الموت أمْرٌ كتبه الله عز وجل على جميع بني آدم، قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}(آل عمران:185). قال ابن كثير: "يخبر تعالى إخبارا عاما يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ}(الرحمن:27:26) فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت".

وقد وعد الله تعالى الصابرين على مُصابهم الأجر العظيم الذي لا حدَّ له فقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(البقرة:157:155). قال السعدي: "مَنْ وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا، واحتسب أجرها عند الله، وعَلِم أن ما يدركه مِنَ الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمة في حقه، لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب".

إن فَقْد الأحبَّة بالموت، خَطْبٌ مؤلم، وألم موجع، ومصيبة كبيرة، بل هو مِنْ أشد المصائب التي تمر على الإنسان في حياته، والحزن والبكاء عند حدوثه فِطْرة بشرية وطبيعة إنسانية، وما مِنْ أحد مِن الأحياء إلا وسيُبْتَلى بمصيبةِ فقدِ حبيبٍ له ـ من أب، أو أم، أو ابن، أو ابنة، أو زوج، أو زوجة، أو قريب، أو صاحب.. وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}(الزُّمر:30). وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فقال: يا محمَّد! عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مفارقُه، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مجزِيٌّ به) رواه الحاكم. ومما تقر به أعين المصابين بموت أو فقد أحد من أحبابهم، ومما تسكن به قلوبهم، قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي ابتُلِيَ بوفاة زوجته وأبنائه والكثير من أصحابه، ففيها الدواء للمُبْتَلَى والمكروب، والعون على فراق وفقْدِ المحبوب.

وفاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم:

لم تكتحل عيناه صلى الله عليه وسلم برؤية أبيه عبد الله بن عبد المطلب، إذ تُوفي وهو حَمْل في بطن أمه، وأمه آمنة بنت وهب عاش معها ست سنين ثم توفيت، فكان صلوات الله وسلامه عليه يزورها ويبكي عند قبرها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (زارَ النبي صلى الله عليه وسلم قبرَ أمِّهِ فبَكى وأبْكى مَنْ حوله، فقال: استأذَنتُ ربِّي في أن أستغفرَ لها فَلم يأذَن لي، واستأذَنتُ ربِّي في أن أزورَ قبرَها فأذنَ لي، فزوروا القُبورَ فإنَّها تذَكِّر بالموت) رواه مسلم.

وفاة زوجته خديجة:

توفيت خديجة رضي الله عنها في العام العاشر من بعثته صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجُون، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده، وحزن عليها حزنا شديدا، فهي التي آزرته في أحرج الأوقات، وأعانته على إبلاغ رسالته، وواسته بنفسها ومالها، وظلت ربع قرن من الزمان تتحمل معه كيد الخصوم، ومتاعب تبليغه لرسالته التي بعثه الله بها، ولذلك كان موتها من أكبر المصائب التي مرت به صلى الله عليه وسلم، حتى حزن عليها أشد الحزن وظل يذكرها بالخير طوال حياته، ويبين فضلها وإحسانها. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج مِن البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلتُ: هل كانت إلا عجوزا، قد أبدلك الله خيرا منها؟ فغضب ثم قال: لا، والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء) رواه أحمد.

وفاة أولاده:

نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم كان له من الأبناء سبعة، كلهم من خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم عليه السلام، وهم القاسم، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة ـ رضي الله عنهم ـ، وشاء الله أن يموت القاسم وعبد الله واحدًا بعد الآخر، فلم يعيشا طويلاً، أما البنات فقد توفيت ثلاث منهن في حياته صلى الله عليه و سلم، ولحقت بهم الرابعة ـ فاطمة رضي الله عنها ـ به بعد وفاته بستة أشهر.

قال النووي: "كان له صلى الله عليه وسلم ثلاثة بنين: القاسِم وبه كان يُكَّنَّي، وُلِدَ قبل النبوة، وتوفي وهو ابن سنتين، وعبْد الله وسُمي الطيب والطاهر، لأنه وُلِدَ بعد النبوة، وإبْراهيم وُلِدَ بالمدينة سنة ثمان، ومات بها سنة عشر وهو ابن سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر، وكان له أربع بنات: زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد، وفاطِمة تزوجها على بن أبى طالب رضي الله عنه، ورقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان بن عفان رضي الله عنه، تزوج رقية ثم أم كلثوم وتوفيتا عنده ولهذا سُمِّي ذا النورين، تُوفيَت رُقَيَّة يوم بدر في رمضان سنة اثنتين من الهجرة، وتوفيت أمُ كُلثوم في شعبان سنة تسع من الهجرة، فالبنات أربع بلا خلاف، والبنون ثلاث على الصحيح، وأول من وُلد له القاسم، ثم زينب، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، وجاء أن فاطمة أكبر من أُم كلثوم، وكلهم مِنْ خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وكلهم توفوا قبله إلا فاطمة فإنها عاشت بعده ستة أشهر على الأصح والأشهر" .

بكاؤه وحزنه على ولده:

يصف أنس بن مالك رضي الله عنه حال وموقف النبي صلى الله عليه سلم عند موت ابنه إبراهيم فيقول: (دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى سيف القَيْن (الحداد)، وكان ظِئْرًا لإبراهيم (أباً له من الرضاعة)، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيمَ فَقَبَّلَه وَشَمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبْرَاهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبرَاهيم لمحزونون) رواه البخاري. قال المناوي: "فيه الرخصة في البكاء بلا صوت والإخبار عما في القلب من الحزن، وإن كان كتمه أولى، ودمع العين وحزن القلب لا ينافي الرضى بالقضاء، وقد كان قلبه صلى الله عليه وسلم ممتلئا بالرضى".

بكاؤه وحزنه على أصحابه:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (اشتكى سعد بن عُبادة شكوى له، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم، فلما دخل عليه وجده في غاشية أهله، فقال: قد قضى، فقالوا: لا، يا رسول الله، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا، فقال: ألا تسمعون، إن الله عز وجل لا يعذّب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا ـ وأشار إلى لسانه ـ أو يرحم) رواه البخاري.

أحاديث نبوية في الصبر وتسلية المُصاب عند فقد الأحباب:

1 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: ما لعبدي جزاء إذا قَبَضْتُ صَفِيَّه (الحبيبُ المُصافي، كالولدِ والأخِ وكلِّ مَن أحَبَّه الإنسان) مِنْ أهل الدنيا ثم احتسبه (صبَرَ على ذلك راجيًا الثَّوابَ مِن اللهِ سُبحانَه) إلا الجنة) رواه البخاري.

2 ـ عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنا لي قُبض (مات) فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب) رواه مسلم.

3 ـ كان صلوات الله وسلامه عليه يعلم أن النساء يصيبهن الجزع أكثر من الرجال، فكان يحرص على تذكيرهنَّ بالصبر والاحتساب عند المصائب. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقِيَهُنَّ فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها (يَموتُ لها ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ في حَياتِها) إلا كان لها حجابا من النار، فقالت امرأة: أو اثنين فقال: واثنين) رواه البخاري.

4 ـ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولَدُ العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنّة، وسمّوه بيت الحمد) رواه التّرمذي.

5 ـ عن قُرَّة بن إياس المُزنيُّ رضي الله عنه: (كانَ نبيُّ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلّم إذا جلس يجلِس إليه نفرٌ من أصحابِه، وفيهم رجلٌ لَهُ ابنٌ صغيرٌ يأتيه من خلفِ ظَهْرِه، فيُقعدُهُ بينَ يديه (بيان شدة حب وتَعَلُّق الرَّجل بابنِه)، فَهَلَكَ (مات) فامتنعَ الرَّجلُ أن يحضُرَ الحلقةَ لذِكْرِ ابنِه، فحزنَ عليه، ففقدَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: مالي لا أرى فلانًا؟ قالوا: يا رسول اللَّه، بُنَيُّه الَّذي رأيتَهُ هلَك، فلقيَهُ النَّبيُّ فسألَه عن بُنَيِّه فأخبرَهُ أنَّه هلَك، فعزَّاهُ عليه، ثمَّ قال: يا فلان، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ بِهِ عمُرَك، أو لا تأتي غدًا إلى بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ إلَّا وجدتَهُ قَد سبقَكَ إليه يفتَحُهُ لَك؟ قالَ : يا نبيَّ اللَّه، بل يَسبقُني إلى بابِ الجنَّة فيَفتحُها لي لَهوَ أحبُّ إليَّ، قال: فذاكَ لَك) رواه النسائي. وفي رواية أخرى: (فقال رجل : يا رسول الله، لَه خاصَّةً أم لِكلِّنا؟ قال: بلْ لِكلِّكُم).

6 ـ عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما مِن عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها (اجعَلْ لي خَلفًا ممَّا فاتَ عَنِّي في هَذه المُصيبَةِ خيْرًا مِن الفائتِ فِيها)، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيرا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة (زوجها) قلتُ: أي المسلمين خير من أبي سلمة (حبا واستِعظامًا لأبي سَلمَةَ عَلى زَعمِها وفي ظَنِّها)؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتُها (كَلمةَ الِاسترجاعِ والدُّعاءَ المَذكور)، فأخلف الله لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم (جَعلَها الله زَوجة للنبي صلى الله عليه وسلم)) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم.

ومِن تسلية المُصاب عند فقد أحَدٍ من الأهل والأحباب: تذكر المصيبة العظيمة بموت النبي صلى الله عليه وسلم، فكل مصيبة دون مصيبتنا بموته تهون، فبموته صلوات الله وسلامه عليه انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة، وبموته انقطعت النبوّات، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: (يا أيها الناس: أيما أحد من الناس ـ أو من المؤمنين ـ أصيب بمصيبة، فليتعَزَّ بمصيبتِهِ بي عنِ المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يُصابَ بمصيبة بعدي أشدَّ علَيه من مُصيبَتي) رواه ابن ماجه. قال السندي: "(فليتعزّ) يخفِّف على نفسه مؤونة تلك المصيبة بتذكّر هذه المصيبة العظيمة، إذ الصّغيرة تضمحلّ في جنب الكبيرة، فحيث صبر على الكبيرة لا ينبغي أن يبالي بالصّغيرة ".

اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ       وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ

وَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَسْلُو بِهَا   فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ

إن المتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وحياته، يرى أنه صلى الله عليه وسلم مع علو قدْره ومنزلته قد أصابه مثل ما يصيب الناس من المرض، والجوع، وفراق الكثير من الأهل والأصحاب والأحباب بالموت، فصبَرَ صبراً جميلا، وهو الصبر الذي لا تسخط ولا نياحة فيه، ولا شكوى ولا جزع، ولا اعتراض على قضاء الله وقدره، فكان مثالا عمليا في صبره ورضاه، وفي ذلك تسلية للمصاب بفقد أحدٍ من الأهل والأصحاب والأحباب، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}(الأحزاب:21). قال ابن كثير: "هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أُمِرَ الناسُ بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته، ومرابطته ومجاهدته، وانتظاره الفرج من ربه عز وجل".

عن اسلام ويب.كوم

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم له صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه قال رضی الله عنها رسول الل الله تعالى ه صلى الل أم کلثوم عبد الله م کلثوم کان له عن أبی د الله

إقرأ أيضاً:

سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق

سورة للتكفير عن الذنوب، يغفل كثير من المسلمين عن فضل القرآن الكريم بوصفه أعلى درجات الذكر في تكفير الذنوب وتحقيق التوبة عن العباد، ومن ذلك سورة للتكفير عن الذنوب والتي لا تستغرق من قارئها سوى 5 دقائق فقط.

وفي التقرير التالي نوضح سورة للتكفير عن الذنوب وفضلها وأفضل وقت لقراءتها على مدار اليوم.

سورة للتكفير عن الذنوب

تعدّ سورة يس من سور القرآن الكريم التي تكفر الذنوب فهي سورة المكية، عدد آياتها 83 آية، تركز على قضية البعث والنشور، وقد ثبت في فضل سورة يس العديد من الأحاديث، التي تؤكد عظم تلاوتها في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وغير ذلك من الفضائل العظيمة.

وقد ورد في فضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ ما أخرجه الترمذي -واللفظ له- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وإنّ أقوى ما جاء في فضل سورة يس ما رواه ابن كثير في تفسيره، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له»، كما وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

كما ثبت في فضل سورة يس أنّها لما قرءت له، وقصدوا في ذلك أنّ قراءة سورة يس فيها قضاء للحوائج وتسهيل لها، والحقيقة أنّه لا يجوز نسبة ذلك إلى السنة النبوية، وأقوال العلماء والتابعين لإنكارهم هذا الحديث، ومثال عليهم العلامة السخاوي الذي قال إنّه لا أصل للحديث بهذا اللفظ، وقال ابن كثير في تفسيره أنّ من خصائص فضل سورة يس أنها ما قرءت لشيء أو أمر عسير إلا يسره الله، وهذا القول لا يمكن نسبته إلى الله تعالى أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- إنّما ينسب إلى قائله فيقع الصواب والخطأ عليه.

سورة للتكفير عن الذنوب

وقد بينت دار الإفتاء المصرية أن من أعظم الذكر قراءة القرآن الكريم، حيث قد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.

كما ورد الشرع بفضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

وشددت الإفتاء أنه بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فلا مانع من قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على ذلك، ولكن الجهر بذلك في جماعة مشروط بموافقة القائمين على المسجد؛ تنظيمًا لزيارة هذا المقام الشريف؛ وتأدبًا في حضرة صاحبه الإمام الحسين عليه السلام، ليتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".

أوجز العلماء في خمس سور يستحب قراءتها للميت وهي: «الفاتحة، والبقرة فاتحتها وخاتمتها، الإخلاص، والتكاثر، ويس»، مستدلين بما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَليُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ»، أخرجه الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح، وفي رواية: «بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ»، بدلا من «فَاتِحَةِ الْكِتَابِ».

وروى عبد الرحمن بن العلاء بن اللَّجْلاجِ، عن أبيه قال: "قال لي أبي -اللَّجْلاجُ أبو خالد-: يا بُنَيَّ إذا أنا متُّ فأَلْحِدْني، فإذا وضَعْتَني في لحدي فقل: بسم الله، وعلى ملة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ثم سُنَّ عليَّ التراب سنًّا -أي ضَعْه وضعًا سهلا- ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها، فإني سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ ذلك"، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، قال الهيثمي: ورجاله موثوقون.

كما جاء الشرع الشريف بـقراءة سورة الفاتحة على الجنازة؛ لما فيها من الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها، فيما جاءت السنة بقراءة سورة يس على الموتى، في حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال القرطبي في التذكرة: "وهذا يحتمل أن تكون القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره".

ووردت في هذه المسألة أحاديثُ أخرى، لكنها واهية الأسانيد: منها حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وكرم وجهه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ مَرَّ عَلَى الْمَقَابِرِ، وَقَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ وَهَبَ أَجْرَهُ لِلْأَمْوَاتِ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ الْأَمْوَاتِ». خرَّجه الخلال في "القراءة على القبور"، والسمرقندي في "فضائل قل هو الله أحد"، والسِّلَفِي.

وكذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ اْلكِتَابِ وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَ مَا قَرَأْتُ مِنْ كَلَامِكَ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَانُوا شُفَعَاءَ لَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى». خرَّجه أبو القاسم الزنجاني في "فوائده".

وقال الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في جزئه الذي ألَّفه في هذه المسألة: "وهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفةً، فمجموعها يدل على أن لذلك أصلا، وأن المسلمين ما زالوا في كل مِصْرٍ وَعَصْرٍ يجتمعون ويقرؤون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا".

لماذا أمر الرسول بقراءة يس على الموتى؟

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن قراءة سورة يس للميت تهون عليه في قبره وتنيره، كما تتنزل بها الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا من الله عز وجل عليه.

وأوضح "جمعة"، في إجابته عن سؤال: " لماذا أمر الرسول بقراءة يس على الموتى ؟، وهل هناك فضل لقراءة سورة "يس" للأموات فالبعض يقول إن قراءتها لا تفيد الميت؟"، أن قراءة سورة يس تفيد الميت وأن لها فضل، كما أن لبعض سور القرآن فضل يزيد على الفضل العام للقرآن وذلك من أجل الترغيب في قراءتها .

وأضاف أن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته سواء كان ذلك في منزله أو في المسجد أو بعد صلاة الجنازة وقبلها أو عند القبر كل ذلك جائز شرعًا، وهي تهون على الميت في قبره كما أخبرنا بذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.

ونبه على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حثنا على قراءة القرآن للميت بعد وفاته، مشيرًا إلى أنه لابد في قراءة القرآن من التأدب بآداب التلاوة وعدم الإخلال بالحروف والامتثال لأمر الله في قوله تعالى : "وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا" (الآية 4 من سورة المزمل).

ولفت إلى أن قراءة القرآن نور وسبب في إنزال الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا والرحمة ولذلك يقرأه أهل البيت على موتاهم راجين تنزيل الرحمات على فقيدهم وينبغي لقارئ القرآن أن يقول قبل قراءته أو بعد القراءة: "اللهم أجعل ثواب ما أقرأه أو ما قرأته لفلان" وبفضل الله تعالى يصل ثواب القراءة للميت.

ودلل بما جاء في فضل سورة يس؛ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "...، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ؛ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ" أخرجه أحمد في مسنده ( 5 / 26 ) عن عبد الله حدثني أبي ثنا عارم ثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار.

واستشهد بما روي عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ" أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت ( 3121 ) عن محمد بن العلاء ومحمد بن مكي المروزي المعنى قالا حدثنا ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار.

مقالات مشابهة

  • فلاح المدادحه رجل المبدأ والكرامة . . !
  • دعاء العمرة.. اللهم افتح لي أبواب رحمتك
  • سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 23-2-2025
  • 4 أمور لو فعلها المسلم يوميا كان من أهل الجنة.. تعرف عليها
  • لتدعو لك الملائكة.. احرص على هذا العمل قبل أو بعد الصلاة
  • كلمة جامعة.. خطيب المسجد الحرام: يحتاجها المعافى والمبتلى والحي والميت
  • خطيب المسجد الحرام: العافية في الدين بالثبات على الحق والبعد عن الباطل
  • ردّ السلام في خطبة الحجاج بأهل العراق
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة