الجنوب العالمي يصد الغرب وأوكرانيا
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، نشرت "فزغلياد"، مقالا عرضت فيه رأي سيناتور روسي حول الحصاد الجيوسياسي لقمة مجموعة العشرين.
وجاء في المقال: انتهت قمة مجموعة العشرين في الهند، وتبنى الزعماء وممثلو الوفود إعلانا توافقيا. وبحسب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، شكّل الاجتماع نقطة تحول فيما يتعلق بضمان توازن المصالح في الاقتصاد العالمي.
ووفقا للوزير الروسي، فإن الموقف الموحد لدول الجنوب العالمي لم يسمح للغرب بـ "أوكرنة" جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي على حساب مناقشة التحديات الملحّة التي تواجهها البلدان النامية.
وكما أشار السيناتور أليكسي بوشكوف في قناته على تيليغرام، لا يتوافر في الواقع إجماع عالمي بشأن الأزمة الأوكرانية، وإعلان قمة مجموعة العشرين، الذي فشل الغرب في تضمينه إدانة لروسيا، "يؤكد، مرة أخرى، ويعزز عجز التحالف الغربي لفرض موقفه على بقية العالم".
وأضاف بوشكوف أن الجديد في ذلك هو أن الجنوب العالمي ابتعد خلال العام الماضي، فيما يخص قضية أوكرانيا، أكثر فأكثر عن الغرب العالمي. ولهذا السبب، اضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن والدبلوماسيون الأمريكيون إلى مغادرة نيودلهي خاليي الوفاض.
وفي وقت لاحق، نُشرت تقارير تفيد بأن بايدن غادر القمة مبكرا. وكما ذكرت صحيفة كوميرسانت، قرر الزعيم الأمريكي عدم البقاء لحضور الدورة الثالثة لمجموعة العشرين "مستقبل واحد"، وتوجه إلى فيتنام.
ويشير الخبراء الذين أجرت "فزغلياد" مقابلات معهم إلى أن قمة مجموعة العشرين في نيودلهي كانت واحدة من أكثر القمم غير المسيسة في تاريخ مجموعة العشرين بأكمله؛ فقد حققت أهداف المنظمة وغاياتها بشكل مباشر. وبفضل ذلك، أصبحت مصالح الجنوب العالمي مسموعة بشكل أكثر وضوحاً، وفشلت محاولات الغرب "أوكرنة" الحدث.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الاتحاد الأوروبي مجموعة العشرين قمة مجموعة العشرین الجنوب العالمی
إقرأ أيضاً:
اندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025
محمد حسن الساعدي
بعد سقوط نظام صدام عام 2003 تمكن العراق من إعادة ترسيخ وجوده السياسي ومحاولة فرض نفوذه على علاقاته بالمنطقة من خلال شبكة عنكبوتية من العلاقات السياسية والاقتصادية والتبادل التجاري بينه وبين الدول الإقليمية والعالم لذلك ازدادت وتيرة العلاقة والمصالح الاقتصادية بينه وبين الغرب ما يجعلنا نسلط الضوء على المشاركة الغربية المتزايدة في قطاع الطاقة المهم والحيوي في العراق الأمر الذي أدى إلى زيادة التأثير السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعراق في عموم القضايا العربية وساعدت في إشعال شرارة التحول الديمقراطي وتأثيره على الوضع الإقليمي والدولي .
يمكن القول أن الغرب خسر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي تركز هذه المرة حول غزة وخسر الإسرائيلي لأنه في الوقت الحاضر لم تستطيع اسرائيل من اقناع العالم وحلفائها الرئيسيون من إثبات قدرتها على تحقيق نقاط قوة أو على الاقل إعلان نصر أثناء الصراع مع الفلسطينيين أو اللبنانيين وفتح جبهتين في أن واحد، أو أن يكون لواشنطن لها تأثير في الصراع (الروسي-الأوكراني) ويبدو إن الغرب لم يتمكن من فعل شيء في هذه الصراع واللي بعضه يتركز في الشرق الأوسط أو كان خارج منطقة نفوذه والتي ركز فيها على تايوان.
لقد أثبتت الإطاحة السريعة والغير متوقعة بالنظام السوري إن الولايات المتحدة وحلفائها ما زالوا قادرين على تغيير الأنظمة وحشد ونشر مجموعة واسعة من الأصول السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية لإزالة زعيم حكم سوريا لفترة طويلة الأمد ليس من خلال الأدبيات الديمقراطية التي تنادي بها بل من خلال التآمر وحشد القوة الظلامية والخارجة عن القانون كما أنه أظهر أنه قادر على قلب توازن القوة الراسخ منذ فترة طويلة عند الضرورة وهذه دروس بسيطة وقويه يمكن أن تستفيد منها دول كالصين وروسيا وإيران وجميع اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الشرق الاوسط.
العراق عقد مؤخرا العديد من الاتفاقيات مع الشركات البريطانية وتحديدا مع شركة شل لمناقشة فرص توسيع التعاون بين العراق وشركة الطاقة العملاقة بالإضافة إلى توقيع العراق مع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني والمصرف العقاري للتجارة إلى جانبي اتفاقيات أخرى في مجال المياه والبنى التحتية بالإضافة إلى التعاون التعليمي وتبادل البعثات الأكاديمية اتفاقية أخرى مع شركة هاليبرتون لتطوير حقلي نهر ابن عمر وسندبان النفطيين.
يعد العراق أعظم جائزة إلى الغرب في الشرق الاوسط بسبب الاحتياطي النفط المهول التي يمتلكها والتي تعد الأرخص في المنطقة وأثبت العراق أنه كنز لا يمكن تفويته من الطاقة سواء الغربي أو الشرق على حد سواء وموقعه الجغرافي المهم الجاذب في قلب الشرق الأوسط.
حالة الانفتاح الذي يمارسها العراق على العالم تعزز فرص نفوذه الى المنطقة وتجعله محطة من محطات التفاهم والحوار بين مختلف الدول الاقليمية والدولية وهذا فعلاً ما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية في حلحلة الكثير من الملفات العالقة بين دول المنطقة، وتجعله يأخذ مكانه الطبيعي في تهدئة المنطقة وإبعاد العراق عن ساحة الصراع ليكون نقطة الالتقاء لا ساحة صراع.