عندما انطلق رائد الفضاء، فرانك روبيو، نحو محطة الفضاء الدولية في الـ 21 من سبتمبر عام 2022، كان مقررا أن يعود إلى الأرض في غضون ستة أشهر. لكنّ عطلا أصاب مركبته فبقي عالقا في مدار أرضي منخفض.

في النتيجة، تحتم عليه أن يبقى في الفضاء لأكثر من عام، ويحطم رقمين قياسيين في مهمة واحدة.

الاثنين، أعلنت ناسا أن روبيو حطم في الساعة الواحدة وتسع وثلاثين دقيقة بعد الظهر، بتوقيت شرقي الولايات المتحدة، الرقم القياسي السابق البالغ 355 يوما، الذي سجله رائد الفضاء الأميركي فرانك فاندي هاي في عام 2022.

Astronaut Frank Rubio has just set a new U.S. spaceflight record, eclipsing the previous record of 355 consecutive days aboard the @Space_Station. This is now the single longest mission for any of our @NASA_Astronauts.

He is set to return to Earth on Sept. 27, when he will… pic.twitter.com/HfWslYlvkW

— NASA (@NASA) September 11, 2023

رغم أن بقاءه في الفضاء كل هذه المدة "لم يكن مقصودا"، حقق روبيو فائدة كبيرة من وقته الطويل هناك. وقال في مقابلة أجريت معه حديثا مع برنامج Good Morning America على شبكة ABC: "أعتقد أن هذه [المدة] مهمة حقا، بمعنى أنها تعلمنا أن الجسم البشري يمكنه التحمل".

وأضاف: "بينما نستعد للعودة إلى القمر ثم من هناك، آملين بالتوجه إلى المريخ ثم إلى النظام الشمسي - أعتقد أن من المهم حقا أن تكون لدينا معرفة كيف يتكيف جسم الإنسان، وكيف يمكننا تحسين ذلك العملية حتى نتمكن من تحسين أدائنا بينما نستكشف المزيد والمزيد خارج الأرض".
الفضاء.

فرانك روبيو قبل إطلاق سفينة الفضاء سويوز MS-22 في سبتمبر عام 2022.

تحدث روبيو، عضو الطاقم الرئيسي للبعثة إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، عن إنجازه في مقابلة أجريت معه الشهر الماضي، وقال إن اعتباره بين زملائه حاملي الأرقام القياسية "شرف كبير"، لكنه يتطلع أيضا إلى رؤية رواد الفضاء المستقبليين يتجاوزون رقمه القياسي.

وقال روبيو لـ Good Morning America: "بالتأكيد، سيتم تحطيم هذا الرقم القياسي مرة أخرى قريبا، وهذا أمر عظيم، لأن هذا يعني أننا نواصل المضي قدما".

اختارت ناسا روبيو مرشحا للعمل رائد فضاء في عام 2017، والتحق بالخدمة في أغسطس، في العام ذاته. وانطلق على متن مركبة سويوز أم أس-22 في سبتمبر 2022، ومن المقرر أن يعود من الرحلة في السابع والعشرين من سبتمبر الجاري.

تخرج روبيو، وهو مواليد فلوريدا 1975، من الأكاديمية العسكرية الأميركية في عام 1998، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من الجامعة العسكرية للعلوم الصحية في عام 2010.

وقبل التحاقه بكلية الطب، عمل طيار مروحية من طراز UH-60 Blackhawk وطار أكثر من 1100 ساعة، بما في ذلك أكثر من 600 ساعة طيران أثناء وضع قتالي وخطر وشيك في عمليات في البوسنة وأفغانستان والعراق. 

والدكتور روبيو هو طبيب أسرة وجراح معتمد في الجيش.

وعندما يعود روبيو إلى الأرض في موعد لا يتجاوز 27 سبتمبر، سيكون قد حطم رقما قياسيا آخر، بقضائه 371 يوما في مدار حول الأرض ليكون أول رائد فضاء أميركي، وواحدا من ستة أشخاص فقط في العالم، قضوا سنة في الفضاء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

جهود عُمانية في تعزيز الوعي الفلكي وبناء جيل مُستكشف للفضاء

"العُمانية" تعدُّ سلطنة عُمان موطنًا للعديد من المراصد الفلكية، من خلال دراسة الظواهر السماوية وتعزيز المعرفة الفلكية، كمرصد "الساعة" في محافظة مسقط، الذي يُستخدم لدراسة حركة الكواكب والنجوم، ويُعد مركزًا تعليميًّا للطلاب وهواة الفلك.

وتقوم الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، نظرًا لأهمية هذا المجال، بعدة أدوار مهمة في تعزيز الوعي الفلكي، منها التعليم والتوعية، حيث تقدم الجمعية محاضرات وحلقات عمل دورية تتناول مواضيع فلكية متنوعة، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات مثل: ليالي الرصد الفلكي، والاهتمام بالبحث العلمي.

وتُشجع الجمعية على البحث العلمي في مجالات الفلك، كما تُسهم في توفير الموارد اللازمة للباحثين والمهتمين، ومن أدوارها أيضًا التعاون مع المؤسسات التعليمية؛ إذ تعمل الجمعية على التعاون مع المدارس والجامعات لتعزيز المناهج الدراسية المتعلقة بالفلك، والمشاركة في المناسبات العالمية مثل "اليوم العالمي للفضاء"، وإصدار المنشورات والكتب التي تتعلق بالفلك، مما يوفر مصادر تعليمية للمهتمين.

وقد حَظِي علم الفلك باهتمام واسع من قبل العُمانيين، إذ لعب دورًا محوريًا في تسيير أمور الحياة اليومية منذ وقت طويل، ونظموا من خلاله شؤون حياتهم من ترحال وزراعة وصيد؛ فلتقسيم مياه الأفلاج نهارًا، أوجدوا نظام "المزولة الشمسية"، والمعروفة محليًّا باسم "اللمد"، وهو نظام قائم على حركة ظل شاخص (من الحديد أو الخشب أو الصخور) من طلوع الشمس إلى غروبها، وجعلوه مؤقتًا لحصص المزارعين من ماء الفلج في النهار، وأطلق عليه "محاضرة النهار"، تمييزًا عن "محاضرة الليل"، التي تشير دائمًا إلى استخدام النجوم لاستكمال عملية توزيع الحصص في الفترة المسائية. وهذه النجوم معروفة بين المزارعين، ويبلغ عددها حوالي 24 نجمًا في بعض الولايات و26 نجمًا في ولايات أخرى، وقد يزيد هذا العدد في حالات تُعد استثناء، ومن هذه النجوم: الصارة الأولى، الصارة الثانية، الكوي، الدبران، المياثيب، الظلمي، وغيرها. ولتوخي الدقة في توزيع هذه الحصص، أوجد المزارعون نجم "المنصف"، ويكون ظهوره إعلانًا عن انتصاف "الأثر" وهو الوحدة المستخدمة لتقسيم مياه الفلج، وتعادل نصف ساعة تقريبًا.

ويُعدُّ التدرج في الزراعة في المرتفعات الجبلية كالجبل الأخضر خير شاهد على الاستغلال الأمثل لميلان سقوط أشعة الشمس، مما يُسهم في تنوع المزروعات اعتمادًا على قياسات محددة مسبقًا.

أما في المجال البحري، فقد عُرف العُمانيون بأنهم ربابنة السفن، وليس أحمد بن ماجد السعدي وناصر بن علي الخضوري إلا مثالين من بين آلاف البحارة والنواخذة الذين سطّروا بحروف من ذهب معرفتهم بالطرق والنجوم ومواسم الصيد والترحال، إذ جعلوا من النجوم علامة يهتدون بها في ظلمات البحر، ومواقيت لمواسم السفر والصيد. كما أنهم عرفوا "ضربات البحر"، وهو مصطلح يُستخدم في الثقافة الشعبية العُمانية والخليجية لوصف ظواهر بحرية عنيفة أو مفاجئة تُحدث اضطرابًا في مياه البحر، مثل الأمواج العاتية أو التيارات القوية أو العواصف البحرية، ولا يركب البحّارة البحر في هذه المواقيت لا لسفر ولا لصيد، وهي معروفة لديهم بطلوع النجم أو غروبه في بعض الحالات.

ومن أهم "الضربات" المعروفة عند أهل عُمان قديمًا: "ضربة الأحيمر"، وهو نجم يميل لونه إلى الحمرة، ومن هنا يحدث الاختلاف في ماهية هذا النجم تحديدًا، فالبعض يعد "اللحيمر" نجم "قلب العقرب" في كوكبة العقرب، والبعض الآخر يرى أنه "السماك الرامح" في كوكبة العوَّاء، ومطلع كلا النجمين في ذات التوقيت. ومن الضربات المعروفة: "ضربة الشلي"، وهي ضربة التسعين من المئة الثالثة في "حسبة الدرور"، وتُعد الأقوى والأعنف بين الضربات المعروفة، وتستمر بين أربعة إلى خمسة أيام. كما أن ضربات "حويطم"، و"اللكيذب"، و"الكوي"، من الضربات ذات التأثير الخطير على مرتادي البحر، لذلك وقّت العُمانيون مواسمها وعرفوا مواعيدها من خلال مطالع النجوم.

وقال الدكتور إسحاق بن يحيى الشعيلي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء: إن "الأمثال العُمانية حفظت الموروث بشكل مبسط يحمل الفكاهة في جانب والمعرفة في جانب آخر؛ فبدء انكسار شدة الحر يصاحبه ظهور نجم سهيل، لذلك يقال: (إذا طلع سهيل، برد الماء والليل)، و(يوم يطلع الكوي، قطع القضيمة وشوي)، وهذا كناية عن استواء البُر وحان حصاده. إلى غيرها من الأمثال التي تحمل الموروث الفلكي للأجيال، مغلفة بخبرات السنين ومعارف الأجداد". كما أن للحكايات الشعبية نصيبًا من المعرفة، فمقتل "نعش" على يد "سهيل" وفراره للجنوب، وحمل بناته لنعشه (بنات نعش)، والحب الأبدي بين "سهيل" و"الشعرى (الغميصاء)"، و"العقرب في الجنوب" وارتباطها بالموروث المروي، كلها ترسّخ في جوانبها هذه المعارف ويبقى امتدادها على طول الزمان.

ورأى الشعيلي أن تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، والجهات ذات العلاقة بالعلوم والتقنية، عبر توسيع نطاق الأنشطة العلمية والمساهمات في تعزيز التقدم في قطاعات الفلك والفضاء، يسهم في تعزيز الوعي الفلكي والفضائي لدى الجيل الجديد في سلطنة عُمان، بما يتماشى مع أهداف "السياسة الوطنية للفضاء"، وذلك من خلال دمج علوم الفلك والفضاء في المناهج الدراسية وتطويرها لتعريف الطلبة بأساسيات علم الفلك وتطبيقاته، وربطهم باستكشاف الفضاء بشكل مبكر. كما أن إدخال موضوعات مثل الأقمار الصناعية، النيازك، الروبوتات الفضائية، ومهام الاستكشاف البشرية، من شأنه تحفيز الفضول العلمي لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية.

وأوضح أن للأنشطة العملية والمجتمعية دورًا كبيرًا في تجسيد المفاهيم النظرية وتوضيحها، والتي تتمثل في حلقات الرصد الفلكي العلمية، والزيارات للمراصد الفلكية، والمسابقات العلمية الفلكية، والمخيمات الصيفية الفلكية، وغيرها من المناشط التي تسهم في أن يعيش المشارك التجربة الفلكية بكل تفاصيلها، مع تفعيل دور الإعلام العلمي عبر إنتاج برامج وثائقية تعليمية ومحتوى رقمي يُبرز أهمية الفلك والفضاء في حياتنا اليومية، ويُوضح تأثير ودور التطبيقات الفضائية في مختلف مجالات الحياة، ويُساهم في تحسين قطاعات جوهرية مثل الزراعة، الاتصالات، الملاحة، وإدارة الكوارث. كما أن الشراكة مع الجمعيات والمؤسسات العلمية المختصة في مجال الفلك والفضاء له الأثر في تعزيز التثقيف المجتمعي، والذي يتضمن الشراكة مع مراكز البحث العلمي والجمعية العُمانية للفلك والفضاء، وذلك للتعاون في المبادرات العلمية المتنوعة للجمهور، مثل ليالي الرصد، والمهرجانات الفلكية في الجامعات والمدارس.

وفي السياق ذاته، أشار عمر بن حمدان الحوسني، عضو مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، إلى أن "تأهيل المعلمين وتدريبهم في مجال الفلك والفضاء يُعد استثمارًا استراتيجيًّا في نشر الوعي الفضائي في المجتمع ككل، حيث يلعب المعلّم دورًا جوهريًّا في نقل الشغف بالعلوم، لذا فإن تأهيلهم في مجالات الفلك والفضاء، وتزويدهم بالوسائل التعليمية الحديثة، يُساهم في تعزيز الوعي المجتمعي".

وأشار الحوسني إلى أن علوم الفلك والفضاء تشهد تحولًا عالميًا كبيرًا، يتمثل في دخول عدد متزايد من الدول إلى هذا المضمار، مستفيدة من التطور التكنولوجي، لا سيما عبر الأقمار الصناعية الصغيرة (الكيوبسات) ومشاريع الفضاء التجارية. ومن هذا المنطلق، يمكن لسلطنة عُمان مواكبة هذه التحولات من خلال تبني "السياسة الوطنية للفضاء"، وهذا ما قامت به وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عبر "البرنامج الوطني للفضاء"، حيث تم اعتماد السياسة الوطنية للفضاء، والتي ترتكز على دعم البحث العلمي، وتطوير البنية الأساسية اللازمة، بالإضافة إلى تأهيل الكفاءات الوطنية في قطاع الفضاء.

وبيّن أن الدخول في مشاريع تعليمية فضائية له أثر كبير في تطوير قطاع الفضاء المحلي، كتصميم وتصنيع أقمار صناعية تعليمية بالتعاون مع الجامعات في سلطنة عُمان، وهو ما يمكن أن يُسهم في تدريب الطلبة على أنظمة الفضاء بكل مراحلها، من التصميم والتصنيع والفحص إلى استقبال وتحليل البيانات الفضائية. إن الإسهام في تعزيز دور سلطنة عُمان لتكون مركزًا إقليميًا للبحث والتطوير في مجالات الفلك والفضاء من شأنه تمكين الكفاءات الوطنية في المشروعات العلمية والابتكارية.

وأكد عمر الحوسني على أن الاستثمار في القدرات البشرية يأتي عبر تشجيع الانخراط في برامج وكالات الفضاء العالمية، ويُعد من ضمن مبادرات التدريب الشبابية في مجالات الفضاء، كما أن ربط الاستفادة من التطبيقات الفضائية بخدمة التنمية، يُسهم في رفع كفاءة القطاعات الحكومية والخاصة في مجال الفضاء، وذلك مثل استخدام الصور الفضائية في مراقبة التغيرات البيئية، وإدارة الموارد المائية، وتخطيط المدن، ورصد حركة السفن، وغيرها من الخدمات التي يمكنها خدمة التنمية وتحسينها. فضلًا عن الدخول في شراكات مع وكالات فضاء عربية وعالمية، والاستفادة من التجارب السابقة في مجالات الفضاء، وتبادل الخبرات الفنية والتقنية، يساهم في دعم خطط التنمية المستدامة من خلال توظيف تقنيات الفضاء الحديثة بكوادر عُمانية وطنية. ويمكن لاحتضان ريادة الأعمال الفضائية أن يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة في سلطنة عُمان، عبر إنشاء حاضنات ومسرّعات أعمال متخصصة في التقنيات الفضائية والذكاء الاصطناعي المرتبط بها.

كما أكد على أن دخول سلطنة عُمان في مشاريع فضائية ليس خيارًا ترفيهيًّا، بل هو توجّه استراتيجي يُعزّز موقع سلطنة عُمان ضمن اقتصاد المعرفة، ويهيّئ الجيل القادم لوظائف المستقبل في مجالات الملاحة الفضائية، البيانات الفضائية، وتصنيع الأنظمة الذكية.

مقالات مشابهة

  • «نيويورك أبوظبي»: الأشعة الكونية تدعم الحياة تحت الأرض
  • الأخطاء الفردية والدفاعية والخبرة... عقبات حالت دون ظفر لبؤات الأطلس باللقب الإفريقي مرتين
  • حرارة تكسر حاجز الزمن في تركيا.. هذه المدينة تسجل رقماً لم يُسجل منذ 86 عامًا!
  • النصر السعودي يحسم صفقة جواو فيليكس ويقترب من ضم أنتوني لتعزيز القوة الهجومية
  • جهود عُمانية في تعزيز الوعي الفلكي وبناء جيل مُستكشف للفضاء
  • بن غفير: مقتل الضباط والجندي في خان يونس يحطم القلب
  • نيران ضخمة تجتاح بورصة… إجلاء 2000 شخص والحرارة تسجل رقمًا قياسياً في تركيا
  • 3900 موظف بالاستقالة المؤجلة.. "ناسا" في مرمى نيران ترامب
  • الأهلي يفتح الباب أمام رحيل فرانك كيسي في الميركاتو الصيفي
  • الأندية الإنجليزية تنفق ملياري دولار على الانتقالات الصيفية وليفربول يطارد رقما قياسيا