مينا سليمان: التقويم مقسم حسب مواسم «فيضان النيل والزرع والحصاد»
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أكد مينا سليمان، الباحث فى الشئون القبطية بالمركز الثقافى الأرثوذكسى، أن الأقباط يصلون صلوات بنغمات الفرح من 1 توت وحتى 19 من نفس الشهر حتى الاحتفال بعيد الصليب، مشيراً إلى أن التقويم القبطى امتداد للمصرى القديم ومقسَّم حسب مواسم الفيضان والزرع والحصاد.
عيد النيروز ما أصله التاريخى؟
- تعود بداية الاحتفال برأس السنة القبطية، الذى يُطلق عليه تقويم الشهداء، لعام 284م، وهو العام نفسه الذى اعتلى فيه ديوقلديانوس كرسى الإمبراطورية الرومانية، فقد جعل مسيحيو مصر هذا العام هو بداية تقويمهم القبطى (الشهداء) لأن ديوقلديانوس بداية من عام 303م تفنن فى تعذيب المسيحيين، وكان لمصر النصيب الأكبر من الشهداء الذين نالوا الاستشهاد على يد هذا الإمبراطور، لهذا بعد انتهاء عصر ديوقلديانوس أخذ المسيحيون من عام جلوسه على عرش الإمبرطورية 284م بداية التقويم المصرى (القبطى) وسموه تقويم الشهداء، نسبة للشهداء المسيحيين الذين قُتلوا بواسطة ديوقلديانوس.
لماذا يستخدم الفلاح التقويم القبطى؟
- يعد التقويم القبطى أقدم التقاويم حالياً، فهو يعتمد على نظام التقويم المصرى القديم، وقد اعتمد المصرى القديم على هذا التقويم لدقته المتناهية فى معرفة الأيام والمواسم التى من خلالها اعتمد عليها الفلاح المصرى القديم فى زراعة الأرض، وكذلك الأمر حتى وقتنا هذا، فما زالت الزراعة فى مصر قائمة على التقويم المصرى (القبطى)، الذى تنقسم فصوله إلى مواسم الفيضان والزرع والحصاد.
ارتبط عيد النيروز بالتراث المصرى فيمَ تجلى هذا الارتباط؟
- ارتبطت أنشطة الإنسان المصرى عبر التاريخ بهذا التقويم وقام بتحديد كل شىء عليه وكذلك الأعياد القومية والدينية؛ والمصريون رتبوا أمثالاً شعبية تناسب كل شهر من شهور السنة حسب حالة الجو الموجودة فى كل شهر؛ فشهر توت «فى توت اروى ولا تفوت» وعن بابة «بابة خش واقفل الدرابة (النافذة الصغيرة)» وفى رواية «خش واقفل البوابة»، وعن هاتور «هاتور أبوالدهب منثور (أى القمح)» وعن كيهك «كياك صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضّر عشاك!» ولكل شهر أمثاله الخاصة به.
لماذا يعد التقويم القبطى أحد أسباب الاختلاف بين الطوائف المسيحية؟
- هذا يعود إلى اختلاف الطوائف المسيحية فى الاعتماد على التقاويم، حيث تعتمد الكنائس الشرقية على التقويم القبطى وتحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك، وفقاً لما تم الاتفاق عليه فى مجمع نيقية مع كنائس العالم أجمع، وهو أن تعيّد كنائس العالم مع الأقباط فى نفس اليوم الذى هو أطول ليل وأقصر نهار والذى كان يوافق يوم 25 ديسمبر فى التقويم الرومانى الذى أصبح التقويم الميلادى (التقويم الشمسى) وذلك حتى سنة 1582. وأجرى بابا روما جريجوريوس تعديلاً فى التقويم الميلادى المعروف بالتعديل الجريجورى حالياً، حيث لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس فى موضعه، أى إنه لا يقع كما كان فى القديم، حيث قد حددوا من البداية أن عيد الميلاد يجب أن يأتى فى أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. وأمر البابا جريجوريوس بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجورى، وأصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا، ووضع البابا جريجوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) فى موقعه الفلكى (أطول ليلة وأقصر نهار) ولكن لم يُعْمَل بهذا التعديل فى مصر إلا ربما بعد دخول الإنجليز إليها فى أوائل القرن الماضى، فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس. وفى هذه السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير (بدلاً من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق) لأن هذا الفرق 13 يوماً لم يطرح من التقويم القبطى لكن ظل المصريون الأقباط يعيّدون فى 29 كيهك حسب تقويمهم الثابت.
عادات الأقباطيتزامن موعد عيد النيروز مع موسم البلح والجوافة وغيرهما، حيث نرى الكثير يتسابق على ربط هذه الفاكهة والاحتفال بالعيد، كما يصلون صلواتهم بنغمات الفرح فى هذا اليوم من اللحظة الأولى من السنة القبطية المعروفة بتقويم الشهداء، فنغمات الفرح تمتد من اليوم الأول من شهر توت، الذى هو أول شهور السنة القبطية، وتستمر إلى التاسع عشر من شهر توت، الذى تحتفل فيه الكنيسة المصرية بتذكار عيد الصليب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البابا تواضروس النيــروز عید المیلاد
إقرأ أيضاً:
إحالة المتهمين بقتل "مينا موسى" الشهير بـ ممرض المنيا للمفتي
قررت محكمة جنايات شمال القاهرة بالعباسية، اليوم الأحد إحالة المتهمين بإنهاء حياة «ممرض المنيا»، لفضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي بإعدامه.
وأحالت جهات التحقيق بالقاهرة، المتهمان إلى محكمة الجنايات العاجلة، على خليفة اتهامهما بقتل الممرض مينا موسى بعد فشلهما في الحصول على مبلغ مالي فدية.
تفاصيل تلك الواقعة البشعة التي شهدتها منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، بدأت حينما قامت أسرة شاب يدعى مينا موسى، ممرض، بالإبلاغ بالتغيب عن منزل العائلة بمحافظة المنيا، وتلقيهم اتصالا هاتفيا بطلب فدية مقابل إطلاق سراحه، وبإجراء التحريات وتتبع خط سيره انتهت خطة البحث باكتشاف مقتل مينا موسى وتقطيع جثمانه وإلقاء أشلائه بترعة الإسماعيلية، بعد التخلص منه في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.
بالبحث والتحري من قبل الأجهزة الأمنية تبين أن صديقه ممرض آخر هو من قام بمعاونة شاب آخر باستدراج مينا من محافظة المنيا مسقط رأسه إلى القاهرة، بحجة توفير فرصة عمل إضافية له في مجال العلاج الطبيعي مع مسن مقابل مبلغ مالي ضخم.
وتبين أن المجني عليه الممرض مينا موسى، يعمل في مجال التمريض بمحافظة المنيا، وكان يبحث عن فرصة عمل إضافية، وتواصل معه شابان بينهما زميل له عبر تطبيق واتساب، زعما توفير فرصة عمل له في مجال العلاج الطبيعي بالقاهرة، وتمكنا من استدراجه للقاهرة، وعقب ذلك قاما بخطفه واحتجازه ومطالبة أهليته بفدية مالية لإطلاق سراحه.
وأضافت التحريات أن الممرض مينا موسى حاول مقاومة الشابين، فأقدما على التخلص منه، وذبحه وتقطيع جثمانه وإلقاء أشلائه بعدد من المناطق من بينها ترعة الإسماعيلية وأخرى تم إلقاؤها في مقالب قمامة للتخلص منها عن طريق الكلاب الضالة التي تنهشها، وذلك عقب تنفيذ الجريمة البشعة داخل شقة في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.