البحر الأحمر هو اللعنة الجغرافية التي اصابت اليمن
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
في مفهوم الجيوستراتيجي تبقى الجغرافية ومدى صلاتها مع الجوار ومع المسطحات المائية مصدر تهديد متجدد وكذلك مصدر اهمية ومنفذاً لموارد عديدة وجسراً لبنا شراكات وعلاقات تعاون وعلاقات ذات بعد استراتيجي .. لذلك فان هذا الموقع الحيوي بقدر ما هو نعمة ومصدر خير فانه في ذات الوقت مصدر نقمة ولعنة قائمة إذ يتحول إلى مصدر قلق ومحط أطماع متعددة ومن أكثر من اتجاه .
البحر الأحمر .. المنفذ والمجرى الملاحي الدولي والاطلالة عليه وضع حسابات عديدة على الدول المشاطئة عن هذ البحر الذي يصل المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط , بل انه رابط بين ثقافات عديدة واستراتيجيات شتى بين الثقافة الصينية والهندية والفارسية وبين الثقافة العربية وثقافة أوروبا المتعددة مروراً بالثقافة والحضارة العربية والاسلامية والثقافة الافريقية .. أي ان اهتزاز في هذه المنطقة الجغرافية الخطيرة والمهمة يحدث اهتزازات ارتدادية خطيرة على مستوى العلاقات الدولية والاقليمية .. ولهذا فان الثقل الامريكي قد ألقى بتوازنه وتفرعاته إلى هذا المجرى الملاحي وأثار مشكلات عديدة بدءاً من المشكلات التي تتفاعل من القرن الافريقي وكذا في التحديات المائية للسودان ومصر وكذا احداث اضطرابات خطيرة في اليمن التي هي رابطة الجغرافية ورابطة الجيوسياسية في هذه المنطقة الحيوية بما تعنيه من سياسات واستراتيجيات ومن تحديات .. والمشكلة الابرز ان واشنطن قد حركت مفاعيل الخليج باتجاه البحر الأحمر ودفعت بالسعودية والامارات لتخوض حرباً بالوكالة واثارة الفتن العديدة في هذه المنطقة ومن يستقرئ واقع الحرب العدوانية ضد اليمن يصل إلى هذه المؤكدات ان اليمن مقرر له أن يعيش لسنوات قادمة غارقاً في تحديات ومشغولاً بالأسافين الامريكية والصهيونية التي صنعت وليس بالإمكان سهولة الانعتاق منها لأسباب عديدة ..
وأبرز هذه الاسباب :
ان اليمن القوي والمتحكم بالمجرى الملاحي وباب المندب وخليج عدن هو الخط الذي يواجه تل أبيب . أن اليمن لا ينبغي أن يشهد استقراراً وان يحقق تنميته وأن يستقل بقراره .. ان اليمن المتطور والقوي يمثل خطراً واضحاً للتوجهات والاستراتيجيات الامريكية والصهيونية .. أن اليمن يمثل ثقلاً كبيراً يمكن أن يصبح دولة مؤثرة من الصعب تقويضه وخاصةً في عدائه للصهيونية . ان معاناة اليمن ستبقى قائمة للضغط على الانظمة العربية في الجزيرة العربية من أجل التطبيع مع الصهاينة. ان الثروة الكامنة تحت مياه البحر الأحمر هي ثروة مغرية ومحفزة للكثير من الاطماع الجديدة ..لذا من الاهمية بمكان أن تتم دراسة الابعاد الحقيقية لهذه الازمات وهي سلسلة متواصلة تبتغيها مطابخ مخابراتية عديدة سواء في الاقليم أوفي المحيط الدولي التي لن تجد ضالتها الا بإلقاء المزيد من النيران على هذه الحرب العدوانية وعلى ابتداع أساليب تتويه واشكال صراعات قبلية ومجتمعية بحيث تظل تغذي بعضها حتى تصل إلى إحداث أكبر ضرر وأكبر شرخ في السلم الاجتماعي يضمن استدامة الصراعات الصغيرة الملتهبة حتى يتسنى للقوى النافذة فرض إرادتها واملاءاتها وهذا يظهر في تعدد البناء المليشاوية وفي تعدد الولاءات وفي تنامي الخدمات المسلحة للكثير من الاحداث .
ونخلص إلى ان الحرب العدوانية حتى لو تم تجميدها بهدن هشة لن يسمح بإيجاد حلول مناسبة لمشاكلها .. والدليل انشاء المليشيات المسلحة وخلق التناقض والصراع الدامي فيما بينها وهذا على المدى القريب , وعلى المدى البعيد كما أن ادارة الثروة الوطنية تعاني من اشكاليات عديدة سواء في استخراجها أو في تصريفها أو في استثمارها وادارتها في الحاضر وفي المستقبل المنظور والمستقبل البعيد .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر هذه المنطقة
إقرأ أيضاً:
شاهد | النهاية شكلها في البحر الأحمر ..كاريكاتير
#YEMEN pic.twitter.com/5U67R3yYEL
— kamal sharaf كمال شرف (@kamalsharf) November 12, 2024