspicion of bribery https://t.co/MAHH20ZSeo
— Financial Times (@FT) May 16, 2023ولطالما اعتبر الكرملين وكالات مكافحة الفساد في أوكرانيا عقبة أمام الاستيلاء على البلاد من الداخل، كما فعلت روسيا مع بيلاروسيا من خلال اختراق مؤسسات أمن ودفاع الدولة الفاسدة والسلطوية.
ليس من المستغرب أن يستشهد الرئيس فلاديمير بوتين بمؤسسات مكافحة الفساد والإصلاح القضائي، في خطابه في 21 فبراير من العام الماضي، قبل الغزو مباشرة. بعد أن فشل في فرض السيطرة على البلاد من الداخل، قرر بوتين تدميرها بالوسائل العسكرية.
تحديات وجوديةوبحسب التقرير، يجب أن ينظر إلى فضائح الفساد الأخيرة في أوكرانيا، على أنها علامة على أن الضوابط والتوازنات الداخلية تعمل بشكل جيد في مجتمع يواجه تحديات وجودية.. ولا ينبغي اعتبار مثل هذه الأحداث سبباً للتوقف عن مساعدة المقاومة الأوكرانية للعدوان الروسي.
بل على العكس من ذلك، فإن أوكرانيا، من خلال فضح الفساد والتعامل معه في زمن الحرب، تعرب عن امتنانها للمساعدة المالية والعسكرية التي تتلقاها من المجتمع الدولي.. والمسؤولون الحكوميون الذين لا يظهرون مثل هذا الاحترام سيفقدون مناصبهم عاجلاً أم آجلاً تحت ضغط من المجتمع الأوسع.
خلال الأشهر المقبلة، ستكون هناك جهود، يدعمها الكرملين ويحفزها أحياناً، لتقويض سمعة أوكرانيا الدولية وتصويرها على أنها واحدة من أكثر الدول فساداً في العالم.. إذ يخشى التقرير من أن "نصبح كرة قدم سياسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.. لكنني أعتقد أيضاً أن معظم الأمريكيين يدعموننا في نضالنا من أجل القيم الديمقراطية الأساسية ضد جالوت الروسي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مکافحة الفساد فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تتمسك بقطعة من روسيا في انتظار ترامب
تتصاعد الهجمات الروسية في منطقة كورسك إلى درجة أن جنود المشاة يدوسون أحياناً على جثث رفاقهم الذين سقطوا، وفقاً للجنود الأوكرانيين الذين يحاولون الاحتفاظ بمواقعهم داخل هذه المنطقة الروسية التي احتلوها الصيف الماضي.
يسعى الجانبان إلى تعزيز مواقعهما، قبل أن يتولى ترامب مهامه
وبعد جولة قاما بها على الجبهة، كتب إيان لوفيت ونيكيتا نيكولايينكو في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن القنابل الانزلاقية الروسية التي تزن الواحدة منها طناً تتساقط على طرق الأمداد الأوكرانية. أما أوكرانيا فأطلقت الأسبوع الماضي دفعة من الصواريخ الغربية في الاتجاه المعاكس، مما أدى على ما يبدو إلى جرح جنرال كوري شمالي.
وقال قائد كتيبة في اللواء الأوكراني الـ47 الميكانيكي عرف عن نفسه باسم جيني (30 عاماً) عن الجنود الروس: "إنهم يهاجمون كل الوقت-صباحاً ونهاراً، وليلاً".
Ukraine clings to shrinking sliver of Russia, expecting Trump to push for peace talks https://t.co/f5Ex3kDcoa
— WSJ Graphics (@WSJGraphics) November 25, 2024وبلغت المعركة للسيطرة على منطقة كورسك درجة من التصعيد ندر حدوثها خلال عامين ونصف العام من الحرب، بينما يسعى الجانبان إلى تعزيز مواقعهما، قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب مهامه رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو الذي يريد من الطرفين الدخول في مفاوضات.
45 ألف جنديونشرت موسكو نحو 45 ألف جندي في المنطقة، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، بما في ذلك بعض أفضل قواتها التي تشن هجمات على شكل موجات متواصلة.
وعلى رغم الخسائر الفادحة، يبدو أن هذه الاستراتيجية ناجحة: ففي الأسابيع الأخيرة، استعادت روسيا نحو نصف الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا خلال توغلها في أغسطس (آب). ويقول محللون إن روسيا ربما تخطط لشن هجوم أكبر هناك.
Vladimir Putin is open to discussing a Ukraine ceasefire deal with Donald Trump but rules out making any major territorial concessions and insists Kyiv abandon ambitions to join NATO, five sources with knowledge of Kremlin thinking told @Reuters https://t.co/g8sRGfUErb 1/9
— Reuters (@Reuters) November 20, 2024لكن أوكرانيا أرسلت أيضاً عدداً من أفضل ألويتها إلى كورسك، كما أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي بالسماح لكييف بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على روسيا، قد أعطى القوات الأوكرانية دفعة كانت في أمس الحاجة إليها، وقدرة يمكن أن تعطل خطوط الإمداد والقيادة في موسكو.
دعم ترامب لأوكرانياوأعلن النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا مايكل والتز، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، إنه التقى نظيره في إدارة بايدن، وأعرب الأحد عن بعض الدعم للقرار الأخير بتزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى، وكذلك بالألغام الأرضية.
وصرح لشبكة فوكس نيوز الأمريكية للتلفزيون: "بالنسبة لخصومنا الذين يعتقدون أن هذا هو وقت الفرصة، وأنهم قادرون على التلاعب بإدارة واحدة ضد الأخرى، فهم مخطئون...نحن متعاونون، نحن فريق واحد مع الولايات المتحدة في هذه المرحلة الانتقالية".
ومع ذلك، يشعر البعض في كييف بالقلق، من أن رغبة ترامب في المفاوضات ستصب في مصلحة الروس. وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم يعتقدون أن روسيا تحاول استعادة كورسك قبل تنصيب ترامب. وإذا تمكنت كييف من الاحتفاظ ببعض الأراضي في كورسك، فقد يمنح ذلك أوكرانيا ورقة مساومة قيمة في أي محادثات سلام.
وقال رقيب أوكراني يبلغ من العمر 35 عاماً يقاتل في كورسك، ويعرف باسم دجين: "إنها أفضل القوات الأوكرانية ضد أفضل القوات الروسية...وبهذا المعدل، لا أرى أي سبب يدعونا إلى الانسحاب".
ولفت جيني، قائد الكتيبة في اللواء 47 الأوكراني الميكانيكي، إنه عندما وصلت قواته إلى منطقة كورسك قبل شهرين، كان الروس يدافعون عن المنطقة بجنود من الخدمة الإلزامية فقط. ثم منذ نحوستة أسابيع، بدأ الهجوم الروسي المضاد. وبعد تقدمهم في طوابير من العربات المدرعة، أجبروا الأوكرانيين على التراجع من قرية صغيرة في المنطقة.
وقال جيني إنه بعد خسارة عشرات المركبات المدرعة، تخلى الروس عن تلك الاستراتيجية، وبدأوا في إرسال الرجال سيراً في مجموعات صغيرة.
وبخلاف الجبهة الشرقية - حيث اشتكت القوات الأوكرانية لأشهر عدة من نقص الذخيرة، وخصوصاً الرجال - فإن الألوية التي تقاتل في كورسك مجهزة تجهيزاً جيداً في الغالب. وقال جيني إنه باستخدام عربات برادلي القتالية أمريكية الصنع، تمكنت وحدته من إجراء عمليات تناوب منتظمة للقوات في الخنادق، وهو أمر جعله التهديد المستمر من المسيّرات مستحيلاً تقريباً، بالنسبة للوحدات التي لا تملك معدات عالية المستوى.
وأشار إلى أن الصواريخ الغربية بعيدة المدى غيرت الحسابات في المنطقة. واستهدفت أوكرانيا الأسبوع الماضي، موقع قيادة بصواريخ ستورم شادو بريطانية الصنع، مما أدى إلى إصابة جنرال كوري شمالي.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون، إنه تم نشر 10 آلاف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك، على رغم أنه لم يشاهدهم أي جندي ممن تحدثت إليهم وول ستريت جورنال في أرض المعركة. وتم تزويد القوات الأوكرانية بكتب تفسير العبارات الشائعة باللغة الكورية في حالة انضمام قوات كيم جونغ أون إلى القتال.
وقارن فياتشيسلاف خومينكو، قائد فصيلة في اللواء الـ21 الأوكراني الميكانيكي، القتال بباخموت، المعركة الأكثر دموية في الحرب. وقال إن قواته كانت أقل عدداً بنحو 3 إلى 1 بالقرب من قرية بوغريبكي، التي استولى عليها الروس قبل بضعة أسابيع. وأضاف أن وحدته تراجعت إلى ما وراء السد، وهو ما سيكون من الصعب على موسكو استعادته.
وقال المحلل العسكري المقيم في فيينا فرانز ستيفان غادي الذي زار مؤخراً الوحدات العسكرية الأوكرانية، إن أوكرانيا كافحت لاستبدال الخسائر بقوات جديدة، مما ترك الكثير من الوحدات في حالة هشة. وأضاف أن الروس يبدو أنهم يحاولون إنهاك الأوكرانيين قبل القيام بهجوم أكبر لاستعادة منطقة كورس