«سينما 30» عرض مسرحي يسلط الضوء على تأثير الفن في تغيير الواقع
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
قدّم الطالب رامي نادر عرضا مسرحيا بعنوان «سينما 30»، اليوم الاثنين، على مسرح ليسيه الحرية بالإسكندرية، ضمن عروض غير المتخصصين في مسابقة الجامعات بالدورة الرابعة لمهرجان المسرح العربي.
وقال رامي نادر، مخرج العرض المسرحي، إن المسرحية تحكي قصة مخرج أجنبي قرر الخروج عن المألوف وتصوير فيلمه الخاص في إحدى القرى الريفية المصرية، ولكن ما بدأ كمشروع سينمائي تقليدي سرعان ما تحوّل إلى تجربة تفاعلية وتأثيرية على المخرج نفسه، بعد التعرف على حياة سكان القرية ومشاكلهم، قرر المخرج تغيير قصة فيلمه ليعكس تلك المعاناة ويساهم في نقلها إلى الجمهور.
وأضاف «نادر»، في بيان مساء اليوم، أن المسرحية تجمع بين عناصر الكوميديا وتناقش قضية هامة تتعلق بحق الأفراد في فهم ما يجري حولهم في الوقت ذاته.
وفيما يتعلق بأهمية السينما، أكد «نادر» أنها تشكل جزءًا من تاريخ الشعب ومعاناتهم على مر العصور.
74 عرضا مسرحيا لمخرج «سينما 30»وقدم المخرج الشاب هذا العمل بعد خبرة واسعة في مجال الإخراج، حيث أخرج ما يقرب من 74 عرضا من قبل، رغم أن تخصصه الأكاديمي كان في كلية التجارة، ومن بعدها قرر الدراسة في المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا، وشارك في العديد من العروض المسرحية، بما في ذلك المسرح القومي للثقافة ومهرجانات جامعية متعددة.
«نادر»: طبيعة ماجد الكدواني تتناسب مع مهرجان المسرح العربيوأعرب المخرج رامي نادر عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة، والذي اختار لهذا العام اسم الفنان ماجد الكدواني كاسم تكريمي.
وعبر «نادر» عن تقديره لهذا الاختيار، مشيراً إلى أن الطبيعة الفنية لـ«الكدواني» كفنان تتناسب بشكل مثالي مع طبيعة المهرجان، حيث يمتاز المهرجان بمشاركة الطلاب المتخصصين وغير المتخصصين في الفنون المسرحية على حد سواء.
وأشار إلى أن ماجد الكدواني بدأ مسيرته الفنية في أتيليه المسرح بكلية الفنون الجميلة، ومن ثم تحولت هوايته إلى مساره المهني الحالي.
وكانت قد بدأت فعاليات الدورة الرابعة في 9 سبتمبر وتستمر حتى 18 سبتمبر، وتحمل اسم الفنان ماجد الكدواني، وتم تكريم الفنانين حسام داغر وعثمان محمد علي خلال حفل الافتتاح، ومن المتوقع تكريم الفنانين كريم الحسيني وهاجر الشرنوبي خلال حفل الاختتام.
ويشمل المهرجان تقديم جوائز مميزة تحمل أسماء فنانين مشهورين، مثل جائزة أفضل ممثلة التي تحمل اسم الفنانة وفاء عامر وتقدر قيمتها بعشرة آلاف جنيه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عرض مسرحي مهرجان المسرح العربي ماجد الكدواني الفنون المسرحية كريم الحسيني الفنانة وفاء عامر ماجد الکدوانی
إقرأ أيضاً:
تحت الضوء
#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبة
من جملة الظواهر السلبية التي أصابت أمتنا جراء ما أوقعه بها الغرب المستعمر من محن ومصائب، هي مغالاة البعض منا في تقدير قدرات الشيطان الأكبر، لدرجة الاعتقاد بأنه مسيطر على شعوب الأمة، وبيده حراكها أو سكونها.
ظهرت هذه الحالة بعد موجات الثورات العربية، ومن ابتكرها كان أعمدة الأنظمة التي باتت آيلة للسقوط، فلدعمها مارسوا (رمتني بدائها وانسلّت)، فصوروا الثائرين بأنهم عملاء للاستعمار، وأن ثورتهم هدفت لتخريب البلاد ونشر الفوضى.
بعد التساقط المتتالي لتلك الأنظمة العفنة، كان المهيؤون لاقتناص كعكة السلطة هم المسيّسون، وهم المنتمون للتيارات الثلاث: الإسلامية والقومية والماركسية، الإسلاميون بحكم امتلاكهم الأغلبية الساحقة (عددهم يقارب ثلاثة أضعاف التيارين الآخرين مجتمعين)، كانت فرصتهم أكثر بكثير من الآخرين.
الغريب أن هذه الحقيقة كانت غائبة عن أذهان اليساريين الذين كانوا يتوهمون أنهم محركو الجماهير ويمثلون نبض الشارع، وسبب غفلتهم هذه أنهم على الدوام كانوا يعيشون في برجهم العاجي، فغالبيتهم من الكتاب والمثقفين، ويعتقدون في أنفسهم المعرفة والفهم، ويعتبرون الآخرين رعاعا جاهلين.
لذلك شكل فوز الإسلاميين في الانتخابات التي كانت ولأول مرة نزيهة كاشفة لحقيقة اختيار الشعب، شكلت صدمة لهم، فصبوا نقمتهم على الشعوب، بداية اتهموها بالجهل، ثم وجدوا في اتهام أعمدة الأنظمة للشعب بالخيانة والعمالة ضالتهم، فتبنوا مقولتهم وعمموها، ومن هنا كان تأييدهم لتلك الأنظمة ودعمها، رغم أنهم عانوا من ظلمها وقمع الحريات الكثير، لكنهم نكاية بالإسلاميين ، فضّلوا بقاءها على استفراد منافسيهم بثمار الثورة!.
هذا يفسر دعمهم للثورة المضادة التي أعادت الأنظمة الفاسدة، غير آبهين بشبهة العمالة للغرب الداعم لتلك الأنظمة، أوعلى الأقل تقاطع المصالح معه، وهو عذر أقبح من ذنب العمالة ذاته.
بعد استئناف الثوار في سوريا لثورتهم ونجاحهم بإسقاط النظام الوحشي فيها، عادت النغمة إياها، متمثلة بداية بالتشكيك بأن الشيطان الأكبر وكيانه اللقيط هما وراء انتصارهم السريع.
ولقطع الطريق على الانخداع بهذه الفرية، أبين فيما يلي حقيقة ما حدث، مستندا الى شهادات شهود من أهلها.
في تحليل لـ “أليكسي خليبنيكوف” مستشار وخبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الروسي للشؤون الدولية، يقول ان القادة الروس توقعوا تحقيق نتائج سريعة عند تخطيطهم للتدخل بعد اندلاع الثورة السورية، إذ اعتقدوا أن الجيش السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، يمكن أن يقلب الموازين ويسيطر على البلاد في غضون 3-4 أشهر فقط، ولذا لم تُوضَع أي خطط لتحديث الجيش السوري أو تعزيز قدراته، وتركزت الجهود الروسية على تنفيذ الضربات الجوية.
وقد نفَّذ الطيارون الروس 934 مهمة قتالية خلال عام 2015، واستخدمت في معظمها صواريخ جو – أرض عالية الدقة من طراز “Kh-29L”، إضافة الى 26 ضربة بصواريخ كروز من بحر قزوين.
ولكن سرعان ما أدركت موسكو أن الضربات ليست كافية لتحقيق السيطرة على الأرض، وهو ما أكده القائد الروسي في سوريا “ألكسندر دفورنيكوف”، الذي أكد أن القوات المسلحة السورية كانت مستهلكة تماما بحلول عام 2015، حيث انخفضت معنويات أفرادها، وأظهرت إجمالا كفاءة منخفضة للغاية على مستوى القيادة والسيطرة.
هذا يفسر احجام الروس عن نجدة النظام مرة أخرى، فلم يعد بوجود الحرب مع أوكرانيا، امكانية لتحمل المزيد.
كان انهيار كفاءة الجيش السوري بسبب الانشقاقات، ولما كانت أغلب قياداته علوية أو درزية، فقد تمرد كثيرون من الأفراد المنتمين الى الأغلبية السنية، على الأوامر بالبطش بقسوة بالمدنيين، فكانوا ينشقون وينضمون للثوار في أول فرصة، لذلك لجأ النظام الى تشكيل “قوت الدفاع الوطني” وهي مليشيات غالبيتها مكلفين ومتقاعدين، وقياداتها من الأقليات، وبلغت عام 2018 مائتي ألف، ورغم منحها رواتب مغرية (200-300 دولار شهريا)، وهي أربعة أضعاف الرواتب المعتادة، لكنها لافتقارها الى الكفاءة والتدريب والتنظيم، سريعا ما كانت تنهزم في أول مواجهة.
وفاقم الأمر نقمة السوريين تجاه على من هبوا لنجدة النظام (الإيرانيين والروس)، نتيجة التعالي والعجرفة التي كان يبديها هؤلاء تجاههم.
هذا في المناطق الخاضعة للنظام، أما خارجه في المنافي ومخيمات اللجوء، فكانت النقمة اعلى، لذلك تطوع الآلاف منهم، كما فك قادة التنظيمات ارتباطهم بالدواعش المشبوهين.
كل ما سبق أسباب مادية، أما من هيأ كل تلك الأسباب، فكان الله الذي يمهل الظالمين ولا يهملهم .