‏هل يستطيع الحوثي أن يقوم بأعباء الدولة، ينفذ إلتزاماته تجاه مواطنيه بالخدمات وإستقرار الوضع المعيشي ودفع الرواتب، وعدم التنصل من واجباته مهما كان حضوره كدولة أو كسلطة إحتلال؟
كنز الأموال لصالحه من جهة، ومضاعفة الأعباء وإثقال كاهل المواطن بالجبايات ، والتفنن بصناعة المسميات لها ، وخنق النشاط التجاري، من جهة ثانية، هي سمات تستطيع أن تقوم بها أي جماعة مسلحة ، ولكنها في مطلق الأحوال لايمكن أن تأخذ صفة الدولة ، فالعصابة تفعل ذلك ، وقطاع الطرق وزعران الأحياء والمافيات أيضاً يفعلون ذلك ، كما يفعل الحوثي، وطالما تتفق كل هذه التشكيلات العصابية المسلحة، على ممارسة أعمال السلب والنهب والترويع وأخذ الإتاوات القهرية، من أصحاب المحلات الصغيرة والبيوت المالية والنشاط التجاري العام، فإننا أمام حالة هي أصغر من المليشاوية وأكبر قليلاً من العصابة، هذا هو تعريف الحوثي.


الحوثي لايمكن أن يعيش ويتنفس خارج الحرب، هو يستدعيها دوماً كلما ضاق الخناق من حوله، وكلما لاحت بوادر الضيق الإجتماعي وتضاعفت مصاعب الحياة للمواطنين الواقعين تحت سيطرته، يعرف جيداً أنه جماعة بلا مشروع إدارة دولة وأن المنجا الوحيد له هو في شد العصب، وعسكرة الحياة وصناعة خطراً حقيقياً أو من العدم، الأول في تعظيم الخطر ، والثاني في إبقائه فزاعة وخيال مآته، يخيف به الناس فيما هو جسم ميت غير قابل للإيذاء والحركة.
المشاط لمواجهة المطالب في الراتب ورفض تغول مليشياته في حياة الناس والفضاء العام، يوجه بطاقة دعوى لرد الفعل بالحديث عن قدرة صاروخية تنطلق من أي مكان في اليمن، قدرة لم يختبرها الجوار، وصواريخ بحرية ستزلزل الإمريكان، وبخطاب تصعيد كهذا يدرك الفاعلون بأنه هذيان موجه للداخل، ومحاولة للهروب إلى الأمام من إستحقاقات تضعه وجهاً لوجه أمام الشعب، كجماعة تحارب وتقتات من التخويف بالحرب ، ولكنها لا تملك مقومات بناء وإدارة دولة.
من غير الحرب التي سوقته خلال تسع سنوات، كسلطة إكراه وحكم أمر واقع مكروه، هو حفرة تبتلع الموارد وتقتسم اليمن في ما بين طائفتها، ومع ذلك يبقى الحوثي عصابة بقليل من النضال السياسي المطلبي الحقوقي يتداعى كنمر من قش .
شريان حياته ومبرر وجوده هو دق طبول الحرب، وتحييد مطالب الناس، واحتواء الرفض بيافطة العدو الذي أصبح حميمياً بعلاقات دافئة معه، وإن لم يجد مبرراً لإبقاء جذوة المواجهات متقدة، سيصنع الحوثي حروبه الداخلية البينية الخاصة اليمنية اليمنية، فمن غير الحرب تسقط مشروعيته الهشة المزعومة، يختنق الحوثي ويموت.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

محمد علي الحوثي: أمريكا شريك أساسي في العدوان على اليمن والمقاومة في المنطقة

يمانيون../
علق عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، واصفًا إياها بأنها تأتي ضمن توصيات وزارة الدفاع الأمريكية التي تهدف إلى شيطنة من تتعرض دولهم للعدوان.

وأكد الحوثي في تغريدة على منصة إكس أن تصريحات ليندركينغ ليست سوى امتثال لدوره كجندي يخدم السياسات العدوانية الأمريكية تجاه اليمن. كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية التي يمثلها ليندركينغ قدمت الدعم الكامل للعدوان على غزة والمقاومين في لبنان واليمن، وهو ما يسقط الأقنعة التي تحاول هذه الإدارة التستر خلفها.

وأضاف الحوثي أن هذه التصريحات تكشف الوجه الحقيقي للسياسات الأمريكية، التي تسعى لإدامة الحروب وإضعاف الشعوب المقاومة، مشددًا على أن اليمن سيظل ثابتًا في مواجهة كل محاولات الهيمنة.

مقالات مشابهة

  • محمد علي الحوثي: أمريكا شريك أساسي في العدوان على اليمن والمقاومة في المنطقة
  • كيف وصل ''مرتزقة'' من اليمن إلى روسيا؟ ومن هو الحوثي الجابري المتورط في خداعهم وتجنيدهم؟
  • الكشف بالاسم عن القيادي الحوثي الذي قام باغتيال شيخ قبلي بارز وسط صنعاء وهذا ما فعله بعد الجريمة
  • قاضٍ سابق بالجنائية الدولية: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت سارية ولا تسقط بمغادرة المنصب
  • تقارير دولية: ''الحوثي جعل اليمن أكثر الدول تجنيداً للإطفال ويستغل الحرب على غزة''
  • الكشف عن تورط الحوثي في إرسال شباب يمنيين للقتال ضد أوكرانيا وما المقابل الذي خدعتهم به روسيا؟
  • المليشيا المتمردة تعاني من انهيار كلي ومتسارع
  • الكشف بالاسم عن القيادي الحوثي الذي خدع مئات الشباب اليمنيين وارسلهم إلى روسيا للقتال في أوكرانيا
  • البرهان يؤكد عزم القوات المسلحة على تطهير البلاد من دنس التمرد والقضاء على المليشيا الإرهابية
  • زيلينسكي: تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب يهدد الأمن الغذائي في دول مثل مصر وليبيا ونيجيريا