يمانيون -متابعات
تتوالى أصوات الأحرار في داخل اليمن وخارجه؛ للمطالبة بفك الحصار الأمريكي السعوديّ الغاشم على الشعب اليمني، وفي مقدمة ذلك فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية.

وفي إطار جهودها المتواصلة لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي، عقدت الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء مؤتمرها الدولي قبل يومين عبر منصة الزووم، مفسحة المجال للناشطين اليمنيين والعرب والأجانب، وكلّ المهتمين بهذا الخصوص للحديث عن هذه المعاناة، وإيصال صوت مظلومية الشعب اليمني إلى أصقاع العالم، وقد شارك في فعالية المؤتمر، كُلٌّ من (ملتقى كتاب العرب والأحرار، الاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع اليمن، جمعية الشتات الفلسطيني -السويد، معهد قوة اللحظة للتدريب والتطوير mbi، الحملة الدولية لمناصرة الأسرى (أسرانا مسؤولية)، مركز الشهيد أبو مهدي المهندس -العراق) وغيرهم.

وفي بداية المؤتمر الذي أداره المنسق العام للمؤتمرات الدولية في ملتقى كتاب العرب والأحرار السيد حسن مرتضى، وتقديم الإعلامية اللبنانية رباب تقي، قدم مستشار رئاسة الوزراء العميد حميد عبد القادر عنتر، شرحاً مختصراً عن معاناة الشعب اليمني جراء العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الغاشم والمُستمرّ للعام التاسع على التوالي، شاكراً جهود القائمين على الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء في معظم دول العالم، على جهودهم في إيصال مظلومية الشعب اليمني إلى المحيط الخارجي.

وأكّـد عنتر أن العدوان قد فشل في اليمن؛ بفعل الصمود الأُسطوري للشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- داعياً دول العدوان للجنوح للسلام، ما لم فَــإنَّ الخيارات القادمة ستكون موجعة ومدمّـرة، وستنتقل المعركة إلى عمق أراضيهم، وسندخل في معركة إقليمية تكون فيها أمريكا وعبيدها هم الخاسر الأكبر.

من جانبه أوضح نائب رئيس الحملة عبد الرحمن إسماعيل الحوثي، أننا قادمون إلى الذكرى الرابعة لإشهار وإعلان انطلاق الحملة الدولية التي كانت أهدافها الرئيسية متمثلة في فضح جرائم العدوان، ونشرها لكافة الشعوب في كُـلّ العالم، إضافة إلى العمل على فك الحصار عن مطار صنعاء، موضحًا مدى النجاح الكبير الذي حقّقته الحملة الدولية في تحقيق الهدف الأول، لدرجة أنها هزمت الماكينة الإعلامية للعدوان، واستطاعت اختراق الشعوب الأجنبية في كُـلّ القارات، حتى أصبح الأحرار من الأجانب ينشرون مظلومية اليمنيين في قنوات فضائية ناطقة بالإسبانية، وقنوات إلكترونية ناطقة بالألمانية.

وأوضح أن عنوان المرحلة التصعيدية سيكون تحت عنوان (الإنسانية مطلب الشعب اليمني)، داعياً أعضاء وفرق الحملة الدولية في الخارج إلى ضرورة الخروج المشرف للمطالبة بفتح المطار، ومشدّدًا على ضرورة تحَرّك من سماهم بالعمود الفقري للحملة (أبناء الجاليات اليمنية) لاستعادة الزخم الكبير الذي بدأوه منذ سنوات، مع محاولة إشراك المجتمع الأجنبي في هذه التحَرّكات، منوِّهًا إلى أنه بالإمْكَان عمل فيديوهات لشخصيات مؤثرة وكبيرة لمدة 30 ثانية، يتم فيها ذكر الاسم والصفة والبلد، والدعوة لفتح مطار صنعاء، ونشرها بشكل منظم عبر القنوات الرسمية وفي مواقع وقنوات الحملة، مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك مطالبة المشاهير، وأصحاب الرأي بضرورة تسجيل مواقفهم (الإنسانية) نحو مظلومية المطار في مواقعهم وحساباتهم.

حصارُ المطار يقتُلُ الشعب:

وأكّـد الشايف أن “مطارَ صنعاء يخدم كُـلّ شرائح المجتمع اليمني”، منبِّهاً إلى أن “الحركة قبل العدوان تسير بشكل طبيعي، وأنه كان يسافر عبر المطار أكثر من 5 آلاف مواطن يوميًّا، وكان عدد الرحلات اليومية 50 رحلة، وإلى 20 وجهة دولية، وعبر 15 شركة طيران، كما تحدث عن آثار الحصار على الشعب اليمني، داعياً الجميع إلى ضرورة التصعيد الإعلامي لكسر التعتيم الإعلامي لدول العدوان، ولفت انتباه الضمير العالمي إلى ما يعانيه الشعب اليمني من عدوان وحصار منذ أكثر من 8 سنوات مضت”.

بدوره أشار الخبير العسكري اللواء الركن عبد الله الجفري، إلى أن “استراتيجية دول الاستكبار تعمل على فرض الحصار في جميع دول العالم، بغية قتل الشعوب بكل صمت”، موضحًا أن “هذا العدوان القذر، جاء ليقتُلَ البشر، غير أن إرادَة الشعب اليمني أكبر من العدوان، ولا يوجدُ أمامنا من خيار سوى الصمود، والانتصار، أَو الشهادة، كما قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله– الذي أكّـد على ضرورة مواجهة العدوان جيلاً بعد جيل، حتى استعادة كُـلّ مقدرات الشعب اليمني”.

وإذا كان الحصار قد أضر بالشعب اليمني برمته، فَــإنَّ القطاع الصحي، هو أكثر القطاعات تضرراً في هذا الجانب.

ويوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أنيس الأصبحي، في كلمةٍ له بالمؤتمر أن “الحصارَ المفروضَ على اليمن، وإغلاق مطار صنعاء الدولي، يعد جريمة حرب”، لافتاً إلى أن “عشرات الآلاف يحتاجون للعلاج في الخارج، وأنه بسَببِ مماطلة العدوان في عدد الرحلات، فقد زاد الأمر سوءاً، وحدثت الكثير من المتاعب لليمنيين”، مطالباً الشعب اليمني بالخروج في مسيرات متعددة تطالب بفتح المطار بالكامل، وعدم اقتصاره على جهة معينة.

ودعا العلامة عدنان الجنيد، في كلمته بالمؤتمر للتحَرّك لزيادة الضغط على دول العدوان لفتح مطار صنعاء الدولي، وهو ما دعت إليه كذلك الناشطة اليمنية زهراء اليمن، التي طالبت خلال المؤتمر المنظمات الدولية بفتح مطار صنعاء، وتمنت النجاح لهذا المؤتمر، وشحذ الهمم لإنهاء معاناة الشعب اليمني.

من جهتها شرحت أمل حسين فايع -نائب رئيس قطاع الإذاعات المحلية، بأُسلُـوب راقي، وبلغة قوية، همجية العدوان على اليمن، وما سببه من آثار في حياة الشعب اليمني، موضحة جرائم العدوان المتواصلة التي جوبهت بصمود أُسطوري منقطع النظير من قبل الشعب اليمني؛ وهو ما أشَارَت إليه كذلك الناشطة دينا الرميمة، التي تحدثت عن دور الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي بكل مراحلها، منتقدة إمعان العدوان في استهداف الشعب اليمني، وإصراره على استمرار الحصار، داعية للتصعيد والمواجهة بكل السبل الممكنة.

بدوره وضح عضو المجلس الاستشاري للحملة، عضو رابطة علماء اليمن، القاضي عبد الكريم الشرعي، الجهد الذي بذلته وتبذله الحملة الدولية في سبيل المظلومية، موضحًا أن فتح مطار صنعاء سيكون أقرب التحقيق، إذَا تم ضرب مطارات العدوان في السعوديّة والإمارات، منوِّهًا إلى أن “الهُدنة لم تخدم مصالح الشعب اليمني”، داعياً الإعلام الرسمي إلى ضرورة دعم تحَرّكات الحملة الدولية كونها ظهير شعبي للجانب الحكومي.

وأبدى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن فايع، استياءَه من استمرار الحصار الظالم على مطار صنعاء الدولي، داعياً إلى التصعيد، ومؤازرة الحملة الدولية لكسر الحصار عن المطار التي كان لها البصمة الكبيرة في الخارج، ووضعت الأسس لتدويل المظلومية اليمنية.

وقال: “يجب أن نسعى لتكون الحملة ظهيراً للجانب الرسمي، متمنياً للحملة النجاح مستقبلاً بقدر نجاحها خلال الفترة الماضية”.

أما مستشار محافظة إب الشيخ أمين علاية، فقد أبدى تعاونه للانتصار لمظلومية الشعب اليمني، مناشداً المناهضين لجبروت تحالف الشر بفتح مطار صنعاء.

معاناةٌ كبيرةٌ لليمنيين في الخارج:

وإذا كان المواطنون اليمنيون في الداخل يعانون الأمرَّين، فَــإنَّ المغتربين في الخارج هم أَيْـضاً يواجهون الكثير من المتاعب والتحديات إزاء إغلاق مطار صنعاء الدولي.

وفي هذه الجزئية أفسح المؤتمرُ المجالَ أمام الناشطين وممثلي الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي للحديث عن هذه المعاناة.

ويتحدث ممثل الحملة في ألمانيا الأُستاذ يحيى الشرفي، عن معاناة أبناء الجاليات اليمنية في العالم بشكل عام، وفي ألمانيا بشكل خاص نتيجة حصار مطار صنعاء، متطرقاً إلى نقطة مهمه وحساسة عن الأثر الذي يصيب الأطفال مواليد الحرب، الذين لم يعرفوا وطنهم، ولم يعيشوا بيئتهم، مما سبب آثاراً كبيرة لا يشعر بها إلا المغتربون، مُشيراً كذلك إلى التكاليف الباهظة التي يتجرعها سفر أبناء الجالية اليمنية، أثناء رغبتهم في العودة إلى صنعاء، وحجم المعاناة في الطرقات التي يسلكونها أثناء المرور في المناطق الواقعة تحت سيطرة المرتزِقة.

وقال إن التعتيم الإعلامي لدول العدوان على مظلومية اليمن لا يزال قوياً، داعياً إلى ضرورة توسيع الجهود والتحَرّكات، للضغط على دول العدوان لرفع تعسفاتها، منوِّهًا إلى أن أبناء الجالية اليمنية في ألمانيا قد بذلوا ولا يزالون الكثير من الجهود، والتحَرّك وهم على استعداد لأي تصعيد تقره قيادة الحملة.

من جانبه يؤكّـد رئيس الفريق الخارجي للحملة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية الأُستاذ محمد الزبيدي، وهو كذلك كاتب وناشط سياسي أن الجالية اليمنية في الولايات الأمريكية سيكون لها نشاط قادم للمطالبة بفك الحصار عن مطار صنعاء بإذن الله.

أما الدكتور عصام العماد، أُستاذ الحوزة العلمية في قم المقدسة، عضو الفريق الاستشاري للحملة، فأشار إلى أن ما يحدث في بلادنا اليمن ما هو إلا تحقيقاً للأهداف الأمريكية والصهيونية، ينفذها ابن سلمان، وابن زايد.

وقال: “إن أفعالهما تتماهى مع المشروع الصهيوني، وأكبر دليل على ذلك هو مستوى الانحلال عن الأخلاق، الذي وصلت إليه المملكة السعوديّة، حَيثُ إن أولوياتِ هذين النظامَينِ العميلَينِ، هو تنفيذُ المشروع الأمريكي الذي أصبح من المسلَّمات لديهما”.

أصواتٌ عربيةٌ وأجنبية مع اليمن:

ولم يقتصرْ عقدُ المؤتمر على المتحدثين اليمنيين، بل أتاح الفرصةَ للناشطين العرب والأجانب من عدة دول عربية، حَيثُ أكّـدت الكلمات على أهميّة التحَرّك لمواجهة الغطرسة الأمريكية السعوديّة تجاه الشعب اليمني، وضرورة التحَرّك أَيْـضاً للضغط على دول العدوان لفتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية.

وأبدى رئيس جمعية شتات الفلسطيني، وتجمع عائدون، وممثل الحملة بالسويد العميد خالد السعدي، أسفه على ما يدور في اليمن، مشبهاً معاناة الشعب، بمعاناة الشعب الفلسطيني.

واستنكر السعدي مواقف الحكومات العربية تجاه اليمني وفلسطين، وقال: “لم تُفِد الشعارات، ولن يفيدَ سوى تحَرّك الأحرار من أبناء الشعوب”، داعياً بالنصر للشعب اليمني، ومؤكّـداً أن اليمن سينتصر ولن ينهزم، مقدماً كذلك الشكر للشعب اليمني على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية التي لم يَنْسَها على الرغم من جراحه الغائرة.

من جهتها أثنت الكاتبة والإعلامية ماجدة الموسوي، رئيس موقع صدى الولاية على الحملة الدولية، مرسلة أجمل التحايا إلى صنعاء من بيروت، وقالت: “نناشد الأمم الحرة -وليس الأمم المتحدة- بضرورة رفع الحصار عن مطار صنعاء، وننتقد بكل العبارات صمت المجتمع الدولي عن هذه المظلومية، داعية الشعب اليمني للصبر والثبات؛ لأَنَّ النصر قادم لا محالة.

من جانبها أوضحت الدكتورة عريب أبو صالحة -ممثل الحملة الدولية في فلسطين وسوريا، رئيس موقع رؤى الدولي-، أن الحصار على الشعب اليمني، هو حصار أمريكي وبريطاني بأيادٍ سعوديّة، وإماراتية، مشيرة إلى مدى التشابه والارتباط بين النظام السعوديّ، والكيان الصهيوني الذي تم غرسه في أرض الحرمين، منوّهة أن القوة هي السبيل الأمثل لاسترجاع الحقوق، معلنة استمرار دعمها وجهادها مع الشعب اليمني إلى حين الانتصار.

وعبر تسجيل صوتي أرسل إلى المؤتمر أوضح الشيخ فيصل النهام، أن إغلاق مطار صنعاء جريمة حرب يجب محاسبة العدوان عليها، داعياً إلى ضرورة التصعيد اللا محدود ضد دول العدوان.

بدوره قال رئيس الحملة الدولية لتحرير المقدسات وتدويل إدارتها بالقاهرة، الدكتور عبد الحميد هجرس: “آلمتني صورة لأطفال اليمن بعد أن تم قصفهم من قبل طيران العدوان الهمجي؛ مما جعلني أكتب مقالاً سميته: ماذا سيقول أطفال اليمن لأبنائهم بعد خمسين عاماً؟”.

وأوضح أن “دول العدوان تنتهج أُسلُـوب التعتيم الإعلامي على الشعوب، كما يحدث لدى الشعب المصري”، داعياً إلى ضرورة توثيق جرائم الحرب والمجازر التي نفذها العدوان في حق الشعب اليمني.

وانتقد الدكتور هجرس الانحلال عن الأخلاق الذي وصلت إليه السعوديّة، ناصِحاً بضرورة توسيع المساحات الإعلامية لجرائم اليمن، وداعياً الشعبَ اليمني إلى استثمار وجود قائدٍ فَذٍّ وشريف وزاهد وصادق السيد عبدالملك الحوثي؛ لنشر روح المحبة والتوائم والتفاهم، وتوحيد الصَفِّ ضد العدوان.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مطار صنعاء الدولی ة الشعب الیمنی معاناة الشعب مطار صنعاء ا دول العدوان الیمنی إلى العدوان فی السعودی ة فی الخارج إلى ضرورة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشعب اليمني.. جهوزية عالية لخوض المعركة ضد ثلاثي الشر

يمانيون/ تقارير

ثلاثي الشر يحاول تهيئة ظروف استعادة الهيبة المسفوحة في المياه العربية، وخلق بيئة الصدارة للكيان الصهيوني على رقاب دول المنطقة، واليمنيون يستعدون لترسيخ معادلة الثبات والكرامة.

الكيان الصهيوني يُراجع معطيات المعركة علّه يدرك مكامن إخفاقاته التي أوصلته إلى هذه النتيجة المخزية في مواجهة مجموعة مسلحة مقاومة من أبناء الشعب الفلسطيني المحتل تكافح لطرده من أرضها، والشعب اليمني يراقب أي سلوك متمرد للعدو على ما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتحرك في تأديب الكيان ومن يقف خلفه.

هذا الواقع المتغير يثير -إلى حد كبير- دول الغطرسة والاستعمار، فتراها تُلهب الأرض تحت أقدامها ذهابا وإيابا، تفكر في كيفية الخلاص من الكابوس اليمني.

وعن جهل أو مكابرة، حرّك العدو الأمريكي إمكاناته لتطويق الشعب اليمني في محاولة لهزيمته نفسيا، تمهيدا لشن عدوان عليه يهدف من خلاله إلى التخلص من هذا الخطر على الكيان الصهيوني، وإجبار اليمن على التسليم والدخول مع باقي الأنظمة في عباءة الهيمنة الغربية، فبدأ بالتهويل والترهيب الإعلامي عن تحركات لضرب قدرات اليمنيين، ثم التحشيد لمعركة الفصل المزعومة من أجل الحفاظ على هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة، في المقابل كان اليمن يدرك منذ الطلقة الأولى المساندة للشعب الفلسطيني في غزة أن موقفه الإنساني هذا سيكون له تبعاته، فقوى الشر لم تقبل يوما ولن تقبل أن يرتفع صوت عربي وإسلامي أكثر من الحدّ المسموح به، مع ذلك كان اليمنيون في مستوى التفاعل مع المخاطر التي تخطط لها أمريكا وأتباعها، وما انفكت الجموع اليمنية خلال عام من التجهيز والتحضير والاستعداد لمواجهة أي تصعيد عدواني للنيل من كرامته واستقلاله وخوض معركة الشرف والبطولة في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني وطرد الغزاة والمحتلين من أرض الوطن، فيما أكدت القوات المسلحة اليمنية الجمعة 17 يناير: “جهوزيتَها لأيَّةِ تطوراتٍ أَو تصعيدٍ أمريكيٍّ إسرائيليٍّ على بلدِنا”.

ظلت مظاهر الاستهداف الأمريكي لليمن تنُم في كل مرة عن شلل مستدام في استيعاب طبيعة هذا الشعب الذي يرفض الضيم ويأبى أن يستقوي أحد عليه، أو أن يجبره على فعل خارج مبادئه أو قناعاته، ولذلك ظلت أمريكا دائما تضع نفسها في المواقف المخزية، ومواقف الحسابات الساذجة في التعامل مع هذا الشعب.

 

 الرهان على الإيمان والثبات

خلال عام من عمليات الإسناد للمقاومة ومعركة طوفان الأقصى، وقبل ذلك خلال سنوات عدوان التحالف الأمريكي السعودي تمكن اليمن وبجدارة مشهودة من خلط كل الأوراق التي راهن عليها العدو للتمكن من البلد، وفرض معادلات مواجهة جديدة تحمل فقط البصمة اليمنية. تلاشت فيها تصورات التفوق العسكري وهالة القوة العالمية المتفردة أو الجيش الذي لا يقهر، إلى ما هنالك من شعارات التخويف والترهيب. وجعل الشعب اليمني من الإيمان والثبات على المبدأ رهانا أكيدا في الوصول إلى رد مخططات الأعداء ومؤامراتهم إلى نحورهم.

إثر ذلك صار اليمن -الذي كسر القواعد التقليدية والمسلمّات القائمة على استحالة مواجهة الأمريكي أو الإسرائيلي- حديث وجوهر نقاشات المؤسسات الغربية في محاولة لرسم واقع جديد تحركت فيه موازين القوى نحو ظهور لاعبين جدد من شأنهم التأثير على مجريات الأحداث الدولية، بعد عقود من الهيمنة الأمريكية للمشهد العالمي، وهو ما حرك أمريكا لاستعادة السيطرة على المنطقة وإعادة الأمور إلى ما وضعته هي كنصاب على الدول العربية ألا تتجاوزه.

 

الهيبة الأمريكية المسفوحة

اليمنيون اليوم مستعدون لكل التحديات، ولكل من يحاول فرض إرادته عليهم أو يتصور أن بمقدوره رسم الخطوط وإجبارهم على السير عليها، فيما ترامب يحاول استعادة الهيبة الأمريكية المسفوحة في معركة فرض الإرادة من جديد على المنطقة، ولم يُخف المدعو ترامب في خطابه قبيل دخوله البيت الأبيض في فترة رئاسية جديدة هذا الهدف الذي يعني سعيه بكل الأدوات لتحقيقه دون اعتبار لأي ثوابت أو قواعد، وهي عادة أمريكية منذ ظهورها على الخارطة قبل (250) سنة.

وحين يتحرك اليمنيون في اتجاه تثبيت إنجازاتهم النوعية خلال عقد من الزمن، فإنهم يجعلون من التقدم أكثر حائلا دون المساس بهذه الإنجازات من قبل الأعداء، على قاعدة “الهجوم خير وسيلة للدفاع” لذلك بات اليمن قوة مؤثرة بعد تحرره من الهيمنة الغربية، والأمريكية تحديدا فصنع السلاح النوعي الذي أعجز دول العقود الطويلة من الدراسات والتصنيع العسكري عن التعامل معها، وهذا الأمر جرى في فترات زمنية قياسية، ما يشير إلى قوة الإرادة والعزيمة وصدق الإيمان بأن البلطجة لا يمكن أن تمر على اليمنيين مهما كانت الأسباب ومهما كانت الإمكانات، وسيبقى اليمنيون يحاولون بمشيئة الله سبحانه امتلاك أدوات الردع الأكثر تأثيرا للأعداء.

 

مآلات أكثر إيلاما للعدو

في الأشهر الأخيرة ارتفعت وتيرة الاستعداد اليمني لمواجهة المؤامرات وكشفت عمليات القوات المسلحة بشقيّها: الإسنادية للشعب الفلسطيني أو الدفاعية ضد العدوان على بلدنا، عن مستويات من السلاح والتكتيك نجح في تجاوز خطوط دفاع العدو، ما شل قدرته على توسعة خياراته ليصير إلى نتيجة لا مفر منها وهي تلقي الضربة ومحاولة امتصاص تأثيرها، والشاهد على ذلك حاملات الطائرات الأمريكية الأربع التي لجأت مضطرة إلى قرار الفرار من مسرح العمليات. الشاهد أيضا ضرب السلاح اليمني عمق الكيان الصهيوني في يافا وعسقلان، وكذا ضرب أم الرشراش المزودة بخطوط دفاعية متعددة إسرائيلية أو أمريكية.

الحال مع حالة الاستنفار الشديدة في الوسط الشعبي يُنبئ بمآلات أكثر إيلاما حال فكّر العدو بارتكاب حماقة التصعيد غير المبرر ضد اليمنيين خصوصا وأنه سيأتي لهدف تأمين بيئة التمدد للكيان الصهيوني بعد اختراق سوريا وترهيب جبهات أخرى بمصير مماثل، إذ تشهد مختلف المناطق الحرة منذ أشهر تفاعلا كبيرا واحتشادا لافتا لإعلان الجاهزية الكاملة لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن والأمة، انطلاقا من الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية والسير على درب الأجداد أنصار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في الدفاع عن الإسلام ونصرة قضايا الأمة، هذا فضلا عن مسار التعبئة العسكرية حيث تم فيه “تدريب مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، ولا يزال مسار التعبئة العسكرية مستمرا، وإن شاء الله بما هو أكبر وأقوى” وفق السيد القائد، ليصير الغالبية في مستوى من الجاهزية لمواجهة أي تحرك يمكن أن يمس سيادة البلد واستقراره.

 

التحرك الذي أذهل العالم

خلال (15) شهراً لم يكل الشعب اليمني ولم يمل من التعبير عن وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني كمبدأ إيماني، ولذلك ظل دائما على وعي بأن أي تكالب للأعداء ضد اليمن إنما يأتي بسبب هذا الموقف، ما يؤكد للعالم بأسره وحشية الكيان الأمريكي وهو يدافع عن قتلة الأطفال ونساء فلسطين ويدفع لتهيئة الظروف المناسبة للعدو الإسرائيلي من أجل مواصلة حرب الإبادة في غزة، ولأجل ذلك لم يكن أمام الشعب اليمني التراجع أمام هذا الشر أو خذلان الشعب الفلسطيني وقد خذله الجميع وتركه وحيدا يواجه آلة القتل الأمريكية بأيد إسرائيلية. كما ولأجل ذلك لم يكن للتهويل باستهداف اليمن أي أثر على المعنويات أو موقف الشعب اليمني، كما لم يكن لمحاولات اختراق الوسط الشعبي أي مجال للوصول لهدف ضرب هذه اللُحمة الواحدة. لذلك قال السيد القائد الأحد: “لم يتأثر الموقف الشعبي بالحملات الدعائية التي نظمها الأمريكي كأكبر حملة إعلامية دعائية موجهة لاستهداف الشعب اليمني”، وقال: “الأمريكي فشل فشلا ذريعا وكاملا في التأثير على الموقف الشعبي ولم يتأثر بكل أنواع الضغوط”، وأضاف: “استمر شعبنا في موقفه حتى مع الضغوط على الملف الإنساني”.

على مدار (15) شهرا من العدوان الصهيوني على غزة كان التحرك الشعبي متكاملا بصورة أذهلت العالم وجعلته على قناعة بأن من الصعب التأثير عليه، فكانت هناك الوقفات والمسيرات والتظاهرات، فضلا عن الندوات والأنشطة المختلفة. وقد قاربت كل هذه الأنشطة المليون نشاط خلال هذه الفترة، وفيها كانت شعارات المشاركين تؤكد الاستعداد التام لأي طارئ والجاهزية لرد أي عدوان، وتقديم الغالي والنفيس والتضحيات دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية وانتصارا لقضايا الأمة، وكذا التأكيد على ثبات الموقف الإيماني والمبدئي في إسناد ومناصرة الأشقاء المظلومين في غزة، وبأن العدوان الأمريكي – الصهيوني – البريطاني على الوطن لن يزيد اليمنيين إلا بأسا وصلابة وإصرارا على المضي في طريق الجهاد والمواجهة المباشرة مع قوى الاستكبار العالمي.

يؤكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن “أي حماقة ومؤامرة على ‎اليمن سيتم مواجهتها وكسرها وهزيمتها”، وقال “لن نبقى مكتوفي الأيدي، والترسانة العسكرية لدينا فوق المتوقع”.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • الشعب اليمني.. جهوزية عالية لخوض المعركة ضد ثلاثي الشر
  • طائرة عمانية تغادر مطار صنعاء برفقة طاقم “جلاسكي ليدر”
  • طاقم سفينة “جالاكسي ليدر” يغادر مطار صنعاء الدولي
  • طاقم سفينة “جالاكسي ليدر” يغادر مطار صنعاء الدولي بعد الإفراج عنه
  • طائرة عمانية تقل 25 فردا من طاقم سفينة جالاكسي ليدر تغادر مطار صنعاء
  • العزي: سياسة أمريكا العدائية قد تنجح مع جميع دول العالم إلا اليمن
  • المرتضى يرد بسخرية على اتهامات “الإصلاح” بشأن الأسرى: دعوا الصورة تتحدث
  • مؤتمر بطولة الامارات الدولية للبولو بغنتوت
  • صنعاء: حملة منع الباصات بشارع الستين تتواصل .. وشرطة المرور تحدد العقوبة والهدف القادم؟
  • القاعدة تنعي مقتل اثنين من قياداتها في البيضاء