يعد أحمد يحيى الثلايا من أوائل الثائرين ضد الحكم الامامي والمخططين الرئيسيين لحركة 1955م والتي مهدت لانطلاق ثورة 26 سبتمبر 1962م والتي قضت على عصور الظلم والانحطاط للنظام الأمامي الكهنوتي والذي كان يمثل فيه آل حميد الدين آخر السلاليين .
وسنحاول في المشهد اليمني اعطاء الثائر البطل الثلايا حقة كرموز من رموز ثورة سبتمبر والتي نتاول فيها عظمته وشجاعته كغيره من الثوار الأحرار خلال شهر سبتمبر ولذي حتفل فيه اليمنيون بثورة ٢٦ سبتمبر 1962م .



اولا: بطاقة تعريفية
أحمد يحيى الثلايا ثائر، قائد عسكري، ضابط يمني ولد ونشأ بمدينة صنعاء، كان قائدًا للجيش في عهد الإمام أحمد حميد الدين، وهو القائد المدبر لإنقلاب 1955م للإطاحة بحكم الإمام أحمد والتي بائت بالفشل ولم تستمر أكثر من 10 أيام كانت نهايتها إعدام الشهيد الثلايا في ميدان الشهداء، في مدينة تعز وهو قائل العبارة المشهورة " قبحت من شعب أردت لك الحياة وأردت لي الموت" .
لم تفشل انتفاضته إلا بعد استغلال النساء الهاشميات حيث قمن بقص شعرهن وأرسلن للقبائل مظروف مع رسالة مكتوب بها "ياغارة الله على بنات النبي" وبهذا هبت القبائل ضد ابن القبيلة لنصرة الإمام الكهنوتي .

ثانيا : بداية التخطيط للثورة
بعد فشل حركة 1948م ضد الحكم الامامي ، وعدم قدرتها على الصمود بوجه قبائل حجة وصعدة وصنعاء وعمران وغيرها من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الحكم الإمامي في شمال اليمن، والتي استغل فيها الإمام أحمد الدين وتم قص شعر نساء آل بيت حميد الدين وإرسالها للقبائل والذين تم أخبارهم ان القردعي وجماعته يحاولون النيل من بنات رسول الله ! مستخدما الدين بشكل رخيص تم على إثرها قتل علي ناصر القردعي لكن الثأر جاء من البطل الثلايا وقام مع مجموعة من الأحرار الفارين من بطش الإمام في عدن بالتفكير في استعادة النشاط الحزبي، وقاموا بتأسيس (نادي الإتحاد اليمني)، كان وضع التسيب والفوضى الذي ساد مرحلة الخمسينيات هي الأبرز مع الشعور بضعف النظام الإمامي، لتتشكل حينها رؤية جديدة للانتفاضة ضده. واستغل الثلايا نزعة تمرد الجيش، ووجهها ضد الإمام أحمد ، الذي بدأت هيبته تضعف في الجيش، واجتمع الثلايا بالضباط، وتعاهدوا على التخلص من الإمام الطاغية .
كانت نوايا الامام أحمد منذ توليه العرش، في أعقاب فشل حركة 1948 التي اغتيل أثنائها والده، متجهة نحو اخذ البيعة لولاية العهد لابنه البكر محمد البدر وقام المقدم أحمد يحيى الثلايا ومحمد قائد سيف اللذان بتوجه البدر نحو الاصلاح ويعتقدان أنه أفضل المرشحين للامامة مقارنة بعمه الحسن الذي كان مرفوضاً بكل المقاييس لدى جميع الاحرار والمصلحين، وعمه الأمير عبد الله الذي حاول أن يدخل كطرف ثالث في معترك الخلاف حول ولاية العهد.
ولم يقتصر دعم التوجهات الاصلاحية للبدر على العناصر الاصلاحية العسكرية بل تعداه إلى بعض الذين لا زالوا في سجن حجة منذ اشتراكهم بحركة 1948 الفاشلة، ففي بداية عام 1954 خرجت الدعوة لولاية العهد من سجن حجة عندما حمل القاضي عبد الرحمن الارياني من معه في السجن على مبايعة البدر كولي للعهد، غير أن المبايعة على ما يبدوا لم تكن صادقة في حقيقتها، فقد هدف منها الاحرار تحقيق مأربين أولهما توسيع شقة الخلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة .
في منتصف عام 1954 أصبحت قضية ولاية العهد المشكلة الرئيسية على الصعيد السياسي الداخلي في اليمن، عندما أقدم الامام أحمد على بعض النشاطات التي هدفت إلى استصدار إعلان يقضي بتسمية محمد البدر حميد الدين وريثاً للإمامة، إذا تسببت هذه المساعي في حصول معارضة شديدة بين فئات الشعب اليمني، لا سيما من جانب هؤلاء الذين يدعمون المرشح الرئيس الآخر للعرش الأمير الحسن، الذي نجح في تفادي الإدلاء بأي تصريح يشير إلى تأييده لترشيح البدر لولاية العهد. ولعل ما اثار حفيظة سيف الإسلام الحسن بن يحيى حميد الدين من مساعي الامام، أنه كان يرى في نفسه الأهلية الكافية لأن يكون وريثاً للعرش لا سيما وأنه حتى ذلك الوقت كان يشغل منصب رئيس الوزراء وحاكم صنعاء التي اتخذ منها مقراً دائماً، بل إنه كان يعد الرجل الثاني في اليمن بعد الامام.
قرر الثلايا، وعلماء وأعيان البلاد إرغام الإمام (أحمد) على التنازل لأخيه المذكور؛ فوافق الإمام على التنحي عن الحكم لأخيه، وكانت موافقته خدعة، واتصل بأنصاره من رؤساء القبائل، وضباط الجيش وما هي إلا خمسة أيام حتى فوجئ الانقلابيين بإطلاق النار على مقر قيادتهم، واستمر القصف عليهم يومًا وليلة، وبدأت خطوطهم تنهار، وكانت قبضة الإمام (أحمد) تزداد حدة؛ حتى أحكمها.
حاول الثلايا بعد فشل الانقلاب، الفرار إلى مدينة عدن، إلا أن بعضًا من عناصر القبائل ألقت القبض عليه، وسلمته للإمام، الذي سارع بإعدامه، مع جماعة من رفاقه وشملت حملة الاعدامات النقيب أحمد الدفعي والنقيب عبدالرحمن باكر، والسيد محمد حسين عبدالقادر، والقاضي يحيى السياغي، والنقيب علي حمود السمة، والنقيب محسن الصعر .

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الإمام أحمد

إقرأ أيضاً:

قضايا الدولة تهنئ المستسار أحمد عبد الحميد بتعيينه رئيسا لمجلس الدولة

هنأ المستشار مسعد عبد المقصود الفخراني رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشارون نواب رئيس الهيئة أعضاء المجلس الأعلى وجميع مستشاري الهيئة المستشار أحمد عبد الحميد عبود بمناسبة ثقة القيادة السياسية وصدور قرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتعيينه رئيساً لمجلس الدولة.

سائلين المولي عز وجل له دوام التوفيق والسداد في قيادة مجلس الدولة لأداء واجبه القانوني والقضائي كأحد الجهات القضائية الهامة في مصر، وتحقيق العدالة الناجزة، والله ولي التوفيق.

صرح بذلك المستشار سامح سيد محمد نائب رئيس هيئة قضايا الدولة المتحدث الرسمي باسمها.

والمستشار أحمد عبود من مواليد 3 يوليو 1955، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1977 بتقدير جيد جدا من جامعة القاهرة، ودبلوم الدراسات العليا (العلوم الجنائية) عام 1978 بتقدير جيد، ودبلوم الدراسات العليا (العلوم الإدارية) عام 1979 من الجامعة ذاتها.

وعين المستشار أحمد عبود في وظيفة مندوب مساعد بمجلس الدولة في 10 أبريل 1978، وتدرج في الوظائف القضائية حتى رقي نائبًا لرئيس مجلس الدولة، كما عمل عضوًا بإدارة الفتوى لوزارات الداخلية والخارجية والعدل منذ تعيينه في المجلس وحتى سبتمبر 1991، وعضوًا بالمكتب الفني بالجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع في الفترة من أكتوبر 1991 حتى يوليو 1996.

كما عمل المستشار أحمد عبود عضوًا بالدائرة الأولى للمحكمة الإدارية العليا من أكتوبر 2000 حتى سبتمبر 2012 (دائرة الحقوق والحريات والأحزاب السياسية)، ورئيسًا لدائرة فحص الطعون بالدائرة الثانية بالمحكمة الإدارية العليا في الفترة من أكتوبر 2012 حتى سبتمبر 2016 (دائرة شئون أعضاء مجلس الدولة والنيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة).

وترأس المستشار أحمد عبود إدارة الفتوى لوزارة التربية والتعليم من أكتوبر 2016 حتى سبتمبر 2017، ثم تم ندبه عضوًا بمجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات.

وتولى منصب وكيل قسم التشريع بمجلس الدولة من أكتوبر 2020 حتى 2021، ورئيسًا للدائرة (السابعة موضوع) بالمحكمة الإدارية العليا (دائرة الكادرات الخاصة) من أكتوبر 2021 حتى سبتمبر 2022، ورئيسًا لمحكمة القضاء الإداري (عضو المجلس الخاص لمجلس الدولة) من 7 سبتمبر سنة 2022 وحتى 30 يونيو 2024.

وعمل المستشار أحمد عبود عضوًا بهيئة مفوضي المحكمة الدستورية العليا، ومستشارا قانونيا لمحافظة القاهرة، ومستشارا قانونيا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومستشارا قانونيا لوزير التجارة والصناعة، ومستشارا قانونيًا للهيئة المصرية للمعارض والمؤتمرات، وعضو مجلس إدارة المجلس القومي لتنظيم الاتصالات.

مقالات مشابهة

  • «الأوراق المالية» تطلق مشروع تنظيم الطرح لسندات الدين والصكوك
  • الجامع الأزهر يواصل اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية.. صور
  • إكرام بدر الدين يكتب: ثورة الضرورة
  • شيخ الأزهر يهنئ عبود هاتفيا برئاسة مجلس الدولة
  • قضايا الدولة تهنئ المستسار أحمد عبد الحميد بتعيينه رئيسا لمجلس الدولة
  • فعاليتان بذكرى يوم الولاية في مديريتي حبيش والسدة بمحافظة إب
  • وزيرة الثقافة تُشارك بندوة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين "30 يونيو ذكرى ثورة الإنقاذ" بدار الأوبرا
  • نيفين الكيلاني: ثورة 30 يونيو جاءت لإعادة تصحيح المسار
  • اعتقلوه ظناً منهم أنه يحيى السنوار .. أسير محرر يروي تفاصيل التعذيب الوحشي الذي تعرض له
  • أحمد أبو الغيط لـ«الشاهد»: 25 يناير ليست ثورة لأنها أتت برئيس إخواني