أثار قرار الولايات المتحدة، تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب، بعد أن كانت بريطانيا قد اتخذت قراراً مماثلاً، الكثير من اللغط والتساؤلات حول الأسباب التي دعت هذين البلدين إلى اتخاذ مثل هذا القرار، على الرغم من معرفتهما بالآثار الخطيرة لاستخدام مثل هذه القذائف، ليس على الجنود في ساحة المعركة فقط، وإنما على البشر والبيئة.
الأمم المتحدة أعربت عن قلقها بشأن استخدام هذه القذائف
اليورانيوم المنضب الذي استعمل في العراق يساوي في ذريته ما يعادل 250 قنبلة ذرية
لقد قدمت الدول الغربية إلى كييف أحدث ما في ترساناتها من أسلحة متطورة، إلا أن تقديم قذائف اليورانيوم المنضب يعني أن الدول الغربية التي أصيبت بخيبة أمل جراء فشل الهجوم الأوكراني المضاد منذ يونيو/ حزيران الماضي، ترى أن هذه القذائف ومعها القنابل العنقودية ربما تشكل فارقاً في الميدان، يمكن أن يعطي القوات الأوكرانية دافعاً لاختراق التحصينات الروسية القوية، من دون اكتراث بتداعيات استخدام هذه الأسلحة من الناحية الإنسانية والأخلاقية.
يستخدم هذا النوع من اليورانيوم المنضب في زيادة قوة دروع المعدات العسكرية مثل الدبابات، ولصنع الذخيرة الخارقة للدروع، وهو منتج ثانوي أقل إشعاعياً من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60 في المئة.
وقد أعلنت الولايات المتحدة، أنها بصدد إرسال مقذوفات اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، في إطار حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 175 مليون دولار، وتتضمن قذائف لدبابات «أبرامز» عيار 120 ملم.
الأمم المتحدة أعربت عن قلقها بشأن استخدام هذه القذائف، كما اعتبر الكرملين القرار بأنه "محزن" و"عمل لا إنساني"، ويقود إلى تصعيد خطير، وهدد بالرد بالمثل.
وإذا كانت هذه القذائف لا تنتمي إلى فئة أسلحة الدمار الشامل، إلا أنها تولد إشعاعاً وتلوثاً للتربة، وبالتالي فهي من أكثر الأسلحة ضرراً وخطورة على البشر.
يذكر أن الولايات المتحدة استخدمت هذه القذائف في حرب العراق عام 2003، وفي قصف صربيا عام 1999.
وإذا كان البعض لا يرى ضرراً كبيراً جراء استخدام مثل هذه القذائف، إلا أن منظمات وخبراء دوليين يحذرون من أضرار استخدامها، ومن بين هؤلاء الخبير غلين ديسن الذي وثق استخدام اليورانيوم المنضب في العراق، وقال إن آثارها "قد تصيب أجيالاً بأكملها من الأوكرانيين والروس بعيوب خلقية"، وأظهر تقرير نشر في "فورين بوليسي" قبل أربع سنوات، "وجود علاقة بين الثوريوم واليورانيوم المنضب، وظهور عيوب خلقية لدى الأطفال".
وكانت منظمة السلام الهولندية (باكس) خلصت قبل سنوات، إلى أن القوات الأمريكية أطلقت نحو 10 آلاف قذيفة من ذخائر اليورانيوم المنضب في مناطق عديدة في العراق عام 2003، ومعظمها على مناطق مأهولة بالسكان في السماوة والناصرية والبصرة.
ووفقاً لكتاب صدر عن منظمة المجتمع العلمي العراقي، فإن اليورانيوم المنضب الذي استعمل في العراق يساوي في ذريته ما يعادل 250 قنبلة ذرية، وفقاً للبروفيسور ياغازاكي من الهيئة العلمية في جامعة ريكيوس في أوكيناوا في اليابان، وتحدث الكتاب نقلاً عن العالم الكندي هاري شارما عقب زيارته للبصرة، أنه سيموت بالسرطان نحو 12-5 في المئة من الذين تعرضوا لأسلحة اليورانيوم المنضب.
إذا كانت الدول الغربية تريد الانتصار في الحرب الأوكرانية بأي ثمن، فإنها ترتكب بذلك جريمة جديدة بحق الإنسانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الیورانیوم المنضب هذه القذائف فی العراق
إقرأ أيضاً:
خبراء عراقيون: صادرات النفط لأميركا تعزز العلاقات وتمنع العقوبات
بغداد- كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية -في تقريرها الأخير، اليوم الأحد- عن حجم الصادرات النفطية العراقية إلى الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط الماضي حيث بلغت ما يقارب 5 ملايين برميل.
وأظهرت البيانات الصادرة عن الإدارة انخفاضا ملحوظا في حجم صادرات النفط العراقية مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني الماضي الذي سجل تصدير ما يزيد عن 6 ملايين برميل.
وشهدت صادرات العراق من النفط الخام إلى الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط تباينا ملحوظا في المعدلات اليومية حيث بلغ متوسط التصدير في الأسبوع الأول 257 ألف برميل يوميا ثم انخفض إلى 228 ألف برميل في الأسبوع الثاني وشهد الأسبوع الثالث تراجعا كبيرا ليصل إلى 46 ألف برميل فقط فيما استقر متوسط التصدير في الأسبوع الرابع عند 170 ألف برميل يوميا.
كما صنف التقرير العراق في المرتبة السادسة بين الدول المصدرة للنفط إلى الولايات المتحدة وفي المرتبة الثانية عربيا بعد السعودية
تعزيز العلاقاتيرى الدكتور طارق الزبيدي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بغداد، أن هذا الارتفاع يندرج ضمن جهود العراق لتعزيز العلاقات مع واشنطن وتأمين إمدادات الطاقة المحلية.
وأشار الزبيدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن العوامل الآنية، مثل انخفاض درجات الحرارة وزيادة الطلب على النفط، ساهمت بهذا الارتفاع، مؤكدا أن العلاقة النفطية مع الدول الأخرى تخضع لمعادلة العرض والطلب، مع التزام العراق بقرارات منظمة أوبك.
إعلانوأعلن المدير العام لشركة نفط البصرة باسم عبد الكريم -في بيان- أن متوسط صادرات العراق من النفط الخام بلغ خلال فبراير/شباط الماضي 3.3 ملايين برميل يوميا من موانئ التصدير في محافظة البصرة (جنوبي البلاد).
كما أكد أن استجابة العراق السريعة للطلب الأميركي تعكس رغبته في تفادي الأضرار المحتملة من إلغاء الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات على إيران، متوقعا أن يسعى العراق لتجديد هذه الإعفاءات لتأمين احتياجاته من الغاز والبنزين.
وشدد على أن العراق مضطر للتعامل بواقعية مع الولايات المتحدة لتجنب الأزمات الاقتصادية التي قد تهدد استقرار الحكومة والنظام السياسي، محذراً من أن أي اضطراب في أسعار النفط أو الإمدادات قد يؤثر سلباً على حياة العراقيين، خاصة في ظل أزمة الكهرباء المزمنة.
وتواجه المنظومة الكهربائية في العراق ضغوطا متزايدة، مما يؤثر على استقرار التيار الكهربائي وتلبية احتياجات المواطنين.
وتزود إيران بغداد بحوالي 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا بما يغطي حوالي ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، إلا أن هذا الكم لا يكفي لتلبية احتياجات العراق أوقات الذروة.
وحذر الزبيدي من أن إلغاء الإعفاءات سيؤدي إلى نقص حاد في الغاز لتشغيل محطات الكهرباء وزيادة الاعتماد على الاستيراد، مؤكداً أن العراق يسعى لتطوير التعاون النفطي مع الولايات المتحدة وجذب الشركات الأميركية للاستثمار فيه لتوطيد العلاقات الثنائية وتجنب العقوبات والمشاكل الإقليمية المحتملة.
علاقة إيرانمن جانبه، أوضح الخبير في الشأن النفطي علي نعمة أن الارتفاع الأسبوعي في الصادرات لا يمكن اعتباره مؤشراً على تغير وجهة الصادرات.
وأكد نعمة -في حديث للجزيرة نت- أن الكميات المخصصة للصادرات تحدد سنوياً من قبل شركة سومو، وأن الارتفاع الحالي يعود إلى رفع شحنة كبيرة خلال الأسبوع الماضي، في حين لم يتم رفع أي كمية خلال الأسبوع السابق.
إعلانوأضاف أنه لم يتم تصدير النفط الخام رسمياً من قبل شركة النفط العراقية "سومو" إلى إيران، مشددا على أن الكميات المخصصة للأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية تم تحديدها مسبقاً نهاية عام 2024.
وأوضح نعمة أن الحديث عن وجود علاقة بين صادرات العراق إلى إيران واختيار السوق الأميركي بديلاً لها هو افتراض لا أساس له من الصحة.