بايدن يحث على الوحدة الوطنية مع إحياء الولايات المتحدة الذكرى الثانية والعشرين لهجمات 11 سبتمبر
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، الأمريكيين إلى الوحدة رغم الخلافات السياسية في البلاد، مع إحياء الولايات المتحدة الذكرى الثانية والعشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر التي نفذها أفراد مرتبطون بتنظيم القاعدة.
وقرعت الأجراس وتليت أسماء حوالي 3 آلاف شخص في مراسم أقيمت في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا حيث نفذ الهجوم.
وقال بايدن متحدثا من قاعدة عسكرية أمريكية في أنكوراج في ولاية ألاسكا بعد عودته من رحلة إلى الهند وفيتنام: "لنحيي ذكرى 11 أيلول/سبتمبر بتجديد إيماننا ببعضنا بعضا".
وأضاف: "يجب ألا نفقد حسنا بالوحدة الوطنية، فلتكن هذه هي القضية المشتركة في زمننا".
وتابع: "الإرهاب، بما في ذلك العنف السياسي والإيديولوجي، هو عكس كل ما ندافع عنه كدولة".
ويأتي خطاب بايدن، فيما تشهد الولايات المتحدة استقطابا متزايدا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي قد يتنافس فيها مع الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يواجه اتهامات مختلفة من بينها محاولة قلب نتيجة انتخابات 2020 ودوره في الهجوم على مبنى الكابيتول في العام 2021.
وحضرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورؤساء بلديات نيويورك الحاليون والسابقون للمشاركة إلى جانب عائلات الضحايا في هذه المراسم التي أقيمت في موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين ارتطمت بهما طائرتان مخطوفتان كان يقودهما أفراد مرتبطون بتنظيم القاعدة ما أدى إلى انهيارهما.
وتليت أسماء أكثر من 2600 شخص قضوا في نيويورك من جانب أفراد من عائلاتهم وأقارب شباب لم يكونوا قد ولدوا وقت الهجوم.
وفي البنتاغون في واشنطن، حيث قاد مهاجمون طائرة ثالثة لترتطم بمقر وزارة الدفاع، قرع بحار جرس سفينة تحية لكل من القتلى الـ 184 الذين قضوا هناك.
وفي غرب بنسلفانيا حيث تحطمت طائرة مختطفة رابعة كانت متجهة على ما يبدو نحو واشنطن في حقل، قرعت الأجراس لكل راكب من الركاب وأفراد الطاقم الأربعين الذين لقوا حتفهم.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن خلال المراسم التي أقيمت في البنتاغون: "إن 11 أيلول/سبتمبر جعل من أمريكا دولة في حالة حرب، وقد هب مئات الآلاف لخدمة بلادنا بالزي العسكري".
وأضاف: "أعلم أن استذكار هذا الحدث عاما بعد عام مؤلم... إن الرجال والنساء في وزارة الدفاع سيتذكرونه دائما".
والتزمت أماكن عدة من بينها نيويورك، والكونغرس الأمريكي، بدقيقة صمت تكريما لضحايا الهجوم الذي خطط له زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي عثرت عليه عناصر من البحرية الأمريكية وقتلته بعد حوالي عقد في غارة على مخبئه في باكستان.
وأشار بايدن في خطابه إلى أنه هو من أعطى الأمر بإرسال خلف بن لادن أيمن الظواهري إلى "الجحيم" العام الماضي بغارة جوية في أفغانستان.
وأضاف: "روح أمريكا هي الشجاعة التي وجدناها في الخوف من ذلك اليوم الرهيب من أيلول/سبتمبر".
وتابع: "اعتقد الإرهابيون أن بإمكانهم إجبارنا على الركوع وكسر عزيمتنا. لكنهم كانوا مخطئين جدا".
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: زلزال المغرب كاس العالم للروغبي مجموعة العشرين ريبورتاج لهجمات 11 أيلول سبتمبر الولايات المتحدة جو بايدن أمريكا القاعدة أیلول سبتمبر
إقرأ أيضاً:
إحياء شركة النصر ونهضة الصناعة الوطنية
تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لأى دولة، وتمتلك القيادة السياسية للدولة المصرية وجود رؤية طموحة لإعادة توطين الصناعات المحلية، خاصة فى القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، ومع اتجاه الدولة نحو دعم الإنتاج المحلى، تتضح أهمية تعزيز الصناعات الوطنية كوسيلة لخلق فرص عمل، تقليل الاعتماد على الواردات، ودعم مكانة مصر فى الأسواق العالمية، فالصناعة الوطنية بمثابة المحرك الأساسى لنمو الاقتصاد، وتأمين الاحتياجات الاستراتيجية لهذه الدولة، فضلا عن دور الصناعة فى خلق توازن اقتصادى مستدام وتقليل الاعتماد على التقلبات العالمية فى أسعار المنتجات المستوردة، لذلك فالصناعة ليست مجرد عملية إنتاجية مجردة، بل هى منظومة شاملة تساهم فى تحقيق التوازن الاقتصادى والاجتماعى، فالصناعات الوطنية تسهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى، تدعم تحقيق الاكتفاء الذاتى، وتقلل من تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية، التى فرضت على الجميع ضرورة التوقف عن الاعتماد المفرط على الواردات، خاصة فى القطاعات الحيوية، فباتت الصناعة المحلية هى الملاذ لتوفير حلول بديلة بتكلفة أقل وجودة تنافسية، وتساعد على تقليل فجوة العجز التجارى.
ولطالما كانت الصناعة الوطنية قلب الاقتصاد المصرى، وتاريخ مصر الصناعى ملىء بالشركات التى شكلت علامات مضيئة فى مسيرة التنمية، من بينها شركة «النصر للسيارات»، التى تأسست عام 1960 كجزء من رؤية طموحة لجعل مصر مركزاً إقليمياً لصناعة السيارات، ومع ذلك، توقفت عمليات الشركة لسنوات طويلة، ما أضعف القدرة الإنتاجية للقطاع، وزاد الاعتماد على استيراد السيارات، لذلك يُعد إحياؤها هو إحياء لقطاع صناعى كان قد تراجع لأسباب مختلفة.
لذلك أعتبر إعادة تشغيل هذه الشركة العريقة ليست مجرد قرار اقتصادى، بل هو خطوة استراتيجية تعكس رؤية الدولة لدعم الإنتاج المحلى وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتستهدف الدولة بهذه الخطوة إحياء الصناعة المصرية المتخصصة فى قطاع السيارات، الذى يحمل إمكانات هائلة للنمو، حيث تسعى الشركة فى مرحلتها الجديدة لتقديم منتجات تنافسية قادرة على جذب لمستهلك المحلى والخارجى، مما يعزز مكانة مصر فى السوق العالمى، فضلا عن قدرة الإنتاج المحلى على إتاحة فرصة لتوفير سيارات بمواصفات تلائم السوق المصرى، بعيداً عن التكاليف الإضافية المرتبطة بالاستيراد، علاوة على ذلك، سيقلل ذلك الضغط على العملة الصعبة، مما يعزز استقرار الاقتصاد.
وأعتقد أن عودة شركة النصر للسيارات هى أكثر من مجرد مشروع صناعى، إنها رمز لنهضة الصناعة الوطنية، وخطوة جادة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى قطاع حيوى، بتطوير الصناعات المحلية، يمكن لمصر أن تحقق نمواً اقتصادياً مستداماً، وتثبت للعالم أنها قادرة على العودة بقوة إلى ساحات المنافسة الدولية، ومع إعادة تشغيل الشركة، تبرز فرصة لإنتاج سيارات مصرية بمعايير تنافسية، بما فى ذلك السيارات الكهربائية، التى تتماشى مع التوجه العالمى نحو الطاقة النظيفة، يعزز هذا المشروع ليس فقط مكانة مصر الصناعية، ولكنه أيضاً يدعم البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.
والحقيقة التى يجب وضعها فى الاعتبار عند صياغة الرؤية الخاصة بإدارة القطاعات المختلفة ومن بينها القطاع الصناعى، هى توفير فرص العمل للشباب، حيث تحتاج مصر إلى مليون فرصة عمل سنويا لاستيعاب الخريجين، لذلك فإعادة تشغيل المصانع الوطنية فرصة ذهبية لخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. فمصانع السيارات، على سبيل المثال، تدعم سلاسل توريد طويلة تشمل قطاعات مثل المعادن، البلاستيك، الإلكترونيات، والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى فرص العمل، يدعم تنشيط الصناعة المحلية الاقتصاد المحلى من خلال تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على المشاركة فى عمليات الإنتاج، مما يزيد من تدفق الأموال داخل السوق المصرى ويعزز النمو الاقتصادى مما يؤدى إلى تحسين الظروف المعيشية ودعم الاستقرار الاجتماعى.
فمن المؤكد أن الصناعة القوية تفتح آفاقاً واسعة أمام مصر لتصبح مركزاً إقليمياً للتصدير، متسلحة فى سبيل تحقيق هذا الهدف بعدد من المقومات من بينها الاستفادة من موقعها الجغرافى المميز واتفاقيات التجارة الحرة مع العديد من الدول، فمصر تستطيع أن تكون بوابة للمنتجات الصناعية نحو الأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية، فالصناعة الوطنية ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق مستقبل أفضل، يعكس طموحات المصريين ويعزز قدرتهم على بناء اقتصاد قوى ومستقل، فضلا عن هذا الاتجاه يساهم فى خفض الاعتماد الكبير على الواردات الذى يُعد من أبرز التحديات التى تواجه الاقتصاد المصرى، حيث يؤدى إلى استنزاف العملة الأجنبية وزيادة العجز التجارى، لذلك تقدم الصناعة الوطنية بديلاً مستداماً، يمكّن من إنتاج المنتجات محلياً بجودة وأسعار تنافسية.
وختاما.. الصناعة ليست مجرد أداة لتحقيق الأرباح، بل هى وسيلة لتحقيق السيادة الاقتصادية، فعندما تعتمد الدولة على منتجاتها المحلية، تكون أقل تأثراً بالتقلبات الاقتصادية العالمية. كما أن دعم الصناعة الوطنية يساهم فى تعزيز الهوية الوطنية، ويعطى المصريين شعوراً بالفخر بمنتجات بلدهم.
ويُعد إحياء شركة النصر للسيارات ليس مجرد مشروع صناعى، بل هو رمز لإعادة بناء مستقبل الاقتصاد المصرى.