8 مليارات دولار قيمة البامبو عالميا سنويا.. ويستفيد منه 2.5 مليار شخص

يعتبر «البامبو» من النباتات سريعة النمو التى تتجدد تلقائياً، حيث لا نحتاج لزراعتها مجدداً بعد قطع السيقان من أعلى سطح التربة، لأنها تُطلق سيقاناً جديدة بصفة مستمرة وأسرع من المرة الأولى من الزراعة.

 د. مها فاروق: أخشابه خفيفة وقوية ومتينة ومرنة.. ويمكن أن تكون بديلاً للخشب الصلب.. ويمكن زراعته فى الغابات المروية بمياه الصرف

هذا ما تؤكده د.

مها فاروق، أستاذ ورئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين، التى تشير إلى أنه يوجد حوالى 1400 نوع من نبات البامبو حول العالم، وهى نباتات عشبية خشبية معمرة تشترك جميعها فى وجود ما يعرف بـ«الريزوم»، وهو «جزء نباتى أسفل سطح التربة ينمو عرضياً وبه عقد تنمو منه الجذور لأسفل والنمو الخضرى لإعطاء السيقان لأعلى فوق سطح التربة، وهذه السيقان فى الغالب تكون مجوفة ومجزأة.

وتؤكد «مها» أن «البامبو» يمكن أن يكون بديلاً للخشب الصلب، حيث إن أخشابه خفيفة الوزن وقوية ومتينة ومرنة، وهذه الصفات مناسبة أيضاً بما يكفى لصنع المواد المركبة مثل القشرة المركبة، والأثاث، والديكورات، والأرضيات، والأسقف، والملابس، والورق وعجينة الورق. كما يمكن استخدامه بديلاً لمواد أخرى مرتفعة الثمن مثل الصلب والحديد وما إلى ذلك. ويستخدم على نطاق واسع فى البناء، كالسقالات أو فى بناء البيوت، والإنشاءات على أساس مادة البامبو توفر بديلاً ممتازاً للخشب والخرسانة الأسمنتية وغيرها من المواد عالية التكلفة، سواء فى شكله الطبيعى أو كالمواد المعاد تشكيلها والألواح المصفحة والألواح المركبة من البامبو والبلاستيك.

وتشير أستاذ الأشجار الخشبية إلى أن هذه المبانى عادة ما تكون أرخص من المنازل الخشبية، فهى خفيفة وقوية ومقاومة للزلازل مقارنة بالطوب أو الإنشاءات الأسمنتية، وصديقة للبيئة أيضاً، كما أن الهياكل الأساسية من البامبو منخفضة الصيانة، ومقاومة للحريق، ولها حماية حرارية، والأهم من ذلك أنها مناسبة للإنشاءات فى المناطق المعرضة للزلازل. كما أنها تلعب دوراً مهماً فى التخفيف من آثار الكوارث وإعادة التأهيل بعد الكوارث.

أما عن ألواح الخشب المصنعة من البامبو فهى عبارة عن طبقات متعددة متوفرة فى العديد من الأشكال والاختلافات فيما يتعلق بالحجم والسمك والتكوين والمظهر واللون، وهى مقاومة لهجوم الآفات والحرائق وما إلى ذلك. ويمكن استخدامها كألواح حائط، وأسقف، وفى الهياكل المجمعة والأدوات المنزلية، إلخ.

وفيما يتعلق باستخدامه كأرضيات فإنه يعتبر منتجاً عالى الجودة يمكن استخدامه بشكل شائع وله سوق عالمية كبيرة، وله مزايا معينة تفوق الأرضيات الخشبية الأخرى بسبب نعومتها ولمعانها، وثبات أبعادها والمقاومة العالية وخصائص العزل والمرونة. أما عن المنسوجات المصنوعة من ألياف البامبو فتعتبر أكثر نعومة من معظم النسجة القطنية ولها مظهر حريرى جميل.

ويمكن أن تستخدم مخلفات البامبو والأجزاء الأقل جودة فى إنتاج ثلاثة منتجات قيمة: الفحم والغاز والنفط، وهذه من مصادر الطاقة الحيوية، ويمكن أيضاً تحويله إلى «إيثانول» بدلاً من استخدام محاصيل أخرى يمكن أن تستخدم كغذاء للإنسان أو علف مثل الذرة وقصب السكر وغيرهما، حيث إن الإيثانول من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، ويتم خلطه بنسب قليلة مع الوقود الأحفورى.

والبامبو يعتبر مأوى لكثير من الكائنات الحية ولذا فهو يساهم مساهمة كبيرة فى حفظ التنوع الأحيائى، كما يمكن أن يكون مصدراً للطاقة المتجددة، ويساعد أيضاً فى التنمية المستدامة. لذا نجد أن حوالى 2.5 مليار شخص حول العالم يعتمد اقتصادياً على البامبو.

ويتمتع النظام البيئى لغابات البامبو بإمكانية أعلى فى تثبيت الكربون من الغلاف الجوى بالنسبة لأنواع الغابات الأخرى. وهى واحدة من أبرز النظم البيئية التى تلعب دوراً مهماً فى دورة الكربون وتوازن الكربون على الأرض، إذ يقوم البامبو باحتجاز ثانى أكسيد الكربون ويولد ما يصل إلى 35% من الأكسجين أكثر من الأشجار. كما أنها سريعة النمو ولديها إنتاج مرتفع ونضج سريع من البراعم إلى الساق.

تبلغ قيمة سوق البامبو العالمية حالياً 8 مليارات دولار أمريكى سنوياً، حصة الصين منها 5.5 مليار دولار أمريكى. تغطى الأسواق التقليدية للحرف اليدوية والستائر وبراعم البامبو وعيدان تناول الطعام وأثاث من البامبو التقليدى، وهو ما يمثل 95 فى المائة من السوق حتى الآن. تشمل منتجات السوق الجديدة الأثاث الحديث، وغيره، وتغطى الأرضيات والألواح نسبة الخمسة بالمائة المتبقية من قطاع البامبو.

تجارب للتوسع فى زراعته بمصر.. ورئيس «بحوث الأشجار»: من أهم النظم البيئية فى احتجاز ثانى أكسيد الكربون.. ويولد 35% من الأكسجين أكثر من الأشجار

ونظراً لأهمية وفوائد البامبو بيئياً واقتصادياً، فقد اهتم قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، بإجراء تجارب على البامبو، وكان منها أول تجربة فى مصر لزراعة البامبو العملاق بالعُقَل الساقية الناضجة، وقد أوضحت هذه التجربة أن هذه الطريقة فى الزراعة أفضل من زراعة الريزومات حيث تصل نسبة النجاح إلى أكثر من 70%، وتبعاً لموقع العقل على الساق حيث كانت العقل الوسطية أفضلها، وأفضل ميعاد للزراعة خلال شهر مايو ويمكن الزراعة خلال يونيو ويوليو.

المصدر: الوطن