حامد بدر يكتب: 11 سبتمبر.. الذكرى الدامية تواصل الأثر
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
تتداول وسائل إعلام عالمية، حتى يومنا هذا أخبار وتقارير ومعلومات كثيرة حول انهيار مركز التجارة العالمي، الذي أتى إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2023، والتي مثّلت أكبر عملية إرهابية واجهها العالم في طلع القرن الحادي والعشرين، والتي كانت مسار تغيير كبير في تعامل النظم السياسية وتداول المعلومات.
معلومات لم تزل غامضةبعد مرور 22 عاما على الهجمات التي خطط لها ونفذها تنظيم القاعدة برعاية "أسامة بن لادن"، والتي هزَّت الولايات المِتحدة الأمريكية، تم التعرف على رفات رجل وامرأة لقيا حتفهما في انهيار مركز التجارة العالمي، والذي جاء في خِضم الأحداث، وذلك في ظل تكتُّم وحجب لتفاصيل أو بيانات تخص الاكتشاف، من جانب السلطات الأمريكية، التي أعلنت فقط أن هوية الضحيتين تم كشفُهما من خلال تحليل الحمض النووي، بناء على طلب من ذويهم.
ولم تزلْ هناك المعلومات الغامضة، التي تأتي في إطار التكتُّم وعدم الإفصاح، ومعلومات أخرى غير مُعلنة كونها في إطار البحث والتنقيب. فبحسب ما أورده عمدة مدينة "مانهاتن" ومكتب كبير الأطباء الشرعيين أن عدد الضحايا الذين تم التعرف على رفاتهم حتى الآن، وصل إلى 1649 من إجمالي 2753 شخصًا لقوا حتفهم في تلك الأحداث، أي أن هناك نحو ما يزيد عن "1000". شخص لم يتم التوصل إلى رُفاتهم حتى الآن.
حتى بعد تنفيذ العملية بخمس سنوات، وخلال خطاب أذاعته محطات التليفزيون، في سبتمبر 2006، قبيل إحياء ذكرى هجمات سبتمبر الإرهابية، أعلن الرئيس جورج بوش أن الاستخبارات المركزية تعتقل سرًا بعض المشتبه في أنهم إرهابيون في معتقلات خارج الأراضي الأميركية، وقال الرئيس إنه لا يستطيع الكشف "تفاصيل البرنامج، بما في ذلك مكان احتجاز هؤلاء المعتقلين والتفاصيل الخاصة بسجنهم"، مكتفيًا بالإشادة بمنجزات برنامج الاعتقال.
أحداث عنيفة.. وأكثروصف هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية بكلمة أحداث عنيفة، أقل ما يمكن وصفه تلك الأحداث، فقد كان التخطيط الرهيب لهذه الأحداث مسارًا لقلب موازين الأمن والأمان في العالم، فمنذ بداية التخطيط لها والترتيب لاختطاف أربع طائرات ركاب تعود لشركتان أمريكيتان رائدتان للنقل الجوي هما "الخطوط الجوية المتحدة والخطوط الجوية الأمريكية" على يد 19 من تنظيم القاعدة؛ لتغادر جميعها من مطارات في شمال شرق الولايات المتحدة متجهة إلى كاليفورنيا، حيث كانت عملية تتسم بالمكر والدهاء.
الحقيقة أنه لم يزل السؤال حتى الآن كيف انخدعت السلطات الأمريكية واستخباراتها بعد ما سلف ترتيبه؛ لتقع هذه الأحداث الدامية، فتسجل رقمًا قياسيًا كهجوم إرهابي نتج عنه أكبر عدد من الضحايا في أقل عدد من الساعات، استطاعت فيه أياد فاسدة أن تحدث كارثة مزلزلة لهذا الحدّ. فقد اصطدمت الطائرتان الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 11 والخطوط الجوية المتحدة الرحلة 175 بالبرجين الشمالي والجنوبي على التوالي لمجمع مركز التجارة العالمي في منطقة مانهاتن السفلى، لينهارا في غضون ساعة و42 دقيقة انهار وكذلك إحداث نهيار جزئي أو كامل لجميع المباني الأخرى في مجمع مركز التجارة العالمي، وأضرار كبيرة لحقت بعشر مبانٍ أخرى محيطة به.
كما حطمت طائرة ثالثة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 77 في البنتاجون «مقر وزارة الدفاع الأمريكية» في مقاطعة أرلنغتون بولاية "فرجينيا"، ما أدى إلى انهيار جزئيٍّ في الجانب الغربي من المبنى.
كان لديه المزيد من الدمارقال المحققون والساردون أنّ العملية كانت على وشْك أن تُحدث دمارًا أكبر وأضخم، ولكن تحطم الطائرة الرابعة التي انطلقت في الرحلة (93)، وكانت تتبع "الخطوط الجوية المتحدة" فقد كانت متجهة نحو واشنطن العاصمة، لكنها تحطمت في حقل في بلدية ستونيكريك الواقعة ضمن مقاطعة سومرست بالقرب من شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، بعد أن تصدى رُكَّابُها للخاطفين.
لقد كانت الهجمات لديها المزيد من الأخطار، والكوارث، والقتل، لكنها اكتفت بهذا القدر لتكون شارة للإرهاب في التاريخ، وصحوة لجميع الضمائر التي ترفض قتل الأبرياء، وتعلمنا الدرس الأكبر أن أهل الشر يزيدونا ألمًا أكثر مما ينقُص من أعمارهم.. وأن الذكرى الدامية تواصل الأثر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البنتاجون عملية ارهابية تنظيم القاعدة اسامة بن لادن مركز التجارة العالمي هجمات سبتمبر
إقرأ أيضاً:
ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت استفتاء حول إدارة بايدن
في أول تعليق له على فوز دونالد ترامب بالرئاسة، اعتبر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونل، أن التصويت في الانتخابات الأميركية يوم أمس، "كان بمثابة استفتاء ضد إدارة بايدن، وأن الشعب غير راضٍ عنها".
وتعهد ماكونل بفعل كل ما في وسعه لمساعدة إدارة ترامب الجديدة. لكنه قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن تعييناتها.
ماكونل الذين كان يجيب على أسئلة الصحفيين في مقر مجلس الشيوخ، الأربعاء، أكد أن "مستوى المترشحين لعب دوراً هاماً في انتصار الجمهوريين"، وأضاف أنه "كان لدينا أفضل المرشحين يوم أمس".
إحدى أهم نتائج عودة الجمهوريين للسيطرة على الأغلبية في مجلس الشيوخ، حسب ماكونل، ستكون الإبقاء على القواعد التقليدية مثل "فيلي باستر"، التي كان الديمقراطيون يسعون لإلغائها.
زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، قال إنه سيركز على مسائل الدفاع والسياسة الخارجية، معتبراً أن الولايات المتحدة تعيش أخطر الفترات منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح ماكونل قائلاً "خصومنا مثل كوريا الشمالية والصين وروسيا وإيران وعملاؤها، يتحدثون لبعضهم البعض، ويجمعهم شيء واحد وهو كره أميركا. يسعون إلى تقليل دور الولايات المتحدة في العالم".
وأضاف قائلاً، "قد يبدو أنني من الطراز القديم، ولكنني لا أزال جمهورياً من مدرسة الرئيس رونالد ريغن، وأعتقد أن دور أميركا في العالم لا بديل عنه. موضحاً أنه خلال الحرب العالمية الثانية، أنفقت الولايات المتحدة 37 في المئة من الناتج القومي الخام على مصاريف الحرب، كما خسرت آلاف الأفراد.
خلال برنامج إعادة البناء لإدارة الرئيس السابق ريغن، كان المجهود الدفاعي يمثل 6 في المئة من الناتج الداخلي الخام. إلا أن تلك النسبة انخفضت إلى 2.7 في المئة فقط حالياً، حسب ماكونل، الذي يرى أن على الولايات المتحدة رفع إنفاقها الدفاعي، لأن "كلفة تجنب الحرب أرخص بكثير من الحرب نفسها"، كما يأمل في التركيز على العمل الحكومي، بما في ذلك الميزانية الفدرالية، خلال الفترة القادمة.