السومرية تنشر صوراً لبحيرة ساوة بعد موجة الجفاف
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تنشر السومرية نيوز، صورا لبحيرة ساوة في محافظة المثنى بعد موجة الجفاف التي ضربت مصادر تغذيتها. وقال مستشار ومعاون محافظ المثنى لشؤون الزراعة والموارد المائية عبد الوهاب فليح الياسري بحديث خاص لـ السومرية نيوز، ان "بحيرة ساوة تغذيتها من المياه الجوفية وليس من المياه السطحية ولا توجد هناك علاقة بين مستوى نهر الفرات وانخفاض البحيرة على اعتبار ان طرق التغذية مختلفة بينهم".
وأضاف، انه "لا توجد أسباب واضحة لانخفاض وارتفاع مستوى مياه البحيرة وتعتبر وزارة الموارد المائية ومركز إنعاش الاهوار المسؤول المباشر عن معرفة مصادر تغذيتها بالمياه".
وتابع، ان "هناك دراسات كثيرة تعمل من اجل إنعاش بحيرة ساوة وإيقاف تدهورها لكن يوجد اسرار وغموض كبيرين في هذا الموضوع لحد الان ولا نستطيع إنعاش حقول تغذية البحيرة الذاتية لأنه قد تكون بأعماق كبير في باطن الأرض"، مشيرا الى انه "لا يمكن للأسماك ان تعيش في مياهها لان نسبة الملوحة فيها عالية جدا وأكثر من مياه البحر بأضعاف".
واكد مركز أبحاث البادية وبحيرة ساوة، انه "في حال توفر كميات المياه اللازمة لعشرات السنوات القادمة، لربما ستدب الحياة من جديد في ساوة".
وأوضح ان "الجفاف ضرب البحيرة بقوة جراء معامل الملح القريبة منها وزراعة البادية، وبذلك قد انتهى مورد أقتصادي مهم للمحافظة في حال يمكن استثمارها كمنتجع سياحي لاستقطاب السياح".
ونوه الى ان "هناك العديد من أنواع السمك المهمة اختفت وهاجرت الطيور النادرة منها".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
الجفاف وارتفاع الحرارة يهددان إنتاج الزيوت العطرية في أرياف تونس
عين دراهم،تونس"أ ف ب": تشهد تونس موجة جفاف للسنة السادسة على التوالي، وبسبب نقص الموارد المائية المتأتية أساسا من الأمطار تراجعت نسبة امتلاء الـ36 سدّا المتمركزة غالبيتها في محافظات الشمال الغربي إلى 20%، وهي نسبة لم تشهدها البلاد منذ عقود.
وتنتج تونس نحو 10 آلاف طن من الزيوت العطرية والطبية سنويًا، تمثل نبتة الإكليل الجبلي وحدها أكثر من 40% من صادرات البلاد إلى الأسواق الفرنسية والأميركية. ومع ذلك، تواجه النساء العاملات في هذا القطاع تحديات متزايدة بسبب الجفاف الممتد وندرة الموارد الطبيعية، فيما تسعى النساء العاملات في هذا المجال إلى إيجاد بدائل تحافظ على مصدر رزقهن وتحمي البيئة الطبيعية في آنٍ واحد.
فضلا عن ذلك، وخلال السنوات الأخيرة، واصلت معدلات الحرارة ارتفاعها خلال الصيف وتجاوزت الخمسين درجة مئوية في بعض المناطق، وكنتيجة لذلك، تكلّف التغيرات المناخية الاقتصاد التونسي 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق إحصاءات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتمثل النساء في سنّ العمل نصف السكان في تونس البالغ عددهم حوالى 12 مليون نسمة، إلا أن 27.9% فقط منهن ناشطات اقتصاديا، كما أن نسبة البطالة بينهن 21.3% وغالبا ما يشغلن وظائف هشة، ما يجعلهن أكثر عرضة للأزمات الاقتصادية والمناخية، وفق تقارير أممية، وحوالى 70% من القوة العاملة في قطاع الزراعة من النساء، ويواجهن التداعيات المباشرة للتغير المناخي، لا سيما "في ظل هشاشة أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية التي تعيق تمكينهن من الوصول إلى فرص اقتصادية بديلة"، بحسب الأمم المتحدة.
اذ يستفيد المجمع النسائي الريفي من تدريب تقدمه منظمات دولية مثل "منظمة الأغذية والزراعة" للأمم المتحدة، لمساعدتهنّ على الحفاظ على الثروة الحرجية أمام تزايد تهديدات تغيرات المناخ. لكن وبالرغم من ذلك، فإن الوضع بالنسبة لمبروكة العثيمني ساء لدرجة تقول "لم أعد بإستطاعتي تجهيز طلبيات العملاء من خلال جمع الكميّات المطلوبة، وأضطر تبعا لذلك للرفض لأن النبات قلّ"، ما يؤثر مباشرة على دخل المجمع.
وتواجه النساء العاملات في جمع الأعشاب البرية شمال غربي تونس تحديات متزايدة نتيجة تغير المناخ، حيث أصبحت الأمطار شحيحة ودرجات الحرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، مما أثر على كميات الأعشاب البرية المستخدمة في استخلاص الزيوت الطبية والعطرية.
وعلى إحدى هضاب جبال الشمال الغربي تتابع مبروكة العثيمني، وهي مشرفة على مجمع لتقطير الزيوت، عاملاتها وهن يكافحن لجمع الأعشاب. "شتّان بين ما كان عليه الوضع وما أصبحنا نعيشه اليوم. بالكاد نحصل على نصف الدخل، وأحيانًا لا يتجاوز الثلث"، تقول العثيمني البالغة من العمر 62 عامًا.
وتسعى عشرات النساء في قرية التباينية الواقعة بمنطقة عين دراهم إلى جمع أعشاب مثل نبتة القضوم (المستكة) من الغابات الممتدة، رغم أن سلالهن لا تمتلئ كما كانت في السابق. اذ تشير العثيمني إلى أن تغير المناخ أثر بشكل واضح على إنتاج الأعشاب البرية، موضحة أن "الأمراض التي تظهر بسبب ارتفاع درجات الحرارة ساهمت في تقليل إنتاج الزيوت".
حيث تدير العثيمني منذ أكثر من عقدين مجمع "البركة" الذي يشغّل 51 امرأة، تعتمد عليه العديد من الأسر في منطقة الشمال الغربي، حيث تسجل معدلات فقر تصل إلى 25.8% مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 15.3%.
من جهتها تصطحب منجية السوداني (58 عاما) ابنتها العشرينية معها خلال عمليات التقطير داخل المجمع. وتؤكد "كنا خلال السنوات السابقة نجمع ما بين 3 و4 أكياس كبيرة من أوراق النباتات، وهذه الأيام لم نعد نحصّل كيسا واحدا والمناخ هو السبب".
وتضيف بينما تملأ خزان آلة التقطير "كنا نجمع بمعدل 4 كيلوغرامات من نبتة الضرو، وأصبحت الكمية لا تتجاوز 1.5 كيلوغرام ما يؤثر على مدخول العائلة" و"بطبيعة الحال عندما ينقص المنتوج ينقص الدخل".
وكشفت دراسة نشرها "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" في سبتمبر الفائت، أن الأضرار التي لحقت بالغابات نتيجة التغيّر المناخي تؤثر بشكل كبير على سكانها الذين يعتمدون على مواردها لكسب رزقهم، و"تعاني النساء بشكل خاص من التأثيرات حيث اصبحت الانشطة التي يمارسنها أكثر صعوبة ومشقة".