المسلة:
2025-02-23@07:59:17 GMT

المواطن جزء من المشكلة

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

المواطن جزء من المشكلة

11 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

كريم صويح

عندما يذهب المواطن ليشتري حذاء مهما كانت قيمته يتفحصه جيدا من كل الجوانب “حجمة، نوع الجلد، الموديل ،السعر” قبل شراءه، وهكذا يتحقق عندما يشتري الخضار والموبايل والسيارة والبيت، وحين يأتي شاب لخطبة بنته او أخته..ولكن نفس المواطن عندما يقرأ خبرا أو يسمع كلام يهتز منه العرش أو يتهم الاخرين بالخيانة لم يكلف نفسه بمراجعته والتحقق منه قبل تصديقه ويعيد نشره عدة مرات!!.

يوميا نسمع أخبار وشائعات مفبركة تتداول لأيام عدة، ويكثر حولها الجدال العبثي لينتهي الامر بأضائعة الوقت وتبادل التهم والشتائم وتوزيع الكفر والخيانة بين الأطراف المؤيدة والمعارضة..معظم تلك الاخبار لصالح السلطة لمنع تشكيل رأي عام ضاغط ضدها، وفي نفس الوقت هناك أخبار كاذبة للمعارضين لها لتسقيط فقط..، لا أحد من الطرفين والعامة يحاول أن يعرض الاخبار والمنشورات على العقل والمنطق لمناقشتها ولا أحد يبحث لمعرفة الحقيقة بطرق مختلفة أخرى، كما يفعلون عند شراء أحذيتهم وملابسهم وسيارتهم.

من الاسباب الرئيسة للمواطن الشفاهي والسماعي هو التعليم التليقني، والتطرف الفكري والايمان بمفهوم الثنائية(أبيض وأسود، معي وضدي، مؤمن وكافر)، والتكاسل والأعتماد على الاخرين ” القطيع”، والعادات والتقاليد(ذبها براس عالم ونام سالم، لا تفكر فلها مدبر).
مشكلة المواطن الشفاهي والسماعي “الزباك” بالعراق كبيرة وهؤلاء أنواع؛ المواطن البسيط الذي لا يعرف كيف يتحقق مما يسمع وهذا قابل للعلاج والتغيير باظهار الحقائق الدامغة أمامه..، والاخر والاخطر هو المواطن(المؤدلج والمستفيد) وهؤلاء تركهم أفضل من مناقشتهم لان الاول “المؤدلج” يعتبر التاريخ والاخبار والعواطف والأساطير جزء من أيمانه وسوف يتهم المقابل بالكفر لغلق النقاش، والثاني “المستفيد” يدرك أن أي تغير سوف تتضر مصالحه لذلك يحاول أن يجد تبريرا لمنع تقبل الأفكار الاخرى..

اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟

كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟

تاج السر عثمان بابو

1

يواصل البرهان المزيد من التعقيد للمشهد السياسي والعسكري بمحاولة إحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم من خلال إدخال تعديلات غير دستورية على الوثيقة الدستورية “المعيبة” التي تم خرقها وشبعت موتا، وقضى عليها بانقلابه في 25 أكتوبر الذي قاد الحرب الراهنة.

فقد تم في تسريبات التعديلات حذف أي إشارة إلى المكون المدني أو قوات الدعم السريع، وتم تعزيز صلاحيات المؤسسة العسكرية والموالين لها، مما ينسف مطلب ثورة ديسمبر في الحكم المدني الديمقراطي، فضلا عن رفض المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي اللذان دعيا إلى انتقال ديمقراطي مدني في السودان كشرط لإعادة السودان لحضنه.

جاء ذلك في الوجهة التي قدمها البرهان لتشكيل حكومة في ظل استمرار الحرب.

كما تأتي هذه التعديلات أيضا في ظروف تطرح فيها قوات الدعم السريع قيام حكومة موازية أخرى غير شرعية كما حكومة الأمر الواقع غير الشرعية في بورتسودان، تهدد وحدة الوطن في محادثات العاصمة الكينية نيروبي قبل التوقيع على ميثاق سياسي من شأنه أن يمهد الطريق أمام تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مما يؤدي للمزيد من تصعيد الصراع والحرب، وتعطيل جهود وقف الحرب والحل التفاوضي  السلمي.

2

مضت حوالي ست سنوات على توقيع الوثيقة الدستورية في 17 أغسطس 2019 بين اللجنة الأمنية وقوى “الهبوط الناعم” في (قحت) التي كرّست هيمنة المكون العسكري في الشراكة، كما هو الحال في اتفاق تقاسم السلطة الذي أعطى العسكر:

– 21 شهرا الأولى.

– تعيين وزيري الداخلية والدفاع.

– الإبقاء على الدعم السريع والقوات المسلحة والشرطة في يد المجلس السيادي.

– الإبقاء على الدعم السريع وغض الطرف عن مليشيات النظام البائد (كتائب الظل، الدفاع الشعبي، الوحدات الجهادية الطلابية. الخ).

– تعيين المجلس السيادي لمفوضيات مهمة مثل: الانتخابات- الدستور- المؤتمر الدستوري.

– الإبقاء على المراسيم الدستورية من 11 أبريل 2019 إلى بداية سريان الاتفاق.

3

الاتفاق لم يأت نتاجا لتطور باطني سوداني، بل تمّ تجاوز ميثاق قوى الحرية والتغيير، وتدخل خارجي إقليمي وعالمي بات معلوما تفاصيله للجميع بهدف فرض “الهبوط الناعم” الذي يعيد سياسات النظام السابق الاقتصادية والقمعية وتحالفاته العسكرية التي تفرط في سيادة البلاد ونهب ثرواتها الزراعية والمعدنية والحيوانية وأراضيها الخصبة ومياهها الجوفية، والاستمرار في الاتفاقات الجزئية التي تعمق الصراعات القبلية والإثنية وتهدد وحدة البلاد، وضمان الحفاظ على مصالح تلك القوى (قواعد عسكرية، موانئ، الخ).

كما أبقى الاتفاق على المصالح الطبقية للرأسمالية الطفيلية المدنية والعسكرية ومصادر التراكم الرأسمالي الطفيلي (العائد من حرب اليمن، نهب وتهريب الذهب، وعدم ضم شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والمحاصيل النقدية، والماشية والاتصالات. الخ للدولة).

كان الهدف من الاتفاق كما هو جار الآن  إجهاض الثورة وأهدافها وقيام شراكة بين العسكر والمدنيين يكون المهيمن فيها المكون العسكري، بدلا من قيام الدولة المدنية الديمقراطية، إضافة لقطع الطريق أمام قيام نظام ديمقراطي يكون منارة في المنطقة.

4

ومنذ التوقيع على الوثيقة الدستورية كان الحصاد هشيما، كما أكدت تجربة العامين الماضيين صحة التوقعات بإجهاض الثورة والسير في “الهبوط الناعم” تحت هيمنة المكون العسكري كما في حالة:

– عدم الرضا والخرق المستمر للوثيقة الدستورية، وعدم تنفيذ جداولها الزمنية مثل مضي أكثر من ثلاثة أشهر على لجنة التقصي في مجزرة فض الاعتصام ولم يحدث شئ.

– عدم تكوين المجلس التشريعي.

– تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية بدلا من تحسينها ودعم الدولة للتعليم والصحة، وتمكين الشباب والمرأة. الخ، كما جاء في الوثيقة.

-البطء في تفكيك النظام البائد واسترداد الأموال المنهوبة.

– عدم إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإصدار قوانين ديمقراطية للنقابات والاتحادات. الخ.

– لا عودة لجميع المفصولين العسكريين والمدنيين.

– لم يتم تكوين المحكمة الدستورية وإصلاح النظام العدلي والقانوني.

– خرق المكون العسكري للوثيقة الدستورية بهمينته على ملف السلام والسياسة الخارجية من مجلس الوزراء، والالتفاف علي “الوثيقة الدستورية”، وإفراغها من مضمونها، وتوقيع اتفاق جوبا الذي كان انقلابا “على الوثيقة الدستورية”، تعلو بنوده عليها، والتطبيع مع إسرائيل بلقاء البرهان- نتنياهو، والسماح بالقواعد العسكرية لأمريكا على البحر الأحمر. الخ.

– مصادرة حق الحياة الذي كفلته الوثيقة الدستورية، بالقمع وإطلاق النار على المواكب والتجمعات السلمية مما أدى إلى استشهاد البعض وجرحى، والاعتداء على الصحفيين والنساء من بعض المتفلتين من القوات النظامية، وقيام بيوت أشباح للدعم السريع، والتهاون مع مواكب الفلول، واستمرار الصراعات القبلية والإثنية في دارفور والشرق وجنوب وغرب كردفان. الخ.

– وصل الانحراف عن الوثيقة وأهداف الثورة بالدعوات للمصالحة مع الإسلاميين.

– الدعوات للانتخابات المبكرة بدون تحقيق أهداف الفترة الانتقالية واستحقاقاتها التي تؤدي لانتخابات حرة نزيهة بعد المؤتمر الدستوري ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يتوافق عليه الجميع.

كل ذلك، يؤكد ما ظللنا نشير إليه منذ التوقيع على الوثيقة الدستورية (المعيبة) أنها أصبحت حبرا على ورق، ومعبرا لإجهاض الثورة، وامتدادا لسياسات النظام البائد في خرق العهود والمواثيق.

5

استمر خرق الوثيقة الدستورية حتى تم القضاء عليها بانقلاب 25 أكتوبر الذي قاد الحرب اللعينة الجارية حاليا، فضلا عن انه لا يحق للبرهان تعديل الوثيقة الدستورية.

عليه يصبح، لا بديل غير مواصلة التحالف القاعدي الجماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، والدفاع عن وحدة الوطن ووقف مهازل البرهان في تعديلات الوثيقة الدستورية لفرض حكم عسكري ديكتاتوري، ونقض العهود والمواثيق كما في عدم تسليم السلطة للمدنيين بنهاية فترة العسكر، مما يودي للمزيد من التصعيد للحرب بتكوين الحكومة الموازية، ومقاومة إعادة إنتاج الأزمة والحرب مرة بالشراكة مع العسكر والدعم السريع، والعودة لأوضاع ما قبل الحرب، وقيام الحكم المدني الديمقراطي الذي يحقق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية.

الوسومالبرهان الدعم السريع السودان الشرطة النظام البائد الوثيقة الدستورية تاج السر عثمان بابو تفكيك التمكين جهاز الأمن

مقالات مشابهة

  • مع حزب الله.. هكذا يحاول التيار إحياء العلاقة
  • حساب المواطن.. كيف تتعامل مع تعارض الحاسبة التقديرية ودعمك بالبوابة الإلكترونية؟
  • كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟
  • أبو العينين: الاحتلال الإسرائيلي هو جذور المشكلة ولا يمكن غض البصر عنه
  • حزب الله يحاول مراكمة المكاسب
  • بسبب هذه المشكلة.. "تسلا" بصدد استدعاء عدد كبير من سياراتها
  • ماذ كشف جهاز الأمن والمخابرات العامة شعبة الأمن الاقتصادى بسنار؟
  • فيديو.. روبوت يحاول الاعتداء على امرأة في الصين
  • شاب تركي يحاول الانتحار داخل سيارة الشرطة
  • تهريب الغاز المحلي إلى دول الجوار: تجارة غير مشروعة تفاقم معاناة المواطنين