الجزيرة:
2025-04-26@22:28:58 GMT

كيف تضعين حدا لخلافات أبنائك بلا تحيز؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

كيف تضعين حدا لخلافات أبنائك بلا تحيز؟

خلال محاولة الآباء لدرء معارك أبنائهم الصغار وسط صيحاتهم "هذه لعبتي"، "أنا من أخذتها أولا"، قد ينصب تركيز الوالدين على فك الخلافات وفصل الأطفال عن بعض، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن من أفضل طرق وضع حد لشجار الإخوة هي تقوية علاقتهم وزيادة الرصيد الإيجابي بينهم.

وبعد أبحاثها حول كيفية زيادة الروابط الإيجابية بين الإخوة، قالت لوري كرامر، عالمة النفس السريري لصحيفة نيويورك تايمز "إذا كان بإمكانك استثمار أوقات أبنائك الممتعة وتعليمهم كيفية الاستمتاع سويا، ستفوق تلك المشاركة الإيجابية المشاحنات السلبية".

ولبناء تلك العلاقة الإيجابية، تتعلق بعض توصيات الخبراء بكيفية خلق أوقات سعيدة بين الإخوة، وبعضها يتعلق بطريقة تعامل الأهل مع أطفالهم لتجنب زيادة التنافس بينهم، ونظرتهم لبعضهم بعضا أنهم أحباء وليسوا أندادا.

اخلقي فرصا يومية للاستمتاع

التركيز على قضاء الأشقاء يوميا وقتا مفيدا وممتعا ومشاركة اللعب والضحك معا هو أول ما أوصت به كرامر لبناء علاقة إيجابية بين الأشقاء.

وتقوى رابطة الأشقاء بمشاركتهم غرفة نوم ومساحة لعب وألعابا واحدة، وممارسة الرياضة أو الأنشطة المختلفة سويا.

وقد يكون من الصعب تحديد أنشطة ممتعة لهم معا، خاصة إذا كانت هناك فجوة في العمر أو الاهتمامات، ولكن حاولي تقريب المسافات بينهم لأداء نشاط واحد على الأقل يوميا.

لا تفسدي الأوقات السعيدة

تجنبي مقاطعة أوقات لعب أطفالك سويا، بل حاولي دعمهم في كل ما يحتاجون إليه لمواصلة المرح.

تجنبي مقاطعة أوقات لعب أطفالك سويا (شترستوك) الروتين العائلي

تنظيم أوقات عائلية ممتعة كجزء من الروتين تساعد أطفالك على تعلم التعاون وكيفية الاستمتاع بأوقاتهم سويا.

وفي الأيام التي تكثر فيها الخلافات بينهم، اقترحي عليهم أن تشاركيهم نشاطا يحبونه مثل إعداد الكعك أو الرقص، لتحسين الحالة المزاجية وتخفيف المشاحنات بينهم.

شجعي التعاون بدلا من التنافس

أحيانا تساعد المنافسة على الإنجاز في وقت أسرع وتشجع الأطفال، لكن يمكن أن يسبب التنافس نتائج عكسية ويجعل كل طرف مهتما بالتفوق على الآخر.

وبدلا من ذلك شجعيهم على التعاون معا وإنجاز المهام سويا حتى يتعلموا العمل كفريق واحد وتكون النهاية سعيدة لكل الأبناء.

علميهم مهارات ضبط النفس

اقترح توماس ليكونا، أستاذ علم النفس التنموي، أن يستخدم الآباء أسلوبا بسيطا لتعليم أبنائهم مهارات ضبط النفس وقت الانفعال.

ويتمثل هذا الأسلوب في 3 خطوات: التوقف والتفكير والتحدث، وتكرار هذا التسلسل عند وقوع خلاف بينهم.

وأوصى ليكونا بأن يخصص الوالدان مكانا في المنزل "للتحدث" حيث يمكن للأطفال الذهاب إليه والتوصل إلى حل عادل، ويمكنكِ طباعة خطوات مهارة حل المشكلات وتعليقها في مكان التحدث لتكون بمثابة مرجع لهم.

يجب أن يستخدم الآباء أسلوبا بسيطا لتعليم أبنائهم مهارات ضبط النفس وقت الانفعال (شترستوك) شجعيهم على تقديم الدعم

أحد أهم المهارات التي يحتاج الأطفال بناءها منذ صغرهم هي القدرة على التفكير في احتياجات الآخرين واحترامها، والتعبير عن مشاعرهم.

وذكرت عالمة النفس كرامر أن تعليم الأطفال التفكير في احتياجات من حولهم يمر عبر تعليمهم افتراض حسن النية وراء تصرفات الآخرين، وأن الاختلافات بين البشر أمر طبيعي ولكل شخص ما يحب ويكره وهو أمر مقبول ويجب احترامه.

وأحد الوسائل الفارقة والفعالة لتعليم الأطفال التعبير عن أنفسهم هي تعليمهم أسماء المشاعر وكيفية التعبير لفظيا عما يشعرون به، فبدلا من قول "أنا أكرهك"، يتعلم الطفل التعبير بقول "أشعر بالغضب عندما يأخذ أخي لعبتي"، ولدى الجملة الأخيرة تأثير فعال لوقف الخلاف إذ تساعد في تحديد المشكلة وحلها.

اجعلي لهم دورا في الاعتناء ببعض

عندما يتأذى أحد الأطفال، اجعلي لكل فرد دورا في الاعتناء والانشغال به، حتى شقيقه الذي تسبب في جرحه، اجعلي له دورا أيضا.

أرسلي أحدا لجلب كيس الثلج أو الضمادات، وآخر يحضر كوبا من الماء، أو أي شيء يحتاجه، إذ ينمي ذلك التعاطف لديهم والشعور بالمسؤولية تجاه بعضهم بعضا.

ضعيهم في مسؤولية مشتركة

كلفي أبناءك بإنجاز مهام البيت كفريق واحد مثل إعداد الطاولة معا، أو شجعيهم على تحمل مسؤولية مشروع ما وتنفيذه معا، مثل التخطيط لنزهة عائلية ممتعة، أو صنع عصائر لبيعها في اليوم المفتوح في المدرسة معا وكسب المال.

شجعيهم على التعبير عن امتنانهم

يمكنك استخدام لوحة للتعبير عن امتنان الإخوة لبعضهم، ويكتب كل أخ تصرف أخيه اللطيف معه، مثل "أحببت أخي عندما أعطى لي جزءا من حلوته"، أو "شكرا على مساعدتي في المذاكرة".

ويعود ذلك بأثر إيجابي على جميع الإخوة، ويشجعهم على تكرار هذه السلوكيات الإيجابية. ويساعد أيضا على زيادة تقاربهم تعويدهم على قول عبارات "أحبك" و"أتمنى لك ليلة سعيدة" وغيرهما من الكلمات اللطيفة كجزء من روتين اليوم.

شجعي أطفالك على التعبير عن امتنانهم (شترستوك) لا تتحيزي

تحيز الوالدين لأحد الإخوة عند وقوع شجار بينهم يزيد من احتدام الخلاف، حتى وإن كان أحدهم هو من يفتعل المشاكل دائما.

لا تظهري تحيزك، وبدلا من ذلك كوني وسيطا وساعديهم على حل النزاع بينهم والتعبير عن احتياجاتهم دون مهاجمة الشخص الآخر، والتوصل لحلول مرضية للجانبين.

تجنبي الشكوى أمامهم

تجنبي التنفيس عن غضبك وذكر سلبيات أبنائك أمامهم، أو الشكوى من أحدهم أمام الآخر.

قد تعتقدين أن كلامك ليس له تأثير على ابنك الذي تشتكين منه لأنك لم تتحدثي أمامه، لكن مشاعرك السلبية يمكن أن تنتقل إلى ابنك الآخر الذي عبرتِ أمامه عن استيائك وتزيد من الفجوة بينهما.

كوني أُمًّا نموذجية

يتعلم الأطفال من خلال مشاهدة وتقليد سلوكيات الآخرين، لذلك إذا كنتِ تأملين أن يتصرف أبناؤك بشكل إيجابي معا، كوني أنت نموذجا في تعاملاتك مع إخوتك وباقي علاقاتك.

وأكدت رالفي جاكوبس، التي تقدم ورش عمل حول كيفية تقوية ترابط الأسر، أن "حياة الأطفال مليئة بالمتغيرات، إلا أن الآباء لديهم قوة مؤثرة لضبط سلوك أطفالهم في المنزل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعبیر عن

إقرأ أيضاً:

نصيحة أمين الفتوى لشاب كلما أقلع عن الذنب عاد إليه من جديد

التوبة ليست مجرد شعور بالندم، بل هي قرار حقيقي بالإقلاع عن الذنب، وعهد صادق بين العبد وربه على عدم العودة إليه مرة أخرى، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح، التي ينبع فيها الندم من القلب، ويكون مصحوبًا بعزم جاد على عدم تكرار المعصية.

وفي هذا الإطار، تلقى الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا من أحد الشباب عبر برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية "الناس"، قال فيه: "أنا في سن المراهقة، وأرتكب ذنبًا ثم أعود للتوبة، لكني لا ألبث أن أقع فيه مرة أخرى.. فماذا أفعل؟"

أجاب الشيخ وسام بأن من يقع في الذنب ثم يتوب ويعود إليه مجددًا، عليه أن يبحث عن الأسباب التي تدفعه لذلك، ويسعى جاهدًا إلى غلق الأبواب التي توصله إلى المعصية، سواء كانت مواقع إلكترونية أو أماكن بعينها أو رفقة سيئة.

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة إذا كانت صادقة، وكان في القلب نية حقيقية على عدم العودة، مستدلًا بقوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا" (الزمر: 53). فالله عز وجل رحيم بعباده، ويقبل توبة من أقبل عليه بقلب مخلص مهما كثرت ذنوبه.

وأشار إلى أن مرحلة المراهقة قد تكون مليئة بالتقلبات النفسية وضعف الإرادة رغم صفاء النية، لكن مجرد الإحساس بالذنب هو علامة خير وبداية طريق التوبة، ودعا إلى التحلي بالصبر ومجاهدة النفس قدر الإمكان.

وختم حديثه بالاستشهاد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، فلما سأله الصحابة: "وما الجهاد الأكبر؟"، قال: "مجاهدة النفس".

 أي أن المعركة الحقيقية هي بين الإنسان ونفسه، ومن جاهدها بصدق وثبات، كان في طريقه إلى رضا الله وغفرانه.

مقالات مشابهة

  • الاعلام والاتصالات تبحث مع لجنة النزاهة النيابية تنظيم حرية التعبير وضبط المحتوى الإعلامي
  • التعبير والنشر جائز…حتى لو كان يشكل جرم التشهير…. متى يكون هذا ؟
  • “الحفاظ على حرية التعبير في العراق” .. عنوان ورشة عمل في العاصمة بغداد
  • هل تجوز صلاة الجنازة في أوقات الكراهة بعد الفجر؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى ضبط النفس
  • الأمم المتحدة تحث الهند وباكستان على ضبط النفس بعد الهجوم المسلح بإقليم كشمير
  • الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس
  • ضبط النفس.. الأمم المتحدة توجه نداءا عاجلا إلي كلا من الهند وباكستان
  • موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة بعد التجديد.. اعرف أوقات الدخول المجاني
  • نصيحة أمين الفتوى لشاب كلما أقلع عن الذنب عاد إليه من جديد