معدل تلوث بالذخائر في اليمن يعد من أعلى المعدلات في العالم (مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر)
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
وكالات
حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن اليمن بات يعاني من أحد أعلى معدلات التلوث بالألغام وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب، في العالم، بعد تسع سنوات من بدء النزاع في البلاد.
وقال مدير عمليات الشرق الأوسط في اللجنة فابريزيو كاربوني في مقابلة مع وكالة فرانس برس عبر الهاتف من اليمن حيث كان يجري مباحثات، إن أفقر دول شبه الجزيرة العربية هي من بين أكثر ثلاث دول تضررا بالمتفجرات.
ويقدّر خبراء في هذا المجال أن ما لا يقلّ عن مليون لغم زرعت خلال سنوات الحرب التي اندلعت في منتصف 2014 بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا في السنة ذاتها على العاصمة صنعاء، وتفاقم مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري الى جانب القوات الحكومية في العام 2015.
وقال كاربوني “عندما يتعلّق الأمر بالتلوّث بالسلاح، فإن اليمن، إلى جانب أفغانستان والعراق، من بين الدول الثلاث الأكثر تضرّرا من ذلك”، مضيفا “إنّه أمر مدمّر حقًا وله تأثير كبير على الناس وسلامتهم وكذلك سبل عيشهم”.
وخلّف النزاع مئات آلاف القتلى لأسباب مباشرة وغير مباشرة بينها المجاعة.
ووفقاً لـ”مشروع مراقبة الأثر المدني” المرتبط بالأمم المتحدة، تسبّبت الألغام الأرضية والقذائف غير المنفجرة وغيرها من مخلفات الحرب في 1,469 ضحية من المدنيين خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال كاربوني “حجم الذخائر غير المنفجرة هائل”.
في منطقتين قريبتين من جبهات قتال، أبلغ 20 بالمئة من أصحاب الماشية اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال استطلاع العام الماضي عن وجود متفجرات في أراضيهم. كما خلصت دراسة أخرى أجرتها اللجنة إلى أن 70 بالمئة من هؤلاء فقدوا ماشية بسبب الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات.
– “عقود” –
وحذّر كاربوني من ان انتشار المتفجرات “كبير للغاية، لدرجة أنه من غير الممكن إزالة” كل الألغام ومخلّفات الحرب في حال انتهى الصراع اليوم.
وأوضح أنه حتى لو ساد السلام، فإن إزالة المتفجرات ستستغرق سنوات عديدة، مضيفا “نحن نتحدث عن عقود، ربما. لكنّها (…) مسألة موارد” في الأساس، وهو ما يفتقده اليمن حاليا.
وتراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل 2022، ولا يزال قائما إلى حد كبير حتى بعد انتهاء مدة الاتفاق في تشرين الأول/اكتوبر 2022.
واثار التقارب الذي تم مؤخّرا بوساطة صينية بين إيران والسعودية بعد ثماني سنوات من قطع العلاقات بينهما، أملا بنهاية النزاع في اليمن.
وقال كاربوني “هي المرة الأولى التي أشعر فيها حقا أن هناك خيارات سياسية مقنعة وملموسة على الطاولة، وأن العنف والصراع لم يعد الخيار الوحيد”.
وفي الانتظار، تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتدريب السكان على الإبلاغ عن مخلّفات الحرب وكيفية التعامل معها.
وتابع مسؤول الصليب الأحمر “نعقد جلسات مع السكان حيث نبلغهم بالمخاطر المتعلّقة بالذخائر غير المنفجرة، ونطلب منهم إبلاغنا إذا عثروا على مخلفات حرب، حتى نتمكن من تنظيم (عملية الإزالة) مع مختلف السلطات والشركاء”.
وتابع “هذا أمر جديد تماما بالنسبة لنا”.
إلى جانب ذلك، تبذل اللجنة أيضا جهودا لتحديد هوية رفات مقاتلين لقوا حتفهم وإعادتها إلى العائلات.
وقال مدير عمليات الصليب الأحمر الإقليمي “هناك العديد من الجثث (…) ونريد حقا العمل مع جميع أطراف هذا الصراع لدفع هذا الملف قدما”، مضيفا “نحن نستثمر في الطب الشرعي، ونستثمر كذلك في محاولة جمع كافة الأطراف حول الطاولة”.
في أيار/مايو الماضي، تبادل المتمردون والقوات الحكومية جثث 43 مقاتلاً، في أكبر عملية من نوعها حتى الآن منذ بداية الحرب. وقبل ذلك بشهر، أطلقوا سراح ما يقرب من 900 معتقل.
وقال كاربوني “نريد أن نكون متفائلين، ولكن في الوقت ذاته، لا نريد أن نكون ساذجين”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر
إقرأ أيضاً:
ضباط أمريكيون: المعركة البحرية مع اليمن أكثر كثافة وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
صحافة/
تحدث عدة ضباط من البحرية الأمريكية لموقع “ذا وور زون” عن التحديات الخطرة التي واجهتها البحرية الأمريكية جراء المعارك مع القوات المسلحة اليمنية خلال إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ونقل موقع “ذا وور زون” عن عدد من ضباط البحرية الامريكية قولهم إن مواجهة القوات المسلحة اليمنية خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية في البحر الأحمر شكلت ضغطًا حقيقيًا على أنظمة ومنصات السفن الحربية والبوارج والمدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية وكذلك الأفراد
وبحسب الضباط فإن المواجهة البحرية استهلكت الذخائر وكشفت المزيد من أوجه القصور في القاعدة الصناعية الدفاعية مشرين إلى انها كانت اختبار ضغط رئيسي لأسطول يستعد للحرب مع الصين.
وأضاف الضباط أن المواجهة مع القوات اليمنية كانت مدرسة عسكرية حقيقة يمكن الاستفادة منها في مواجهة الصين. مؤكدين أن البحر الأحمر كان أرض اختبار على عدة جبهات
وكشف الضباط أن هجمات “الحوثيين” اقتربت في بعض الأحيان بشكل خطير من إحداث ثقب في بدن رمادي ـ السفن الحربية
وتحدث “برادلي مارتن” وهو ضابط الحرب السطحية المتقاعد لموقع “ذا وور زون” أن التعامل مع هجمات من عدو يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة على الشاطئ يعد تجربة مهمة أيضًا ففي حين يوفر البحر الأحمر للبحرية دروسًا للبحرية الأمريكية، فإن الاستعدادية لا شك أنها تستنزف.
كما تحدث ضابط حرب سطحية في الخدمة الفعلية إلى TWZ بشرط عدم الكشف عن هويته أن“الكثير من هذه الدروس وكل ما نتعلمه من البحر الأحمر يشكل تدريبًا قيمًا بشكل لا يصدق بالنسبة لنا في القتال على مستوى عال” . مضيفا أن الدروس التي تعلمتها البحرية من القتال في بيئة ساحلية مثل البحر الأحمر يمكن تطبيقها على الصراعات الساحلية المحتملة في بحر الصين الجنوبي أو مضيق لوزون، وهي مناطق اشتباك بالأسلحة ستكون أكثر تشبعًا بكثير من حرب المحيط المفتوح. ولكن حتى في معركة المياه الزرقاء فوق مساحات المحيط الهادئ الشاسعة، تنطبق الدروس الرئيسية، كما قال ضابط العمليات البحرية النشط.
وكشف ضابط العمليات الخاصة النشط للموقع أن “الجغرافيا والطريقة التي تطور بها “الحوثيون” تمنحنا بعض الرؤية العظيمة، وتترجم بشكل مباشر إلى استعدادنا لتلك المعركة رفيعة المستوى ضد الصين”.