بوعنق: «التفكير الاستراتيجي» تدرس استجواب الوزراء المعنيين
قال النائب خالد بوعنق لـ«الأيام»، بأن المسرّحين من شركة طيران الخليج، قالوا في في الاجتماع الذي عُقد أمس برئاسة رئيس مجلس النواب - وبحضور حوالي 30 نائبًا - بأن الشركة عُرضت عليهم الانتقال للعمل في شركة اخرى تابعة لمجموعة طيران الخليج، وبامتيازات مالية أقل ممّا يحصلون عليه في وظائفهم الحالية، وأنهم رفضوا تلك العروض.

وأكّد بوعنق أن هناك تضامنًا نيابيًا مع المسرّحين بضرورة عودتهم إلى مواقعهم الوظيفية من دون أي عروض أو خيارات للموظفين التي تشكل نوعًا من القيود والشروط التعجيزية. وأفاد في تصريح لـ«الأيام» بأن هناك اتفاقًا نيابيًا من الحاضرين للاجتماع أمس بتحريك الأدوات الدستورية اللازمة مطلع دور الانعقاد القادم، وذلك بهدف متابعة الموضوع وضمان حصول جميع المسرّحين على كامل حقوقهم وأوّلها وأهمّها العودة إلى وظائفهم السابقة، وضمان عدم تعرّضهم للمضايقة أو التطفيش. وقال بوعنق بأن المسرّحين أفادوا في الاجتماع أمس بأنهم يملكون خبرات كبيرة ومتراكمة في المجالات التي يعملون فيها، وأنّه لا يوجد أي مبرّر لنقلهم إلى شركة أخرى تعمل في مجال خدمات الضيافة والاستقبال رفيعة المستوى، وفي وظائف أقل من وظائفهم. ونُقل عن بوعنق بانهم تلقوا أمس اتصالات من رقم موبايل، حيث قدّمت لهم تلك العروض بالانتقال لشركة الاخرى، أو القبول بإنهاء الخدمات والإحالة للتقاعد، الأمر الذي يتناسب مع ظروفهم وأوضاعهم المالية. كما نُقل عن بعض المسرّحين بأنهم تعرّضوا خلال الفترة الماضية لمعاملة سيئة من قبل بعض المدراء التنفيذيين في الشركة والدفع بهم من أجل تقديم استقالاتهم، وأنّ لديهم مخاوف كبيرة عند عودتهم للشركة بأن يتم استمرار المعاملة السيئة. مشددًا على استمرار التحركات النيابية بمتابعة جميع الشركات الحكومية وعدم السماح بالتفريط بالعمالة البحرينية الكفوءة والمؤهلة والتي خدمت هذا الوطن.
خيار الاستجواب في السياق نفسه، قال النائب بوعنق -وبوصفه المتحدث الرسمي باسم كتلة التفكير الاستراتيجي تدرس خيار استجواب الوزراء المعنيين بتسريح العمالة الوطنية، وخصوصًا وزير العمل، والمعني بمتابعة ومراقبة تطبيق الشركات للقوانين والأنظمة وعدم التفريط في العمالة الوطنية تحت مبررات واهية من أي شركةٍ كانت، كما أنها ستدرس خيار الضغط من أجل إقالة أي مسؤول تنفيذي في أي شركة وطنية يفرّط في العمالة الوطنية أو يسعى لتطفيشها والضغط عليها وخصوصًا شركة طيران الخليج، والتي تصلنا الكثير من الشكاوى عنها بشأن عدم المحافظة على الكوادر الوطنية. وشدّد على أن الكتلة تضع في أولوياتها متابعة الحفاظ على نسب البحرنة ورفعها في الشركات الوطنية وجميع الشركات، وضرورة الاهتمام بالكفاءات الوطنية، وأنّها لن تدّخر جهدًا في متابعة ملف المسرحين من شركة طيران الخليج. وأكّد أن الكتلة تتضامن مع الموظفين المسرّحين، وتستعد للقيام بالمزيد من التحركات الداعمة التي تهدف للحفاظ على العمالة الوطنية في جميع الشركات، وخصوصًا الشركات الحكومية والتي هي أولى بالحفاظ على الكوادر الوطنية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا العمالة الوطنیة طیران الخلیج

إقرأ أيضاً:

من سوريا للسودان وبالعكس

 

من سوريا للسودان وبالعكس

فيصل محمد صالح

منذ أسابيع وكل الأنظار العربية تتجه نحو سوريا، فرحة ومشجعة ومرحبة في أغلب الحالات، ومشفقة ومتحيرة وحذرة في بعض الأحايين، ولكل ذلك أسباب قوية. من المؤكد أن هناك تعاطفاً كبيراً مع الشعب السوري بعد معاناته الطويلة، وفرحة حقيقية بأنه تخلص من نير الظلم والديكتاتورية وانفتحت أمامه آفاق جديدة، وطبيعي أيضاً أن يخالط ذلك بعض الحذر والإشفاق من أن تخفق التجربة السورية في منتصف الطريق كما حدث لتجارب ثورات «الربيع العربي» وما بعدها.

الناظر لمآلات هذه الثورات سيجد أن الحذر واجب ومبرر، فلم تنجُ أي من التجارب من انتكاسات حادة، أودت ببعضها تماماً، وجعلت بعضها الآخر يتأرجح. بل الأكثر إيلاماً أن بعض بلاد ثورات الربيع العربي انزلقت إلى مرحلة الحروب الأهلية والتمزق والانقسام. وبين هذا وذاك انقسم الناس، أقصد الذين كانوا يؤملون في هذه الثورات وليس أعداءها، في موقفهم اللاحق. قسم من الناس تعرَّض لانتكاسة حادة وأبدى ندماً على انخراطه في صفوف الثورة، ولو بالتشجيع من منازلهم، وبدا لهم أن حالة الاستقرار تحت الحكم الديكتاتوري ربما كانت أفضل حالاً من هذه الحالة، بينما انخرط قسم آخر في تحليل أسباب الانتكاسات وتنوعت مضاربه واتجاهاته.

في معظم تجارب «الربيع العربي» نجحت الحركة الجماهيرية في توحيد الشعوب حول مطلب إسقاط النظام، ثم واجهت بعد ذلك تحديات ما بعد مرحلة السقوط خالية الوفاض من النظرة العملية لمواجهة التحديات، أو بأسلحة أقل قدرة مما تتطلبه المرحلة ومواجهاتها. والأسلحة المقصودة هنا هي الفكر السياسي القادر على قراءة واقع البلاد وطبيعة التحديات والمنهج السليم للوصول للحلول وطرح برنامج عمل واقعي وممكن التحقيق في ظل الإمكانات المتاحة.

بعض التجارب افتقدت القيادة السياسية للحركة الجماهيرية لضعف الأحزاب والتنظيمات وغيابها الطويل عن الساحة نتيجة لعنف الأنظمة، وغياب تنظيمات المجتمع المدني والحركة النقابية فظهرت ملامح ضعفها منذ اللحظة الأولى وعجزها عن الوقوف في وجه الثورة المضادة ومراكز قوى النظام الذي سقط. وقد لا ينطبق هذا التوصيف على تجارب دول مثل تونس والسودان، في الأولى هناك مجتمع مدني قوي ومنظم وحركة نقابية فاعلة، مع طبقة وسطى قائدة ومستوى عالٍ من التعليم والثقافة، وفي حالة السودان هناك أحزاب تاريخية وحركة جماهيرية وتنظيمات نقابية صاحبة خبرات وتجارب طويلة في مقاومة الأنظمة الديكتاتورية.

في الحالتين، تونس والسودان، يبدو أن الخلافات بين القوى السياسية التي ساهمت في الثورة كانت هي نقطة الضعف الأساسية و«كعب أخيل» الذي استغلته القوى المتربصة بالتجربة. في حالة السودان كان المكون العسكري الذي صار شريكاً في مرحلة الانتقال، هو الخصم الذي يعمل على خلخلة السلطة المدنية لتسقط وينفرد بالحكم، وهو ما نجح فيه رغم حركة المقاومة الجماهيرية. لكن في تجربة تونس لا يبدو الأمر بهذا الوضوح؛ إذ إن المؤسسة العسكرية اتخذت موقف الحياد، ووصلت البلاد لمرحلة الانتخابات الحرة والمفتوحة، ثم حدث الانقلاب من داخل الصف المدني.

واحدة من النقاط التي تستحق الوقوف عندها هي أن هذه التجارب العربية لم تنظر لتجارب الدول القريبة منها، بل اكتفت بالنظر تحت قدميها، أو النظر بعيداً جداً؛ لهذا تكررت بعض الأخطاء بصورة كربونية من تجربة لأخرى. في متابعة لتجربة إحدى الدول العربية قرأت أنها أرسلت وفوداً إلى أميركا اللاتينية ودول البلقان لتتعلم منها تجربة الانتقال، ولا بأس من طلب العلم ولو في الصين أو أميركا اللاتينية، لكنها كررت أخطاء دولة مجاورة وبالمسطرة كما يقولون… حتى تم إجهاض مرحلة الانتقال.

الدرس المستفاد في كل هذه التجارب هو أن مرحلة الانتقال، طالت أو قصرت، هي مرحلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم بها حزب أو تيار منفرد، أو أن يفرض عليها برنامجه السياسي مهما ظن أن لديه قوة جماهيرية أو أنه صاحب الفضل في صناعة الثورة، وأنها لا يمكن أن تمر بسلام إلا بتنازلات متبادلة. قد يكون مفهوماً، بل ومطلوباً، في كثير من التجارب، إبعاد تنظيم أو حزب النظام الذي تم إسقاطه من المساهمة في مرحلة الانتقال، لكن أي إبعاد لأي مجموعات سياسية أو اجتماعية أخرى سيعني السير في طريق الفشل.

لسنا في موقع الناصح لغيره، ونحن أبناء تجربة منتكسة، لكننا نأمل في أن تتجنب سوريا أخطاءنا وأخطاء غيرنا… لعل وعسى.

نقلا عن الشرق الأوسط

الوسومالانتقال الديمقراطي السودان تونس سوريا

مقالات مشابهة

  • الروبوتات بدل العمالة في أكبر مشروع بناء بالعالم في السعودية
  • 643 وظيفة شاغرة في شركة اتصالات.. رابط التقديم والتخصصات المطلوبة
  • رئيس الهيئة الوطنية يلتقى رئيس مجلس إدارة شركة النايل سات
  • رئيس "الوطنية للإعلام" يجري جولة داخل شركة النايل سات
  • الفرقة الوطنية للدرك الملكي بالخميسات تواصل البحث في مشاريع وهمية تمت برمجتها خلال زيارة ملكية سابقة
  • رئيس «الوطنية للإعلام» يتفقد مقر شركة النايل سات 
  • رئيس الوطنية للإعلام يلتقي رئيس مجلس إدارة شركة النايل سات
  • محافظ الخرج يستقبل نائب الرئيس للتشغيل بالقطاع الأوسط في شركة المياه الوطنية
  • “الوطنية للنفط” تنفي دخولها في تسوية دين مع شركة ليتاسكو السويسرية
  • من سوريا للسودان وبالعكس