نادي دبي للصحافة ينظم بالتعاون مع CNN جلسةً حول صناعة التأثير الإعلامي عبر سرد القصصي
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
دبي – الوطن:
نظّم نادي دبي للصحافة في مقره جلسة معرفية لقطاع الإعلام تحت عنوان “صناعة التأثير الإعلامي عبر السرد القصصي”، تحدثت خلالها كارولين فرج، نائب رئيس شبكة”سي إن إن” للخدمة العربية، حول تأثير القصة الخبرية في الثقافة العربية، وطرق سرد القصص الصحافية الواقعية بأسلوب إبداعي شيق يرتكز على الدقة والمصداقية.
جاءت الجلسة في سياق الفعاليات والجلسات المعرفية التي ينظمها نادي دبي للصحافة بصورة دورية للعاملين في القطاع الإعلامي على المستويين المحلي والعربي، انطلاقاً من حرص النادي على القيام بدور فاعل كجسر حيوي للتواصل وتبادل الخبرات الأفكار والتجارب الملهمة في هذا المجال الحيوي، وتأكيداً لدور النادي كمحرك دفع لجهود التطوير في المجال الإعلامي محلياً وإقليمياً. وشهدت الجلسة حضوراً لافتاً من الشخصيات الإعلامية المميزة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، إلى جانب نخبة من العاملين في القطاعات الإعلامية المختلفة.
الإنسان محور القصة
وأكدت كارولين فرج خلال الجلسة، ان العناصر الأساسية لصناعة القصة في الإعلام، ترتكز على مجموعة من المقومات، أولها الحضور الإنساني،حيث منحت منصات التواصل الاجتماعي الفرصة للناس للتعبير، ومن خلالهم ظهرت الكثير من القصص التي تصدرت الصحف العالمية، ما يبرز أهمية توافر الحقيقة كعنصر أساسي في القصة.
وقالت فرج: “هناك دور مكمل لرواية السرد القصصي عبر رواية الخبر بالفيديو من خلال المنصات الرقمية، فهي الأكثر قدرة على إيصال المضمون الإنساني، والكشف عن طبيعة تفاعل الجمهور معها، مشددة على أهمية عدم التركيز على من يستغل القصص الإنسانية فقط بهدف تحقيق المشاهدات، بل النظر إلى المؤسسات الإعلامية والأفراد الذين تمكنوا من تحريك القصص المُهمّشة، وخلق تفاعل مع صنّاع القرار والمسؤولين؛فبعض القصص قد تكون غريبة عن مجتمعاتنا بسبب اختلاف الثقافة، ومنها مثلاً منع الفتيات في أفغانستان من العمل والتعلم، ولكنها أثرت في الناس، لأن صنّاع المحتوى في تلك المناطق نجحوا في أن يكونوا سفراء لهذه القصص الإنسانية.
وشددت كارولين فرج خلال الجلسة التي جمعت عدداً كبيراً من الوجوه الإعلامية، على أن تكون الحقيقة هي البند الأساسي في تقديم القصص الإنسانية، وهذا يتوجب تحري الدقة بشكل كبير،بصرف النظر عن تكامل عناصر القصة، وعدم البحث عن السبق الصحافي.
وأضافت: “من خلال نقل التجارب عبر سرد قصصي جاذب ومنح أبطال القصة مساحة للكلام، سواء بالكتابة أو بالصورة أو بالتعليق الصوتي أو بغيره من أشكال إنتاج وعرض المحتوى، تُبنى علاقة تفاعلية قوية وراسخة مع الجمهور تتعدى لغة الأرقام إلى التواصل الإنساني بين سارد القصة ومشاهدها أو قارئها، مؤكدة أن الصحافة الأكثر تأثيراً، هي تلك التي تنتج محتوى سرد قصصي جاذب وتقدم نماذج بشرية مُلهِمة”.
وتابعت نائب رئيس شبكة “سي إن إن” للخدمة العربية: “هذا أمر أدركته غرف صناعة الأخبار وإنتاج المحتوى في القنوات الاخبارية والمواقع الإلكترونية، ففي الفضاء الإعلامي الواسع، هناك إعلاميون وصحافيون ومنتجو محتوى يضعون الأفراد في قلب التغطية، يرصدون أحوالهم، ويصغون بانتباه إلى رواياتهم، ويوثقون معاناتهم، وفي كل هذا يحيطون عملهم بسياج أخلاقي متين، يحفظ للناس كرامتهم، ولا يقلل من احترامهم.
وتطرقت المتحدثة خلال الجلسة، إلى ما اسمته السلطة الخامسة في إشارة إلى “منصات التواصل الاجتماعي”، لافتةً إلى أنه على أي منبر من المنابر، سواء إعلام رسمي أو غيره، هناك هفوات تحدث، ولكن على الرغم من ذلك لابد من فتح المجال أمام الجميع؛فمنصات التواصل الاجتماعي، منحت الفرصة للجميع كي يكون لهم صوت مسموع، ولابد من دعمهم إلا في الحالات التي يكون لهذا الصوت تأثير سلبي في حياة الناس، كما حدث خلال جائحة كورونا، حيث تسبب بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى “مؤثر”، بنشر الذعر والأخبار غير الدقيقة بين الناس، وهذا هو السبب الأساسي الذي أعاد الناس إلى متابعة المواقع الرسمية للإعلام، وحافظت هذه العودة على مكانتها حتى بعد انتهاء الجائحة.
وحول الموضوع المتداول في الوقت الراهن حول العمل الإعلامي بواسطة الكادر البشرية أوالذكاء الاصطناعي، قالت كارولين فرج، إن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يقوم بدور العنصر الإنساني عند البشر، مستبعدة تماماً وجود تقنية تلعب هذا الدور في المستقبل القريب أو البعيد.
وأثنت كارولين فرج على تنظيم نادي دبي للصحافة لمثل هذه الجلسات المعرفية، مؤكدة دور النادي كمنبر للإعلاميين، وصاحب إسهام إيجابي في تطوير وتدريب شباب الإعلاميين بشكل مميز، ومنح الكوادر الإعلامية نوافذ معرفية مبتكرة حول قضايا وموضوعات تتعلق بالممارسات الإعلامية واستشراف المستقبل.
جدير بالذكر أن “نادي دبي للصحافة” ينظّم على مدار العام العديد من الجلسات النقاشية والحوارية ويستضيف خلالها نخبة من الشخصيات المؤثرة على مستوى المنطقة، للحديث عن مواضيع متنوعة تهم شريحة واسعة من الإعلاميين. كما تنظم العديد من جلسات المعرفة بالتعاون مع المؤسسات الصحافية والإعلامية العربية والدولية، بهدف تطوير مهارات الصحافيين والعاملين في قطاع الاعلام في دولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة العربية ومساعدتهم في أداء عملهم بمهنية واحترافية، إذ تستهدف هذه الفعاليات جميع العاملين في قطاع الصحافة والاعلام بالإضافة الى الشباب الراغبين في دخول هذا المجال، تأكيداً على مكانة دبي كوجهة عالمية لصناعة الإعلام.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع إيلون ماسك التأثير على الانتخابات في المملكة المتحدة؟
تزداد التكهنات حول الدور الذي قد يلعبه الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، في خضم الانتخابات العامة في المملكة المتحدة لعام 2025، حيث تشير التقديرات إلى أنه قد يقدم تبرعًا ضخمًا يصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني، أي 100 مليون دولار لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» بزعامة نايجل فاراج، بينما بلغت التبرعات الإجمالية لكل الأحزاب السياسية نحو 50 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لصحيفة «تليجراف» البريطانية.
التبرعات أثارت تساؤلات بشأن تأثير الأموال الكبيرة على مسار الانتخابات البريطانية، وهل سيكون للتبرع دور حاسم في تغيير نتائج الانتخابات العام المقبل؟
كيف يمكن للحزب استثمار أموال ماسك؟يعتبر أي ضخ أموال ضخمة لحزب سياسي، خاصةً إذا كان من شخصية بارزة مثل إيلون ماسك، قد يغير من موازين الانتخابات العامة في بريطانيا، حيث يمكن لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» استثمار أموال ماسك في تحسين تواجده علي الساحة من خلال حملاته الإعلامية، وزيادة دعواته السياسية، بحسب الصحيفة.
وأحد الأفكار المطروحة هو استثمار جزء من المبلغ في مراكز لدعم الأيديولوجية الإصلاحية وتعزيز مكانة الحزب علي الساحة السياسية، كما يمكن استخدام الأموال في تعزيز التواصل مع الناخبين الشباب، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من استراتيجية رئيس الحزب «فاراج»، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الرقمية، بحسب تقرير لصحيفة «الجارديان».
ومن ناحية أخرى، اقترح ريتشارد تايس، نائب «فاراج»، أن يتم تخصيص جزء من الأموال لزيادة حجم الحزب على الأرض عبر توظيف موظفين إضافيين وتنظيم حملات تواصل مباشرة مع الناخبين.
التحديات المرتبطة بتمويل ماسكوفقًا للقوانين الانتخابية في المملكة المتحدة، يقتصر إنفاق الأحزاب على مبلغ محدد في كل دائرة انتخابية يبلغ حوالي 54 ألف جنيه إسترليني، ورغم أن التبرع المحتمل من إيلون ماسك يتجاوز بكثير هذا الحد، إلا أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» سيحتاج إلى استغلال هذه الأموال بحذر ضمن الإطار القانوني المعمول به.
ورغم أن ضخ الأموال في الحملة الانتخابية قد يعزز من قدرة الحزب على المنافسة، فإن هناك تحديات كبيرة قد تواجهه، فقد أشار بعض الخبراء إلى أن الحصول على تمويل ضخم قد يؤدي إلى تعقيد الأمور داخل الحزب، كما حدث مع حزب «المحافظين» الذي عانى من مشاكل تنظيمية بعد حصوله على تمويل كبير.
وذلك، إلى جانب أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» لا يزال في مرحلة نمو مقارنةً بالأحزاب الكبرى مثل حزب العمال أو حزب المحافظين، فإن تبرع ماسك الضخم لن يكون كافيًا لبناء حركة جماهيرية واسعة، وأن استغلال هذه الأموال قد يستغرق وقتًا ويواجه تحديات كبيرة.
كما يواجه «فاراج» نفسه انقسامات داخلية في دعم الناخبين، فهو يحظى بشعبية لدى بعض الفئات، بينما يلقى رفضًا كبيرًا من الأخرين، مما يجعل من الصعب توسيع قاعدة الدعم لجذب مجموعة واسعة من الناخبين.
الأثار المحتملة علي باقي الأحزابقد يستفيد حزب «إصلاح المملكة المتحدة» من تبرع إبون ماسك في تعزيز وجوده، ولكن يظل قادة حزب العمال متخوفين من تأثير هذه الأموال على المنافسة، حيث يرى بعض أعضاء حزب العمال أن ضخ تلك الأموال يمكن أن يعزز من ظهور «فاراج» الشعبوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يكن متاحًا للأحزاب الرئيسية.