يدفعنا الفضول في بعض الأحيان إلى تنفيذ أفكار نادراً ما تخطر على البال، كزيارة متحف يحتوي على أسلحة نووية فتاكة، أو السفر لزيارة مواقع تم تفجير أسلحة ذرية فيها، كما فعلت حين سافرت إلى تشيرنوبيل في أوكرانيا، والتي تُعد أكبر مدينة نووية في العالم. ولا أُخفيكم سراً أنني شعرت ببعض الرهبة من وجود إشعاعات ضارة فيها، وقبل أن تسيطر علي مخاوفي، قررت طردها والمضي قدماً في رحلتي، فما هي إلا حياة واحدة، وأنا اخترت عيشها بكل ما فيها من محطات.


عام 1986، تعرضت تشيرنوبيل إلى إشعاع يزيد 400 مرة عن الإشعاع الذي أطلقته قنبلة هيروشيما، لكن، بعد مرور أكثر من 3 عقود على الكارثة النووية التي أصابت المدينة، تحولت المنطقة المحيطة بالانفجار إلى محمية طبيعية للحيوانات البرية، ووجهة معروفة للسياحة الذرية، لذلك كانت تجربة التجول بين بقايا الانفجار النووي مليئة بالإثارة. وأثناء تجوالنا، خضعنا لقياس المستوى الإشعاعي عدة مرات للاطمئنان بأن التلوث الإشعاعي الذي نتعرض له لا يتجاوز المعدل المسموح به.
يظن البعض أن مصطلح السياحة الذرية حديث، ولكنه ليس كذلك، ففي عام 1951، ساهمت السياحة الذرية بانتعاش الاقتصاد في نيفادا الأميركية، حيث بدأ السياح يتهافتون إليها للاستمتاع بمشاهدة غيمة فطر عيش الغراب التي يخلّفها الانفجار الهائل الناتج عن اختبارات القنابل النووية في صحراء نيفادا. وبعد الإعلان عن مخاطر الإشعاع النووي، تم حظر التجارب فيها عام 1963. وبالرغم من ذلك، لا يزال الكثير من السياح الذين يقصدونها لمشاهدة بقايا مدينة «دوم تاون» المزيفة والتي تم إجراء اختبار عليها وتدميرها بواسطة قنبلة نووية، بالإضافة إلى إحدى الحفر الهائلة التي خلّفتها إحدى الاختبارات النووية في الستينيات.
في موقع «ترينيتي»، بمنطقة ألاموغوردو بنيومكسيكو، وتحديداً في 16 يوليو 1945، شهد العالم أول تفجير نووي على الإطلاق. وفي عام 1965، تم إعلان موقع ترينيتي كمعلم تاريخي وطني، تم افتتاحه لاستقبال الزوار مرتين سنوياً، حيث يمكن للسياح مشاهدة بقايا القاعدة العسكرية، وبقايا نقاط المراقبة التي تقع على بُعد حوالي 9 كم من الموقع.
وبالرغم من مرور الزمن، تظل واقعة مدينتي هيروشيما وناجازاكي المرتبطتين بالقنبلة النووية من أكثر القصص المؤلمة على الإطلاق، وهذا ما جعل من هيروشيما وجهة شهيرة للسياحة الذرية، تضم عدداً من المعالم السياحية المميزة، وأشهرها الحديقة التذكارية للسلام، والتي تم تأسيسها تخليداً لذكرى ضحايا أول هجوم نووي في العالم عام 1945، وقلعة هيروشيما التي تحتوي على متحف يسلط الضوء على تاريخ المدينة، ومتحف هيروشيما للفنون الذي يتكون من 8 معارض فنية عالمية.
يرى البعض أن مثل هذه المغامرات أمر خطير، بينما يراها آخرون مغامرة لا تُنسى.. فماذا عنك؟.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: سياحة من نوع غريب علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى مدينة «ملقا»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد

إقرأ أيضاً:

ولي عهد رأس الخيمة يزور رجل الأعمال خالد عبدالله يوسف

 

زار سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، أمس، رجل الأعمال خالد عبدالله يوسف، في استراحته برأس الخيمة.
وتبادل سموه، وخالد عبدالله يوسف، الأحاديث الودية، حيث عبر خالد عبدالله عن شكره وتقديره لسمو ولي عهد رأس الخيمة على زيارته واهتمامه بالمواطنين وحرصه على الاطمئنان عليهم.
كما أعرب كل من الوليد وعبدالله وغيث، أبناء خالد عبدالله يوسف، عن بالغ شكرهم وتقديرهم لسمو ولي عهد رأس الخيمة، على هذه الزيارة الكريمة.
رافق سمو والشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، خلال الزيارة، الشيخ ارحمه بن سعود بن خالد القاسمي، مدير مكتب سمو ولي عهد رأس الخيمة.وام


مقالات مشابهة

  • النائبة هالة أبو السعد: الإعلام الإسرائيلي والغربي يحاول ابتزاز مصر.. وسيفشل
  • زيدو يوسف يقترب من الفتح
  • نازح من جباليا يبحث عن بقايا ذاكرته وسط الدمار الهائل.. أين بيتي؟ (شاهد)
  • عراقجي يبحث مع المدير العام للطاقة الذرية البرنامج النووي
  • بالفيديو .. عائلة فلسطينية تعثر على بقايا رجل مفقود تحت أنقاض أحد المنازل في غزة
  • ولي عهد رأس الخيمة يزور رجل الأعمال خالد عبدالله يوسف
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
  • في ذكرى الكارثة.. ترامب مدعو لزيارة هيروشيما وناغازاكي
  • ولي عهد رأس الخيمة يزور خالد عبدالله يوسف
  • الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك