واشنطن: ننسق مع ليبيا لتقديم المساعدات الضرورية جراء الفيضانات
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تقوم بالتنسيق مع ليبيا لتقديم المساعدات الضرورية، جراء الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال، وفقا لما ذكرته قناة «العربية» الإخبارية.
المشير حفتر يقدم شكره لمصر لتقديمها مساعدات عاجلة لمواجهة آثار السيولوكان القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، المشير خليفة حفتر، تقدم في وقت سابق، بشكره لمصر وعدة دول عربية، على استجابتهم السريعة بتقديمهم مساعدات عاجلة لمواجهة آثار السيول الناجمة عن «عاصفة دانيال» التي ضربت المنطقة الشرقية.
وقال المشير خليفة حفتر في كلمة مساء أمس الاثنين، إن مصر والإمارات وتونس والأردن، وفروا مساعدات عاجلة لمواجهة آثار السيول الناجمة عن «عاصفة دانيال» التي ضربت المنطقة الشرقية، مشيرا إلى إرسال «القاهرة» فرق إنقاذ وأطباء، وفقا لما ذكرته «بواية الوسط» الليبية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجه في وقت سابق، بدعم الأشقاء الليبيين بالكامل في جميع النواحي على خلفية «عاصفة دانيال».
حفتر: مقتل وإصابة الآلاف نتيجة الفيضاناتوأضاف المشير خليفة حفتر، أن الفيضانات والسيول التي ضربت البلاد، أدت لمقتل وإصابة الآلاف، وفقا لما ذكرته قناة «العربية» الإخبارية.
وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، قال في وقت سابق، إن هناك عددا كبيرا من الضحايا والمفقودين في شرق البلاد جراء السيول الناجمة عن العاصفة دانيال، مشيرا في مؤتمر صحفي، إلى أن هناك ما بين 5 آلاف و6 آلاف مفقود في مدينة درنة شرق البلاد، والعدد قابل للزيادة بشكل كبير جدا.
وأضاف اللواء المسماري، أن هناك أكثر من 35 قتيلا في بقية مناطق شرق ليبيا بينهم أجانب، مشيرا إلى أن جميع جسور مدينة درنة شرق البلاد، انهارت، كما جرفت المياه أحياء بأكملها إلى البحر.
وكانت مصادر طبية ليبية، قالت في وقت سابق، إن نحو 2800 شخص لقوا مصرعهم جراء الفيضانات التي اجتاحت مدن شرق ليبيا بسبب «عاصفة دانيال»، فيما أشارت غرفة الأزمة بجمعية «الهلال الأحمر» الليبية، إلى أن عدد العالقين في المناطق المنكوبة وصل 7 آلاف عائلة إضافة، وفقا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حفتر خليفة حفتر عاصفة دانيال وفقا لما ذکرته عاصفة دانیال فی وقت سابق الناجمة عن
إقرأ أيضاً:
الأب بطرس دانيال يكتب: دعوة واستجابة
الله يمنحنا الطمأنينة على لسان داود النبي بهذه الكلمات: «مَنْ يدعوني، أستجيبُ له، أنا معهُ في الضيق، أُخلِّصهُ وأمنحهُ مجدا» (مزمور 90: 15).
تمر البشرية بظروفٍ صعبة على جميع الأصعدة، سواء تقلبات واعتراض الطبيعة وكوارثها، أو اختلافات سياسية تدفع البعض للتخلص من الطرف الآخر، أو الأمراض التي تحلّ علينا كل فترة وليس لها علاج وغيرها.
ما يدفع البعض إلى عتاب الله هكذا: «أين معونتك وقدرتك وسلطانك أمام هذه التحديات التي نعيشها كل يوم؟»، هنا نتذكر الحكاية التي تُروى ما حدث مع أحد الأشخاص الذي كان يحلم بأنه عندما كان يعيش في سعادةٍ ورخاء بفضل الغنى والصحة والنجاح.
كان يشاهد أثناء سيره على شاطئ البحر آثار أربع أقدام على الرمال، ففهم أن اثنتين لله الذي كان يسير بجواره واثنتين له، فكان مطمئن البال لوجود الله بالقرب منه، ولكن مع مرور الوقت ضاقت به الدنيا، حتى إنه فقد كل ما يملك، وبدأ المرض يحلّ عليه، ووقع في الفشل والضعف والفقر.
وعندما ذهب مرةً أخرى إلى شاطئ البحر، وجد آثارا لقدمين فقط لا غير، فبدأ يعاتب الله على ما وصل إليه حاله قائلا: «كنتُ أرى قدميك بجواري عندما كنتُ أعيش في سعادةٍ وغنى وصحة ونجاح؛ ولكن عندما بدأت العواصف والأمواج تثور عليّ، تركتني بمفردي في مواجهتها!» فأجابه الله: «اِعلم جيدا، عندما كنتَ في حالةٍ ميسورة وبصحةٍ جيدة، كنتُ أسير بجوارك، ولكن عندما بدأت المشاكل والصعوبات تحلّ عليك، حملتُكَ على ذراعي!».
تُعلّمنا هذه القصة الرمزية درسا مهما، نستطيع به أن ندرك ونفهم بعض التساؤلات التي تمر في عقولنا أو نفكر فيها ونطرحها على الآخرين، نتيجة ما يحدث لنا أو لغيرنا في هذا العالم المتقلب، وهو أن نثق في الله القادر على كل شيء، والذي لن يتركنا أبدا بمفردنا لمواجهة صعوبات الحياة اليومية، كما يجب أن نتكل عليه لأنه يستجيب لنا، ويمحو من طريقنا العقبات التي لا نستطيع التغلب عليها، لضعف إمكانياتنا وقدراتنا.
مما لا شك فيه أنّ الله موجود دائما وأبدا في حياة كل واحدٍ منا، حتى وإن لزم الصمت. وعندنا نموذج رائع لأيوب البار الذي فهم وأدرك معنى صمت الله في نهاية حياته وغروبها، وعرف تماما أنّ كل شيء يحدث معه، له معنى ومخطط من الله لأجل خيره، وبكلمةٍ واحدة تخرج من فم الله يستطيع تغيير كل شيء إلى الأفضل.
كما يجب أن نستغل هذه الظروف التي تسير عكس الاتجاه في حياتنا، لندرك قدراتنا وضعفنا، ولا نستطيع العيش بدون اللجوء لله القادر على كل شيء، الذي يقوينا ويعضدنا لنتخطى الصعوبات والعوائق ومطبات الحياة.
إن الإنسان الذي يؤمن بقرب الله منه، يتحلى بالرجاء الذي يدفعه لقبول كل ما يحدث له، لأن الله يدبر له كل ما هو أفضل.
وهناك دروس كثيرة لما يحدث في حياتنا من مضايقات وفشل وإحباط، وهي أن نشعر بالآخرين وبالظروف التي يمرون بها وهم صامتون، ونكتشف أننا نملك نِعما عديدة يتمناها الملايين من البشر، والإنسان القوي الذي يصمد أمام نار المحن، يتطهر من شوائب كثيرة عالقة بداخله، ويصير كالذهب الخالص الذي يبرق ويلمع بعد وضعه في النار، وكلما كانت المحنة قوية والألم شديدا، ازداد معدن الإنسان قيمة وصلابة.
فحياة كل إنسان منا مليئة بالمفاجآت والتقلبات، وتحمل في داخلها بعض التناقضات: الفرح والحزن، النور والظلمة، الراحة والتعب، الرجاء واليأس، اللحظات السعيدة والأخرى التعيسة، النجاح والفشل. إذا.. الحياة تحمل في جذورها الأفضل والأسوأ.
وعلى كل واحدٍ منا أن يقبل كل هذا، طالبا من الله أن يساعده في توجيه قارب الحياة إلى بر الأمان، مستغلا الرياح العاتية والأمواج الشديدة من أجل خيره ونضجه.
ونردد مع داود النبي: «إني ولو سِرتُ في وادي ظلالِ الموت، لا أخافُ سوءا لأنَّكَ معي» (مزمور 23: 4). لذلك يجب علينا أن نثق في معونة الله الذي لن يتركنا أبدا بمفردنا لمواجهة مشاكل الحياة اليومية، وأن نتكل عليه لأنه يستجيب لنا حتما، فهو يعرف ما هو الأفضل لنا.
والإيمان بالله يملأ القلب بينابيع الأمل والثقة والطمأنينة، ويُبعد عن النفس المخاوف والقلق.
ونختم بالكلمات الموجودة على حائط أحد المخابئ بألمانيا حيث كان بعض الأسرى مختبئين هناك أثناء الحرب العالمية الثانية: «أؤمن بالشمس حتى وإن لم تسطع؛ أؤمن بالحب حتى وإن لم أشعر به؛ أؤمن بالله حتى عندما يصمت».