الأقباط يستقبلون رأس السنة القبطية بالأغاني التراثية.. وقداسات بـ«الطقس الفرايحي»
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
يستقبل الأقباط الأرثوذكس، غدا، رأس السنة القبطية الجديدة 1740 قبطى، وهو اليوم المعروف بـ«عيد النيروز»، الذى عرفه الأقباط منذ القرن الثالث الميلادى، ويعد امتداداً للتقويم المصرى القديم، الذى يتكون من 13 شهراً، وهو تقويم نجمى يتبع دورة نجم الشعرى اليمانية، التى تبدأ من يوم 11 سبتمبر، إلا أنه هذا العام بسبب «السنة الكبيسة»، تم ترحيل بدايته المعتادة لتكون يوم 12 سبتمبر.
وسُمى رأس السنة القبطية باسم عيد النيروز، حيث إن كلمة نيروز تعنى فى اللغة القبطية «الأنهار»، وهو موعد اكتمال موسم فيضان النيل، وتُعد بداية السنة القبطية بداية السنة الزراعية فى مصر.
وتقيم الكنائس القبطية الأرثوذكسية بهذه المناسبة قداسات فى جميع كنائس وإيبارشيات الكرازة المرقسية فى الداخل والخارج، وتصلى الكنيسة فى القداس الإلهـى بـالطقس الفرايحى من أول توت حتى 16 توت، ومن 17 تـوت إلى 19 تـوت بالطقس الفرايحى والشعانينى، احتفالاً بعيد الصليب، حسب الاعتقاد المسيحى.
البابا تواضروس: من أقدم الأعياد ومفتتح التقويم القبطى وبدأ فى 284 ميلادية وقت بدء حكم الطاغية «دقلديانوس»وقال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن عيد النيروز من أقدم الأعياد، وهو العيد الذى يتم فيه افتتاح التقويم القبطى الذى بدأ فى 284م وقت من وصفه بـ«الطاغية» دقلديانوس، أحد أباطرة الرومان، الذى قيل إن عهده كان أشد عصور الاضطهاد ضد المسيحية قسوة، حيث تم فى هذا الوقت تصفير السنة المصرية القديمة، التى كانت تحمل وقتها رقم 4525، وتزامنت مع عام 284 ميلادى، لتبدأ السنة القبطية الأولى.
ويتميز عيد النيروز بطقوسه الخاصة عند الأقباط الأرثوذكس، حيث يقبلون خلاله على أكل البلح الأحمر والجوافة، وحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتم إرجاع هذين النوعين من الفاكهة إلى رموز دينية، فلون البلح «الأحمر» يرمز إلى دم «الشهداء»، وحلاوة «البلح» تُشبّهها الكنيسة بحلاوة الإيمان المستقيم، كناية عما تعنيه كلمة «الأرثوذكسية»، أما صلابة «نواة البلح»، فتشير الكنيسة إلى أنها ترمز إلى تذكر قوة الشهداء الروحية وصلابتهم وتمسّكهم بإيمانهم حتى الموت، أما الجوافة فتقول الكنيسة إن قلبها «الأبيض» يرمز إلى قلب «الشهداء»، ووجود «بذور» كثيرة داخلها، فى إشارة إلى كثرة عدد الشهداء.
وكان من عادات المصريين القدماء أن يربطوا بين طرح الأرض وأعيادهم، كما كان من عادات العيد التى اندثرت أن يذهب الأقباط إلى النيل فى ذلك اليوم للاغتسال وكانوا يرشون بيوتهم بماء النيل فى أول أيام السنة الجديدة لـ«البركة».
وفى الكتاتيب التى لم تعد موجودة كانوا يصنعون أشكالاً يسمونها نوارى ويزينونها بالصلبان وصور الملائكة والشهداء، وربما أخذ المعلم أولاده فى الكتاب إلى النيل للاغتسال والاحتفال، وظل ذلك معمولاً به إلى قُرب نهاية القرن التاسع عشر.
ويرنّم الأطفال ترنيمة تراثية تقول «يا بلح لونك أحمر زى دم غزير روى أرضنا رى.. دم غزير دم الشهداء.. يا بلح قلبك أبيض زى قلب نظيف وبيضوى ضى.. قلب نظيف قلب الشهداء.. يا بلح بذرك ناشف زى الإيمان الصلب الحى اللى كان عند الشهداء».
«يوساب»: من عادات المصريين القدماء الربط بين طرح الأرض وأعيادهم واختيار «البلح والجوافة» يرمز إلى دم الشهداء وكثرة عددهم والقلب الأبيضوقال القس يوساب عزت، أستاذ القانون الكنسى والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية، إنه فى هذا العيد تنظم الكنائس المصرية الاحتفالات، ويتم فيها توزيع فاكهتى «البلح والجوافة» تيمّناً بعيد النيروز أول توت وحتى اليوم السابع عشر فيه، تذكار عيد الصليب، حسب الاعتقاد المسيحى، تكريماً وتمجيداً لشهداء الكنيسة.
وعن اختيار الفاكهتين دون غيرهما قال «عزت» إن ذلك يعود إلى أن البلح الأحمر قشرته الخارجية ترمز إلى لون الدم وترمز إلى دم الشهداء، وقلب البلح أبيض ناصع يرمز إلى نقاء قلب الشهداء، أما نواة البلح الصلبة فترمز إلى إيمان الشهداء الثابت، فلا يمكن كسر قلب النواة.
أما الجوافة فيتم اختيارها، لأن قلبها أبيض مثل الشهداء الذين سُفكت دماؤهم من أجل المسيح، وبذورها كثيرة رمزاً لعدد الشهداء الكثيرين الذين تحمّلوا الآلام.
القس دوماديوس: اختيار أول «توت» بداية للسنة المصرية لأنه يوافق اكتمال فيضان النيل موسم الخير والبركة والخصوبةوأضاف القس دوماديوس حبيب، كاهن عام بالقاهرة، أن التقويم القبطى يُعد امتداداً للتقويم المصرى القديم الذى يُعد أقدم تقويم فى تاريخ البشرية ويحتفل به المصريون منذ آلاف السنين وحتى الآن، حيث يتبعه الفلاح المصرى فى الزراعة، ولأهمية الزراعة عند القدماء المصريين اختاروا أول توت كبداية للسنة المصرية، لأنه يوافق اكتمال موسم فيضان النيل. وهو الموسم الذى يعم فيه الخير والبركة على الجميع، وتزداد فيه خصوبة الأرض وتتضاعف المحاصيل.
و«النيروز» هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (نى - يارؤو)، التى تعنى كلمة «الأنهار»، وذلك لأنه فى هذا الوقت من العام يكتمل موسم فيضان النيل، ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السى للإعراب كعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس)، فأصبحت نيروس، فظنّها العرب نيروز الفارسية.
ولارتباط «النيروز» بالنيل أبدلوا الراء باللام، فصارت نيلوس، ومنها اشتق العرب لفظة النيل العربية، أما عن النيروز الفارسية فتعنى اليوم الجديد (نى يعنى جديد روز أو يوم) وهو عيد الربيع عند الفُرس، ومنه جاء الخلط من العرب.
ويرجع تاريخ تقويم الشهداء المعروف بالتقويم القبطى إلى أواخر القرن الثالث الميلادى، عندما تولى دقلديانوس أمور الإمبراطورية الرومانية وكان شخصاً غير سوى فى بنيانه النفسى، والذى حكم الشرق بيد من حديد، ووجّه جهوده كلها لاستئصال المسيحية من بلاده، ووضع تخطيطاً محكماً يقوم على قتل رجال الدين المسيحيين، وهدم الكنائس، وإحراق الكتب المقدّسة، وطرد المسيحيين من الوظائف الحكومية، وإباحة دمائهم.
وحسب التاريخ الكنسى، نال القبط فى مصر من هذا الاضطهاد أعنفه، لأن دقلديانوس كان يرى أن أساس العمق الدينى المسيحى كان فى مصر، لذلك جاء بنفسه وأقسم بآلهته، أنه لن يكف عن ذبح المسيحيين بيده، حتى يصل الدم المراق من المسيحيين إلى ركبة حصانه، وقد أحصى عدد القتلى، فقيل إنه بلغ ٨٤٠ ألف شهيد.
ونظراً لما فعله هذا الإمبراطور فى المسيحيين، فقد اتخذ الأقباط عام تولى دقلديانوس الحكم، عام الشهداء الذى وافق عام 284 ميلادى، لذلك فالتاريخ القبطى ينقص عن التاريخ الميلادى ٢٨٤م سنة، وصار التاريخ القبطى، ابتداءً من هذا التاريخ يُسمى تاريخ الشهداء الأطهار.
وعرفت الكنيسة القبطية أنها كنيسة الشهداء، وقال المؤرخون إن عدد الشهداء الذين استُشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين فى كل العالم وقد جرى المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البابا تواضروس النيــروز السنة القبطیة عید النیروز فیضان النیل عدد الشهداء
إقرأ أيضاً:
5 وزراء ومحافظ مطروح يفتتحون فرع سلسة جملة ماركت بالمدينة التراثية بالعلمين الجديدة
افتتح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، و علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، فرع سلسة "جملة ماركت" بالمدينة التراثية بمدينة العلمين الجديدة، وذلك بحضور، اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح.
وقال وزير الإسكان إن افتتاح هذا الفرع من سلسلة المحلات الكبرى بمدينة العلمين الجديدة يأتي في إطار تشغيل الخدمات المختلفة لسكان ورواد المدينة، واستعدادا لموسم الصيف الحالي، لافتا إلى أن هذه السلسلة تعتبر من العلامات التجارية كخيار موثوق واقتصادي للأسرة المصرية، وذلك لتوفيره معظم السلع الضرورية للحياة، مؤكداً ضرورة مراعاة معايير الجودة وبما يتناسب مع شرائح دخل غالبية الأسر بالمدينة، حيث تحرص أجهزة الدولة على إقامة تلك المشروعات لتقديم الخدمات للمواطنين بجانب ما تقدمه الدولة.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، على دعم الوزارة لجهود وزارة التموين والتجارة الداخلية والشركات التابعة لها والقطاع الخاص للتوسع في افتتاح السلاسل التجارية في مختلف محافظات الجمهورية لتوفير السلع الأساسية المختلفة للمواطنين من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية بجودة مناسبة وأسعار الجملة ، كما أشارت وزيرة التنمية المحلية إلى استمرار الوزارة في دعم جهود اقامة المزيد من المنافذ والمعارض الخاصة ببيع السلع الغذائية وضمان توافر السلع بمختلف أنواعها، وكذا دعم جهود شركات القطاع الخاص العاملة في هذا القطاع الحيوي الذي يمس حياة المواطنين وتقديم كل التيسيرات اللازمة لها على أرض المحافظات.
وأكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أهمية التوسع في سلاسل الهايبر ماركت كأحد الركائز الأساسية لتنمية وتحديث قطاع التجارة الداخلية، مشيرًا إلى أن وجود هذه السلاسل في المدن الجديدة، وعلى رأسها مدينة العلمين الجديدة، يُسهم بشكل مباشر في توفير السلع الغذائية وغير الغذائية للمواطنين بجودة عالية وأسعار مناسبة، بما يتماشى مع سياسة الدولة في ضبط الأسواق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، كما أوضح أن الوزارة تعمل على تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، بما يدعم خطط التنمية العمرانية والاقتصادية الشاملة للدولة.
ومن جهته أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، التزام وزارة الزراعة بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للمشروعات التنموية في كافة أنحاء الجمهورية، والمساهمة ضمن خطة الحكومة لتهيئة المناخ الاستثماري الجاذب، خاصة في القطاع الزراعي، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومتناهية الصغر، وتوفير فرص عمل للشباب، والمرأة الريفية، والتيسير على المواطنين والمزارعين، لافتا إلى أهمية إشراك القطاع الخاص في كافة جهود التنمية، وذلك في ظل جهود الدولة لتشجيع الاستثمار وتذليل العقبات، وإتاحة الفرص الاستثمارية الواعدة، فضلا عن تقديم الدعم الفني لإنجاحها.
وأوضح المهندس أحمد إبراهيم، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، ان فرع مدينة العلمين الجديدة من "جملة ماركت" تمت إقامته بأحد المباني بالمنطقة التجارية بالمدينة التراثية والتي تضم (مجمع مطاعم وكافيتريات ومحلات تجارية ) بعدد ( 9 ) مبان بمساحات مختلفة بخلاف المناطق المفتوحة، والساحات الكبيرة التي تستخدم للتنزه والاستجمام، ومناطق انتظار السيارات، و يعد هذا الفرع أكبر فرع للعلامة التجارية بمنطقة الساحل الشمالي حيث يقع المبني علي مساحة 3000م2 و مكون من دورين بإجمالي مساحات بنائية 5352م2.