الوطن:
2024-10-02@03:03:48 GMT

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا يكتب: عيد الشهداء

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا يكتب: عيد الشهداء

فى عيد النيروز نتأمل: كيف استخفَّ الملايين بالتعذيب والسجن والموت، وكيف تسابق أفراد الشعب من جميع الأعمار والأجناس والثقافات والطبقات الاجتماعية إلى الاستشهاد، وكيف تحولت جماعات المقبوض عليهم للمحاكمة قبل القتل إلى مواكب انتصار، فكانوا يرتدون أفخر الثياب وترتفع أصواتهم بالتهليل والترانيم وهم فى طريقهم إلى الاستشهاد لأنهم ماضون إلى العُرس السمائى.

كيف كانوا يرون ما لم يره مضطهدوهم، كانوا يرون السماء مفتوحة والمجد الذى ينتظرهم، وكيف أمكن للرجال بل والنساء والأطفال أن يبهروا الحكام بشهادتهم عن المسيح بقوة ومنطق أدهشهم، ورضاهم عن طيب خاطر أن يموتوا على اسم المسيح، بل وكيف تحول الاستشهاد إلى شهوة عند الغالبية، فتسابق الجميع إليه، حتى حاولت الكنيسة تقنين الاستشهاد، لتطلب من أولادها ألَّا يبادروا بالذهاب إلى الحاكم وإنما يجاهرون بإيمانهم بشجاعة متى سألوهم، ولكن ومع ذلك فإن الأكثرين كانت رغبتهم هى نوال إكليل الشهادة.

وكيف أبهر المسيحيون الحكام بثباتهم، وكيف كلما أمعن الولاة فى تعذيب المسيحيين زادوا إصراراً على التمسُّك بالمسيح، حتى اعترف أحدهم وهو يوليانوس الجاحد: «لقد غلبتنى أيها الجليلى!»، وكيف أسهم استشهاد الكثيرين فى إيمان ما لا يُحصى عددهم من الكثرة. انظروا إلى مواكب تمجيد الشهداء اليوم، وانظروا إلى تزاحم الشعب وهتاف التسبيح وزغاريد النساء، والتقاطر على مقصورات رفاتهم. انظروا كيف كان الشهيد يصلى قبل قتله من أجل قاتليه.

انظروا كيف أن النار والسيف والسحل والعصر وتقطيع الأعضاء لم يرهب المشاهدين، بل دفعهم أن يتخذوا دورهم فى طابور الاستشهاد. انظروا كيف أن تعذيب الزوجة والأبناء وقتلهم لم يُثنِ الآباء والأمهات عن المُضى قُدماً فى تسجيل شهادتهم عن المسيح بالدم، وكيف احتملوا التعذيب النفسى والتشهير والإساءة لبناتهم بكل الطرق ولم يبيعوا قضية إيمانهم.

لقد كانت عبارة ختام تحقيقات الحاكم، هى: «كُتِبت قضيته وأُمِر بقطع رأسه»، فصارت العبارة نفسها هى ختم مسيحيته وحبه للمسيح ولوحة الشرف وعنوان ثبات الإيمان. نعم لقد تألموا كثيراً، لا سيما حين يصر الحاكم على التفنُّن فى طرق التعذيب وإطالة أمده. لقد كان التفسير اليائس للحاكم لثبات المسيحيين حتى الموت هو أن «يسوع المصلوب هو ساحر» استطاع أن يسلب ويسبى عقول الشهداء، بل لقد أُصيب الكثير من الحكام بالذعر والجنون حين وجدوا الأطفال يجيبون بحكمة ومنطق يفوق الوصف، حتى لقد كان بعض من الحكام يضعفون لدقائق ويتمنون العفو عن المسيحى ولكنهم مضطرون للحكم عليهم لأنها أوامر رؤسائهم، تماماً مثلما حدث مع بيلاطس البنطى الذى تمنى إطلاق سراح المسيح ولكنه خاف من ملكه.

بل كم من مرة ألحَّ الشهيد على الحاكم بأن يمضى قدماً فى قتله لأنه يود أن يلتقى المسيح، وكم من مرة عرض الحاكم على البعض العفو عنهم فرفضوا أمام ذهوله، وكم من حاكم بالتالى آمن بسبب مشاعر الشهداء وشجاعتهم ومنطقهم، وانضم هو نفسه إلى طابور الشهداء.

إننا نُعيِّد لهم لأن لهم الفضل فى تسليم الإيمان، والشجاعة فى الشهادة للمسيح، فقد انتشرت المسيحية أقوى ما انتشرت بالاستشهاد. ونُعيِّد لهم لأنهم انتصروا على الألم الجسدى والإغراء والتهديد، وأعطوا أغلى ما يمكن أن يعطيه إنسان وهو حياته الأرضية، حباً بالمسيح الذى سفك دمه عنه. ونُعيِّد لهم لأنهم صاروا شفعاء لنا، ونُعيِّد لهم لأننا نفخر بأن أجدادنا كانوا شجعان وكانوا سمائيين واحتقروا أباطيل العالم.

لقد أصبحت ساحة الشهداء الشهيرة فى روما «الكولوزيوم» اليوم أعظم مزار فى الكرة الأرضية بعد الأراضى المقدسة، هكذا تحول تذكار الاستشهاد إلى واحد من أبهج الأعياد المسيحية طقساً وروحاً وشعبية. ولعل أجمل ما نختتم به هذه الكلمات هو ما ورد عن الشهيد أبوفام الأوسيمى، الذى ودَّع والديه وأصدقاءه ولبس حلة بهيَّة وذهب ومَنْطَق نفسه بمنطقة من ذهب وركب حصاناً، وكان يقول: «هذا هو يوم عُرْسِى الحقيقى، هذا هو يوم فرحى وسرورى بلقاء ملكى وإلهى سيدى يسوع المسيح».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا تواضروس النيــروز

إقرأ أيضاً:

 متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان

#سواليف

يرى محللان عسكريان أن العملية البرية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان قد تكون وشيكة، غير أن توقيتها وطبيعتها يخضعان لعوامل ميدانية وإستراتيجية متعددة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن إسرائيل تستعد لاجتياح “وشيك” للبنان، وسط قلق أميركي من توسع نطاق الحرب، ودعوات بريطانية وفرنسية إلى عدم شن هجوم بري على لبنان.

وفي تحليل للمشهد العسكري، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن العملية قد تنطلق في غضون ساعات أو أيام، وهي مرهونة بالظروف الميدانية والموضوعية واستكمال التحضيرات اللازمة.

مقالات ذات صلة القسام تعلن تفجير حقل ألغام في قوة هندسية إسرائيلية شرق خان يونس 2024/09/30

ويتوقع الدويري أن تتخذ العملية شكل مناورة متعددة الأبعاد، تشمل هجوما رئيسيا وآخر ثانويا، إضافة إلى هجوم مساند، في إطار ما يعرف بالعمليات العسكرية المشتركة.

ويفصّل الدويري سيناريو محتملا للعملية، حيث تبدأ بقتال في الجبهة الأمامية، مع احتمال تنفيذ عمليات إنزال في العمق وهجوم مساند في محور آخر.

هجوم ثانوي
ويرجح الدويري أن يكون الجهد الرئيسي والهجوم الأساسي في المنطقة الوسطى بين بنت جبيل وعيتا الشعب وحولا، مع إمكانية تعزيز الهجوم الثانوي من البحر، مصحوبا بعمليات إنزال وحملة جوية واسعة النطاق.

وفيما يتعلق بعمق العملية، يشير الدويري إلى وجود عوامل ضاغطة على جيش الاحتلال قد تدفعه لتوسيع نطاق العملية، فحتى لو بدأت العملية بعمق 5 كيلومترات، فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تدعو إلى تعزيز النجاح وتطويره، مما قد يؤدي إلى توسيع العملية وصولا إلى نهر الليطاني في حال تحقيق نجاحات أولية.

ويلفت الدويري الانتباه إلى أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها حزب الله، والتي قد يصل مداها إلى ما يتجاوز 300 كيلومتر/ويعتقد أن إسرائيل تستهدف مناطق التكديس والمصانع والمستودعات المرتبطة بهذه الصواريخ، خاصة في مناطق شمال بعلبك وقرب الهرمل.

كما يشير الدويري إلى هدف العمل خلف خطوط العدو، وهو تحديث بنك المعلومات الاستخباراتية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة والتغيرات المحتملة في الخطة الدفاعية لحزب الله.

من جانبه، يركز العميد إلياس حنا على الانتشار العملياتي لحزب الله، مشيرا إلى أهمية مناطق نصر وعزيز وبدر كمركز للتماس الأساسي، ويرى أن المعركة الحاسمة ستكون بين منطقتي نصر وعزيز، حيث يعتمد حزب الله على الدفاع الإستراتيجي لحماية منظومته الصاروخية.

عمق العملية

ويعتقد حنا أن جيش الاحتلال لن يقبل بالدخول في حرب وفق شروط حزب الله، مشددا على أن عمق العملية سيعتمد على رغبة إسرائيل في كسب الوقت والمساحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة كلما توغلت القوات.

ويرى حنا أن توغل القوات الإسرائيلية وبقاءها في الأراضي اللبنانية قد يحولها إلى أهداف سهلة، فضلا عن حاجتها إلى نشر عدد كبير من الوحدات للحفاظ على وجودها، كما يشير إلى أن هذا التوغل سيعيد الشرعية لحزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال.

ويقارن حنا بين الوضع الحالي وحرب 2006، مشيرا إلى الاختلافات في الجهوزية والتحضيرات، ويستذكر معركة وادي الحجير، حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة دون تحقيق أهدافها.

ويؤكد أن نجاح العملية الحالية سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد حزب الله وتحضيره لأرضية المعركة للقتال التراجعي والدفاع المرن.

كما يلفت حنا الانتباه إلى الاختلافات بين البيئة التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان مقارنة بما واجهه في قطاع غزة، مؤكدا على الطبيعة الجبلية للأرض اللبنانية وتأثيرها على سير العمليات.

مقالات مشابهة

  • رهبان جدد بدير "الشايب" بالأقصر
  • الأنبا مارك يشارك في احتفالات الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية بتكريس زيت الميرون
  •  متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان
  • تسييم 3 رهبان بدير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر.. صور
  • رسامة 3 رهبان جدد لدير الشايب بالأقصر
  • تسييم 22 شماسا بكنيسة رئيس الملائكة بالمنيا
  • كاهن الروم الأرثوذكس: تحملوا الألم مثلما تحمل المسيح
  • اليابان: مصادر مقربة ترجح أن يقوم الزعيم الجديد للحزب الحاكم بحل مجلس النواب الشهر المقبل
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل الأنبا باڤلوس أسقف اليونان
  • بعد فوزه برئاسة الحزب الحاكم.. وزير دفاع سابق سيصبح رئيس وزراء اليابان