المشرف العام على مكتب قطر الخيرية بالأردن: نركّز على البرامج الإغاثية نظراً لحجم اللاجئين السوريين والفلسطينيين
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
واكب السيد صالح محمد المري عمل قطر الخيرية وأنشطتها الإنسانية في الأردن منذ البدايات، وأسهم في تأسيس مكتبها هناك عام 2021، ولا يزال من خلال إشرافه على المكتب يتابع عن قرب تنفيذ مشاريعها الإغاثية والتنموية ويعزز شراكاتها مع الجهات ذات العلاقة.
في الحوار التالي نتعرف على أهمية المكاتب الميدانية وأهم إنجازات مكتب قطر الخيرية في الأردن ولمحات من تجربة السيد صالح في العمل الإنساني.
•متى بدأت قطر الخيرية نشاطها في الأردن؟
- كانت لقطر الخيرية تدخلات إنسانية في الأردن منذ سنوات طويلة سبقت تواجدها الرسمي من خلال مكتبها المرخص حاليا أو عملها كممثلية سابقا، لاسيما الاستجابة للحالات الإنسانية، وخاصة في مجال كفالة الأيتام، وذلك بالتعاون مع شركاء محليين، وتوسعت دائرة العمل وتدخلاتها الإنسانية في المملكة الأردنية الهاشمية إثر أزمة سوريا ونتائجها الكارثية، والتي أدت إلى لجوء الإخوة السوريين إلى دول الجوار، ومنها الأردن التي كان لها نصيب كبير من تبعات اللجوء، حيث وصل عدد اللاجئين إلى أكثر 1,5 مليون ولا شك أن هذا العدد أثّر بشكل واضح على الوضع الإنساني والضغط على بلد صغير محدود الثروات والموارد، بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها بنيته التحتية في المجالات الصحية والتعليمية والمعيشية.
وبسبب هذه الظروف، بدأت قطر الخيرية العمل على زيادة حجم تدخلاتها الإنسانية والاجتماعية استجابة للنداء الإنساني، وكذلك التفكير في وجود إطار مؤسسي لتلك التدخلات.
في 2016 وبالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية تم بحمد الله إنشاء ممثلية لقطر الخيرية، ومن خلالها قمنا بتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع الإنسانية في مجال الأمن الغذائي والبرامج الصحية وكفالات الأيتام والأسر والطلبة وتنفيذ برامج التمكين الاقتصادي وغيرها، حيث بلغ حجم التدخلات في تلك الفترة ما يزيد على 50 مليون ريال.
وفي عام 2021 تم تأسيس مكتب قطر الخيرية في المملكة الأردنية الهاشمية بموجب ترخيص رسمي، وهنا لابد من الإشارة الى دور سفارة دولة قطر وشكرها على دعم برامج ونشاطات الجمعية في الأردن وتأسيس المكتب.
• متى توليتم مسؤولية الإشراف على عمل مكتب قطر الخيرية في الأردن؟
- بحكم معرفتي الوثيقة بالأردن فقد واكبت عمل قطر الخيرية في الأردن من البدايات، وبفضل الله تعالى كانت لنا مساهمات ودعم ومساندة لبرامج الجمعية ونشاطاتها وبناء الشراكات المختلفة بما يحقق أهداف الجمعية الخيرية والإنسانية إلى أن تم تأسيس المكتب وحتى الآن.
• أهم المجالات التي تعمل فيها قطر الخيرية والمشاريع التي يتم تنفيذها في الأردن؟
- تعمل جمعية قطر الخيرية في الأردن في العديد من القطاعات وتقوم بتنفيذ مختلف البرامج ذات الأولوية الإنسانية التي تنبثق من الاحتياجات الأساسية للاجئين والأسر المتعففة الأردنية، ولابد أن نشير إلى أن تحديات اللجوء في المملكة الأردنية الهاشمية لا تقتصر على اللاجئين السوريين بل هناك لاجئون فلسطينيون ومن جنسيات مختلفة من العراق واليمن والصومال والسودان وليبيا وغيرها.
ولذلك كان هناك تركيز على برامج الإغاثة العاجلة، وخاصة ما يتعلق ببرامج الأمن الإغاثي والبرامج الصحية والعلاجية، بالإضافة الى دعم البرامج التعليمية ومشاريع الإيواء والاحتياجات الأسرية الحياتية والمعيشية.
ومن ناحية أخرى تعمل قطر الخيرية في الأردن على تمكين الأسر الأردنية المتعففة من خلال مشاريع برامج مدرة للدخل كتربية المواشي والطيور والنحل وغيرها، بالإضافة إلى المهن اليدوية كالخياطة والحدادة والنجارة والأعمال الزراعية لدعم الأسر وتمكينها من العيش الكريم، كما تقدم مساعدات وكفالات للأيتام والأسر الفقيرة والمعاقين وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أسهمت قطر الخيرية في دعم جهود الحكومة الأردنية في مكافحة جائحة كورنا من خلال مشروع للحجر الطبي والمساعدات العينية للأسر التي تأثرت بتداعيات الجائحة سواء من الناحية الصحية أو المعيشية.
يذكر أن قطر الخيرية خلال الأعوام السابقة وحتى الآن تشرف على تشغيل أكبر مركز صحي في مخيم الزعتري، وتقوم حاليا ببناء مبنى مركز صحي في محافظة المفرق في منطقة الحمرا في شرق الأردن، كما قدمت مساعدات لتوفير المياه النظيفة والصحية لأكثر من 250 مدرسة، ووفرت أجهزة تكييف لأكثر من 100 مسجد، وقدمت أجهزة تعليمية للمدارس والطلبة كأجهزة اللابتوب وبرادات المياه، وسددت رسوم الجامعات للطلبة المتعثرين، كما قامت قطر الخيرية ببناء مسجد في منطقة ناعور، وتعمل الآن على بناء مسجد آخر في محافظة الكرك، وصيانة عدة مساجد ومنازل، بالإضافة إلى علاج أكثر من 500 حالة مرضية في مجال أمراض العيون والقلب وغسل وزراعة الكلى وغيرها من العمليات الجراحية وعلاج مرضى السرطان وزراعة القواقع، كما تكفل الجمعية حوالي 7000 يتيم وأسرة وطالب علم.
• ما هو دور المكاتب الميدانية في تعزيز جهود قطر الخيرية الإنسانية والتنموية؟
- لا شك أن دور المكاتب الميدانية دور أساسي في تدخلات قطر الخيرية، فهو يعد عامل أمان ومتابعة للتحقق من وصول المساعدات لمستحقيها وبالجودة المطلوبة ووفقا للمعايير المرتبطة بالمشروع وأهدافه وتحقيق توقعاته، وذلك من خلال الإشراف المباشر وتطبيق سياسات الجمعية.
كما يساهم وجود المكتب في تلمس الاحتياجات ذات الأولوية ميدانيا وقياس الأثر، ومراقبة المخاطر، ومعالجتها من خلال التعامل مع المستفيدين مباشرة.
كما تعزز المكاتب الميدانية هوية قطر الخيرية، ووجودها في الميدان يؤكد التزامها بمشاريعها ومدى اهتمامها بالمشاريع والبرامج، وتعزز من صورة قطر وارتباطها واهتمامها بالعمل الخيري.
• ما أهمية أن يحتكّ العاملون في المجال الإنساني بالميدان ويكونون قريبين منه؟
- العامل في مجال العمل الإنساني أقرب ما يكون من الطبيب الذي يسعى إلى إيجاد العلاج لحالة مريضه، ولذلك عندما يتم الحديث عن التنمية المستدامة فإنها تعني الفائدة المرجوة من التدخل الإنساني وكيف نوجهه نحو تحقيق أفضل تأثير لحل المشاكل الإنسانية والفقر.
وفي رأيي فإن العمل الخيري والإنساني ليس كباقي الوظائف فهو على مستوى الأفراد بحاجة إلى القدرة على الاقتراب من الفئات المستهدفة مع الحفاظ على كرامتهم الإنسانية ومهارات تلمس احتياجاتهم بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو عمرهم.
وبالنسبة للاحتياجات المجتمعية فينبغي إدراك أنها احتياجات قائمة على مجموع أفراد المجتمع ويجب أن يتم التعرف عليها عن قرب وذلك حتى لا تقاد الحاجات المجتمعية نحو الحاجة الشخصية، ولذلك نقول إن القرب من الميدان والتعرف على المجتمعات هو مهارة يستطيع أن يستفيد منها القائم على العمل الخيري، بحيث يقود العمل الخيري نحو الفائدة الأعظم ونحو المجموع الأشمل.
• ما هي خططكم المستقبلية لتطوير عمل المكتب والمشاريع التي تنفذ من خلاله؟
- إن أهم ما يراودني هو كيفية وضع آلية لضمان استمرارية العمل الإنساني في ظل المتغيرات العالمية والأزمات المالية والتي قد تنعكس على تدفق التبرعات والقدرة على استمرارية العمل ومأسسته، ولذلك فإن من أهم ما أفكر به حول ما يتصل بالمشاريع المستقبلية وتنفيذها هو الاستثمار في البيئة المحلية وإيجاد مصادر تبقي أداء المكتب ودوره الإنساني متواصلا.. نسأل الله أن يحفظ قطر وأهل قطر وأن يبقوا يد خير ممتدة تلبي حاجات المحتاجين وتظل مظلة خير للمحتاجين. وهذا لا يتنافى مع أن يتطور العمل الخيري ليصبح أداة إنتاج ولعل في الوقف الخيري عبر التاريخ الإسلامي خير مثال لهذا التطلع.
• هل تذكر لنا بعض المواقف المؤثرة التي صادفتك خلال العمل الميداني؟
- لا شك أن العديد من الحالات التي نواجهها مؤثرة ولها وقع كبير على القلب خصوصا شريحة الأيتام والأسر التي فقدت عائلها، وأرباب الأسر غير القادرين على إعالة أسرهم بسبب مرض أو إعاقة فتراهم حائرين منكسرين بسبب عجزهم عن تلبية احتياجات أسرهم وأولادهم، وبالمقابل فإن ثمة ما يفرح القلب أيضا، فهناك أسر فقيرة استطاعت تحسين وضعها المعيشي بعد أن عملت بجد لإنجاح مشاريعها الصغيرة المدرة للدخل التي قدمتها قطر الخيرية لها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطر الخيرية الأردن العمل الخیری فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
«الشارقة الخيرية» تدعم مجمع القرآن بـ 200 ألف درهم
الشارقة: «الخليج»
قدمت جمعية الشارقة الخيرية، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز التعليم ونشر القرآن الكريم وعلومه، دعماً مالياً لمجمع القرآن الكريم في الشارقة بقيمة 200 ألف درهم، خلال لقاء عُقد الخميس في المجمع، بحضور علي محمد الراشدي رئيس قطاع الموارد والاستثمار في الجمعية، ومحمد إبراهيم الملا مدير مكتب التطوع والخدمة المجتمعية، وعبدالله خلف الحوسني الأمين العام لمجمع القرآن الكريم. ويأتي هذا الدعم بهدف تعزيز الشراكة وتأكيداً لالتزام جمعية الشارقة الخيرية، برسالتها في دعم التعليم ونشر القرآن الكريم وعلومه وتعريف النشء بأعلامه، ويُعدُّ هذا التعاون خطوة مهمة في توسيع نطاق المبادرات التعليمية والإنسانية التي تعكس القيم الإسلامية وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المجتمعية المستدامة.
وقال عبدالله سلطان بن خادم، المدير التنفيذي للجمعية: إن دعم الختمات القرآنية يأتي تعزيزاً لبناء مجتمعات متسامحة ومستقرة وإيماناً من جمعية الشارقة الخيرية بأن نشر القرآن الكريم وعلومه يُعدُّ جزءاً من رسالتها السامية لنشر تعاليم الإسلام والقيم الإنسانية من خلال دعم المشروعات التعليمية، التي تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات.
من جانبه أكد عبدالله خلف الحوسني، أن الشراكة الاستراتيجية مع الجمعية، تعزز من قدرة المجمع على تنفيذ برامج الختمات القرآنية التعليمية على نطاق واسع، بما يسهم في نشر القرآن الكريم وعلومه والتعريف بأعلامه وغرس قيمه النبيلة في مختلف أرجاء العالم من خلال مقرأة الشارقة الإلكترونية العالمية ومشروعاته من الدراسات العلمية والبحثية ومتاحفه القرآنية.