مهدت إدارة بايدن الطريق للإفراج عن خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران من خلال إصدار تنازل شامل للبنوك الدولية لتحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة من كوريا الجنوبية إلى قطر دون خوف من العقوبات الأمريكية. 

 

ووقع وزير الخارجية أنتوني بلينكن على الصفقة أواخر الأسبوع الماضي، لكن لم يتم إخطار الكونجرس بالقرار حتى يوم الاثنين، وفقًا للإخطار الذي حصلت عليه وكالة أسوشيتد برس.

 

من المرجح أن يثير التنازل انتقادات للرئيس جو بايدن من الجمهوريين وغيرهم بأن الاتفاق سيعزز الاقتصاد الإيراني في وقت تشكل فيه إيران تهديدا متزايدا للقوات الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط.

 

يعني التنازل أن البنوك الأوروبية والشرق أوسطية والآسيوية لن تتعارض مع العقوبات الأمريكية في تحويل الأموال المجمدة في كوريا الجنوبية وتحويلها إلى البنك المركزي القطري، حيث سيتم الاحتفاظ بها لإيران لاستخدامها في شراء السلع الإنسانية.

 

كان تحويل مبلغ الستة مليارات دولار عنصراً حاسماً في صفقة إطلاق سراح السجناء، والتي شهدت نقل أربعة من المعتقلين الأمريكيين الخمسة من السجون الإيرانية إلى الإقامة الجبرية الشهر الماضي. وكان المعتقل الخامس قيد الإقامة الجبرية بالفعل.

 

بسبب العقوبات الأمريكية العديدة على البنوك الأجنبية التي تشارك في معاملات تهدف إلى إفادة إيران، امتنعت العديد من الدول الأوروبية عن المشاركة في التحويل. ويهدف تنازل بلينكن إلى تخفيف مخاوفهم بشأن أي خطر للعقوبات الأمريكية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بايدن ايران

إقرأ أيضاً:

أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية

قال أنيرودا ساها، زميل الأبحاث في قسم العلوم السياسية بجامعة أكسفورد، إن السياسة الخارجية الأمريكية تمر بمرحلة حرجة، وأمام إدارة الرئيس الجديد ترامب 3 استراتيجيات رئيسة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، هي: إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي، وتكثيف العقوبات، والتفكير في توجيه ضربات عسكرية للمنشآت الإيرانية.

أكثر الخيارات تطرفاً هو توجيه ضربات جوية وقائية



وحفز هذا النقاش تقرير صادر عن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أكد أن تخصيب اليورانيوم في إيران يقترب من مستويات صالحة لصنع الأسلحة، وتخطط إيران لتثبيت آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة. ويطرح كل خيار تحديات كبيرة، وفق المقال المنشور بموقع "آسيا تايمز". إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي

صُممت "خطة العمل الشاملة المشتركة"، التي تم التوصل إليها في عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، للحد من القدرات النووية الإيرانية في مقابل تخفيف العقوبات. وبموجب الاتفاق، خفضت إيران مخزونها من اليورانيوم بنسبة 98٪ وحددت مستويات التخصيب إلى 3.67٪، وهو أقل بكثير من العتبة المطلوبة للأسلحة النووية.
ومع ذلك، تخلى ترامب عن "خطة العمل الشاملة المشتركة" في عام 2018، واصفاً إياها بأنها "بالغة السوء"، و"تعمل من جانب واحد"، مشيراً إلى انطوائها على تدابير تحقق غير كافية، وفشلها في معالجة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم الإرهاب. وساهم انسحابه في زيادة المشاعر المعادية لأمريكا داخل إيران، مما أدى إلى تعقيد احتمالات إعادة التفاوض.
وكشف الرأي العام في إيران عن انعدام ثقة عميق في الولايات المتحدة. فبعد انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة، عارض 70% من الإيرانيين تقديم تنازلات من أجل اتفاق جديد. وتفاقمت موجة انعدام الثقة بسبب الضربة الجوية الأمريكية بطائرة دون طيار التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عام 2020، وهو الحدث الذي تعهد آية الله علي خامنئي بالانتقام منه، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.

Trump has few good options to stop Iran from getting the bomb https://t.co/NzsVZK4P8b pic.twitter.com/fkNWNd3Tvb

— Asia Times (@asiatimesonline) January 21, 2025

ورغم أن بعض صناع السياسات في واشنطن يؤيدون العمل على اتفاق نووي محسَّن، يرى الكاتب استحالة عودة طهران إلى المفاوضات، بالنظر إلى موقف النظام المتشدد والاستنكار المحلي الواسع النطاق للمبادرات الأمريكية.

تكثيف العقوبات

وسعت حملة "أقصى ضغط" التي طبقها ترامب في فترته الأولى إلى شل اقتصاد إيران من خلال فرض عقوبات صارمة. لكن هذا النهج أدى إلى ترسيخ تحدي طهران، وتعزيز الخطاب المناهض لأمريكا. فقد صورت القيادة الإيرانية باستمرار العقوبات على أنها أعمال "إرهاب اقتصادي"، وأدوات "غطرسة عالمية".
وصاغ آية الله خامنئي هذه التدابير على أنها محاولات لإخضاع إيران للإمبريالية الغربية، وهي الرواية التي يتردد صداها لدى العديد من الإيرانيين. وفي استطلاع أجري عام 2024 وشمل 2280 إيرانياً، أيد ما يقرب من 70٪ السعي إلى الحصول على الأسلحة النووية، مما يعكس التحدي العام المتزايد ضد الضغوط الخارجية.

https://t.co/HyrhVaODPM
Trump has few good options to stop Iran from getting the bomb
Would Trump consider preventative airstrikes on Iran’s nuclear facilities if and when ‘maximum pressure’ tactics fail?
by Aniruddha Saha
January 21, 2025

— Capt.Dr.S.G Naravane (@sgnaravane) January 21, 2025

وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، يظل البرنامج النووي الإيراني صامداً. فتمتلك البلاد أكثر من 5 أطنان من اليورانيوم المخصب، وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يوليو (تموز) 2024 من أن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة، في غضون 12 يوماً.
وقد يؤدي فرض المزيد من العقوبات إلى تعميق عزم إيران على مقاومة النفوذ الأمريكي، بدلاً من تحفيز المشاركة الدبلوماسية. علاوة على ذلك، فإن العقوبات تخاطر بدفع إيران إلى التحالفات الاستراتيجية مع الصين وروسيا، مما قد يقوض النفوذ الغربي.

الضربات العسكرية على المنشآت الإيرانية وأوضح الكاتب أن أكثر الخيارات تطرفاً هو توجيه ضربات جوية وقائية إلى المواقع النووية الإيرانية. ويمثل هذا النهج انحرافاً عن سياسات الاحتواء الأمريكية التقليدية، من خلال الوسائل الاقتصادية، وينطوي على خطر تصعيد الأعمال العدائية.
توضح الأحداث الأخيرة العواقب المحتملة. في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية منشأة "طالقان 2" للأبحاث النووية الإيرانية في أعقاب الهجمات الإيرانية على الأراضي الإسرائيلية. ودفعت الضربات طهران إلى خطاب قوي، حيث هدد آية الله خامنئي "برد قاس"، وألمح إلى تحول محتمل في العقيدة النووية الإيرانية.
وبينما قد يؤخر العمل العسكري التقدم النووي الإيراني، فإنه يخاطر باستفزاز نظام الملالي، وتعزيز عزمه على تسريع طموحاته النووية. وقد تؤدي الضربات العسكرية إلى تنفير حلفاء الولايات المتحدة الحذرين من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، مما يعقد استراتيجية واشنطن الجيوسياسية الأوسع نطاقاً. موازنة المخاطر والنتائج وقال الكاتب إن أياً من الخيارات المتاحة لترامب لا تقدم مساراً مباشراً لمنع إيران من تحقيق أهدافها النووية، مستبعداً أن يتم إعادة التفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة، في ضوء عدم ثقة إيران بالولايات المتحدة، كما أن تصعيد العقوبات يهدد بترسيخ معارضة طهران، وقد تؤدي الضربات العسكرية إلى تصعيد الأزمة دون ضمان نتائج طويلة الأجل.
وبدلاً من متابعة هذه الاستراتيجيات المحفوفة بالمخاطر، يقترح الكاتب نهجاً أكثر حذراً يتمثل في مراقبة سلوك إيران، لتقييم ما إذا كانت صراعاتها الاقتصادية تدفعها إلى العودة إلى المفاوضات، أو التحالف الوثيق مع الصين وروسيا، ومن خلال تبني سياسة "المراقبة والانتظار"، يمكن للولايات المتحدة تجنب مخاطر التدخل العدواني، مع وضع نفسها في موقف يسمح لها بالاستجابة للتحولات في التحالف الجيوسياسي لإيران.

مقالات مشابهة

  • إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
  • أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
  • إيران: مستعدون للتفاوض مع ترامب
  • الخارجية الإيرانية عن التفاوض مع ترامب: هو الطريق الأكثر عقلانية
  • بايدن يصدر عفوا عن شقيقيه وزوجته قبل دقائق من تنصيب ترامب
  • الصول يحذر من المساس بالأصول الليبية المجمدة وأرباحها
  • احمي أموالك.. ما العقوبات القانونية لـ«المستريحين» وكيف تستعيد حقوقك؟
  • انقطاعات الكهرباء في إيران تدمر الصناعة وسط مخاوف من ضغوط ترمب
  • الترجمان: فك الحظر على أصول ليبيا بالخارج فرصة لحكومة الدبيبة لإطلاق الأيدي عليها
  • ريح دماغك.. خطوات تحويل الأموال من الخارج عن طريق «إنستا باي»