مسارات صنعاء في المرحلة المقبلة .. بناء الدولة مقاومة أيضاً
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
يمانيون – متابعات
توازياً مع مراوحة جهود الوساطة مكانها الذي توقفت عنده منذ أشهر، والمناورات الأميركية السعودية لإبقاء الوضع على ما هو عليه كسباً للوقت، تستمر صنعاء بتحصين وبناء الدولة على ركام ما دمره العدوان والإرث الذي تركه السلف من بيروقراطية واهمال طالت تلك المحافظات وبشكل ممنهج لعقود مضت.
كما لم يقتصر ذلك على السير بمسار منفرد بعيداً عن رصد ما يجري، بل ان “اليد الخفيفة على الزناد” تعمل أيضاً على تطوير الترسانة العسكرية التي باتت قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة بدول العدوان، وفق ما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير مهدي المشاط.
رسم الرئيس المشاط خريطة العمل التي تنتهجها صنعاء والتي بدأت بها بالفعل، لمواجهة العدوان المستمر على مختلف المستويات، وليس العسكرية فقط. وقسّم المشاط الأولويات إلى 3:
الأولوية الأولى: التصدي للعدوان والحصار مشدداً على ضرورة استمرار التعبئة العامة بين أوساط الجيش، وأوساط القبائل والنخب، وكل المجالات الرسمية والشعبية.
وفي حين أن احتمالية عودة التصعيد قائمة بأي لحظة، كان القرار بالبقاء على أهبة الاستعداد، “فعدونا متوقع أن يغدر، وأن يخدع في أي لحظة”. مشيراً إلى ان هناك “حرب اقتصادية يشنها العدو، ومن الأخطاء الجسيمة والفادحة أن تتوجه أو يتوجه كائن من كان إلى تحويل اللوم على القوى الوطنية”.
الأولوية الثانية: استقرار الجبهة الداخلية.. متوجها “إلى كل الإعلاميين والسياسيين لا تذهبوا بعيداً، وحدة الكلمة قبل كل موقف، وحدة الكلمة قبل كل عواطف، أو مشاعر تشاع من هنا أو هناك، يجب ان نرص الصفوف في مواجهة هذا العدو”.
الأولوية الثالثة: إصلاح مؤسسات الدولة
خلال وضع حجر الأساس لحزمة من المشاريع تتجاوز 5 مليارات في محافظة صنعاء، وفي غيرها من المحافظات، أكد المشاط على ان القدرة على “النهوض ببلدنا… نحن مسكنا هذا البلد ومؤسسات الدولة تحت الصفر”.
يأتي هذا الكلام وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المحافظات اليمنية، خاصة تلك التي تقبع تحت إدارة حكومة معين عبد الملك، والتي تشهد احتجاجات مستمرة على سوء الإدارة وسرقة الموارد والهدر والفساد. بالمقابل، تحاول صنعاء بالموارد المتاحة انجاز فرق واضح على المستوى المعيشي لليمنيين. ولهذا كشف عن ان اليمن اليوم أصبح قادرًا على إنتاج 1818 صنفًا من الأدوية بعد أن كان البلد ينتج 38 صنفاً فقط عام 2017، مبينًا أن هناك جهود كبيرة ولا ينبغي أن نسمع للمحبطين ولا نستسلم لهم.
وتوجّه المشاط بعدة رسائل لقوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، قائلاً: “ربما أنكم تحتاجون إلى أن تجربوا؛ الآن قوتنا الصاروخية تستطيع أن تضرب أي هدف في أي مدينة بدول العدوان من أي مكان في اليمن وليس من منطقة بعينها”.
من ناحية أخرى، تستمر جهود الوساطة العمانية بين السعودية وصنعاء مع عدم احداث خرق جدي في جدار الأزمة. وعلى الرغم من الجولات المكوكية التي قام بها كل من المبعوث الأممي والمبعوث الأميركي كل في نطاق أجندته المرسل لتطبيقها، لم توافق صنعاء على شروط وكلاء الرياض في عدن ومأرب بعزل الملف الإنساني عن باقي الملفات، رافضة استمرار الحال على ما هو عليه.
وبينما يصل يصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان بعيد انتهاء قمة العشرين، تتجه الأنظار إلى مخرجات هذا اللقاء، على الرغم من تدني التوقعات بشأنها، إذ أن لا جديد جذري يمكن ان يقدمه بن سلمان للسلطنة لأجل تحريك مياه المفاوضات الراكدة منذ أشهر.
موقع الخنادق الاخباري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صنعاء تتعهد بردٍّ قاسٍ على أي تحركات عسكرية جديدة عقب فوز ترامب
تقرير : خالد الصايدي
وسط تلميحات وتحركات أمريكية جديدة تمهد لتصعيد عسكري جديد في اليمن؛ تؤكد القيادة الثورية والسياسية بصنعاء أن أي تصعيد محتمل سيواجه بردٍّ قاسٍ، وأن تغير القيادة الأمريكية في إشارة إلى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لن يؤثر على التزام الشعب اليمني بقضاياه القومية ومواقفه الداعمة لحقوق الشعوب المقاومة وفي أولويات ذلك موقف صنعاء الثابت إزاء دعم القضية الفلسطينية ومساندة غزة ولبنان.
عملياتنا مستمرة
التأكيد الأبرز جاء على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الذي قال إن “نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على موقفنا المبدئي، ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان والحصار على غزة ووقف العدوان على لبنان”.
وأضاف: “لدينا في اليمن تجربة مع ترامب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق”
وشدد السيد عبدالملك قائلا: “لا ترامب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، مهما كان حجم أي تصعيد ضدنا وأي عدوان يستهدفنا فلن يثنينا نهائيا عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني”، معتبرا أن “الخيار الأفضل للأمريكي ولغيرهم هو وقف العدوان والحصار عن غزة ووقف العدوان على لبنان وإنهاء هذه الحروب”.
قائد الثورة: لن يثنينا أي مجرم في هذا العالم عن موقفنا الثابت في نصرة فلسطين
وأكد قائد الثورة أن عودة ترامب أو غيره لا تُخيف الشعب اليمني الذي واجه العدوان الأمريكي وأدواته في ظروف أصعب مما هو عليه اليوم، مشدداً على أن الشعب اليمني سيواصل تصعيده المشروع والدفاع عن نفسه ودعم القضايا العادلة للأمة، خصوصاً نصرة الشعب الفلسطيني، ولن تثنيه أي محاولات للترهيب أو التهديد.
وأشار إلى أن “عملياتنا مستمرة في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وبالأمريكي والبريطاني وكذلك بالعمليات إلى عمق فلسطين المحتلة، وقرارنا مستمر في التعامل مع عمليات التمويه الإسرائيلية في نقل الملكية للسفن المرتبطة به كما جاء في إعلان الجيش اليمني”.
لن يضرونا
أما عضو المجلس السياسي الاعلى محمد علي الحوثي فقد وجه رسالة شديدة اللهجة للرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب”؛ أكد فيها أن أي تصعيد ضد اليمن لن يؤثر على الشعب اليمني، بل سيزيده قوة وإصراراً على الجهاد في سبيل الله، موضحاً أن الشعب اليمني يرى في أي عدوان عليه دافعاً لتعزيز قوته واستمرار عملياته الدفاعية.
وخاطب ترامب قائلا: “أنت تعرف الشعب اليمني وستعرفه اليوم أكثر، تلك الصواريخ التي كانت تنطلق وانت تحكم في تلك الفترة لا زالت بأيدينا والمصالح الأمريكية في المنطقة لا زالت تحت نيران صواريخنا وطائراتنا”.
وتابع قائلاً: “نحن وقفنا ضد الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني والأوروبي، الذي سعى لمحاصرة أبناء غزة وارتكاب الجرائم بحقهم. إن معاناة شعب غزة التي سمعناها، نحن في اليمن عانينا منها أيضاً، وواجهنا مجازركم دون أن يمنعنا ذلك من مواصلة المواجهة”.
الحوثي: المصالح الأمريكية لا زالت تحت نيران صواريخنا وطائراتنا
وأكد على أن الشعب اليمني لا يخشى ترامب ولا غيره، مذكّراً بأن ترامب، في فترته الأولى قد واجه صمود الشعب اليمني رغم دعم الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة. وأشار إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية، التي كانت رمزاً للقوة، أصبحت أضحوكةً أمام العالم، وأن الجنرالات الأمريكيين أعلنوا عن فشلهم أمام صلابة الشعب اليمني، متوعداً الأمريكيين بمواجهة أعظم في المستقبل.
فاتورة يجب تسديدها
من جانبه، أكد حسين العزي عضو المجلس السياسي لأنصار الله، أن موقف اليمن المساند لغزة ثابت وسيبقى قائماً حتى يأتي نبأ من فلسطين بتوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وفي ما يخص العلاقة بين اليمن وأمريكا، أوضح العزي أن هناك “فاتورة طويلة” تنتظرها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن دعماً لخيار السلام، يجب أن يكون ترامب مستعداً لدفع تعويضات عن كل ضربة استهدفت اليمن وعن كل عملية دفاعية قامت بها القوات اليمنية.
العزي: يجب على ترامب دفع تعويضات عن كل ضربة استهدفت اليمن
تحركات تصعيدية
تحركات الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو التصعيد واستمرار غاراتها على المحافظات وآخرها الغارات على صنعاء ومحافظتي عمران والحديدة وأيضا قيام سفارتها مؤخرا بتجميع مرتزقتها في تكتل سياسي جديد مكون من عدد من الأحزاب وسط خلافات حادة، لكنه خرج ببيان اتجه نحو الموافقة على خطة التصعيد العسكري الأمريكي، ودعوة المجتمع الدولي إلى تشديد الحصار على صنعاء، عبر اتهام حكومتها باستغلال قطاع الاتصالات وموانئ البحر الأحمر.
وحول هذه التحركات قال محمد علي الحوثي: إن “السفارة الأمريكية باركت تجمع أحمد بن دغر”، مضيفا أن “بن دغر الذي تتحدثون عنه لم يفيدكم وهو في رئاسة الحكومة التي تدعمونها فهل سيستطيع أن يفيدكم اليوم وقد جمعتم له شذاذ الآفاق، مردفا “لا تخيفنا تجمعاتكم”، والتحالف الأمريكي لن يضرونا بإذن الله، لأننا معتصمون بالله تعالى..
أما عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي فقال إنه “في الوقت الذي يخوض فيه اليمن معركة ضد أمريكا وإسرائيل إسنادا لغزة تقوم أمريكا بإنشاء ما أسمته التكتل السياسي الوطني كغطاء سياسي يمكنها من إعادة هيكلة قوات المرتزقة وتوحيدها تحت قيادتها المباشرة استعدادا لإشعال الجبهات الاقليمية والداخلية بهدف وقف عمليات اليمن المساندة لغزة”.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية في البحر الأحمر وداخل الأراضي المحتلة ستستمر ولن تتوقف إلا بإيقاف جرائم الإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عن أهلها، مشدداً على أن “التصعيد سيُقابل بالتصعيد”.
مخططات تآمرية
من جانبها أشارت الأحزاب السياسية والقوى المناهضة للعدوان في صنعاء، في بيان، إلى أن المخططات التآمرية على اليمن والدور الأمريكي التخريبي المباشر والمستمر في عرقلة العملية السياسية من خلال التحركات والاجتماعات التي عقدت مؤخراً في عدن المحتلة بهدف محاولة خلق غطاء سياسي جديد لإعادة العدوان على الوطن واستمرار الحصار.
ولفتت إلى أنه في ظل تلك المؤشرات والتلويح والتهديد بتنفيذ تصعيد عسكري ضد الشعب اليمني، فإن العدو وعملاءه ربما لا يتصورون ردة الفعل والجهوزية العالية والاستعداد الكبير لمواجهة التحديات المحتملة على كافة المستويات.
البخيتي: تجمعاتكم لا تخيفنا والتصعيد سيُقابل بالتصعيد
وأكدت استمرار تصاعد مواقفها الثابتة والصلبة تجاه القضايا الوطنية وقضايا الأمة ودعم وإسناد المقاومة في فلسطين ولبنان وتعزيز الاصطفاف الوطني بمختلف الوسائل والمجالات المتاحة والممكنة، كمسار وطني وإسلامي ثابت لا تململ أو تراجع عنه.