بفعل ضربات المقاومة.. 18 عامًا على الاندحار الإسرائيلي عن غزة
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
غزة - صفا
توافق يوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ18 لبدء اندحار الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وإخلاء مستوطناته، في حدث تاريخي، حيث لم يسبق لـ"إسرائيل" أن أخلت أرضًا تستولي عليها منذ احتلالها فلسطين التاريخية عام 1948.
وبعد مرور 18 عامًا على الاندحار من غزة، لم تنجح محاولة "إسرائيل" بالهروب من الموت أمام ضربات المقاومة، بل باتت اليوم تعيش واقعًا أكثر تعقيدًا؛ بعدما باتت صواريخ المقاومة تضرب "تل أبيب" والقدس ويغطي مداها كامل فلسطين.
ففي 15 آب/ أغسطس من العام 2005، بدأت "إسرائيل" إخلاء 21 مستوطنة كانت تحتل 35,910 دونمًا من مساحة قطاع غزة، الذي لا تتعدى مساحته نحو 360 كيلومترًا مربعًا، وكان يقيم فيها نحو ثمانية آلاف مستوطن.
واحتلت "إسرائيل" القطاع عام 1967، وظلت مسؤولة عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسندته للسلطة، فيما أبقت على قواتها في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يسكن فيها أكثر من 6 آلاف مستوطن.
وأقيمت أول مستوطنة في القطاع باسم "نیتسر حازاني" عام 1976، فيما أنشأت آخر ثلاث مستوطنات صغيرة عام 2001 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.
وجاء الاندحار الإسرائيلي بعد الضغط الذي مارسته المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال، خصوصًا مع بدء انتفاضة الأقصى عام 2000، وما عُرف بحرب الأنفاق التي استهدفت خلال السنتين اللتين سبقتا الاندحار، مواقع حصينة للجيش في القطاع.
هذا الأمر رفع الكلفة الأمنية على حكومة الاحتلال، ودفعها للهروب، بالإضافة إلى ما أطلق عليه أرئيل شارون في حينه خطة "فك الارتباط" بهدف تخفيف الأعباء الاقتصادية والمادية على الاحتلال.
وما أن بدأت عملية الاندحار حتى أخذ جنود الاحتلال والمستوطنون يهدمون مستوطناتهم ويفجرونها، كي لا يتركوا وراءهم غنائم أو مبان صالحة للسكن، وتم تدمير 2000 منزل و26 كنيسًا، في المقابل لم تمس المباني العامة الأخرى.
وشملت خطة الاندحار أيضًا إخلاء 4 مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي: "جانيم، كديم، حومش وسانور".
وبعد الاندحار، خرج آلاف الفلسطينيين في الوقت نفسه، ابتهاجًا وأملًا في حياة أفضل، بعد 38 عامًا من احتلال القطاع الساحلي الصغير، بدأ مع هزيمة يونيو/حزيران 1967.
نقطة تحول
وبحسب مراقبين، فقد شكل الاندحار عن القطاع نقطة تحول كبيرة في تطور أداء المقاومة الفلسطينية وسلاحها، واتساع معركتها مع الاحتلال، حتى أضحت تبدع في معركة تلو الأخرى، وظل الشعب ظهرًا حاميًا وداعمًا لها رغم الحصار واستمرار العدوان.
وكان قادة سابقون في جيش الاحتلال وأمنه قالوا إن الاندحار من قطاع غزة عام 2005 لم يكن انسحابًا مريحًا بل جاء تحت ضغط الخسائر التي تكبدها الجيش، وتحول المستوطنين في القطاع إلى عبئ يصعب حمايته.
وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال حينها "زئيفي فركش"، إن الاندحار جاء في ظل صعوبة حماية 8 آلاف مستوطن في القطاع وتكليف فرقة عسكرية بأكملها بهذه المهمة، فيما تحولت المستوطنات إلى بؤر للعمليات الفلسطينية.
فعليًا، أنهت "إسرائيل" تواجدها على الأرض في القطاع، لكنها بقيت تتحكم في كافة مفاصل حياة الفلسطينيين بغزة، من خلال استمرار سياسة الخنق والتضييق، والحروب، والحصار الخانق الذي تسبب في انهيار كثير من القطاعات الحيوية على مدار 15 عامًا.
وعقب اندحارها من القطاع، أغلقت قوات الاحتلال ثلاثة معابر أساسية كانت تدخل منها البضائع، وأبقت على معبر واحد فقط لا يستطع تلبية جميع احتياجات سكان القطاع.
ورغم مرور 18 عامًا على الاندحار الإسرائيلي، إلا أن ممارسات الاحتلال العدوانية لا تزال مستمرة بحق القطاع، الذي يعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة وأزمات متراكمة، تتعلق بالكهرباء والمياه، ومنع دخول كثير من السلع، بما فيها مواد الخام، عبر المعابر التجارية، ناهيك عن وصول الفقر والبطالة إلى معدلات غير مسبوقة.
ولا تزال سلطات الاحتلال تمنع إدخال مواد البناء لإعادة إعمار ما دمرته خلال عدوانها الأخير على القطاع في مايو/أيار الماضي، والذي تسبب في تدمير آلاف المساكن وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مقاومة غزة فی القطاع
إقرأ أيضاً:
تخبّط “إسرائيل” وصل إلى الصين
يمانيون../
مع استمرار تلقي “إسرائيل” ضربات موجعة من اليمن بالصواريخ الباليستية، والفرط صوتية، والمسيَّرات من مسافة ألفي كم، أصابت ساستها وعساكرها حالة من فقدان الوعي والتخبط، أو الهذيان المزمن، وفق تشخيص الأطباء.
هكذا تبدو حالة اللاوعي السياسي والعسكري للُقطاء الكيان، فكلما أوجعتهم ضربات الخصوم ساءت حالاتهم أكثر، وبدأت أعراض الهذيان تظهر أكثر وأكثر، فتراهم يلقون التُّهم على أي طرف يناهض رغباتهم الخبيثة، وأعمالهم القذرة، ووجودهم على كوكب الأرض، حتى لو قال أحدهم كلاما على شكل نصيحة، تارة بتهمة معاداة السامية، وتارة بالإرهاب، وهذه المرة ألقوا التهمة على الصين بتزويد اليمن بالأسلحة.
الحكاية بدأت على لسان مسؤولي حكومة الإبادة الجماعية الصهيونية باتهام جمهورية الصين الشعبية عبر “قناة أي 24″ العبرية، بتهمة تزويد من وصفوهم بـ”الحوثيين” بالأسلحة، مقابل السماح لسفن الصين بالمرور من البحر الأحمر، التي هي في الأصل سُمح لها بالعبور مثل سفن أي دولة ملتزمة بقرار الحظر اليمني الذي يحظر عبور أي سفينة إلى موانئ الكيان.
أصل حكاية الاتهام السياسي الصهيوني للصين، الذي يهدف لجس نبض التنين الصيني، ويظهر حجم العجز العسكري والسياسي لسلطة الاحتلال في مواجهة اليمنيين، جاء عقب فشل مندوبها بمجلس الأمن في تمرير مشروع تقدمت به ضد اليمن ، تحت مسمى “شكوى”، بقصد تدويل الحرب، واستصدار قرار أممي يشرعن العدوان الصهيو – أمريكي على اليمن، لكن ذلك السعي الدبلوماسي الحثيث قوبل برفض الصين وروسيا، باعتباره يستهدف دولة ذات سيادة، وهذا ما أزعج لقطاء مدللة الغرب.
في حين جاء الرد الصيني سريعاً، يوم السبت 4 يناير 2025، عبر مِنصات وزارة خارجيتها، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة لها، على اتهام دعم الهجمات اليمنية ضد الكيان، بعلامات التعجب!! التي تعني الاستغراب، وتشير إلى حالة التخبط، وحجم المأزق الذي يعيشه قادة “إسرائيل”، مُنذ تلقيهم أول ضربة موجعة، يوم 7 أكتوبر 2023، وتلتها ضربات مؤلمة ضاعفت أوجاعهم من جبهات المقاومة والإسناد لغزة؛ من اليمن ولبنان والعراق.
الخلاصة:
إن الحقيقة، التي توجع “إسرائيل” يوميا ولم تعد قادرة على إخفائها للعالم بلجوئها إلى مجلس الأمن لتقديم عريضة شكوى ضد هجمات صنعاء، لأول مرة في عمرها، الذي تجاوز مرحلة الهرم (76 عاما)، تتمثل في حجم التهديدات التي تشكلها جبهة اليمن على أمنها واستقرارها وإقتصادها ووجودها ، في ظل استمرار هجمات اليمنيين، وحصارهم البحري المفروض على سفنها؛ نصرة وإسناد لغزة حتى وقف العدوان الصهيو – غربي على القطاع المحاصر.
السياسية – صادق سريع