شوف بقينا فين يا قلبى وهى راحت فين.. تلك الكلمات الرائعة التى صاغها الراحل محمد حمزة ولحنها الموسيقار العبقرى بليغ حمدى غناها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ قبل 52 عاما تعبر عن حالنا اليوم فى الذكرى الثلاثين نقول إن فن التلحين فقد الكثير برحيل بليغ، فين الموسيقى والتلحين بعدك يا بليغ مع احترامنا لملحنى هذه الأيام لكن بليغ حاجة تانية.

اليوم تحتفل مصر بالذكرى الثلاثين لرحيل موسيقار عظيم وموهوب بمعنى الكلمة بليغ حمدى مشواره الفنى لم يتعدَ 35 عاما لكن إبداعاته أصبحت خالدة رحلة إبداع لم تتوقف من عام 1957 حتى عام 1993 موسيقار مختلف فى «حتة تانية» ظهر فى عصر العمالقة محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى ومحمود الشريف وفريد الأطرش وحتى الموجى والطويل، لكن بليغ استطاع أن يثبت نفسه بألحان شديدة العذوبة.

رحلته مع أم كلثوم

كان لكوكب الشرق الراحلة أم كلثوم نظرة ثاقبة فى موهبة بليغ حينما اختارته لتلحين أغنية حب إيه 1960 كان عمره وقتها 29 عاما وحققت الأغنية نجاحاً باهراً لحن لها بعد ذلك العديد من الروائع الخالدة «كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك، حياتى عذاب، سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة، الحب كله» وأخيراً حكم علينا الهوى.

استطاع بعبقريته أن يكون شكلا متطورا لصوت أم كلثوم يحمل موسيقى منفردة خاصة فى رائعتى فات الميعاد وألف ليلة وليلة، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إنه استطاع اكتشاف مناطق جديدة فى صوت أم كلثوم وكانت الأغانى التى جمعت بينهما خالدة بمعنى الكلمة ورمزا لزمن الغناء الجميل.

عبدالحليم وبليغ ثنائى خالد

مشوار بليغ وعبدالحليم حافظ كان خالداً ورائعاً بمعنى الكلمة من الناحية الموسيقية والفنية، البداية كانت أغنية «تخونوه» عام 1957 وعشرات الروائع الخالدة «على حسب وداد، سواح، جانا الهوى، أعز الناس، الهوى هوايا، التوبة» والروائع الكلاسيكية الخالدة، رمى الهوى، موعود، أغنية لا توصف من جمالها وروعتها. ومداح القمر، وحاول تفتكرنى وأى دمعة حزن لا، وأخيراً حبيبتى من تكون، ناهيك عن الروائع الوطنية: موال النهار، البندقية اتكلمت، المسيح، عاش اللى قال.

أغنيات هى ببساطة علامة مضيئة فى تاريخ العندليب الراحل، جميل موسيقية محفورة فى وجدان الملايين من الأجيال المتعاقبة.

نبكى حزناً حينما نستمع لعدى النهار، ونرقص فرحاً حين نستمع لجانا الهوى، وتتأجج المشاعر حين نستمع لأعز الناس، ويذوب قلبك حينما تستمع لموعود.

وردة وبليغ.. حكاية حب

المطربة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية استطاعت غزو قلب بليغ حمدى فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى، أحبها بليغ وتزوجها ليكونا معاً ثنائياً فنياً رائعاً وعشرات الأغانى الرائعة نذكر منها: العيون السود، وحشتونى، دندنة، عقبال اللى جاى، ليالينا، وانا مالى، ولاد الحلال، اسمعونى، لو سألوك، حنين، معجزة، ومالو، بوسة ع الخد، آه لو قابلتك من زمان، ع الربابة، يا عينى يا ليالى، ومسك الختام أغنية «بودعك» وكان بمثابة نهاية رحلة الحب والفن بين وردة وبليغ.

استطاع بليغ أن ينقل وردة لمكانة المطربات الكبيرات على مستوى العالم العربى ويبدع لها أروع الألحان التى دغدغت مشاعر الملايين على مدى عقود من الزمان قصة حبها وفنها ستبقى أبد الدهر.

الشعبيات الخالدة بين رشدى وبليغ

فى منتصف ستينيات القرن الماضى ظهر على الساحة المطرب الشعبى محمد رشدى وقتها عبدالحليم حافظ كان يتربع على عرش الغناء بين الرجال.

ولكن التعاون بين بليغ ورشدى كسر الدنيا فى أغنيات «عدوية وتحت الشجر يا وهيبة» لتكون بمثابة انقلابا فى عالم الغناء الشعبى، مما جعل حليم يتجه لهذا النوع من الغناء بعد النجاح الساحق لمحمد رشدى بعد سنوات قليلة 1971 لحن بليغ للمطرب الشاب وقتها محمد العزبى أغنية عيون بهية التى حققت نجاحا أسطوريا وكانت أشهر أغنية قدمها العزبى على مدى مشواره الطويل فى عالم الغناء.

اكتشافات بليغ حمدى الغنائية

استطاع الموسيقار الفذ بليغ حمدى اكتشاف العديد من الأصوات الرائعة وفى شأن آخر كانت أغانيه بوابة النجاح والنجومية للعديد من الأصوات.

اكتشف 1970 المطربة عفاف راضى صاحبة الصوت الرقيق الذهبى لحن لها بليغ فى بداياتها أغنيات حققت نجاحاً مذهلاً منها: «ردوا السلام، تساهيل، عطاشة، والنبى ده حرام، كله فى الموانى».

ولحن للمطرب هانى شاكر فى بداياته العديد من الأغنيات الرائعة منها: «يا عشرة هوى، عومنى فى بحر عنيك، خايف عليه».

ألحان خالدة لشادية ونجاة

لحن الموسيقار الراحل بليغ حمدى أغانى رائعة للراحلة شادية لعل فى مقدمتها الأغنية الخالدة يا حبيبتى يا مصر من أروع الأغنيات الوطنية، والأغنيات العاطفية الرائعة، عالى، قولوا لعين الشمس، الحنة آخر ليلة.

ولحن لنجاة الصغيرة: أنا بستناك، وسط الطريق، نسى، ولحن فايزة أحمد رائعة حبيبى يا متغرب 1982.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بليغ حمدى

إقرأ أيضاً:

مدام دي سيفينيه.. أيقونة الأدب الفرنسي الخالدة في فن الرسائل

في القرن السابع عشر، وسط بلاط لويس الرابع عشر الباذخ وحياة النبلاء المترفة، برز اسم مدام دي سيفينيه (Madame de Sévigné) كواحدة من أبرز الشخصيات الأدبية في فرنسا، ليس من خلال الروايات أو المسرحيات، بل عبر فن الرسائل، الذي أتقنته ببراعة جعلت منها أيقونة أدبية خالدة.

من هي مدام دي سيفينيه؟

وُلدت ماري دو رابوتان-شانتال، ماركيزة دي سيفينيه، عام 1626 لعائلة أرستقراطية فرنسية. فقدت والديها في سن مبكرة، وتلقت تعليمًا متميزًا جعلها على دراية بالأدب والفكر السائد في عصرها. تزوجت من ماركيز دي سيفينيه، الذي قُتل في مبارزة عام 1651، تاركًا إياها أرملة شابة في الخامسة والعشرين من عمرها. بعد وفاة زوجها، كرست حياتها لتربية طفليها، خصوصًا ابنتها فرانسواز، التي كانت محور رسائلها.

رسائل صنعت مجدها

بدأت مدام دي سيفينيه كتابة الرسائل إلى ابنتها بعد زواج الأخيرة وانتقالها إلى جنوب فرنسا عام 1671. كانت هذه الرسائل مليئة بالمشاعر، حيث عبرت فيها عن حبها العميق لابنتها وافتقادها لها، لكنها لم تقتصر على العواطف فقط، بل قدمت وصفًا حيًا ودقيقًا لحياة المجتمع الفرنسي في ذلك العصر.

تناولت في رسائلها أخبار البلاط الملكي، الفضائح، الشؤون السياسية، والأحداث الكبرى مثل محاكمة نيكولا فوكيه، وزير مالية لويس الرابع عشر، وسقوط مدام دو مونتيسبان، إحدى عشيقات الملك. بأسلوبها الساخر والذكي، نجحت في رسم صورة دقيقة للمجتمع الفرنسي آنذاك، مما جعل رسائلها مرجعًا تاريخيًا وأدبيًا فريدًا.

لماذا اشتهرت رسائلها؟

لم تكن رسائل مدام دي سيفينيه مجرد خطابات شخصية، بل تميزت بأسلوبها البسيط والعفوي الممزوج بالحكمة والفكاهة. لم تكن تسعى للنشر، لكنها كتبت كما لو كانت تحكي قصة يومية، مما جعلها قريبة من القارئ. وبعد وفاتها عام 1696، نُشرت رسائلها وأصبحت نموذجًا أدبيًا يحتذى به في فن الرسائل.

إرث أدبي خالد

اليوم، تُعتبر رسائل مدام دي سيفينيه من أهم الأعمال الكلاسيكية في الأدب الفرنسي، حيث تعكس ببراعة روح القرن السابع عشر. تُدرّس نصوصها في المدارس والجامعات، ويُستشهد بها كمثال على الأسلوب الأدبي الرشيق الذي يجمع بين العاطفة والفكر العميق.

رغم مرور أكثر من ثلاثة قرون على وفاتها، لا تزال مدام دي سيفينيه تُقرأ ويُحتفى بها، وكأن رسائلها لم تفقد بريقها أبدًا.


 

مقالات مشابهة

  • مدام دي سيفينيه.. أيقونة الأدب الفرنسي الخالدة في فن الرسائل
  • حمدى النورج رئيسا لقسم النقد الأدبى بمعهد النقد الفنى أكاديمية الفنون
  • حفيد أم كلثوم يكشف تفاصيل لقائها مع بليغ حمدي وكواليس أغانيها
  • بصورة وتعليق.. تارا عماد تحيي الذكرى الأولى لرحيل والدتها
  • استقبال حافل للمخرجة إنعام محمد علي في حفل الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق
  • تكريم عائلة أم كلثوم بـ ماسبيرو في حفل الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق
  • «الهوى».. تحفة فنية تفاعلية لخولة السويدي
  • الذكرى الـ 50 لرحيل كوكب الشرق.. أم كلثوم تظل خالدة في وجدان الملايين
  • منى أحمد تكتب: قيثارة السماء الخالدة
  • الليلة.. حفل استثنائي لإحياء الذكرى ال٥٠ لرحيل أم كلثوم في دار الأوبرا