الثورة نت:
2024-09-28@05:10:49 GMT

اكتشاف المواهب نظرة ضيقة وهروب إلى الخلف

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

 

 

قبل عدة سنوات أصدرت وزارة الشباب والرياضة قراراً بتشكيل فريق فني يتكون من عدد من المدربين الوطنيين المتميزين يقوم هذا الفريق بنزول ميداني إلى مدارس أمانة العاصمة لاكتشاف المواهب الكروية وتوسيع قاعدة لعبة كرة القدم وخاصة في فئتي البراعم والناشئين كما جاء في القرار وقد كان هذا القرار ظاهرياً، تعتبر هذه الخطوة جيدة ومبهرة للجميع لكن لو تمعنا فيها لن يكون مصيرهاً إلا كسابقاتها التي تلاشت وانتهت دون أي فائدة تذكر على اعتبار أن هذا مشروع يحتاج إلى دراسة متكاملة يبدأ من اكتشاف المواهب وتدريبهم ورعايتهم والاهتمام بهم من البداية وحتى النهاية ما لم فسيكون مصيرهم إما الاعتزال المبكر والهروب من جحيم الرياضة كما فعل الكثير من الذين لم يجدوا في الرياضة ما يسد رمقهم ويجعلهم يعيشون حياة كريمة ففضلوا البحث عن لقمة العيش بعيداً عن الرياضة أو بيع جنسيتهم كما فعل البعض.


طبعاً بعد سنوات من القرار اتضح أنه قرار متسرع ولم يحقق الأثر المطلوب بل أن البعض ترك المهمة وانخرط في تأسيس أكاديمية لنفسه بعيداً عن المشروع وهذا يؤكد أن ما ذهبنا اليه صحيح لأنه لم ينطلق من دراسة واقعية واستراتيجية متكاملة فموضوع تكليف فريق بالنزول إلى المدارس غير ذي جدوى فهؤلاء النجوم أنفسهم وغيرهم من المدربين والكشافين يتابعون بطولات المدارس والأحياء لكن الوضع يظل كما هو لأن المشكلة ليست في الموهبة بقدر ما هي في المنظومة الرياضية في البلد التي تفتقر إلى الاستراتيجية والمشروع الرياضي فنحن مازلنا نعمل بلوائح وأنظمة ربما تعود إلى القرن الماضي ولا بد من تغييرها أو على الأقل تطويرها لمواكبة ما يشهده عالم الرياضة من تطورات متسارعة مذهلة والأهم من ذلك كله لا بد من قانون للرياضة ينظم العمل الرياضي ويحمي الجميع ويشجع كافة الأطراف على الانخراط في الرياضة إما ممارسة أو استثماراً أو حتى دعماً ورعاية وتشجيعاً.
طبعاً هناك موضوع مهم وهو أن هذا العمل ليس من اختصاص الوزارة بل من اختصاص الاتحادات والأندية الرياضية التي يفترض أن تقوم هي بهذا الدور من خلال إنشاء الأكاديميات الرياضية سواء الكروية أو الألعاب الأخرى بالتعاون مع القطاع الخاص كأحد أهم الشركاء لكن دوره كما نعرف قاصر على أمور معينة وبسيطة ولم يصل إلى الدور المناط به وهذا الأمر كما قلنا ناتج عن عدم وجود قانون للرياضة ولوائح تحدد الأدوار بين مختلف أطراف المنظومة الرياضية وتحمي الاستثمارات الرياضية الحقيقية بل وتقدم التشجيع اللازم لكل من يستثمر في هذا القطاع وبالتالي فلابد من دراسة هذا الموضوع دراسة وافية وكافية لتكون الخطوة ناجحة وليست مجرد تخديرة قات مثل كل مشاريعنا وقراراتنا التي تفشل لأنها كذلك، والتساؤلات الأهم.. أين ذلك الفريق الفني؟ واين المواهب التي اكتشفها الفريق؟ وهل يمكن أن نقوم بدراسة الفكرة وتطويرها بالاستفادة من التجارب والخبرات في البلدان المتقدمة للانطلاق بشبابنا ورياضيينا المبدعين صوب آفاق ارحب؟ وبالتأكيد أن البداية كما قلنا يجب أن تنطلق من تطوير قوانين ولوائح الرياضة لتتواكب مع التطورات الهائلة التي يشهدها العالم في مجال الرياضة.. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو نظرة ضيقة وهروباً إلى الخلف؟.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ناقشوا الفكرة وادرسوها! (3)

عاش الصعيد مهمشًا سنوات طويلة.. وهذه حقيقة لا أحد ينكرها، صحيح الآن الوضع أفضل، ولكنه يظل أقل من المطلوب، لأنه لا يزال أرضًا خصبًا، كما كان، للمتطرفين دينيًا وهى مرحلة ما قبل الإرهاب، ولا يزال كذلك العمل الثقافى هو الحل الوحيد لمواجهة التطرف الفكرى والديني!

والعمل الثقافى لا يتيح الفرصة للموهوبين بالظهور فقط بل هو خدمة لكل الناس، فهو حق للجميع أن يعيشوا فى مناخ ثقافى يحفز الإبداع، ويشجع المبدعين، وينمى الفكر والتفكير والشعور بالجمال وبمتعة الحياة ويرتقى بالعقول والنفوس.. وأن قراءة كتاب أو سماع تواشيح وأناشيد أو مشاهدة عمل فنى مسرحى أو سينمائى كل ذلك كافٍ لشعور الناس بإنسانيتهم..!

وما ذكرته، ربما قالته، بل من المؤكد ذكرته عشرات المرات فى برنامجها الشهير «نادى السينما» الإعلامية فى الأول والأخير الدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب، فقد كان هذا البرنامج نافذة لكل محبى السينما من مبدعين ومتفرجين فى كل محافظات مصر، ومن خلاله شاهد أبناء الأقاليم دون القاهرة روائع السينما العالمية!

اليوم أناشد الإعلامية بصفتها النيابية أن تتبنى اقتراح انشاء أكاديمية للفنون فى الصعيد، تضم معاهد للمسرح، وللكونسرفتوار، وللباليه، والسينما، والموسيقى العربية، ومعهدا للنقد الفنى، وللفنون الشعبية.. ومن له الحق فى منع أبسط حقوق فتيات الصعيد من دخول الكونسرفتوار أو معهد الباليه مثلهم مثل أطفال القاهرة؟!

فمن حق الآف الفتيات والصبيان فى الصعيد تعلم العزف على الآلات الموسيقية وتعلم فنون الباليه، لأن الصعيد يضم الآف المواهب التى لا تتمكن من الالتحاق بالأكاديمية فى القاهرة التى لا تقدر أصلا على استيعاب المواهب التى فى العاصمة وبالمحافظات القريبة، ناهيك عن الأولوية التى يحظى بها أبناء المخرجين والممثلين وغيرهم من فنانين لدخول أكاديمية القاهرة سواء كانوا موهوبين أو لأنهم لم يقبلوا فى أى كلية لمجموعهم الضعيف فى الثانوية وتكون الأكاديمية ملاذهم الوحيد للحصول على بكالوريوس!

ولا أتهم أحدًا، كل ما يهمنى توضيح المبررات والأسباب التى تبين أهمية إنشاء أكاديمية للفنون بالصعيد، وكما قلت إذا كانت الدولة اهتمت مشكورة بافتتاح الجامعات التى ضمت عشرات الكليات فى الصعيد، فإنه للأسف لم تهتم وزارة الثقافة بافتتاح فرع واحد لأكاديمية الفنون للصعايدة، وكأن المواهب فى القاهرة وحدها وما دونها من معدومى الموهبة والابداع!

يا دكتورة درية شرف الدين.. إذا كنت من مقعدك أمام شاشة التليفزيون ساهمتِ فى تنمية العقول والقلوب والنفوس من خلال عرض ومناقشة الأفلام العالمية، فإنه من موقعك النيابى الحالى يمكنكِ استمرار دورك الريادى هذا من خلال تبنى طرح مشروع انشاء فرع لأكاديمية الفنون فى الصعيد بمجلس النواب.. وهذا المطلب ليس فقط لإتاحة فرصة الدراسة العلمية للفنون أمام الموهوبين فى الصعيد، بل ستكون الأكاديمية إضافة حضارية وصرحا ثقافيا يخدم كل أبناء الصعيد!

ولا حاجة للقول إن أبناء الصعيد يستحقون أن تكون لهم أكاديمية للفنون.. وأنت تستحقين أن يكتب اسمك مع هذا الإنجاز الذى سيبقى حتى ولو لم نبقَ فى مواقعنا!

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • موديز تخفض التصنيف الائتماني لـ إسرائيل درجتين مع نظرة مستقبلية سلبية
  • المخرج هشام جمال لمتسابقة في «كاستنج»: أنت جبارة
  • مشهد مفجع لطيور نافقة.. ألق نظرة على الصور الفائزة في مسابقة مصور الطيور لعام 2024
  • دراسة حديثة تكشف علاقة الرياضة بالوقاية من أمراض القلب والصحة العامة
  • الشباب والرياضة تعلن انطلاق قطار اكتشاف المواهب في كرة القدم
  • المشرف على «أهل مصر»: المشروع يعكس دور الدولة في دعم المواهب
  • ناقشوا الفكرة وادرسوها! (3)
  • 5 أبراج يقع مواليدها في الحب من أول نظرة.. هل أنت منهم؟
  • عشية ذكرى ٢٦سبتمير الفريق علي محسن الأحمر يكشف عن المهمة الوطنية العسكرية التي نفذها عام 2014 مع كوكبةٌ من شباب اليمن ورفاق السلاح..ويتحدث عن المحافظات التي يشرق منها اليوم نور الأمل
  • أسعار الذهب تقفز مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط: نظرة على مستقبل الأسواق