الوطن:
2025-04-25@23:29:13 GMT

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا يكتب: عيد الشهداء

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا يكتب: عيد الشهداء

فى عيد النيروز نتأمل: كيف استخفَّ الملايين بالتعذيب والسجن والموت، وكيف تسابق أفراد الشعب من جميع الأعمار والأجناس والثقافات والطبقات الاجتماعية إلى الاستشهاد، وكيف تحولت جماعات المقبوض عليهم للمحاكمة قبل القتل إلى مواكب انتصار، فكانوا يرتدون أفخر الثياب وترتفع أصواتهم بالتهليل والترانيم وهم فى طريقهم إلى الاستشهاد لأنهم ماضون إلى العُرس السمائى.

كيف كانوا يرون ما لم يره مضطهدوهم، كانوا يرون السماء مفتوحة والمجد الذى ينتظرهم، وكيف أمكن للرجال بل والنساء والأطفال أن يبهروا الحكام بشهادتهم عن المسيح بقوة ومنطق أدهشهم، ورضاهم عن طيب خاطر أن يموتوا على اسم المسيح، بل وكيف تحول الاستشهاد إلى شهوة عند الغالبية، فتسابق الجميع إليه، حتى حاولت الكنيسة تقنين الاستشهاد، لتطلب من أولادها ألَّا يبادروا بالذهاب إلى الحاكم وإنما يجاهرون بإيمانهم بشجاعة متى سألوهم، ولكن ومع ذلك فإن الأكثرين كانت رغبتهم هى نوال إكليل الشهادة.

وكيف أبهر المسيحيون الحكام بثباتهم، وكيف كلما أمعن الولاة فى تعذيب المسيحيين زادوا إصراراً على التمسُّك بالمسيح، حتى اعترف أحدهم وهو يوليانوس الجاحد: «لقد غلبتنى أيها الجليلى!»، وكيف أسهم استشهاد الكثيرين فى إيمان ما لا يُحصى عددهم من الكثرة. انظروا إلى مواكب تمجيد الشهداء اليوم، وانظروا إلى تزاحم الشعب وهتاف التسبيح وزغاريد النساء، والتقاطر على مقصورات رفاتهم. انظروا كيف كان الشهيد يصلى قبل قتله من أجل قاتليه.

انظروا كيف أن النار والسيف والسحل والعصر وتقطيع الأعضاء لم يرهب المشاهدين، بل دفعهم أن يتخذوا دورهم فى طابور الاستشهاد. انظروا كيف أن تعذيب الزوجة والأبناء وقتلهم لم يُثنِ الآباء والأمهات عن المُضى قُدماً فى تسجيل شهادتهم عن المسيح بالدم، وكيف احتملوا التعذيب النفسى والتشهير والإساءة لبناتهم بكل الطرق ولم يبيعوا قضية إيمانهم.

لقد كانت عبارة ختام تحقيقات الحاكم، هى: «كُتِبت قضيته وأُمِر بقطع رأسه»، فصارت العبارة نفسها هى ختم مسيحيته وحبه للمسيح ولوحة الشرف وعنوان ثبات الإيمان. نعم لقد تألموا كثيراً، لا سيما حين يصر الحاكم على التفنُّن فى طرق التعذيب وإطالة أمده. لقد كان التفسير اليائس للحاكم لثبات المسيحيين حتى الموت هو أن «يسوع المصلوب هو ساحر» استطاع أن يسلب ويسبى عقول الشهداء، بل لقد أُصيب الكثير من الحكام بالذعر والجنون حين وجدوا الأطفال يجيبون بحكمة ومنطق يفوق الوصف، حتى لقد كان بعض من الحكام يضعفون لدقائق ويتمنون العفو عن المسيحى ولكنهم مضطرون للحكم عليهم لأنها أوامر رؤسائهم، تماماً مثلما حدث مع بيلاطس البنطى الذى تمنى إطلاق سراح المسيح ولكنه خاف من ملكه.

بل كم من مرة ألحَّ الشهيد على الحاكم بأن يمضى قدماً فى قتله لأنه يود أن يلتقى المسيح، وكم من مرة عرض الحاكم على البعض العفو عنهم فرفضوا أمام ذهوله، وكم من حاكم بالتالى آمن بسبب مشاعر الشهداء وشجاعتهم ومنطقهم، وانضم هو نفسه إلى طابور الشهداء.

إننا نُعيِّد لهم لأن لهم الفضل فى تسليم الإيمان، والشجاعة فى الشهادة للمسيح، فقد انتشرت المسيحية أقوى ما انتشرت بالاستشهاد. ونُعيِّد لهم لأنهم انتصروا على الألم الجسدى والإغراء والتهديد، وأعطوا أغلى ما يمكن أن يعطيه إنسان وهو حياته الأرضية، حباً بالمسيح الذى سفك دمه عنه. ونُعيِّد لهم لأنهم صاروا شفعاء لنا، ونُعيِّد لهم لأننا نفخر بأن أجدادنا كانوا شجعان وكانوا سمائيين واحتقروا أباطيل العالم.

لقد أصبحت ساحة الشهداء الشهيرة فى روما «الكولوزيوم» اليوم أعظم مزار فى الكرة الأرضية بعد الأراضى المقدسة، هكذا تحول تذكار الاستشهاد إلى واحد من أبهج الأعياد المسيحية طقساً وروحاً وشعبية. ولعل أجمل ما نختتم به هذه الكلمات هو ما ورد عن الشهيد أبوفام الأوسيمى، الذى ودَّع والديه وأصدقاءه ولبس حلة بهيَّة وذهب ومَنْطَق نفسه بمنطقة من ذهب وركب حصاناً، وكان يقول: «هذا هو يوم عُرْسِى الحقيقى، هذا هو يوم فرحى وسرورى بلقاء ملكى وإلهى سيدى يسوع المسيح».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا تواضروس النيــروز

إقرأ أيضاً:

واتساب تعلن عن ميزة متقدمة لخصوصية الدردشة .. ما هي وكيف تعمل؟

بدأ تطبيق واتساب، في طرح إعداد جديد يعرف باسم "الخصوصية المتقدمة للدردشة"، يهدف إلى تعزيز حماية المحادثات ومنع تسريبها أو تصديرها خارج التطبيق. 

واتساب تطلق ميزة "الخصوصية المتقدمة للدردشة" لحماية المحادثات من التسريب

ووفقا لما ذكره متحدث باسم واتساب لموقع The Verge، فإن هذه الميزة الجديدة تتيح للمستخدمين منع الآخرين من تصدير سجل الدردشة أو الحفظ التلقائي للصور ومقاطع الفيديو على ذاكرة الهاتف.

على خطى سناب شات.. واتساب يختبر ميزة اكتشاف لقطات الشاشة في الحالةحيل جديدة لاختراق الهواتف عبر واتساب وكيفية الحماية منهاكيف تعمل ميزة الخصوصية المتقدمة؟


بشكل افتراضي، يقوم واتساب بحفظ الوسائط كالصور والفيديوهات من المحادثات على الجهاز، كما يسمح بتصدير المحادثات سواء مع الوسائط أو بدونها. 

لكن مع تفعيل خيار "الخصوصية المتقدمة"، يتم تعطيل هذه الخيارات في كل من المحادثات الفردية والجماعية، إلى جانب تقييد إرسال الرسائل إلى Meta AI لأغراض مثل الاستعلامات أو توليد الصور داخل الدردشة.

ورغم هذه القيود، أكد المتحدث “زاده السواح” أن الميزة لا تمنع المستخدمين من التقاط لقطات شاشة أو حفظ الوسائط يدويا، وأوضح أن هذه مجرد "نسخة أولية" من الأداة، وأن الشركة تخطط لإضافة مستويات حماية أخرى مستقبلا.

وجاء في بيان واتساب:"نعتقد أن هذه الميزة ستكون مفيدة بشكل خاص في المحادثات الجماعية التي لا يعرف فيها الجميع بعضهم البعض بشكل وثيق، لكنها قد تتضمن معلومات حساسة".

وقد تم رصد هذه الميزة لأول مرة عبر موقع WABetaInfo، وهي متاحة الآن في أحدث إصدار من التطبيق، ويمكن تفعيلها من خلال قائمة الدردشة عبر اختيار "الخصوصية المتقدمة للدردشة".

تحديثات أخرى في النسخة التجريبية


وفي سياق متصل، أطلقت واتساب نسخة تجريبية جديدة لمستخدمي أندرويد، تضمنت تحسينات في خصائص المكالمات الصوتية والمرئية لجعلها أكثر سهولة وفعالية.

كما أضافت تحديثا يبسط التعامل مع الملصقات، حيث أصبح بإمكان المستخدمين إنشاء وتعديل حزم الملصقات دون مغادرة الدردشة.

مقالات مشابهة

  • المونسنيور دييغو رافيلي: الجنازة ستُقام وفق طقس الراعي وليس الحاكم
  • أخرجته حفيدته.. الحاكم العسكري فيلم عن واقع فلسطين منذ النكبة
  • عون: السياسة لخدمة الإنسان لا الحاكم
  • تظهر فجر الجمعة.. ما هي ظاهرة القمر المبتسم وكيف يمكن مشاهدتها؟
  • اجتماع مجمع كهنة المنصورة بحضور الأنبا أكسيوس أسقف الإيبارشية | صور
  • واتساب تعلن عن ميزة متقدمة لخصوصية الدردشة .. ما هي وكيف تعمل؟
  • عبد المسيح : هل تكون بداية المحاسبة مع اقرار قانون رفع السرية المصرفية؟
  • حاجة غريبة.. زاهى حواس يرد على خرافة دفن السيد المسيح تحت الهرم
  • البابا تواضروس الثاني يرسل وفداً كنسياً للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس
  • بتكليف من البابا تواضروس .. إرسال 3 أساقفة لحضور جنازة البابا فرنسيس