تحت يافطات متعددة واساليب متنوعة تستمر المليشيا في حملات النهب والسلب لكن الجماعة تعتبر المولد النبوي هو موسم الجباية الأعظم طوال السنة حيث تُعد الجبايات بإسم المولد أوسع وأكبر عملية نهب للأموال النقدية والعينية تنفذها المليشيات الإرهابية، بحكم أنها تستهدف بها جميع المقيمين في مناطق سيطرتها.

وتحت مسمى المسيرة القرآنية وغيرها من اللافتات الدينية البراقة تتخذ المليشيات الحوثية من المناسبات الدينية والطائفية فرصة للكسب السياسي والارتزاق وجمع الإتاوات والجبايات غير القانونية من التجار وأصحاب المحلات التجارية، ومؤخراً السكان عبر عقال الحارات الموالين لها.

وفرضت لجانُ الحوثي التابعة للجنة المنظمة للاحتفالات، مبالغ مالية باهظة على التجار باسم المولد النبوي، وإجبارهم على الدفع تحت تهديد السلاح. وتحدثت مصادر صحفية عن دفع مجموعة هائل سعيد أنعم أكثر من مليار ريال يمني (حوالي 1.9 مليون دولار) عن فروعها في صنعاء فقط تحت ضغط عناصر المليشيا بينما تجبر بقية الفروع في المحافظات الأخرى على الدفع منفردة.

ولم تسلم باقي شركات القطاع الخاص وبقية أصحاب رؤوس من ضغوط مماثلة لدفع مبلغ مقارب لما دفعته شركات هائل سعيد تحت يافظه الإحتفال بالمولد النبوي .

حملة الجبايات الحوثية شملت كذلك المزارعين، وأصحاب المهن الحرة، والمواطنين في الأحياء والحارات بأشكال وحيل وأساليب متعددة، لإكراههم على الدفع؛ حيث فرضت مليشيا الحوثي على مسؤولي الأحياء السكنية تعميمًا بحصر المنازل من فلل وبنايات وشقق، وإبلاغ السكان بدفع مبلغ 3000 ريال عن كل أسرة ، لدعم الاحتفال بذكرى المولد. ولم يسلم من شر الجبايات حتى القطاع التربوي الذي فرضت فيه المليشيا على المدارس الخاصة مبالغ تتراوح ما (100ـ 300 ألف ريال)، بذات الذريعة وهددت المخالفين بعقوبات مشددة، وفق مصدر تربوي إضافة إلى كونها ألزمتها سابقاً بتخصيص 20 في المائة من مقاعدها لأبناء قيادات حوثية قُتلت في معاركها ضد الشعب اليمني بينما ألزمت المدارس الحكومية على دفع مبالغ مالية تتراوح بين (50 ـ 150 ألف ريال)، من عائدات الاشتراكات المجتمعية الشهرية التي تفرضها على أولياء أمور الطلاب، وذلك لدعم ما تسميه بأنشطة المولد النبوي.

وفرضت المليشيات على عدد من محلات الذهب والمجوهرات في شارع جمال وميدان التحرير، وشارع هائل، بالعاصمة المختطفة صنعاء، دفع مبالغ تصل إلى 200 ألف ريال عن كل محل، وتوعدت المتخلفين أو من أسمتهم “المتهربين”.

كما أجبرت المليشيات الكهنوتية، المطاعم والكافيتريات ومحلات بيع الأطعمة والمشروبات على التبرع بالطعام والشراب للمشاركين في حملات الجباية وتزيين الشوارع، ونقاط التفتيش والدوريات المليشياوية، وفرضت عليها تقديم وجبات يومية متفاوتة العدد، بحسب عدد عناصر المليشيات الذين يفدون إليها.

وطالت حملة النهب الحوثية باسم “المولد النبوي” أسطوانات الغاز المنزلي، مضيفة 500 ريال فوق سعر كل أسطوانة، غير عابئة بتبعات ذلك على المطحونين في مناطق سيطرتها. ولم يسلم حتى تجار وملاك مسالخ الدجاح ولا ملاك مطارح النيس، وملاك وسائقي شاحنات نقل البضائع بين المدن، وشركات النقل البري، ومكاتب السفريات والسياحة، بالإضافة إلى الأسواق المركزية في صنعاء وبقية المدن الرازحة تحت سيطرتها من حملة الجبايات الحوثية حيث داهمت المليشيات، نهاية أغسطس الماضي، سوق ذهبان شمالي صنعاء، لتحصيل جبايات باسم المولد النبوي، وقامت بنهب بضائع عدد من الباعة.

كما شملت الحملة الحوثية مزارعي العنب في مناطق خولان وبني حشيش وأرحب بمحافظة صنعاء، ومزارعي المانجو في تهامة، والقات في مديريات الحدا وعنس وآنس بمحافظة ذمار، والحيمة وأرحب غرب صنعاء، في أكبر حملة جبايات تعكس فظاعة سياسات المليشيات الحوثية. وتضمنت حملة الجبايات الحوثية تنظيم فعاليات واحتفالات أسبوعية ويومية عبر عُقّال الحارات ومشرفي الأحياء، في خطة تهدف إلى إقناع الأهالي بمزيد من التبرعات، وتكريس الحملة في حياتهم اليومية.

ويعمل عُقّال الحارات على التنسيق لتنفيذ محاضرات وجلسات في منازل الشخصيات والوجهاء، بالإكراه للرجال والنساء، يتم فيها استضافة قادة المليشيات لحث الأهالي على التبرع للحملات، وجرى توسيع هذه الفعاليات لتُنَفّذ بشكل يومي في المساجد بين صلاتي المغرب والعشاء

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المولد النبوی

إقرأ أيضاً:

يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة

 

كشف موقع متخصص بالشأن العسكري والأمني عن قيام جماعة الحوثي المدعومة من إيران، بتعيين رشيد فارس محمد حسن مناع، نجل تاجر السلاح المدرج على القوائم السوداء، مسؤولًا لإحدى الدوائر المهمة في جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة، في وقتٍ يترأس فيه منّاع شركة تجارية حديثة تعمل في مجال الاستيراد، يُرجَّح أنها جزء من شبكة تمويل ودعم لوجستي للجماعة المصنفة كمنظمة إرهابية.

   

بحسب معلومات حصلت عليها 'ديفانس لاين' فقد تم تعيين رشيد مناع مسؤولًا عن 'الدائرة التاسعة' في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، وهو الجهاز الذي أنشأته الجماعة في أغسطس 2019 بعد دمج جهازي الأمن السياسي والأمن القومي، مستحوذة بذلك على منظومة الدولة الاستخباراتية وإعادة هيكلتها لصالح مشروعها الأمني.

 

تشير المعلومات إلى أن 'الدائرة التاسعة' معنية بإدارة عمليات استخباراتية خارجية، وتنظيم صفقات الأسلحة والتمويلات غير المشروعة، حيث تشرف على شبكات التهريب التي تزوّد الحوثيين بالأسلحة والذخائر القادمة من إيران عبر قنوات متعددة، بينها محطة استخبارية في العاصمة العمانية مسقط، يديرها القيادي الحوثي هلال النفيش.

  

وبحسب المعلومات يدير مناع شركة (مؤسسة رشيد فارس محمد للتجارة والاستيراد) وهي كيان تجاري وليد، يرجَّح أنه واجهة لعمليات تجارية محظورة مرتبطة بتمويل الحوثيين، فيما لا تتوفر أي معلومات في المصادر المفتوحة عن مقر الشركة أو سجلها التجاري، كما أنها لا تمتلك أي وجود على الإنترنت أو وسائل التواصل، ما يعزز الشكوك حول طبيعة عملها.

   

ورشيد هو نجل فارس محمد مناع، تاجر السلاح المدرج على القوائم السوداء وقوائم العقوبات الدولية، ينحدر من منطقة الطلح بمديرية سحار في محافظة صعدة، التي تُعد معقل الحوثيين شمالي اليمن، حيث اشتهرت عائلته بتجارة السلاح منذ أجيال، وتوسعت أنشطتها من صعدة إلى نطاق دولي، مما جعلها لاعبًا رئيسيًا في تجارة السلاح العابرة للحدود.

 

برز اسمه لأول مرة كأحد العناصر الحوثية المتورطة في اغتيال الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح داخل منزله في صنعاء في ديسمبر 2017، وجاءت تصفية صالح عقب مواجهات محدودة بين أنصاره ومسلحي الجماعة، انتهت بمقتله والتمثيل بجثته بوحشية، وانتشرت صور ومقاطع فيديو توثق لحظات مقتله، حيث ظهرت عناصر حوثية، من بينها رشيد، بجانب جثة صالح التي وضعوها في 'بطانية' ونقلوها على ظهر مركبة شاص (طقم) وتم الحديث عن مناع حينها كأحد المتورطين بتصفية 'الزعيم'.

 

شكل هذا الحدث انتقامًا دمويًا من الحوثيين، خاصة بعد الحروب الست التي خاضها نظام صالح ضدهم، بدءًا من عام 2004 حين قُتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي في جبال مران بصعدة، ورغم إطاحة صالح من السلطة في 2011 إثر ثورة شعبية، بعد ثلاثة عقود في الحكم، فإنه تحالف لاحقًا مع الحوثيين لمواجهة خصومه السياسيين، مسهلًا تمددهم العسكري واجتياحهم للعاصمة صنعاء، مما أدى إلى انهيار الدولة اليمنية.

 

إلى جانب الدوافع السياسية للحوثيين، كان لرشيد دافع شخصي للانتقام من صالح، الذي كان قد انقلب على والده فارس مناع رغم التعاون الذي جمع بينهما سابقًا في صفقات سلاح عديدة، ففي أكتوبر 2009، أدرج صالح مناع الأب في قائمة سوداء لتجار السلاح، بعد ضبط الحكومة شحنة أسلحة في الحديدة كانت موجهة للحوثيين، ما عزز العداء بين الطرفين وأضفى بعدًا شخصيًا على مشاركته في تصفية صالح.

   

رشيد، خليفة الأب وحفيد الجد

تم تأهيل مناع، الابن، تحت إشراف الحوثية وإعداده فكريا وعسكريا وإخضاعه لدورات وتدريبات ليكون أحد عناصر الجماعة المؤمنين كليا بمنهجها ومشروعها، وانخرط في عملياتها العسكرية وأوكلت إليه الجماعة مسئولية قيادة مجاميع من مقاتليها بعد إثباته الولاء لها.

   

ويستغل رشيد صفته الأمنية والتجارية لتنفيذ عمليات وإبرام صفقات خدمة للحوثيين، وجني العوائد غير المشروعة، وخلافة والده وجده في الإتجار بالموت، فيما تستفيد الحوثية من تأطيره تنظيما وتعيينه في جهاز الأمن والمخابرات ومنحه رقما عسكريا ورتبة رفيعة، احتواء نشاطه ونشاط والده وإبقائه تحت دائرة الطاعة والولاء.

   

خلال حروب صعدة اختار الرئيس صالح مناع، الأب، ممثلا له في لجان وساطة رئاسية بين الحكومة والحوثيين، كان عمل الوساطة يصب لمصلحة المتمردين الحوثيين، قبل أن يقرر صالح إبعاده، ثم زج به في السجن أواخر العام 2010 تحت ضغوط خارجية وكان ينوي تقديمه للمحاكمة، قبل الإفراج عنه بعد أربعة أشهر بوساطة وبعد وقوع محاولات لتهريبه بالقوة.

 

وفي 2011 عين زعيم الحوثيين فارس مناع محافظا لصعدة بعد استكمال الجماعة وضع يدها على المحافظة، وتحت الأمر الواقع تعاملت معه الحكومة، ثم تم تعيينه بعد سقوط صنعاء تحت سطوة الجماعة في منصب (وزير الدولة) في حكومة الجماعة.

   

فرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات في 2010. كما أدرجه مجلس الأمن الدولي ضمن مهربي السلاح لحركة شباب المجاهدين في الصومال المصنفة جماعة إرهابية، في أمريكا.

 

وكانت تقارير دولية تحدثت عن نجاح التاجر مناع في إبرام صفقة أسلحة للحوثيين في 2013م، بقيمة اثنين مليون دولار عبر شركة 'فورخاس تورس' البرازيلية، وتم اختيار جيبوتي كوجهة وهمية للشحنة.

 

 عمليات عابرة للقارات

 

مع استمرار إيران في دعم الحوثيين وانتهاك قرارات حظر السلاح وقرارات منع مد الحوثية بالأسلحة، يحظر اسم مناع، الأب والإبن، في صدارة شبكات التجارة المحظورة وعمليات التهريب المنظمة التي تتدفق للحوثية عبر البحر الأحمر وسلطنة عمان، مرورا بالقارة الأفريقية.

 

وفيما تتحدث معلومات وتقارير عن تطور علاقة الحوثيين بالجماعات الإرهابية في الصومال وسعي الحوثيين لتشكيل جماعات مذهبية موالية لإيران وإنشاء فصائل مسلحة في الصومال واستقدام عناصر صومالية وأفريقية لتدريبهم عسكريا في مناطق خاضعة للحوثيين، إضافة إلى معلومات تتحدث عن تزويد الحوثيين لحركة المجاهدين وتنظيم القاعدة وداعش في الصومال بأسلحة وطائرات مسيرة.

   

يظهر ارتباط مناع بأنشطة الحوثية في الصومال وإيصال الأسلحة للجماعات الإرهابية، وبشبكات التهريب عبر جيبوتي وسلطنة عمان.

 

وقد فرضت أمريكا عقوبات على قيادات في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، شملت رئيسه عبدالحكيم الخيواني، ونائبه عبدالقادر الشامي، وحسن الكحلاني وعبدالواحد أبو راس، لتورطهم في عمليات تهريب النفط والسلاح من إيران وإدارة شركات تجارية وشبكات تهريب مرتبطة بطهران تعمل لحساب الحوثية.

   

مقالات مشابهة

  • حملة حوثية تطال تجار الثوم في صنعاء
  • استشهاد وإصابة 7 جنود في مواجهات عنيفة ضد مليشيا الحوثي بجبهات مأرب والجوف
  • يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة
  • المطلوب طائف سوري لتدارك الأعظم!
  • مليشيا الحوثي تصعد غرب وجنوب مأرب
  • عامٌ على جريمة رداع.. حملة إلكترونية تطالب بالعدالة لضحايا التفجير الحوثي
  • مليشيا الحوثي تفض اعتصام أسرة التاجر السدعي في صعدة
  • بتكلفة 122 مليون ريال.. مؤسسة الشهداء تدشن مشروع السلة الغذائية لأسر الشهداء الأشد فقراً
  • محور تعز: كمين محكم يقتل 3 من عناصر مليشيا الحوثي في الجبهة الغربية
  • اللاعبون الأعلى أجرا في ريال مدريد موسم 2024-2025