لبنان ٢٤:
2024-12-21@10:57:16 GMT
رسالة وحيدة سمعها رعد من قائد الجيش
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": ليس اللقاء بين رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزف عون مصادفة ومناسبة اجتماعية فحسب، بل مدبّر من جانب واحد. ليس ابن ساعته حتى. المعلوم ان شقيق زوجة قائد الجيش العميد المتقاعد اندره رحال وراء ترتيب الاجتماع. عندما ابدى له رعد رغبة في عيادته في منزله بعد الجراحة الدقيقة التي اجريت له في الظهر، استأذنه رحال حضور قائد الجيش.
في ما كشف عن اللقاء جانب واحد مهم - ان لم يكن الاكثر اهمية - هو ما قاله عون لرعد ان ما يصل الى حزب الله عنه غير دقيق ويتعمّد الاساءة الى صورته. لم يُفصح عن المقصود الذي ينقل رسائل سلبية بين الحزب والقيادة، لكنه كاشف محدّثه ان ما ينقل عن لسانه او عن دوره، وخصوصاً الى الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، «غير صحيح»، تارة بالقول انه رجل الاميركيين، وطوراً بالقول انه غير موثوق به ذو اجندات خارجية، والقول انه سيتخلى عن المقاومة. في حوار مقتضب رغب القائد في تأكيد صواب خياراته ودور الجيش «لمصلحة لبنان» وطمأنه الحزب اليه.
لم تُثر انتخابات رئاسة الجمهورية كون رعد غير مكلف نقل رسالة حيالها الى عون الذي لم يقدّم نفسه على انه مرشح لرئاسة الجمهورية ويطلب تأييداً. تحدّثا في احداث مخيم عين الحلوة والتخوف من تداعياتها. اما الحصيلة المكملة لذاك الاجتماع، فمفادها الآتي:
- كان فرنجية على علم مسبق بحصوله في سياق التنسيق الدائم والمفتوح بينه وبين حزب الله.
- المحسوب ان اجتماعاً كهذا ليس من شأنه زعزعة تمسك حزب الله، كما الثنائي الشيعي، بفرنجية مرشحاً نهائياً له.
- المتفق عليه بين حزب الله وفرنجية هو ما ابلغه اليه الزعيم الزغرتاوي قبل اشهر طويلة، في خضم الاستحقاق الرئاسي، انه لن يكون عقبة في طريق انتخاب الرئيس عندما يحين اوان مقاربة انتخابات الرئاسة على انها مصلحة مباشرة للمقاومة. بالتأكيد لن يتراخى امام خصومه متمسكاً بترشحه، على ان الخيارات ليست موصدة الابواب.
- ليس خافياً لدى الحزب، دونما ان يتزحزح عن اقتناعاته وترشيحه حليفه، ان الدول الخمس المعنية بلبنان لا تبصر حلاً للمأزق الدستوري في الداخل الا بانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية. على ان موقفاً كهذا لم يحظَ بعد بأوسع توافق وطني عليه خصوصاً من الفريق المحلي الاكثر تأثيراً في مسار الاستحقاق، وهو الثنائي الشيعي. من دونه لا انتخاب لرئيس اياً يكن، بيد ان كلفة جرّه الى سوى فرنجية ليست محلية، ان لم تكن ثقيلة الوطأة وباهظة الثمن على مَن يُفترض انه المقايض.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قائد الجیش حزب الله على ان
إقرأ أيضاً:
المعارضة تتحسب لتعذُّر تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيساً
يدخل انتخاب رئيس للجمهورية في مرحلة غربلة أسماء المرشحين مع دعوة "اللقاء الديمقراطي" الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون في الجلسة المقررة في التاسع من كانون الثاني المقبل، ومضي رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في ترشحه، وتفاهم قوى المعارضة على وضع الخطوط العريضة لخريطة الطريق في تعاملها مع الاستحقاق الرئاسي، استعداداً منها لمواجهة كل الاحتمالات في حال امتناع الثنائي الشيعي عن تعديل الدستور لانتخاب عون رئيساً بوصفه أحد أبرز خياراتها الرئاسية.وكتبت" الشرق الاوسط": المعارضة في اجتماعها توصلت إلى ما يشبه التفاهم التام بوضع خريطة الطريق في مقاربتها لانتخاب الرئيس على قاعدة أن العماد عون يبقى على رأس خياراتها الرئاسية، لكن من حقها التحسب لكل الاحتمالات في حال تعذّر تأمين أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان (86 نائباً) لتعديل الدستور لإيصاله إلى الرئاسة، وإلا فلا بد من إجراء مشاورات من باب الاحتياط المسبق مع الكتل النيابية، لقطع الطريق على الفريق الآخر لتمرير رئيس من طرف واحد، رغم أن هذا الفريق سيواجه صعوبة في تأمين نصف عدد النواب زائداً واحداً أي 65 نائباً لتأمين انتخابه، ما يضطره للتواضع والتسليم بميزان القوى بداخل البرلمان للتوافق على رئيس يلتزم بتطبيق الدستور، ويتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة "الخماسية"، والتي من دونها لا يمكن للعبور بلبنان لمرحلة الإنقاذ.
ويأتي تحسب المعارضة لكل الاحتمالات في محله، بحسب مصادرها لـ"الشرق الأوسط"، وهي تتريث في حسم موقفها من الرئاسة ريثما تتمكن من اختبار مدى تجاوب الثنائي الشيعي مع تعديل الدستور، أو أن البديل هو التوصل إلى تسوية وازنة تكون بمثابة خريطة طريق لانتخاب رئيس يحظى بأوسع تأييد مسيحي ويرضى عنه الثنائي وحلفاؤه، آخذاً بعين الاعتبار بأن لا خيار أمامه سوى مد اليد للتعاون مع المعارضة والكتل النيابية الوسطية التي أخذ بعضها يتفلت من التحاقه بمحور الممانعة الذي أصبح من الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن الخطة الوقائية التي تعدها المعارضة تحسباً لمواجهة كل الاحتمالات تلحظ ضرورة الانفتاح على "اللقاء الديمقراطي" والكتل النيابية التي تتموضع في الوسط، ويستعد معظمها للخروج من المنطقة الرمادية للإعلان بوضوح عن خياره الرئاسي، علماً بأن معظمها، كما يقول مصدر سياسي مواكب للحراك النيابي، بات يميل إلى حسم موقفه في ظل تزايد الحديث عن تحول لدى الغالبية من النواب السنّة على نحو يمكنهم بأن يكونوا في عداد الناخبين الكبار، لا أن يقتصر دورهم على الاقتراع للمرشحين من دون التأثير في النتائج.
وأكدت أنها ترفض الربط بين انتخاب الرئيس وتسمية من سيكلَّف بتشكيل الحكومة؛ لأنه لا مكان، لأي مقايضة من هذا القبيل، لأن تكليفه يبقى حصراً بيد النواب، ولا يمكن القفز فوق صلاحياتهم الدستورية.
وبالمناسبة، حذرت المعارضة من أي محاولة لقيادة "حزب الله" للالتفاف على ما نص عليه اتفاق وقف النار تطبيقاً للقرار 1701، وقالت إنه لا مجال للعب بمندرجاته والاجتهاد بتطبيقها، ما يترتب عليه من ردود فعل جامعة على كل المستويات، وبالتالي فإن إبقاء "حزب الله" على ازدواجية السلاح سيلحق الضرر بصدقية لبنان أمام المجتمع الدولي، ويشكل إحراجاً للحكومة التي كانت تبنّت الاتفاق بحذافيره بلا أي تعديل، ولم يعد أمامه سوى الخروج من حالة الإكبار والإنكار والإقرار بالتحولات التي امتدت من لبنان إلى سقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا، وصولاً إلى انكفاء إيران في الداخل وتشتت محور الممانعة وتفكيك أذرعه في المنطقة، ولم يعد له من تأثير بالعودة بلبنان إلى الوراء.