عربي21:
2025-03-10@15:11:35 GMT

صواريخ جنين

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

تطور استراتيجي لافت وغير متوقع تشهده الضفة الغربية حالياً، وهو الذي يُفسر القلق الإسرائيلي الكبير، وتصعيد عمليات الاعتقال اليومية التي تستهدف الفلسطينيين في كل أنحاء الضفة الغربية، وهذا التطور يتمثل في ظهور صواريخ يستخدمها المقاتلون الفلسطينيون في استهداف المستوطنات، ومواقع الاحتلال، وهذه ظاهرة غير مسبوقة من قبل في الضفة الغربية.



خلال الأسابيع القليلة الماضية سجلت الضفة الغربية إطلاق صواريخ فلسطينية محلية الصنع عدة مرات، وكان إطلاق هذه الصواريخ يتم بشكل متقطع ومتباعد زمانياً ومكانياً، وبطبيعة الحال لم تؤدِ هذه الصواريخ إلى أي إصابات، ولا حتى خسائر مادية ذات اعتبار، وذلك بسبب أنها من المؤكد لا تزال بدائية ومحدودة الحجم والمواصفات، ولذلك لم تحدث الكثير من الضجيج أو الصدى الإعلامي، إلا أنها أرعبت دوائر صنع القرار والأجهزة الأمنية والجيش في إسرائيل.

«القبة الحديدية» لن تنجح على الأغلب في التصدي لصواريخ قصيرة المدى، حيث التداخل السكاني والتقارب الجغرافي بين المستوطنات والمدن الفلسطينية ربما يكون حائلاً دون نجاحها

صواريخ الضفة الغربية التي يقول الاحتلال إن مصدرها مدينة جنين تُعيد إلى الأذهان البدايات الأولى للصواريخ في قطاع غزة، حيث كانت في بداياتها محدودة الإمكانات وغير دقيقة، ولا تستطيع إلحاق أي أذى، لكنها سرعان ما تطورت وأصبحت اليوم تصل إلى مدينة تل أبيب والقدس، وهو ما يعني أنها أصبحت تصل إلى أغلب السكان الإسرائيليين، وتستطيع تهديد العُمق الإسرائيلي.
 في الضفة الغربية أصبح واضحاً أن ثمة مشروعا لدى المقاومة لإنتاج صواريخ قصيرة المدى على غرار تلك التي في غزة، وهذا تحول استراتيجي بالغ الأهمية، وفي حال نجح الفلسطينيون في إنتاج هذه الصواريخ ولو بتقنية أقل وقدرات أضعف، فإنها ستصبح أكثر أهمية بكثير من صواريخ غزة، وسوف تُغير كثيراً من قواعد اللعبة وتفاصيل الصراع.

 دخول الصواريخ إلى الضفة الغربية يُشكل تحولاً مهماً لأسباب عديدة أهمها أن الجغرافيا والديموغرافيا والكثير من التفاصيل تختلف عن قطاع غزة، فالضفة الغربية تغرق بالمستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بالمدن الفلسطينية كافة، وتوجد على مختلف الطرق والمفترقات، كما يوجد في الضفة حالياً نحو نصف مليون مستوطن، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ احتلالها في عام 1967، الأمر الذي يعني أن هؤلاء سيفقدون الأمن، الذي يوفره لهم الجيش الإسرائيلي المنتشر في كل أنحاء الضفة. 

ثمة عنصر مفصلي وبالغ الأهمية أيضاً في قصة صواريخ الضفة، وهو أنَّ «القبة الحديدية» التي هي أهم إنتاج عسكري إسرائيلي على الإطلاق سوف لن تنجح على الأغلب في التصدي لأي صواريخ قصيرة المدى تستهدف مستوطنات الضفة، حيث أن التداخل السكاني والتقارب الجغرافي بين المستوطنات والمدن الفلسطينية ربما يكون حائلاً دون نجاح القبة وفعاليتها، إذ أن الحال في غزة مختلف تماماً وذلك أن «القبة الحديدية» تتصدى للصواريخ الفلسطينية فوق مناطق خالية أو فوق البحر، كما أن المسافة بين مركز إطلاق الصاروخ الفلسطيني في غزة، وهدفه في الداخل تتيح زمنياً رصد الصاروخ وتتبعه وإسقاطه قبل وصوله إلى هدفه، وهذا كله ليس موجوداً في الضفة الغربية.

ظاهرة «صواريخ الضفة» أو «صواريخ جنين» تعيد أيضاً التأكيد على أن ثمة انتفاضة فلسطينية حالياً تشهدها الضفة الغربية، لكنها تختلف في شكلها وأدواتها وملامحها عن الانتفاضات السابقة، إذ في عام 1987 كانت «انتفاضة الحجر» وهي مواجهة لم تعد ممكنة اليوم، وفي عام 2000 حيث اندلعت «انتفاضة الأقصى» كانت تتميز بالهجمات المسلحة اليومية على الطرق الالتفافية، وهو ما لم يعد ممكناً اليوم، بينما تقوم هذه الانتفاضة على الهجمات المنفردة والمتفرقة، التي تختلف زمانياً ومكانياً.

أما الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الانتفاضات فهو التوصل إلى سلام عادل ومنطقي يجعل الفلسطيني يعيش في دولة مستقلة تحافظ على كرامته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين المستوطنات الاحتلال القبة الحديدية صواريخ جنين فلسطين الاحتلال القبة الحديدية المستوطنات صواريخ جنين اقتصاد دولي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل

حذر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية تشكل جزءاً من خطة إستراتيجية متكاملة تتجاوز مجرد العمليات الأمنية المحدودة.

وجاء ذلك في تعليقه على مواصلة جيش الاحتلال حملة الاقتحامات والاعتداءات بمناطق عدة، في سياق عملياته العسكرية المستمرة في مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة.

وقال الدويري في فقرة التحليل العسكري "عندما تطلق دبابات الاحتلال النيران على مركبات المدنيين بالمفهوم العسكري، علينا ألا ننظر إلى هذه الجزئية بصورة منفردة، بل يجب أن نضع ما يجري في المخيمات ضمن المستويات الثلاثة: التكتيكي الميداني، العملياتي، الإستراتيجي، لأنها جميعها مترابطة وتشكل بناءً تراكمياً".

وأوضح أن على المستوى التكتيكي الميداني، هناك "المرتكز الأساسي المتمثل في التصريح السياسي المدعوم من قائد المنطقة الوسطى بضرورة بقاء القوات في المخيمات إلى نهاية العام، وبالتالي هذا نوع من فرض السيطرة ولكنه يعتمد على الإفراط في استخدام القوة واستخدام القوة غير المناسبة".

التمدد الجغرافي

وعلى المستوى العملياتي، لفت الدويري إلى التمدد الجغرافي للعمليات الإسرائيلية، قائلاً "لاحظوا التمدد من مخيم جنين إلى مخيم نور شمس إلى المنطقة الوسطى تقريباً، إلى مخيم بلاطة ومخيم الفارعة، ثم ننتقل جنوباً إلى الغرب، هذا على المستوى العملياتي، مما يعني أن الهجمة تشمل جغرافية الضفة الغربية بالمطلق".

إعلان

وشدد الدويري على أن الأخطر من ذلك كله يظهر عند ربط هذه العمليات بالمستوى الإستراتيجي، موضحاً "في السياق الإستراتيجي هناك عدة مرتكزات منها، تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان واضحاً جداً قبل عدة أيام بأن مساحة إسرائيل صغيرة كرأس قلم مقارنة بسطح الطاولة.

ويضاف إلى ذلك الخرائط التي عرضها الوزير بتسلئيل سموتريتش أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث لا يوجد ضفة غربية وهناك سيطرة على أجزاء من دول الجوار، حسب ما أشار الخبير العسكري.

وأضاف "الأخطر من ذلك تصريحات رئيس الكنيست التي أطلقها اليوم عندما تحدث عن ضرورة السيطرة على دمشق والدخول إليها، وأن سوريا جسر العبور إلى العراق وكردستان".

ولفت الدويري إلى أن هذا يقودنا إلى المقولة الدينية أو الموروث الديني في الأسفار القديمة "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".

وختم تحليله بتحذير واضح "الضفة الغربية الآن أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد يفضي من خلال هذا البناء التراكمي إلى ضم الضفة والسيطرة عليها بالكامل".

مقالات مشابهة

  • الاستيطان في الضفة الغربية.. تعزيز السيطرة على الأرضي الفلسطينية
  • ترامب تحت ضغط المسيحيين الإنجيليين للاعتراف بسيادة الاحتلال على الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد في الضفة الغربية
  • مستوطنون يدنسون مسجدا شرقي نابلس والدبابات تطلق النار جنوبي جنين
  • الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل
  • دبابات الاحتلال تقتحم بلدة غرب جنين ومستوطنون يحاصرون مسجدا قرب نابلس
  • الضفة الغربية.. مواجهات مع قوات الاحتلال شرق قلقيلية
  • «الأونروا»: مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس غير قابلة للسكن
  • الاحتلال يورط الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا
  • اعتقالات وإصابات برام الله وأنوروا تعلن مخيمات جنين وطولكرم غير صالحة للسكن