انتشال رضيع عمره 13 يوما من تحت أنقاض زلزال المغرب
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
سرايا - ما زال متضررو زلزال المغرب المدمر يعانون من تبعات الهزة الأرضية العنيفة، التي باغتتهم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضية.
وتنهمك بعض الأسر في البحث عن مفقوديها تحت الأنقاض، لكن ما تعرض له بعض سكان قرية تفكاغت الجبلية القريبة من مراكش كان مدهشًا.
فانتشل أهالي تفكاغت رضيعًا يبلغ من العُمر 13 يومًا فقط من تحت الأنقاض.
واكتشف الأهالي وجود الرضيع، الذي يُدعى "بلال"، عن طريق الصدفة، حينما استمعوا إلى صراخه، حتى انتشلوه رفقة جثة والدته من تحت الأنقاض.
وكشف عم الرضيع، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، أنه نبش إلى جانب الأهالي في الأنقاض، إلى أن عثروا على الرضيع في حضن والدته التي فارقت الحياة: "نجا بمعجزة من موت محقق".
من جانبها، أعربت جدة الرضيع عن حزنها العميق لما تعرضت له العائلة، خاصةً أنها فقدت ابنتها، والدة الرضيع، وحفيدتها، رغم هذا تحمد الله على نجاة "بلال".
وكان التلفزيون المغربي أعلن الإثنين ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر إلى 2681 قتيلا و2501 مصاب.
ووقع زلزال المغرب مساء الجمعة 8 سبتمبر/أيلول، عند الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة، وبلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر.
إقرأ أيضاً : اتفاق لوقف إطلاق النار في عين الحلوة .. تفاصيلإقرأ أيضاً : العاصفة دانيال .. عدد الضحايا يتجاوز 2000 في ليبيا
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
شموع في الظلام
-1-
أكثرُ ما يُسعد الكاتبَ الصحفيَّ أن يجد لما يكتبُ صدىً وتفاعلاً.
سعدتُ صباحَ أمس باتصالٍ هاتفيٍّ من الأستاذ محمد إبراهيم الفكي، صاحب الصوت الرخيم، والفكر العميق، والرؤى الثاقبة. وهو من أبرز وأبرع كوادر الاتجاه الإسلامي، في الخطابة والسياسة، بجامعة الخرطوم في ثمانينيات القرن الماضي. وقد اعتزل السياسة وتفرغ لأعماله التجارية وجلساته الفكرية.
تحدث إليّ حديثاً ماتعاً عن فقر الرؤى الاقتصادية والتنموية لدى النخبة السياسية السودانية، منذ الاستقلال وحتى اليوم.
واستعرض، باستفاضة وشواهد ذكية، ملاحظة سيطرة الذهنية القانونية ـ القائمة على الاهتمام بالقوانين واللوائح والحقوق المطلبية ـ على النادي السياسي، وانغلاقه على محفوظات بائسة ورتيبة لا تضيف إلى واقعنا سوى الشقاء والشقاق والخسران المبين.
واختتم ود الفكي مكالمته بضحكته المعهودة وعبارته الشهيرة: (المشكلة في الشاسيه يا ضياء).
-2-
كما أفرحني رجل الأعمال، وصاحب المبادرات الزراعية الباهرة، السيد وجدي ميرغني، وهو يُحدثني عن مشروع شراكة زراعية قيد التفاوض مع مزارعي قريةٍ بجنوب الجزيرة، مستلهمًا تجربة منطقة (ود بلال) الاستثمارية.
وعلمتُ من أستاذي بروفيسور عبد اللطيف البوني، أن أهلنا في منطقة اللعوتة يسيرون في الاتجاه ذاته، نحو شراكات زراعية ذكية، وتحويل القرية إلى شركة مساهمة عامة.
-3-
واستفدتُ كثيراً من ملاحظات وآراء رجل الأعمال المعروف، وأحد مفاخر منطقتنا، المهندس علي محمد دفع الله، وهو صاحب خبرة ومعرفة متخصصة في مجالات الزراعة والري والاستثمارات الصناعية والإنتاجية الناجحة.
-4-
وتلقيتُ رسالة عبر تطبيق (واتساب) من الشارقة، من الباشمهندس الفاضل عمر التوم، أحد أبرز مخططي ومنفذي مشروع (ود بلال). وقد أطلعني لأول مرة على هذه التجربة التشاركية الفريدة في مجال التنمية الريفية، خلال مناسبة اجتماعية بدولة الإمارات في عام 2006، وهي تجربة أصبحت اليوم نموذجاً يُحتذى ويُشار إليه بالبنان.
-5-
اسمحوا لي، أعزائي القراء، أن أنقل إليكم هذه الرسالة القيّمة من المهندس الفاضل التوم، لما حوَتْه من معلومات وآراء نافعة:
⸻
الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي ضياء…
أسأل الله العلي القدير أن يجعل كل أهل الرأي وموجّهي المجتمع بأقلامهم، على شاكلتك؛ يهتمون بمعاش الناس، ويضيئون الشموع في الظلام.
كما أشكرك على اهتمامك بمشروع (ود بلال) للتنمية الريفية، وجعلها أنموذجاً يُحتذى، حتى نكون مثالاً يُعمم على السودان كله. وهذا ما يفرض علينا العمل المستمر، والتجويد، وعدم الاستسلام مهما كانت الصعاب. فالماء إن نزل من علٍ، لا بد أن يجد له مخرجاً، مهما اعترضته الحواجز.
ونحمد الله أنه كلما تعثرت خُطانا، يخبئ لنا من الخير أكثر مما نتوقع. وهذه من بركات الله، وصدق القائل: “إنما تُرزقون بضعفائكم”.
أخي ضياء…
أحسب أن لحظة انهيار السودان بدأت حين قال الآباء المؤسسون: (جئنا للتحرير لا للتعمير).
مستثمر إماراتي كان شريكاً معنا في مشروع ود بلال، (رحمه الله)، زار معنا المنطقة، وفي حضور الوالي، أخذته لزيارة الحواشات وقنوات الري، بما فيها القناة الرئيسية (الكنار) في المسلمية. أصابه الذهول مما رأى، ثم شاهد مزارعين من ود بلال يحصدون البصل، فأصر على رؤيتهم. وعندما رأى البصل الذهبي، قال لي: “لماذا لا نرى مثل هذا الإنتاج في الإمارات؟” ثم أشار إلى الأرض الطينية السوداء المتشققة، التي يمكن أن تغوص فيها قدمك.
أخذ الرجل نفساً عميقاً، وأكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ثم قال كلاماً لا يزال يُوجع قلبي حتى اليوم، وخلاصته:
•“أرضكم، من فرط الغضب عليكم، قد تشققت بطونها من المغص!”
•“يا الفاضل، عندكم هذا الخير، لماذا تأتون إلينا؟! عن ماذا تبحثون في صحرائنا؟!”
•“أنتم، يا أهل السودان، شعبٌ تخصص في تضييع الفُرص!”
•“أنتم بحاجة إلى حكومة تُجّار، تنظر إلى الوطن كأنه شركة مساهمة ضخمة، هدفها الأساسي أن تُحقق الربح!”
عزيزي ضياء…
السؤال الآن:
كيف نحول السودان الحبيب إلى شركة مساهمة عامة؟
وكيف تأتينا حكومة وفاق، هدفها الأساس هو الاقتصاد ومعاش الناس؟
وشكراً.
*إعادة نشر من الأرشيف.
⸻