(40) يوماً في معتقلات مليشيا الدعم السريع المتمردة؛ تفاصيل مأساوية يحكيها السفير السوداني كمال عثمان
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
(40) يوماً في معتقلات مليشيا الدعم السريع المتمردة؛ تفاصيل مأساوية يحكيها السفير السوداني كمال عثمان
بينما كان يبحث عن العلاج لوالده المريض في محيط منطقة الصحافات “شرق وزلط” أوقفت مليشيا الدعم السريع المتمردة السفير بوزارة الخارجية السودانية كمال عثمان، واختطفته وأذاقته شتي أصناف التعذيب والترهيب وألقت عليه التهم جزافاً مثله مثل آلاف المعتقلين الأبرياء الذين تم اعتقالهم من الشوارع بتهمة التبعية للاستخبارات العسكرية.
يحكي السفير كمال عثمان قائلا: تم اختطافي في الثاني من مايو بعد اسبوعين من الحرب المشؤومة “اختطفوني وكنت في حالة اسعاف للوالد”، فبعد أن ارجعت الوالد الي المنزل ذهبت للبحث عن العلاج فتم اعتقالي بالقرب من مستشفي ابراهيم مالك، حيث أوقفتني مجموعة من متمردي الدعم السريع وبدأو في استجوابي وأخذوا “هاتفي الجوال” واستدعوا المزيد من القوات واتهموني بأنني ضابط في الاستخبارات العسكرية، اقوم بتزويد الطيران الحربي باحداثياث تواجد قوات الدعم السريع، واوسعوني ضرب باعقاب البنادق والخراطيش لكي اعترف بشيء لا علاقة لي به؟
اخذوا سيارتي وصوبوا علي البنادق الي ان وصلت الي ارتكاز بالقرب من محطة “7” بالصحافة، ومن هنا قاموا بتغطية عيوني بقماش، واخذوني من الارتكاز الي “حوش كبير” جنوب جهاز المغتربين لمقابلة القائد وتم استجوابي مرة اخري وتفتيش الموبايل وتفتيش شخصي وانا مقيد، عرفت لاحقاً أن هذا المكان هيئة العمليات التي كانت تتبع لجهاز المخابرات العامة شرق المطار.
ثم ” حولني القائد الصغير الي قائد آخر وبدأ يستخرج بعض المعلومات من التلفون، واتهمني بانني تابع لاستخبارات الجيش، فقلت له “أنا دبلوماسي” فأجاب “الدبلوماسي عسكري! ودخل معي القائد الأخير في مساومة واعداً بإطلاق سراحي مقابل صيد ثمين مثل ” ياسر العطا – كباشي – علي كرتي – غندور – اسامة عبدالله “.
تم نهب سيارتي وتقرر ادخالي للمعتقل، وتم تحويل من هذا الموقع الي موقع اخر بعد أن قاموا باغلاق أعيني، وهناك – تم استجوابي مرة اخري وسألوني عن وظفيتي في الخارجية والدور الذي أقوم به، فأخبرتهم بأنني مسؤول من قسم التوثيق وشرحت لهم طبيعة عمل القسم لانهم اعتقدوا ان التوثيق له علاقة بالوثائق والمخطوطات والاوراق الرسمية المهمة للدولة.
وصف السفير كمال الوضع داخل معتقلات مليشيا الدعم السريع بالسيء، وقال أنه مر بتجربة إنسانية مريرة لا زال يتعالج منها طبياً ونفسياً، وزاد “أعاني من مرض مزمن وأعيش بدعامات في القلب” وأخطرت من اختطفوني واعتقلوني بذلك الا أنهم وضعوني في بيئة سيئة للغاية ترتفع فيها درجات الحرارة وتقل فيها نسب الاوكسجين والهواء”.
وأوضح أن المعتقلات لا توجد بها مياه ولا حمامات لقضاء الحاجة، ويتم فقط توفير جرادل لقضاء الحاجة داخل المعتقلات ولا يتم تفريغها وتترك لتسيل علي الارض داخل المعتقل مما تسببت في مرض ووفاة بعض المعتقلين، وزاد ” حدث لي اغمائين في المعتقل بسبب الوضع الصحي والبيئي السيئ “.
وبدي علي السفير التعجب والحزن وهو يقول ” لا يوفرون لنا الماء لقضاء الحاجة والصلاة فنعمد للتيمم والجمع بين الصلوات”.
وأشار الي أن تطوع بعض المختطفين داخل المعتقلات لمعالجة المختطفين الذين يعانون من إصابات أو معاناة مع أمراض مزمنة لا يعجب المتمردين ويقابلونه بالترهيب واطلاق النار الكثيف في الهواء، واستشهد في ذلك بوفاة أحد المعتقلين الذي تزامن مع دخوله للمعتقل حيث بدأ بعض المعتقلين في تجهيز المتوفي وهم يكبرون ويهللون ومن ثم الصلاة عليه، قال هذه الاشياء يقابلها متمردي الدعم السريع بالاطلاق الكثيف للرصاص!
ومن مشاهداته داخل المعتقل قال السفير كمال “اتضح لي ان مليشيا الدعم السريع تعتمد في علاج منسوبيها ومعتقليها علي نهب الصيدليات والسوبرماركتات ومحلات الموبايلات، وأضاف في احد الايام يبدو انهم نهبوا محلاً لبيع الشوكلاته اذ إمتلأ المعسكر والمعتقل بكراتين وعٌلب الشوكولاته !” .
ومن ضمن مشاهداته ومعايشته الواقعية قال السفير كمال “وجدت ضمن المعتقلين قاضياً في محكمة الاستئناف، تم اعتقاله من صف العيش، وآخر رجل أعمال اعتقل من المجاهدين ترك زوجته الحامل التي تعاني من حالة نزيف لوحدها اغلق عليها المنزل وخرج ليبحث لها اسعاف فتم اعتقاله، وآخر ملطخ بالدماء اتضح انه موظف بالضرائب أٌعتقل في شرق النيل بتهمة انه طيار مصري، وعدد من منسوبي جهاز المخابرات تم اعتقالهم من مجمع سكني من وسط اسرهم بشارع الصحافة زلط، وعدد من منسوبي القوات المسلحة والشرطة لا علاقة لهم بالعمليات الحربية تم اعتقالهم من المواصلات، بالاضافة لعدد من معتقلي الاحتياطي المركزي تم اعتقالهم بالسوق العربي، وبعض مروجي المخدرات الذين اعتقلوا بذات الاتهام.
ويضيفون علي الاتهام اعلاه إتهامات آخر (بالانتماء للكيزان او اي من الاجهزة الأمنية) علماً بأنه ضمن المعتقلين ميكانيكيين وعمال بالمهن الهامشية.
بعد أسبوع من الاعتقال قال السفير كمال “تم استدعائي من المعتقل وتحويلي لمعتقل آخر فردي، ومنه تم تحويلي للجنة التحقيق التابعة لمليشيا الدعم السريع” بمقر الجامعة العربية بجوار الادلة الجنائبة، واذكر انني رأيت ضمن أعضاء اللجنة محامي احسب أنه ينتمني لأحد الأحزاب العقائدية، اظنه قد انضوي تحت لواء الدعم السريع برتبة عسكرية.
وألمح السفير كمال الي انه ومن خلال الفترة التي قضاها في المعتقلين تلمس ان القوة المتمردة لديها محظورات وتفرقة عنصرية وعرقية وقبلية وجهوية في داخلها وخارجها، فيجب الا تكون نظامياً أو دنقلاوياً أو شايقياً أو جعلياً والا يكون لديك اي لمسة او توجه إسلامي، وأكد أن القبيلة مقدمة علي الرتبة داخل مليشيا الدعم السريع المتمردة.
وروي في حديثه أن احد المحققين جاءه ذات مرة وقال له إن نتائج التحقيق رفعت لقائد منطقة الخرطوم شرق العقيد المتمرد عيسي بشارة، وقال انه طلب مقابلته واشار الي امكانية مقابلة اخري مع قائد ثاني الدعم السريع المتمرد عبدالرحيم دقلو وذلك يوم 5 يونيو 2023م ، فبدأت تهيأة نفسي لكلا المقابلتين.
في مقابلته مع العقيد المتمرد عيسي بشارة، أشار السفير كمال الي ان الحديث معه عن طبيعة عملهم كدبلوماسيين في وزارة الخارجية وطريقة تعاملهم مع المجتمع الدولي والمنظمات الاجنية وكيفية استغلال ذلك لاثارة الدنيا ضد الدعم السريع وما تقوم به من اختطاف لمدنيين لا علاقة لهم بالحرب.
واصل السفير حديثه قائلاً ” تم إرجاعي للمعتقل مرة اخري وبعد خمسة ايام تم استدعائي لمقابلة اخري كان فيها المتمرد عيسي امبليو ممثلاً لعبد الرحيم دقلو، وبدأ امبليو في تحسين صورة مليشيا الدعم السريع واغرائي باطلاق سراحي اذا التزمت بنقل صورة حسنة عن الدعم السريع.
أثناء إعتقاله في مقر الجامعة العربية المقابل لمباني الأدلة الجنائية بشارع عبيد ختم في شهر مايو المنصرم، أكد السفير كمال انه رأي المتمرد عبدالرحيم دقلو قد ظهر علي متن عربة ووجه حديثاً لبعض منسوبي الدعم السريع، وقال انه ظل خلال تلك الفترة يلاحق متمردي الدعم السريع الذين انشغلوا من القتال بالغنائم والجلوس مع بائعات الشاي والمكوث في بيوت المواطنين ونهبها وذلك لحثهم علي الالتحاق بجبهات القتال.
وأكد السفير أن كل المحبوسين من أفراد مليشيا الدعم السريع المتمردة اجمعوا علي انهم لم يقابلوا “حميدتي” منذ وقت طويل .
المحطة الأخيرة في لحظات اعتقال السفير كانت إتهامه بأنه فريق بالجيش السوداني، وقال السفير “حاولوا الاستوثاق من المعلومة من المتمرد عثمان عمليات وحسن محجوب للتأكد من المعلومة وارجعوني للمعتقل وغرفة التحقيقات وبعد التأكد من أنني لا صلة لي بالجيش تم اطلاق سراحي.
بحزن وأسي روي السفير تفاصيل عودته الي المنزل بعد (40) يوم من الاعتقال المأساوي بواسطة مليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان ، وقال “عندما خرجت من المعتقل كانت حالتي سيئة وكنت عباره عن هيكل عظمي ولم يتعرف أبنائي عليَ”.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع المتمردة من المعتقل قال السفیر
إقرأ أيضاً:
تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع
يوسف عزت مستشار حميدتي السابق..
????
*تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع*
*إعداد: يوسف عزت*
⸻
*مقدمة:*
يواجه السودان مرحلة دقيقة من تاريخه الحديث، حيث تعكس المواجهة المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني صراعًا أكثر تعقيدًا من كونه نزاعًا عسكريًا. فعلى الرغم من النجاحات الميدانية التي حققتها قوات الدعم السريع في بداية النزاع، إلا أنها تعاني حاليًا من تراجع ملحوظ على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعسكرية.
يهدف هذا التحليل إلى دراسة الأسباب الجوهرية لهذا التراجع، مع التركيز على العوامل البنيوية، والسياسية، والقيادية. كما يسعى للإجابة على السؤال المركزي:
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات وضمان بقائها وسط هذا التصعيد؟
*أولاً: غياب الانضباط والانفلات الأمني*
تعدّ السيطرة على الأمن والنظام أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الشرعية والقبول الشعبي. غير أن الواقع في مناطق نفوذ قوات الدعم السريع يُظهر اختلالًا أمنيًا خطيرًا انعكس في انتشار أعمال النهب، وانتهاكات حقوق المدنيين. ويمكن تحليل آثار هذا الانفلات من خلال بعدين أساسيين:
1. فقدان التأييد الشعبي:
• أسهمت الانتهاكات الميدانية في تقويض الثقة الشعبية بقوات الدعم السريع، خاصةً في المناطق الحضرية التي كانت أكثر تضررًا من عمليات النهب والاعتداءات.
• انعكست هذه الانتهاكات على صورة القيادة باعتبارها غير قادرة على السيطرة على عناصرها، مما أدى إلى عزلة متزايدة في الأوساط المجتمعية.
2. تعزيز الفوضى وانعدام السيطرة:
• أدى غياب المحاسبة الداخلية إلى بروز مجموعات منفلتة تعمل خارج السيطرة المباشرة للقيادة، مما كرّس بيئة من الفوضى وصعوبة استعادة النظام.
*الخلاصة:*
أضعف الانفلات الأمني قدرة الدعم السريع على تقديم نفسه كفاعل منظم ومشروع، وخلق حالة من الاستقطاب السلبي ضده داخل المجتمعات المحلية.
⸻
*ثانياً: تراجع الرؤية السياسية وانعدام المصداقية*
بدأت قوات الدعم السريع مسارها السياسي بعد اندلاع الحرب عبر طرح رؤية الحل الشامل دات النقاط العشر، والتي لاقت قبولًا داخليًا وخارجيًا باعتبارها محاولة لصياغة مشروع سياسي مدني. إلا أن هذا الزخم تلاشى بسبب تضارب الخطاب السياسي مع الواقع الميداني.
1. التناقض في الخطاب السياسي:
• اعتمدت القيادة خطابًا يركز على مواجهة الإسلاميين (“الكيزان”)، مما أكسبها دعمًا مؤقتًا من القوى المدنية المناهضة للنظام السابق.
• غير أن وجود عناصر محسوبة على الإسلاميين داخل صفوف الدعم السريع قوّض مصداقية هذا الخطاب، وكشف عن تناقض جوهري بين الشعارات والممارسات.
2. تأثير الحرب على الأولويات السياسية:
• فرضت الحرب أولويات جديدة على قيادة الدعم السريع، حيث أصبح الحشد القبلي والاجتماعي أولوية تفوق الالتزام بالمشروع المدني، مما أدى إلى تراجع الرؤية السياسية إلى مجرد أداة تكتيكية.
*الخلاصة:*
غياب خطاب سياسي متماسك يعكس رؤية مستقبلية واضحة أدى إلى فقدان الدعم الشعبي والانكشاف أمام المجتمع الدولي كفاعل غير قادر على الالتزام بمبادئ التحول المدني.
⸻
*ثالثاً: ضعف القيادة وتعدد مراكز القرار*
تعاني قوات الدعم السريع من أزمة قيادية بنيوية تتجلى في غياب مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتظهر هذه الإشكالية في النقاط التالية:
1. تعدد دوائر صنع القرار:
• يشكل التداخل بين القائد الأول (محمد حمدان دقلو – حميدتي) ونائبه (عبد الرحيم دقلو) مصدرًا لتضارب القرارات وتباطؤ الاستجابة للأحداث.
• تسهم تأثيرات المحيطين بالقيادة من أفراد الأسرة والمقربين في خلق ديناميكيات معقدة تُعيق اتخاذ قرارات حاسمة.
2. غياب التخطيط طويل الأمد:
• تفتقر القيادة إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، حيث يعتمد اتخاذ القرارات على ردود الفعل الآنية دون تحليل معمق للعواقب المستقبلية.
*الخلاصة:*
انعكس غياب القيادة المركزية الموحدة على كفاءة إدارة الحرب، وتسبب في قرارات متضاربة، مما أضعف الموقف السياسي والعسكري للدعم السريع.
⸻
*رابعاً: أزمة التحالفات السياسية والعسكرية*
تورطت قيادة الدعم السريع في تحالفات متباينة مع قوى سياسية وعسكرية، خلال السنوات الماضية آخرها تبني مشروع “السودان الجديد”. لكن هذه التحالفات تعاني من تناقضات بنيوية واضحة:
1. التناقض مع التركيبة الاسرية والاجتماعية للدعم السريع:
• يتطلب مشروع السودان الجديد إعادة هيكلة الدعم السريع كمؤسسة قومية ديمقراطية، في حين أن بنيته القائمة تعتمد على قيادة الأسرة والولاءات القبلية.
2. الطابع التكتيكي للتحالفات:
• تتعامل قيادة الدعم السريع مع التحالفات كأدوات مرحلية فرضتها ظروف الحرب، دون التزام فكري أو سياسي حقيقي بالمبادئ التي تقوم عليها هذه التحالفات.
*الخلاصة:*
غياب رؤية استراتيجية للتحالفات والثبات عليها جعل الدعم السريع يبدو كفاعل انتهازي، مما يهدد استمرارية هذه التحالفات ويؤدي إلى عزلة سياسية متزايدة.
*خامساً: الصدام مع الدولة المركزية وتأثيره على الاصطفاف القبلي*
أدى الصدام المباشر بين قوات الدعم السريع والدولة المركزية إلى إعادة تشكيل الاصطفافات القبلية في السودان بصورة غير مسبوقة فللمرة الأولى في تاريخ السودان الحديث، أصبحت المجتمعات العربية منقسمة بين دعم الجيش أو الدعم السريع، مما أدى إلى حالة استقطاب حاد والدخول في حرب اهلية مباشرة.
• دفع هذا الاستقطاب المجتمعات إلى تسليح نفسها بشكل مستقل، مما حول الحرب لحرب أهلية واسعة النطاق ذات قوى متعددة.
*الخلاصة:*
ساهم الصدام مع الدولة المركزية في تفكيك التحالفات القبلية التقليدية وأدى إلى تعميق الانقسامات المجتمعية واعاد المكونات العربية في غرب السودان إلى محيطها التقليدي والتحالف مع قوى الهامش التي كانت تستخدم هذه المجتمعات لقمعها ،كأداة لسلطة المركز .
يمكن تطوير هذا التحول لحل صراع المركز والهامش بتبني مشروع دولة خدمية بدلا من التعريف التقليدي للصراع بأن المركز هو عروبي إسلامي والهامش إفريقي زنجي وهو تعريف غير صحيح كرست له سلطة الحركة الإسلامية وعمقتها وتبنتها كسياسات حتى الان ، وكنتيجة لذلك انفجر الصراع بهذه الصورة التي نشهدها الان ، ولكن يمكن وفق المعادلات الراهنة الوصول لحلول لصالح جميع السودانيين من خلال التفكير الواقعي والاعتراف بالأزمة وحلها حلا جذريا وذلك يحتاج لعقول تنظر إلى ابعد من مصالحها.
*الإجابة على السؤال الجوهري:*
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات التي تقع في مناطق سيطرتها وضمان بقائها؟
بناءً على التحليل السابق، لا تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، وذلك للأسباب التالية:
1. الارتجالية بدل التخطيط الاستراتيجي.
2. التناقض في الخطاب السياسي والممارسات.
3. غياب قيادة موحدة لاتخاذ القرارات.
4. الاعتماد على تحالفات ظرفية غير مستدامة.
5-عدم القدرة هلى التخلص من ارث الماضي والتكيف مع التحولات التي تستدعي اعادة تشكيل القيادة وصياغة مشروع وطني يمثل مصالح قطاعات واسعة تتبناه وتشارك في تنفيذه.
*توصيات*
1. إعادة هيكلة القيادة: إنشاء مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.
2. ضبط الأمن: فرض انضباط صارم على القوات ومحاسبة المتجاوزين.
3. صياغة رؤية سياسية متماسكة: تطوير مشروع وطني يعكس المصالح الحقيقية لجميع الفئات.
4. تعزيز المشاركة المجتمعية: إشراك الكفاءات المحلية في صنع القرار.
5. تبني استراتيجية طويلة الأمد: التركيز على حلول مستدامة تربط بين الأمن والسياسة والتنمية.
*خاتمة*
يتضح أن قيادة الدعم السريع تواجه تحديات بنيوية تهدد بقاءها كفاعل سياسي وعسكري مؤثر. إن غياب التفكير الاستراتيجي والارتباك في الخطاب والممارسة يجعل مستقبلها مرهوناً بقدرتها على إصلاح هذه الاختلالات واعتماد رؤية متماسكة ومستدامة.